عربي21:
2025-04-17@06:50:40 GMT

الحرب على غزة: التهجير القسري - الطوعي

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

تستمر الحرب الدموية البربرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ شهرين، ولا يوجد في الأفق ما يوقف هذه الحرب، حسب ما صرح به وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت. الذي قال، أول من أمس: إنه "يتوقع أن تستمر الحرب بشدتها الحالية شهرين آخرين على الأقل"، وأن تتواصل أشهراً أخرى. طبعاً بفضل الدعم الأميركي؛ حيث عبرت الإدارة الأميركية عن رضاها من مستوى القتل الذي تقوم به قوات الاحتلال في جنوب قطاع غزة.

وبناء على تصريحات الخارجية الأميركية، أول من أمس، فهذه الإدارة رأت تحسناً في الخطط العسكرية الإسرائيلية في خان يونس والجنوب حيث تم إخلاء بعض المناطق. وأن ما تقوم به إسرائيل لا يعتبر إبادة جماعية. وهو نفس الموقف الذي عبر عنه مستشار الأمن القومي جاك سوليفان بأن الإسرائيليين يتخذون إجراءات فريدة من نوعها هذه المرة لتحديد الأهداف ومناطق إجلاء المواطنين.

إسرائيل تشعر أنها تسابق الزمن في حربها ضد غزة لإنجاز جزء من أهدافها على الأقل. ولو فرضنا أنها اتفقت مع الإدارة الأميركية على شهرين من القصف الدموي المقبول أميركياً، والذي يوقع مئات الشهداء يومياً، فنحن أمام كارثة كبرى لا تقل شدة وخطورة عن الشهرين الماضيين، وأننا مقبلون على فقد عشرات آلاف الشهداء والجرحى ومئات آلاف المشردين، وكارثة إنسانية تشمل عدم القدرة على معالجة الجرحى، وفقد كل أسباب الحياة من غذاء وماء ودواء ووقود وملجأ آمن، وكوارث بيئية وصحية تسبب انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة، خاصة مع قدوم الشتاء والأمطار واختلاط مياه الأمطار بالمجاري والقمامة وبقايا الجثث المتعفنة التي لم تحظ باستخراجها أو دفنها بصورة إنسانية لائقة.

الخطر الأكبر بعد عمليات الإبادة والقتل التي تتعمدها قوات الاحتلال هو في مسالة التهجير القسري. فبعد أن تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن تصريحاتها العلنية بشأن تهجير المواطنين إلى مصر، هي تقوم بفعل ذلك بصمت بحيث لا تترك مجالاً للفلسطينيين في غزة سوى مغادرة البلاد. صحيح أنه حتى اللحظة يرفض الفلسطينيون هذا الخيار، وترفض مصر ذلك بصورة رسمية، ولكن عندما تدفع القوات الإسرائيلية غالبية سكان القطاع إلى منطقة رفح وتدمر الجنوب كما حصل في الشمال، وعندما يصبح القتل في كل متر مربع، فقد يذهبون للحدود للنجاة.

وحتى لو توقفت الحرب لن يجد المواطنون مكاناً يلجؤون إليه. تخيلوا لو خرج جميع المواطنين النازحين في مدارس وكالة الأونروا ومراكز الإيواء المختلفة، والخيام البائسة المتناثرة في كل مكان بغزة - ونحن نتحدث عن حوالى 2 مليون نازح - وأرادوا العودة لحياتهم الطبيعية، فماذا يجدون؟ لا مساكن صالحة للسكن لأكثر من نصف مواطني القطاع، ولا أماكن حتى للاستئجار، ولا مستشفيات ولا مدارس، ولا مرافق عامة يمكنها أن تقدم لهم الخدمات الأساسية. ولا ماء ولا كهرباء ولا وسائل نقل ولا وقود ولا اقتصاد لا زراعي ولا صناعي ولا عمل، ولا أي مورد يمكن أن يعتاشوا منه، علماً أن البطالة كانت قبل الحرب 50%، وستصل بعد الحرب إلى 70% على الأقل. وعندها قد يذهب المواطنون إلى أي مكان في العالم يوفر لهم أسباب الحياة فقط ليعيشوا. وهذه ستكون هجرة طوعية ولكنها في الواقع هجرة قسرية أُجبروا عليها.

من لا يستوعب حجم الكارثة في غزة، عليه ببساطة أن يتواصل مع أحد المواطنين هناك، وليس مهماً أي فصيل يؤيد أو يعارض. فهذه الأيام لا تصل سوى عينات صغيرات من المساعدات التي لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين، وحتى هذه المساعدات القليلة، التي تصل بعد أن تحررها إسرائيل للأسف، تجري سرقة جزء منها ويباع للمواطنين بأسعار خيالية، فتجار الحرب أيضاً يساهمون بدورهم في معاناة الناس ويفاقمون مشكلاتهم ويشعرونهم بالضيم والغبن لتضاف معاناة جديدة إلى معاناتهم. ولا يعرف المواطنون إلى من يلجؤون، فقد فشلت كل القيادات في التعاطي مع مشكلات قطاع غزة، الذي أضحى ضحية لمغامرات غير محسوبة ولانقسام لم يفعل أحد شيئاً جدياً للقضاء عليه وإنهاء معاناتهم والظلم الواقع عليهم من ذوي القربى، ومن العدو الهمجي البربري.

لا يوجد شيء في هذا العالم يعوّض عشرات آلاف الضحايا الذين يسقطون نتيجة لعمليات الإبادة التي يتعرض لها المواطنون في القطاع، ولا يوجد أي ضوء في نهاية النفق، ولا أحد يدري كيف سيكون اليوم التالي للحرب. فالعالم يتحدث عن رفضه للتهجير القسري ولا أحد يفعل شيئاً لمنعه، وإسرائيل تريد احتلال القطاع وإبقاء السيطرة الأمنية عليه لسنوات طويلة قادمة. وهي ترفض وجود "حماس" والسلطة الوطنية هناك لتدير القطاع. والولايات المتحدة تريد عودة السلطة، ولكن ليست القائمة حالياً في رام الله، فهي تريد سلطة متجددة، والناطق باسم البيت الأبيض، جون كيربي، يقول في مقابلة مع قناة "ABC" قبل يومين: إن السلطة الحالية لا تملك المصداقية لإدارة قطاع غزة. بمعنى أن علينا الانتظار لنرى كيف يمكن لأميركا أن تنتج سلطة جديدة ذات مصداقية لإدارة حياة الفلسطينيين، على فرض أن إسرائيل ستنجح في السيطرة على كامل القطاع. وأزمتنا الداخلية قائمة وتتفاقم.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيون فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تندد بهجمات إسرائيل على مرافق طبية في غزة

ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمرافق طبية في قطاع غزة .

وقال لامي في منشور مقتضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الأحد، "أدت الهجمات الإسرائيلية على مرافق طبية إلى تدهور شامل في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية في غزة".

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، قصفت فجر أمس، مبنى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، وأخرجته عن الخدمة.

ويُقدّم المستشفى خدماته الصحية لأكثر من مليون مواطن في محافظتي غزة وشمالها، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعمد استهداف المستشفيات، والمراكز الصحية.

وسبق ودمّر الاحتلال عمدًا 34 مستشفى، وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة، وكذلك استهدف العشرات من المراكز الطبية والمؤسسات الصحية في انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية".

وكان مستشفى المعمداني قد شهد واحدة من أبشع مجازر الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه لها في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 مواطنا، وإصابة المئات.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كشف تفاصيل المقترح الإسرائيلي المقدم لحماس مستوطنون يحاولون سرقة مواشي مواطنين في الأغوار الشمالية شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم الأكثر قراءة ارتفاع ملحوظ على سعر صرف الدولار والعملات مقابل الشيكل اليوم طقس فلسطين: انخفاض طفيف على درجات الحرارة شهداء وإصابات في تواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة قمة ثلاثية بمصر تبحث تطورات الأوضاع في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • خلال مؤتمر إعمار غزة.. زكي عابدين: الادِّعاء بأن الإعمار لا يمكن إلا بعد التهجير غريب ومشبوه
  • التهجير الطوعي وتوسيع العمليات.. «كاتس» يعلن استراتيجية عسكرية جديدة في غزة
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • جبالي: قانون العمل من الإنجازات التشريعية التي تمس قطاعا عريضا من المواطنين
  • هذا ما تريده إسرائيل من تطويق رفح وضمها للمنطقة العازلة
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • من حيفا 1948م إلى غزة 2025م: التهجير القسري مستمر.. والمقاومة لا تنكسر
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
  • بريطانيا تندد بهجمات إسرائيل على مرافق طبية في غزة