لبنان ٢٤:
2024-09-29@07:13:53 GMT

استهداف مواقع الجيش ليس مجرد غلطة إسرائيلية

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

استهداف مواقع الجيش ليس مجرد غلطة إسرائيلية

لم يرَ أحد أوقح من إسرائيل. تقتل القتيل وتمشي في جنازته. وقاحة ما بعدها ولا قبلها وقاحة. لم يسبقها في هذا المجال أحد. لا هولاكو ولا نيرون ولا حتى هتلر. أطفال غزة يسقطون كل يوم بالمئات. شيوخها يشرّدون. نسائها نشّف الدمع في أحداقهن. الأرض تزلزلت. البيوت والمستشفيات والمدارس امست خرابًا. ومع كل هذا تستمرّ الالة الإسرائيلية في تجّبرها، الذي سيقود المنطقة إلى حرب طويلة الأجل لن يعرف أحد كيف ستنتهي، وهل يعتقد الإسرائيليون أنهم إذا رحّلوا الفلسطينيين إلى خارج القطاع والضفة سيعرفون طعم الراحة، وهل سيهنأ لهم عيش، وهل تنتهي القضية الفلسطينية بمجرد أوهام تراود نتنياهو وحكومته المتطرفة، والتي لا تستطيع أن ترى أبعد من أصبعها.

     وبالانتقال من غزة إلى جنوب لبنان، فإن الاستفزازات الإسرائيلية متواصلة، وكان آخرها أمس الأول باستهداف موقع للجيش، حيث سقط له أول شهيد على أرض الجنوب، وأصيب معه ثلاثة عسكريين، في يوم التهبت فيه الجبهة على امتداد "الخطّ الأزرق"، وهو الأعنف والأشمل منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية وردّ "حزب الله" عليها. وهذا ما دفع أكثر من مراقب إلى التخوّف مما تخطّط له إسرائيل، بالتوازي مع ما يُبذل من مساعٍ لتجنيب لبنان الانزلاق إلى حرب واسعة وشاملة، ولكن من دون أن يلقى الساعون إلى الخير أي ضمانات أكيدة بالنسبة إلى قدرة القادرين على لجم إسرائيل ومنعها من القيام بأي مغامرة من شأنها اشعال المنطقة كلها وليس الساحة اللبنانية فحسب. وهذا ما لا تحسب له تل أبيب أي حساب. 
ووسط هذا الكمّ من التهور من الجانب الإسرائيلي دفع الجيش مرّة جديدة ضريبة دم لم يبخل يومًا في بذلها لغايات سامية، وهو المؤتمن على أمن اللبنانيين واستقرارهم على كل شبر من تراب الوطن، فأنضم العريف عبد الكريم المقداد إلى قافلة شهداء "الشرف والوفاء والتضحية".     فعناصر الجيش الموجودون في أكثر من منطقة جنوبية هم على أرض لبنانية، وهم موجودون حيث يجب أن يكونوا. وليس غريبًا أن يكونوا عرضة للعدوان الإسرائيلي الأعمى، الذي سقط ضحيته صحافيون ومدنيون. ولكن ما هو مستغرب ومستهجن أن يقدم العدو على ابداء أسفه واعتذاره لسقوط شهيد للجيش فيما " كانت قواته تعمل لتحييد تهديد ملموس جرى تحديده عند نقطة للمراقبة والإطلاق تابعة لـ "حزب الله" اللبناني على الحدود عندما نفذ هجوما". وجاء في البيان: أن "القوات اللبنانية (الجيش) لم تكن هدفا للهجوم... الجيش الإسرائيلي يأسف للحادث، وسيتم التحقيق فيه". 
فهذا الاعتذار الوقح، الذي لن يعيد الشهيد العريف إلى أهله، مرفوض في الشكل وفي المضمون. وهذا الرفض يترافق مع تحذير فرنسي من خطر كبير لتصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان وانزلاق الوضع القائم في الجنوب الى تصعيد يشكل كارثة على لبنان لان الوضع في إسرائيل وفي الجنوب اللبناني على حدّ سواء ليس كما كان عليه في ٢٠٠٦. 
لم يكن استهداف مواقع الجيش، في رأي المراقبين، مجرد غلطة. فالنيات الإسرائيلية بتوسيع دائرة الصراع جدّية إن لم تنجح محاولة إبعاد المقاومة الى منطقة شمال الليطاني، بهدف "تأمين الاستقرار لمستوطنات الشمال"، وفق ما أشارت التحذيرات الغربية. 
فاستهداف هذه المواقع يحمل الكثير من الهواجس والمخاوف، لانّ ما يحصل على الحدود الجنوبية بعد الهدنة الاخيرة في غزة، يشي بمزيد من الاشتباكات والمعارك الضارية، وفق خطّة إسرائيلية ممنهجة. 
وفي ها الإطار جاء موقف الرئيس ميقاتي قال خلال استقباله اعضاء السلك القنصلي، الذي قال "نحن في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة، وعلى الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي. كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان، قدر المستطاع، الدخول في آتون الحرب".    فهل تنفع لمساعي الدولية في لجم إسرائيل ومنعها من تحقيق ما تسعى إليه؟ 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خطيب مفوّه ويتابعه الأعداء.. نصر الله: المعمم الذي صنع قوّة إقليمية هزمت إسرائيل

بغداد اليوم - متابعة 

يقود السيد حسن نصر الله حزب الله اللبناني منذ عشرات السنين. ناصب الحزب خلالها إسرائيل العداء، وأشرف على تحول حزب الله إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي، وصار أحد أبرز الشخصيات العربية وذلك بدعم من إيران.

ويذكر موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أن نصر الله كان هدفا يوم أمس الجمعة لقصف إسرائيلي عنيف لبيروت، وذلك في أحدث حلقات سلسلة ضربات تصاعدت حدتها على مدى 10 أيام هزت الجماعة التي يقودها منذ 32 عاما.

وقال مصدر مقرب من حزب الله لرويترز إن الاتصال انقطع مع نصر الله في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.

ولم يصدر حزب الله أي بيان بخصوص مصيره، على الرغم من مرور ساعات على الهجوم، بينما قال مصدر مقرب من حزب الله إن نصر الله ما زال على قيد الحياة بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب. 

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنه بخير، كما قال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز إن طهران تتحقق من وضعه.

تجلى نفوذ نصر الله الإقليمي منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل حزب الله على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان “إسنادا” لحليفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وحذت حذوه جماعات يمنية وعراقية ضمن “محور المقاومة”.

وقال نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس آب خلال جنازة القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر الذي استشهد في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت “إننا أمام معركة كبرى”.

وفي رده على الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات، تعهد نصر الله في كلمة ألقاها في التاسع عشر من سبتمبر أيلول بمعاقبة من إسرائيل، وقال "هذا حساب سيأتي، طبيعته وحجمه وكيف وأين؟ هذا بالتأكيد ما سنحتفظ به لأنفسنا وفي أضيق دائرة حتى في أنفسنا".

في غضون ذلك، صعدت إسرائيل حدة هجماتها بشكل كبير، إذ قتلت عددا من كبار قادة حزب الله في ضربات موجهة، ومضت في قصف مكثف لمناطق يسيطر عليها حزب الله في لبنان، مما أسفر عن استشهاد المئات.

وحتى خصومه يقرون بأنه خطيب مفوه يتمتع بكاريزما ويتابع خطبه الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ويعتمر نصر الله عمامة سوداء ليشير إلى أنه من نسل النبي محمد، ويستخدم خطاباته لحشد قواعد حزب الله، وأيضا لإطلاق تهديدات محسوبة بعناية، وكثيرا ما يلوح بإصبعه وهو يطلق هذه التهديدات.

صار نصر الله أمينا عاما لحزب الله في 1992 بينما كان في الخامسة والثلاثين فقط، وأصبح الرمز المعروف للحزب الذي كان يوما كيانا غامضا أسسه الحرس الثوري الإيراني في 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقتلت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيما للحزب عندما نجح مقاتلوها في نهاية المطاف في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما.

 

المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • حزب الله يتعهد بمواصلة المواجهة ويقصف مواقع إسرائيلية
  • أمناء حزب الله من التأسيس .. نصر الله الأمين العام الثاني الذي تغتاله (إسرائيل)
  • خطيب مفوّه ويتابعه الأعداء.. نصر الله: المعمم الذي صنع قوّة إقليمية هزمت إسرائيل
  • رشقة صاروخية باتجاه إسرائيل وصفارات الإنذار تدوي في مواقع مختلفة
  • إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان تجاه مواقع إسرائيلية
  • استهداف نصر الله والضاحية الجنوبية: الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة
  • إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان تجاه مواقع إسرائيلية
  • عاد من اليمن قبل 3 أيام.. من هو محمد سرور الذي قتلته إسرائيل؟
  • صحيفة إسرائيلية تحذر: الهجوم البري على لبنان سيكون “فخ الموت” الذي أعده حزب الله
  • إسرائيل تستهدف عدة مواقع على الحدود اللبنانية السورية