القتال يمنع توزيع الغذاء.. كيف تبدو الأوضاع الإنسانية في غزة؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الموسع في جنوب غزة إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتفاقم الظروف الإنسانية المتردية في القطاع، حيث يمنع القتال توزيع الغذاء والماء والدواء خارج جزء صغير من جنوب غزة، وبسبب أوامر الإخلاء العسكرية الجديدة يحتشد السكان في منطقة أصغر من أي وقت مضى في الجنوب.
وقالت الأمم المتحدة إن 1.87 مليون شخص – أكثر من 80 في المئة من سكان غزة – طردوا من منازلهم منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.
يوم الثلاثاء، دخل الجيش الإسرائيلي خان يونس، ثاني أكبر مدن غزة، في سعيه للقضاء على حكام حماس في القطاع. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوبأن الجيش يجب أن يحتفظ بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.وقتل حوالي 1200 شخص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء في القطاع تجاوز 16200، بالإضافة إلى أكثر من 42 ألف جريح. ولا تفرق الوزارة بين القتلى المدنيين والمقاتلين، لكنها قالت إن 70 في المئة منهم هم من النساء والأطفال.
تحذير من كارثة إنسانية محتملة في غزة
حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي على استخدام نفوذه لتجنب "كارثة إنسانية" في غزة.وقال، الأربعاء، إن النظام الإنساني سريع التدهور يواجه الآن خطر الانهيار التام.وكرر دعوته العاجلة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وحذر من أن القصف الإسرائيلي للفلسطينيين في غزة، الذين ليس لديهم مأوى أو ضروريات البقاء على قيد الحياة، سيؤدي قريبا إلى انهيار كامل للنظام العام.من جهته، طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، المجتمع الدولي بالضغط فورا "بصوت واحد" من أجل وقف إطلاق النار في غزة مع تفاقم محنة المدنيين.
وقال تورك في مؤتمر صحفي في جنيف: "الفلسطينيون في غزة يعيشون في رعب مطلق ومعمق.. كخطوة فورية، أدعو إلى وقف عاجل للأعمال العدائية والإفراج عن جميع الرهائن".وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يصر بصوت واحد على وقف إطلاق النار فوراً، لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان والإنسانية".دول تعرض تخزين المساعدات في قبرص لشحنها إلى غزة
قالت الحكومة القبرصية إن عددا من الدول عرضت تخزين المساعدات الإنسانية في الدولة الجزيرة الواقعة شرقي البحر المتوسط في إطار خطة لشحن المساعدات إلى غزة عبر ممر بحري.
ومن بين هذه الدول المملكة المتحدة، التي أرسلت الأسبوع الماضي مساعدات إنسانية تم تخزينها في ميناء لارنكا، حيث ستغادر السفن إلى غزة بمجرد سماح الأوضاع على الأرض بذلك، حسبما قال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمببيوتيس، يوم الأربعاء.
وأضاف أن المملكة المتحدة عرضت أيضا استخدام سفينة ذات غاطس ضحل قادرة على الاقتراب من شاطئ غزة، كي تتمكن من تفريغ المساعدات دون الحاجة إلى مرافق الموانئ التي تتطلبها السفن الكبيرة.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، في وقت سابق من الأسبوع، إنه أجرى محادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اللذين أكدا مجددا دعمهما لممر المساعدات. وأيدت إسرائيل الخطة أيضا، لكنها لم تعط أي إشارة حتى الآن إلى التوقيت الذي يمكن أن تبدأ فيه المساعدات في التدفق.
مساعدات إنسانية محدودة
أعلنت الأمم المتحدة تسليم مساعدات إنسانية محدودة فقط إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، بسبب القتال الكثيف.
وقالت إن جميع خدمات الاتصالات توقفت بسبب انقطاع خطوط الألياف الضوئية الرئيسية.
المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، ذكر يوم الثلاثاء أن 100 شاحنة مساعدات محملة بالإمدادات الإنسانية و69 ألف لتر من الوقود دخلت غزة من مصر يوم الإثنين، وهي نفس الكمية التي دخلت يوم الأحد تقريبا.
وقال دوجاريك: "هذا أقل بكثير من المتوسط اليومي البالغ 170 شاحنة و110 آلاف لتر من الوقود التي دخلت غزة خلال الهدنة".
ونقل دوجاريك عن لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، قولها "الملاجئ ليست لديها القدرة، والنظام الصحي في حالة ركود، وهناك نقص في مياه الشرب النظيفة، ولا يوجد صرف صحي مناسب، بالإضافة لسوء التغذية".
وأكد مجددا على أنه لا توجد أماكن آمنة في غزة، مضيفا "حتى الأماكن التي ترفع علم الأمم المتحدة ليست مآنة أيضا".
وقال إن شركة الاتصالات الرئيسية في غزة أعلنت توقف جميع خدماتها مساء الاثنين.
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء يرصدون انهيار النظام الصحي بغزة ويحتجّون ضد الاحتلال الإسرائيلي
قال عدد من خبراء الصحة إنّ: "النظام الصحي في قطاع غزة قد انهار تماما، بسبب حرب الإبادة الجماعية التي شنّها عليه للاحتلال الإسرائيلي، وإن إعادة بنائه تتطلّب ما يناهز 12 عاما" وذلك خلال فعالية تضامنية مع القطاع، أقيمت أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
ووصف المشاركون في الفعالية التي انعقدت بعنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء"، ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر/ 2023، بأنها "إبادة جماعية"، مؤكدين ضرورة عدم السكوت بخصوصها.
كذلك، سلّط عدد من المشاركين في الفعالية، الضوء، على الأحداث الجارية في غزة، فيما ركّز آخرين على "المجازر" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق كامل الفلسطينيين، وكذا زملائهم العاملين في مجال الصحة بالقطاع.
وبحسب عاملة صحة هولندية، سارة غالي، فإنّ: "الفعالية تطالب الأمم المتحدة بحماية العاملين الصحيين في غزة والضفة الغربية لأنهم يتعرضون لهجوم لم نره من قبل في حياتنا".
وأشارت غالي إلى أنّ "الوضع الصحي في غزة قد وصل إلى مستوى كارثي، حيث وقع أكثر من 1400 هجوم على المنشآت الصحية منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 عامل صحي"، مؤكدة "أكثر من 12 ألف شخص في غزة ينتظرون إجلاء طبيا عاجلا، ولكن لم يُسمح لهم بذلك".
وأبرزت: "العاملين الصحيين في غزة يعملون في ظروف مرعبة، ويضطرون لإجراء عمليات جراحية حتى للأطفال بدون تخدير"، مشددة على أن ما جرى في غزة هو "إبادة جماعية"، وأن الأمم المتحدة لديها تقارير تؤكد أن "التكتيكات الحربية التي تستخدمها إسرائيل تتطابق مع الإبادة الجماعية"، مردفة: هناك "65 خبيرا ومنظمة مستقلة يقولون إن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، لذلك، من الصعب أن نطلق عليه اسما آخر".
وقال عضو "مبادرة الصحة الدولية" والمشارك في الفعالية الاحتجاجية، التركي حسين دورماز، إنهم وجّهوا نداء إلى أكثر من 10 منظمات صحية في تركيا، وتواصلوا مع زملائهم في دول أخرى لتنظيم احتجاج يطالب باتخاذ خطوات ملموسة حيال الوضع الصحي المتدهور في غزة.
وأبرز دورماز، تشكّل تحالف دولي صحي لمناصرة غزة، موضحا أن "هناك أكثر من 100 منظمة صحية من أكثر من 12 دولة نشطة حاليا في مكان الاحتجاج"؛ مردفا: "هناك منظمات أخرى من أكثر من 50 دولة وقعت على البيانات التي نشرناها أو أظهرت تضامناً من خلال تنظيم احتجاجات متزامنة".
وفي السياق نفسه، أوضح أنهم نظّموا هذا الاحتجاج بغية تسليط الضوء على ما فعلوه من أجل غزة، ولمطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها باتخاذ "إجراءات ملموسة لإنقاذ الوضع".
وأكّد دورماز: "في البداية، نريد أن يصبح وقف إطلاق النار دائما، لأنه طالما استمر هذا الوضع في غزة، فلن تكون هناك أي فرصة للمساعدة"، مشيرا إلى أن "النظام الصحي في غزة انهار تماما".
"بناء على دراسات علمية قمنا بها، فإنه حتى لو تم السماح لنا بالدخول إلى غزة بدون أي شروط، فإن بناء كل شيء يتطلب 12 عاما" أبرز المتحدث نفسه، مضيفا: "نريد إعادة بناء كل شيء، خاصة فتح الطريق أمام المساعدات الطبية بدون أي شروط، سواء من حيث العاملين أو المعدات".
وأكد أن دعواتهم لقيت صدى في الأمم المتحدة، إذ التقى وفد من المشاركين في الاحتجاج مسؤولين من المنظمة، الثلاثاء الماضي، مشددا في الوقت نفسه على أن "الجميع تابعوا على الهواء مباشرة وقوع إبادة جماعية في غزة، في سابقة في التاريخ، وهناك إجماع عالمي على هذا الأمر".
بدورها قالت العاملة الصحية الفرنسية من أصل جزائري، نورية بلحاج، إن: "غزة تشهد مذابح منذ عام ونصف، ورغم وجود وقف إطلاق النار إلا أن إسرائيل لا تحترمه".
وأضافت بلحاج، في حديثها لوكالة "الأناضول": "نحن كعاملين في مجال الصحة نتأثر بشكل خاص بما يحدث لزملائنا في فلسطين، ونعتبر أن لدينا مهمة مقدسة تجاه مرضانا، ويجب أن نكون في تضامن تام معهم".
وأكدت أن "مهمة الخدمات الصحية يجب أن تحظى باحترام في كل أنحاء العالم دون أي عوائق، و يجب ألا يقبل العاملون الصحيون أبدا بتنفيذ هجمات ضدهم"، مبرزة أنه "أصبح من الممكن الآن التحدث عن الإبادة الجماعية في غزة دون أي شك".
وأوضحت أن "الإبادة الجماعية لا تتمثل فقط بالقضاء على جميع السكان، بل يمكن أن تتعلق أيضا بالقضاء على جزء منهم، وأن هذا قد يجري لأسباب سياسية أو عرقية أو دينية".