ما حقيقة وجود أقدم قبر عرفته البشرية في مصر؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات تزعم أن أقدم قبر مكتشف في العالم يقع في مصر، وهو قبر أوزيريس.
وجاء في المنشور الذي حقّق مئات التفاعلات على موقع فيسبوك، أن قبر الإله المصري القديم "أوزيريس"، هو "أقدم قبر في التاريخ".
ووصف المنشور القبر بأنه "مزيّن بكتابات سرية تحمل رسائل عن الحياة والموت"، وأنه يقع في معبد "أوزيريون".
وينفي الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتّش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون، صحّة كل ما جاء في المنشور.
"محاولة لاختراع قصص وهمية"وأكد إبراهيم لوكالة "فرانس برس"، أن "معبد أوزيريون، لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس من الأساس، لأنه في الأصل شخصية أسطورية"، لافتا إلى أن اسم المعبد مشتق من اسم هذا الإله.
وأضاف: "ربما لهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد".
واعتبر إبراهيم أن المنشور "محاولة أخرى لاختراع قصص وهمية عن التاريخ المصري، وصياغتها بطريقة جذابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات".
علماء يكتشفون سر المادة الغامضة في الأكفان الفرعونية وانتشرت تغطية النعوش المصرية القديمة بهذه المادة السوداء، خلال عهد المملكة الحديثة، خاصة في الأسرة الـ 19 و22، أي بين عام 1300 ق.م إلى 750 ق.م.وتابع: "بصفة عامة لا يوجد باحث أو عالم حقيقي يستخدم صيغة أفعل التفضيل، فلا يمكن الجزم بأن اكتشافاً بعينه هو الأقدم تاريخيًا، لأن البحث والاكتشاف عمليّة مستمرّة".
شخصية أسطوريةواتفق الباحث الأثري، محمد درويش، وهو مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة (مقرّه القاهرة)، مع ما قاله إبراهيم، واصفا ما جاء في المنشور بأنه "أكاذيب".
وقال لفرانس برس: "لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة، فكيف يكون له قبر؟".
واستطرد: "المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة". فالأسطورة المصرية القديمة تقول إن أوزيريس هو "أول ملك مصريّ حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر".
وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.
علماء: مومياوات تكشف أسرارا جينية للمصريين القدماء يقدم الحمض النووي (DNA) لمومياوات، عثر عليها في موقع اشتهر ذات يوم بارتباطه بإله البعث في مصر القديمة نظرة أعمق عن المصريين القدماء.وتضيف الأسطورة أن إيزيس وأوزيريس أنجبا بعد ذلك ولدهما حورس، الذي نجح في استرداد عرش أبيه والانتقام من عمّه.
وشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته "ابن أوزيريس"، وحين يموت "يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی مصر
إقرأ أيضاً:
الكشف عن معبد أثري جديد في صعيد مصر
كشفت بعثة أثرية مصرية ألمانية مشتركة، من المجلس الأعلى للآثار المصرية، وجامعة توبنغن الألمانية، عن صرح كامل لمعبد بطلمي، وذلك أثناء عملها بالناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير بمحافظة سوهاج في صعيد مصر.
وقال محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، إن "هذا الكشف، يعد النواه الأولي لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع"، لافتاً إلى أن "واجهة الصرح التي تم الكشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين، كل برج باتساع 24 متراً، يفرق بينهما بوابة المدخل".
حجم الأقصروأضاف خالد في بيان أن "زاوية ميل الأبراج تشير إلى أنه من الممكن أن يكون الارتفاع الأصلي للصرح كان يبلغ 18 متراً، بما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر بمحافظة الأقصر".
وأكد أن "البعثة سوف تستكمل أعمالها بالموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر القادمة، وسيوفر المجلس الأعلى للآثار الدعم الكامل للبعثة طبقاً لتوجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بتذليل أية عقبات لعمل البعثات الأثرية".
مناظر تصور الملكوقال رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، ورئيس البعثة من الجانب المصري محمد عبد البديع، إنه "أثناء أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسط الصرح، تم الكشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزين الواجهة الخارجية والجدران الداخلية، بالإضافة إلى نقوش لمناظر تصور الملك وهو يستقبل المعبودة - ربيت".
وأضاف أنه "من خلال دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية تبين أن هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطلميوس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص".
وقال كريستيان ليتز، رئيس البعثة من الجانب الألماني، إن "البعثة تمكنت من استكمال الكشف عن الغرفة الجنوبية، والتي كان قد تم الكشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية بالموقع برئاسة العالم بتري بين عامي 1907 و1908م، والتي زين جانبي مدخلها بنصوص هيروغليفية، ومناظر تمثل المعبودة ورب الخصوبة وهو محاط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل".