موقع 24:
2025-04-27@05:38:10 GMT

نريد النور؟!

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

نريد النور؟!

في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي اجتاحت براغ احتجاجات شبابية واسعة.

كانت تشيكوسلوفاكيا آنذاك، خاضعة لهيمنة الاتحاد السوفيتي وفكره الاشتراكي وشعاراته الثورية التي رغم جاذبيتها وقوتها، لم تنجح في منع انقطاع الكهرباء عن الناس.
خرج طلاب جامعة براغ بتظاهرات عارمة أدت الى تغيير سكرتير الحزب الشيوعي وانتخاب سكرتير إصلاحي جديد قاد ما سمي آنذاك "ربيع براغ".

كان الشعار الذي رفعته مظاهرات شباب براغ ملهماً وعميقاً رغم أنه تألف من كلمتين فقط تطالبان ظاهراً بعودة الكهرباء، لكنهما وصفة للتغيير الشامل: نريد النور! لم يَرُق النور للسوڤييت وعَدّوه خدمة للامبريالية، فسحقوه بدباباتهم في عام 1968.
وهاهي قصة الخفافيش التي تكره النور تتكرر في أماكن أخرى، وبمسميات أخرى، وأزمنةً أخرى. وها هي إيران تحكم قبضتها على عواصم عربية مهمة دمشق - بيروت - بغداد - صنعاء، وتمتد أصابعها لقطاع غزة، فتصادر القرار الوطني وتحجب النور وتقطعه عن نسائم الحرية والعيش الكريم لشعوب هذه الدول التي أصبحت مرتهنة لقرارات الولي الفقيه.
في لبنان تقف الدولة والجيش عاجزين تماماً عن إحكام السيطرة على مساحة البلد الجغرافية في لحظة فارقة وصعبة، وقد تعود بنتائج كارثية على بلد منهك، ومنتهك في الوقت ذاته. وتفتقد الدولة أصعب وأهم القرارات التي يجب أن تتخذها وهو قرار الحرب والسلم، فأصبح البلد أسير قرار الوكيل الإيراني على الأرض اللبنانية، حزب الله، الذي بات خطراً على السلم الأهلي وعلى مستقبل لبنان كدولة قائمة إذ يقوده لمغامرات طائشة يُتخذ قرارها الطائش في طهران.
وفي استباحة واضحة للسيادة الوطنية اللبنانية أعلنت حركة حماس في لبنان عن تأسيس "طلائع طوفان الأقصى" ودعت الشباب الفلسطيني للالتحاق بها. وهذا انتهاك صارخ للقرار الوطني اللبناني وزيادة عدد الميليشيات العابثة على الأرض اللبنانية ميليشيا جديدة، والوكلاء للقوى الخارجية وكيلاً جديداً. وبالطبع اتخذت حماس هذا القرار بالتنسيق الكامل مع حزب الله، الذي يريد أن يوسع دائرة سيطرته لتشمل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبعثرة أوراق الأزمة السياسية والاجتماعية والطائفية والاقتصادية التي تعصف بلبنان.
تغول حزب الله في لبنان على ما يبدو مستمر ويتعمق، وها هي حركة حماس تسانده لتعقّد المشهد اللبناني أكثر فأكثر، وليصبح مصير هذا البلد الجميل في مهب الريح.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی لبنان

إقرأ أيضاً:

سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية

لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • كربلاء المقدسة .. مدينة النور التي أخرست ألسنة التشاؤم وأضاءت دروب الأمل
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • غارات أميركية تستهدف صنعاء ومناطق أخرى في اليمن
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • سلامة استقبل نظيره العراقي: نريد من الاخوة العرب مساعدتنا
  • شاهد بالصور.. في موقف يُجسد الشرف والأمانة.. شرطي سوداني يعيد مبلغ 250 ألف دولار ومبالغ أخرى لصاحبها بعد تعرض سيارته التي يقودها لحادث سير بالطريق القومي
  • باسيل قدم التعازي بالبابا: نتطلع إلى انتخاب بابا جديد بأمل مواصلة مسيرة المؤمنين
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية