بعد مرور شهرين على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل اليمنيون في مختلف المحافظات مقاطعة قائمة باتت طويلة جدا من المنتجات التابعة لشركات عالمية وبلدان دعمت أو أيدت الاحتلال، رغم شح المنتجات البديلة في الأسواق المحلية لهذا البلد الذي يعيش حرباً منذ نحو عشر سنوات ويستورد معظم احتياجاته من الخارج.

 

ولم تتوقف عملية المقاطعة في اليمن عند العزوف عن شراء البضائع الإسرائيلية ومنتجات البلدان والشركات العالمية الداعمة لإسرائيل والبحث عن منتجات بديلة في الأسواق اليمنية، بل ذهبت مكاتب الصناعة والتجارة في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لحظر دخول منتجات الشركات التجارية والعلامات والوكالات الأميركية والأجنبية الداعمة للكيان الإسرائيلي وشطبها ومنع الترويج لمنتجاتها.

 

ورافقت عملية المقاطعة حملات إلكترونية وميدانية متواصلة تضمنت نشر أسماء وصور المنتجات المستهدفة من المقاطعة وأخرى للتوعية حول أهميتها وأسماء وصور المنتجات البديلة، كما تلفت الأنظار إلى دور الشركات الصناعية المحلية في تغطية فجوة الاحتياج وطمأنة المستهلك اليمني والتقليل من مخاوفه.

 

ونشر ناشطون في شوارع العاصمة صنعاء ملصقات على جدران المراكز والمحال التجارية ووسائل المواصلات تضمنت المنتجات التي تجري مقاطعتها، والبديلة لها في حين شهدت محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية تحركات مشابهة.

 

وتفاعل الكثيرون مع تلك التحركات وتداولوا تفاصيلها على نطاق واسع في منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي كما استجاب لها الكثير من المواطنين وقرروا مواصلة عملية المقاطعة حتى إشعار آخر.

 

تحدث لـ"العربي الجديد" عدي الدخيني وهو ناشط من مدينة تعز وسط اليمن، بالقول: "المقاطعة واجب ديني من أجل أشقائنا في غزة وهناك تحركات مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى تجري في الشوارع والأسواق والمدارس والجامعات الخاصة والحكومية وغيرها".

 

وتتضمن المنتجات التي قاطعها المجتمع اليمني قائمة طويلة من المشروبات الغازية والعصائر والأغذية والحلويات والشوكولاتة والأدوية ومستحضرات التجميل والأجهزة والمتطلبات المنزلية وغيرها.

 

وتسبب ذلك بركود النشاط التجاري في المحلات والأسواق ما أضر بالتجار وزاد من مخاوفهم، وهو ما يلفت إليه التاجر فاروق حمود لـ"العربي الجديد"، بالقول إن "الإقبال قلّ بشكل ملحوظ على العديد من المنتجات ما قلل من العائدات".

 

ويشير ناشطون في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن هناك منتجات محلية لتغطية الاحتياج وشركات صناعية محلية يمكن الاعتماد على منتجاتها، كما لفتوا إلى وجود تطمينات رسمية من مكاتب التجارة والصناعة في المحافظات بهذا الخصوص.

 

ويذكر مواطنون يمنيون لـ"العربي الجديد" أن التزامهم بالمقاطعة كبير، معتبرين عدم المقاطعة تواطؤاً مع إسرائيل في أعمال قتل نساء وأطفال غزة وتدمير المساكن والأحياء السكنية والبنية التحتية في القطاع.

 

وتقول شيماء العريقي لـ"العربي الجديد": "بدأنا المقاطعة عندما عرفنا أن تلك الشركات تدعم وبقوة الكيان الإسرائيلي في حربه ضد الشعب الفلسطيني، ولذلك أوقفنا التعامل مع تلك المنتجات بما فيها مشروبا بيبسي وكوكاكولا وشوكولاتة كيندر والكثير من المنتجات".

 

وتشير العريقي إلى أن "هناك مقاطعة تامة للعديد من المنتجات وتوجها متزايدا نحو المنتجات المحلية. وهذا بدوره سيسهم في تشجيع شركات الصناعة المحلية وينعش حركة التصنيع ويوفر فرص عمل للعاطلين ويدفع بعجلة التنمية الاقتصادية نحو الأمام".

 

ويرتفع منسوب القناعة لدى المستهلك اليمني حول إمكانية مقاطعة تلك المنتجات في حين كانوا يرون في السابق أنه من الصعب الاستغناء عنها، حسب العريقي.

 

ويذكر الإعلامي عدي العوني لـ"العربي الجديد" أن المقاطعة مستمرة بالتزامن مع استمرار حملات التعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي والمرافق العامة والخاصة للتوعية حول خطورة شراء منتجات الشركات والدول الداعمة لإسرائيل.

 

ويبدو أن المقاطعة بدأت تشكل الأسواق المحلية في اليمن من جديد عبر تغيير أنماط الاستهلاك وعدم انتظار وجود بدائل. ويأتي ذلك في وقت يواجه اليمن أزمات اقتصادية حادة أثرت سلبا على معيشة المواطنين وسط ارتفاع كبير في أسعار السلع.

 

وأورد تقرير سابق للبنك المركزي اليمني، أن التضخم المستورد، والذي يعتمد على السلع والخدمات المستوردة من الخارج، من العوامل الرئيسية التي أثرت سلباً على الأسعار، إلا أن العوامل الداخلية لعبت أيضاً دوراً في التأثير على الأوضاع التضخمية في البلاد.

 

وتكشف تقييمات الأمن الغذائي في حالات الطوارئ للأمم المتحدة عن تأثير تباطؤ النشاط الاقتصادي على مستوى الأسرة في اليمن في ظل معاناة معظم السكان من انخفاض كبير في مستويات المعيشة منذ بداية الصراع في البلاد عام 2015.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد اسرائيل مقاطعة البضائع فلسطين العربی الجدید من المنتجات فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سياسي إيرلندي يقود المقاطعة لدولة الاحتلال (بورتريه)

في خطابه الأول والمفعم بالعاطفة والتضامن مع الشعب الفلسطيني وما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، قال أمام البرلمان الأوروبي: "أردت أن تكون كلماتي الأولى التي أقولها في البرلمان الأوروبي: فرض العقوبات على إسرائيل الآن".

يؤمن بأن دولة الاحتلال لن تتغير وبأن الوسيلة الوحيدة لإيقاف جنونها هو في فرض عقوبات ومقاطعة عليها من قبل الأوروبيين والأمريكان، عقوبات تشمل جميع القطاعات كما حدث مع جنوب أفريقيا.

مدرس وبائع صحف ومعلق على أفلام وناشط اجتماعي وسياسي مشتبك مع جميع القضايا الاجتماعية التي يمر بها المجتمع الإيرلندي.

أودان أو ريوردييييييين ( Aodhán Ó RÍORDÁIN) المولود في عام 1976 لأب كان مدرسا في مدرسة ثانوية وموظفا حكوميا، نشأ في مالاهايد شمالي مدينة دبلن في إيرلندا.

عمل في شبابه كصبي توصيل وبيع صحف، وقد تحدث عن تجاربه في التنمر في المدرسة الابتدائية والثانوية، والتي يعزوها إلى حقيقة أنه كان أطول من أقرانه.

تخرج من كلية دبلن الجامعية، حيث درس اللغة الإيرلندية والتاريخ، والتحق بعد تخرجه بمهنة التدريس مثل والده مدرسا في معهد مارينو للتعليم.

ثم مديرا لمدرسة، وعمل في البث باللغة الإيرلندية في مرحلة سابقة من حياته، كناقد أفلام في البرامج التلفزيونية.

بدأ نشاطه السياسي بانضمامه إلى حزب العمال الإيرلندي في عام 2002 حيث انتخب لمجلس مدينة دبلن عن منطقة شمال المدينة في عام 2004، ثم عن منطقة كلونتارف الانتخابية المحلية من عام 2009 إلى عام 2011.


 شغل منصب نائب عمدة مدينة دبلن في عام 2006، وخلال هذه الفترة أطلق حملة الحق في القراءة في محاولة لتحسين معدلات معرفة القراءة والكتابة المنخفضة في المناطق المحرومة.

كان انتقاله في عام 2009 إلى منطقة كلونتارف سببا في تمكينه من الترشح لانتخابات مجلس النواب الإيرلندي في دائرة شمال وسط دبلن، وهو ما فعله في الانتخابات العامة لعام 2011، حيث حصل على المقعد الثاني في الدائرة الرابعة.

وبصفته عضوا في المقاعد الخلفية لحزب العمال، شغل منصب نائب رئيس لجنة مجلس النواب الإيرلندي للتعليم والحماية الاجتماعية، وعضوا في كل من لجنة المالية والإنفاق العام والإصلاح ولجنة تنفيذ اتفاقية الجمعة العظيمة (أنهت 3 عقود من الصراع الدامي في إيرلندا الشمالية).

عين في عام 2014، وزير دولة مسؤولا عن المجتمعات الجديدة والثقافة والمساواة في وزارة العدل والمساواة ووزارة الفنون والتراث.

ولاحقا عين في عام  2015 وزيرا للدولة في وزارة الصحة، مسؤولا عن الاستراتيجية الوطنية للمخدرات، بالإضافة إلى واجباته الوزارية الأخرى.

لم تنجح محاولة أو ريوردين لإعادة انتخابه لمجلس النواب في منطقة خليج دبلن الشمالية في الانتخابات العامة لعام 2016، وظل وزيرا للدولة حتى تاريخ ترشيحه من حزب العمال لانتخابات مجلس الشيوخ الإيرلندي حيث انتخب عضوا في مجلس الشيوخ في اللجنة الصناعية والتجارية.

برز بشكل لافت عبر وسائل الإعلام الدولية في عام 2016، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين أدلى ببيان عام في مجلس الشيوخ الإيرلندي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنه وصف الرئيس المنتخب دونالد ترامب بأنه "فاشي" و"وحش"، مقتبسا من مقولة إدموند بيرك المنسوبة إليه بأن "الطريقة الوحيدة لازدهار الشر هي ألا يفعل الرجال الصالحون شيئا".

وأدان تصريحات ترامب التي هدد فيها بسجن منافسته هيلاري كلينتون، ومنع المسلمين من دخول البلاد، والترحيل الجماعي، وتأكيداته على أن وسائل الإعلام والنظام السياسي مزوران. ووصف أو ريوردين الأحداث وقتها بأنها "مفترق طرق سياسي قبيح"، وأعلن أنه "محرج وخائف" من رد فعل رئيس الوزراء الإيرلندي والحكومة، وعلق ساخرا بأن رد فعل الحكومة كان "الاتصال بحكومة الولايات المتحدة وسؤالهم عن ما إذا كان من المقبول إحضار الشامروك (ورقة شجر إيرلندية شهيرة) في يوم القديس باتريك".

وفي العام التالي  تحدث أو ريوردين في مجلس الشيوخ بشأن فضيحة إقراض الرهن العقاري، وأشار إلى المصرفيين باعتبارهم "مجموعة من الأوغاد" الذين "يفلتون من العقاب على القتل، عاما بعد عام، في هذه الديمقراطية". وقد وبخه رئيس البرلمان دينيس أودونوفان لاستخدامه لغة غير برلمانية.
وما لبث أن انتخب أو ريوردان عن دائرة دبلن في الانتخابات العامة لعام 2020.

وفي عام 2024 توج مسيرته السياسية بانتخابه عضوا في البرلمان الأوروبي عن دائرة دبلن.

وكان خطابه الأول الذي تحدث فيه أمام البرلمان الأوروبي جريئا وشجاعا حين بدأ حديثه بقوله: "عاقبوا إسرائيل الآن" متحدثا باسم الشعب الفلسطيني.

أو ريوردين الذي سبق له أن وصف دولة الاحتلال بأنها "شر في عصرنا" و"إبادة جماعية"  يدعم مقاطعة دولة الاحتلال، لأن "إسرائيل لن تتغير أبدا ما لم تكن هناك مقاطعة عالمية. وستستمر في فعل ما تفعله حتى يتم عزلها على كل مستوى".

وذهب أبعد من ذلك حين دعا إلى منع فرق كرة القدم الإسرائيلية من المشاركة في مسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. كما أنه دعا إيرلندا إلى الانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية 2024 بسبب مشاركة دولة الاحتلال.


وقال المشرعون الإيرلنديون إن الأحداث في غزة ترقى إلى "مذبحة غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني".

يقول أو ريوردين: "يتعين علينا الضغط على الهيئات الرياضية الدولية لفعل ما فعلته جنوب أفريقيا بإسرائيل، لقد كانت جنوب أفريقيا معزولة سياسيا، في الرياضة، والفن، والاقتصاد، وفي النهاية استعادت رشدها وتم إلغاء نظام الفصل العنصري".

كما أنه أعرب عن عدم موافقته على سياسات زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر بشأن غزة، ووصفها بأنها "مخيبة للآمال بشكل لا يصدق". وطلب منه "تغيير المسار".

وأضاف: "أعتقد أن هناك انهيارا في القيادة الأخلاقية عبر الديمقراطيات الغربية عندما يتعلق الأمر بغزة"، مقارنة بما تفعله أوروبا مع أوكرانيا.

أو ريوردين السياسي المخضرم هو أول عضو في البرلمان الأوروبي من حزب العمال يتم انتخابه منذ 10 سنوات والعضو الإيرلندي الوحيد في مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في الاتحاد الأوروبي هذا الفصل، وهي المجموعة التي ستكون صناع قرار مؤثرين على مدى السنوات الخمس المقبلة.

أو ريوردين اعتبر فوزه بمثابة "اختراق كبير"، لكنه أيضا لا يتوقف عن الحديث عن غزة وإحداث اختراق سياسي كبير حولها، مطالبا رئيس الوزراء الإيرلندي بـ"إنهاء التجارة مع إسرائيل وتحديد موعد للاعتراف بدولة فلسطين".

قائلا: "مع استمرار القصف والتدمير وقتل المدنيين، فلا وقت للانتظار، إن الشعب الإيرلندي واضح في إدانته لتدمير الحياة البشرية في غزة. ومن الضروري أن تعمل الحكومة الجديدة بلا كلل لضمان وقف إطلاق النار".

لقد فقدت فلسطين بعض الأصوات الحرة في البرلمان الأوروبي، لكن وجود أو ريوردين ورفاقه قد تكون الطريقة الوحيدة لوقف ازدهار الشر لأن الرجال الصالحين يفعلون شيئا.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تتهم روسيا رسميا بدعم الحوثيين عسكريا في اليمن وتكشف التوجه الجديد ضد الجماعة
  • بعد المقاطعة ..رمي كمية كبيرة من سمك الثمد في عدن للقمامة
  • التجارة تستدعي منتجات ANKER
  • السعر الجديد للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم
  • منها التدخين والبنطلونات المقطعة.. قائمة محظورات العام الدراسي الجديد
  • الدفاع الروسية تعلن تدمير 15 مسيرة أوكرانية
  • رئيس الوزراء: الدولة تهتم بقطاع المنتجات الدوائية لتوفير احتياجات السوق المحلية
  • سياسي إيرلندي يقود المقاطعة لدولة الاحتلال (بورتريه)
  • سياسي أيرلندي يقود المقاطعة لدولة الاحتلال (بورتريه)
  • وزير الإعلام اليمني: نكبة 21 سبتمبر أسوأ انتكاسة في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر