شبكة اخبار العراق:
2025-03-10@04:47:15 GMT

دولة التحاصص

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

دولة التحاصص

آخر تحديث: 7 دجنبر 2023 - 9:44 صبقلم:علي علي  اليوم، بعد مضي عشرين عاما على سقوط صدام، أرى أن برايمر قد شبع لوما وتقريعا على إدارته العراق، ولو أنصفنا الحكم فإن اللوم والتقريع، يقع أيضا على سياسيين في ظهرانينا يدعون حب العراق، ويتشدقون بوجوب التضحية من أجله، ويهتفون بالوقوف سدا منيعا أمام أي خطر يواجهه في الداخل او من الخارج، فيما هم على حقيقتهم، يضمرون في سرهم غير ما يدعون به علانية، ولقد قالها معروف الرصافي منذ عشرات السنين: لا يخدعنك هتاف القوم في الوطن فالقوم في السر غير القوم في العلن  وأول دليل على تأبطهم شرا للبلاد وملايين العباد، هو نأيهم عن إنشاء دولة مؤسسات، واتباعهم سياسة التحاصص في إدارة البلد وقيادته، وليتها -المحاصصة- وقفت عند الإدارة والقيادة فحسب، بل هي شملت تقسيم خيرات البلد وثرواته ونهشها بنهم، فضلا عن شفطها ولفطها بشراهة منقطعة النظير.

 نسمع كثيرا عن دولة المؤسسات، وكيف هو حال الأمم التي تعيش بكنفها، حتى صرنا نخال الشعوب التي يمن الله عليها بقيادة “شريفة” تنتهج سياسة الدولة المؤسساتية، أنها هي المقصودة بشعب الله المختار حقيقة، حيث ينزل جنته على أرض بلدهم ليرفلوا بنعيمها، وما هذا الظن إلا لما لدولة المؤسسات من رقي نموذجي في إدارة شؤون الدول. وكنتيجة حتمية لما عاشه العراقيون خلال جميع الحقب التي مرت عليهم، فإن أغلبهم أشبع فكره وظنه وحتى عقيدته، بوحدانية القائد وفردانية الرئيس، فاصطنع “قالبا” وضع فيه مايتمناه من مواصفات وكفاءات ومؤهلات، وشخصن وظيفة الحاكم والرئيس والقائد وفقه، ظانا بأنه فارس الأحلام، وهو الذي سيتولى أمره وأمر معيشته ومستقبله، فضلا عن حاضره، فأغدق على هذا الـ “إله” كل المواصفات الحسنة، ملبسا إياه ثوب النزاهة والمصداقية والمهنية والأمانة، فإذا به يُصدم آخر المطاف فتخيب الظنون، وتتلاشى الأحلام وتتبدد الأمنيات، في سماء الحقيقة المريرة الواقعة على رأسه ورؤوس باقي المرؤوسين.  أعود الى المؤسسات ودولة المؤسسات، فلو أردنا النظر إليها أو تحقيق وجودها على نحو مصغر، فإن أقرب مثال لنا هو اللجان النيابية الدائمية في مجلس نوابنا، إذ من المفترض أنها حلقة الوصل التي تربط المواطن، بممثليه في دولته، وهي التي تصطفي الصالح من القرارات والقوانين فتحث النواب ورئيسهم على إقرارها، وبالمقابل فهي -اللجان النيابية- تبعد شبح الطالح من القوانين التي تتنافى مع مصلحة البلاد والعباد، وبهذا تكون اللجان النيابية -مجتمعة- دولة المؤسسات المرجوة التي يتحقق بأدائها ما يصبو اليه الشعب. ومنذ عام 2003 “عام السعد”، والحوارات والسجالات في موضوع اللجان النيابية على قدم وساق، من “لدن” رؤساء مجلس النواب المتعاقبين على رئاسته ولكن، لسوء حظ العراقيين لم يصل المجلس حتى اليوم، إلى نتيجة مرضية تفي بالغرض المرسوم لهذه اللجان.  إذ مازال “فايروس” المحاصصة المسرطن يسري في جسد الدولة والحكومة، ومازالت المصالح الفئوية والحزبية هي الركيزة الأثقل التي يتم توزيع المهام والمناصب على ضوئها، ومازال الخلاف على هذه الحيثيات قائما، بل في تصاعد يتزامن مع الضغوط التي يتعرض لها رؤساء المجالس في الدولة، والضغوط هذه عادة ما تفضي الى التسليم للأمر الواقع والاستسلام أمام “الضاغطين”. وحينها يكون أقرب قرار الى الرئيس هو “اتباع التوافق السياسي”، وبهذا القرار يوضع المواطن تحت مطارق عدة، فيغدو أمره كما يقول مثلنا: “يخلص من الطاوه تتلكاه النار”.  والمواطن في حالة كهذه يستعين بصندوق الشكاوى، وهنا الطامة الكبرى الثانية -إذا علمنا أن الطامات الكبرى في عراقنا الجديد كثيرة- حيث سيتبين للمواطن المسكين أن شكواه واستغاثته واستجارته، لن تتعدى في كل الأحوال ماقصده شاعر حين قال: المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: اللجان النیابیة دولة المؤسسات

إقرأ أيضاً:

الشيخة فاطمة: تحية اعتزاز وفخر للمرأة في الإمارات والعالم

أبوظبي - وام
وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تحية اعتزاز وفخر للمرأة في دولة الإمارات والعالم، في اليوم العالمي للمرأة التي كانت وستظل رمزاً للقوة والعطاء، وشريكاً أساسياً في مسيرة التقدم والتنمية، وأثبتت على مر العصور قدرتها على تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات، وأصبحت مثالاً للتميز والإبداع.
وأكدت سموها بهذه المناسبة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تفخر اليوم بما وصلت إليه ابنة الإمارات من مكانة رائدة، بفضل رؤية ودعم القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة التي مكنت المرأة ووفرت لها الفرص للإسهام بفاعلية في رفعة الوطن وازدهاره.
وأضافت سموها: «في هذا اليوم، أهنئ بناتي الغاليات على جهودهن وتفانيهن في مسيرتهن المشرفة لبناء المجتمع وصناعة المستقبل، وأدعوهن إلى مواصلة العمل بإرادة وعزيمة، والسعي الدائم نحو التميز، فهنّ الركيزة الأساسية في نهضة الأمم وتقدمها، كل عام وأنتن مصدر إلهام، كل عام وأنتن أقوى، وكل عام والمرأة في دولة الإمارات والعالم تواصل مسيرتها نحو مستقبل أكثر إشراقاً».

مقالات مشابهة

  • مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
  • وزير الشئون النيابية: ضمان استدامة تمويل منظمات العمل الأهلي لتأمين الموظفين يحمي المؤسسات والعاملين بها
  • إزالة 20 حالة تعدِ على أراضي زراعية وأملاك دولة بمركزي أسيوط وصدفا
  • دستور دولة (تأسيس) الإفتراضية
  • (نجد شامت لأبو تركي واخذها شيخنا)..
  • الإمارات تتبع استراتيجية شاملة لتوطين الصناعات التقنية
  • الشيخة فاطمة توجه تحية اعتزاز وفخر للمرأة في الإمارات والعالم
  • برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة للإمارات يصل إلى محطته الـ20
  • الإمارات تحتفي غداً بـ "يوم المرأة العالمي"
  • الشيخة فاطمة: تحية اعتزاز وفخر للمرأة في الإمارات والعالم