الولايات المتحدة تتهم طرفي الصراع في السودان بارتكاب جرائم حرب
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن طرفي الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب، وذلك في وقت تكثف فيه واشنطن الضغط على كل من الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء القتال الذي تسبب في كارثة إنسانية.
وقال بلينكن في بيان، إن واشنطن توصلت أيضا إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا.
وأدى القتال الذي اندلع في منتصف نيسان/أبريل إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص داخل السودان وخارجه، ومقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وتدمير الاقتصاد.
وقال بلينكن: "توسع الصراع الذي لا داعي له بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تسبب في معاناة إنسانية خطيرة".
ودعا الوزير الأمريكي الطرفين إلى "وقف هذا الصراع فورا، والامتثال إلى التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع".
وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات بقيادة مذبحة عرقية في غرب دارفور، ويتهم سكان الخرطوم القوة شبه العسكرية بالنهب والاغتصاب واحتجاز المدنيين.
وقال بلينكن: "تمت مطاردة المدنيين من المساليت، وتركوا ليموتوا في الشوارع، وأضرمت النيران في منازلهم، وقيل لهم إنه لا مكان لهم في السودان". والمساليت قبيلة غير عربية.
وفي الوقت نفسه، نفذ الجيش حملة مكثفة من الضربات الجوية والمدفعية على الأحياء السكنية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وهو ما يقول خبراء إنه قد يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
وأضاف بلينكن: "تعرض المحتجزون للإساءة، وقتل بعضهم في مواقع احتجازهم على يد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
وجاء القرار الأمريكي الرسمي نتيجة لعملية وتحليلات قانونية مفصلة بقيادة وزارة الخارجية الأمريكية، لكنه لا يتضمن تلقائيا إجراءات عقابية، وبالتالي ليس له عواقب فورية على الطرفين.
ويأتي هذا القرار بعد تعثر المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة بهدف وقف القتال بين الطرفين المتحاربين في السودان مرة أخرى، ومواصلة الجيش وقوات الدعم السريع الأعمال العسكرية.
وسجلت رويترز وقوع أعمال عنف بدوافع عرقية ارتكبتها هذا العام قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة العربية المتحالفة معها في ولاية غرب دارفور، لا سيما في مدينة الجنينة.
وكشف تقرير خاص صدر في أيلول/سبتمبر كيف نفذت قوات الدعم السريع وحلفاؤها حملة قتل استمرت أسابيع ضد قبيلة المساليت، شملت إطلاق النار على أطفال، وحرق أشخاص في منازلهم، واغتصاب نساء وفتيات.
وفي أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، نفذت قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة العربية جولة أخرى من عمليات القتل بدوافع عرقية في الجنينة، حيث قال الناجون إنه جرى احتجاز رجال من المساليت، وإطلاق النار عليهم، بينما تعرض بعضهم للضرب حتى الموت بالفؤوس والمناجل.
ضغط أمريكيوفرضت الولايات المتحدة عدة جولات من العقوبات بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل؛ بسبب خلافهما على خطط للانتقال السياسي ودمج قوات الدعم السريع في الجيش، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في انتفاضة شعبية.
ومن بين الذين استهدفتهم العقوبات نائب قائد قوات الدعم السريع، ومسؤولون سودانيون سابقون، وشركات اتهمتها واشنطن بتأجيج الصراع.
لكن واشنطن لم تستهدف حتى الآن الجيش وقوات الدعم السريع بشكل مباشر بالعقوبات، على الرغم من دعوات نشطاء حقوق الإنسان لها لتحديد الأطراف وتحديد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت في دارفور.
إلا أن بلينكن حذر من أن القرار المعلن الأربعاء، لا يستبعد إمكانية اتخاذ قرارات أخرى في المستقبل مع توفر المزيد من المعلومات.
وقال: "الولايات المتحدة ملتزمة بالبناء على هذا القرار، واستخدام الأدوات المتاحة لإنهاء هذا الصراع، ووقف ارتكاب الفظائع، وغيرها من الانتهاكات التي تحرم الشعب السوداني من الحرية والسلام والعدالة".
فرانس24/ رويترزالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج السودان دارفور قوات الدعم السريع الجيش الأمم المتحدة حرب إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فرنسا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الجیش وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الولایات المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
طالب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة ضد الدول التي تقف خلف ميليشيات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، منذ أبريل 2023.
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة بحضور وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".
وأكد البرهان التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات. منوهاً إلى إلتزام حكومة السودان بحماية المدنيين من بطش مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على المليشيا المتمردة وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.
وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني خلال اللقاء، على ضرورة أن تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال الدول التي تقف خلف المتمردين وتقوم بدعمهم.
كما دعا البرهان إلى ضرورة أن تتخذ المنظومة الأممية الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح الي إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر .
وقال البرهان انه في حال عودة المواطنين السودانيين لمنازلهم وقراهم، سيتم بدء العملية السياسية وإجراء الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية.
من جانبه قال لعمامرة في تصريح صحفي انه نقل لرئيس المجلس السيادي السوداني تحيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش .
وبين العمامرة أن اللقاء تناول الأوضاع في السودان مشيرا إلى انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان مؤكداً ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.
وأضاف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ان الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا مبيناً أن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها .
وأكد استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني .