بوتين وبن سلمان يناقشان في الرياض مسائل تتعلق بالاستثمارات والطاقة والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض الأربعاء في المحطة الثانية من جولة دبلوماسية تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ بهدف مناقشة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنتاج النفط.
وكان بوتين الذي سعى الغرب إلى عزله منذ هجومه في أوكرانيا، قلل لبعض الوقت تنقلاته إلى الخارج، لكنه بدأ يعود إلى الساحة الدولية.
وحطت طائرة الرئيس الروسي في الرياض مساء الأربعاء، حيث كان في استقباله أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، وفق الأعراف الدبلوماسية السعودية، على ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
والتقى الرئيس الروسي لاحقا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وقال بوتين: "لا شيء يمكن أن يمنع تطوير علاقاتنا الودية"، داعيا ولي العهد السعودي إلى زيارة موسكو.
وأضاف: "من الأهمية بمكان بالنسبة إلينا جميعا أن نتبادل معكم معلومات وتقييمات حول ما يحصل في المنطقة. وأن اجتماعنا يأتي بالتأكيد في الوقت الملائم".
وقال الأمير محمد بن سلمان بعد اللقاء: "اليوم نتشاطر الكثير من المصالح و الكثير من الملفات التي نعمل عليها معا لمصلحة روسيا والمملكة العربية السعودية والشرق الأوسط والعالم أيضا".
وأضاف أن "التنسيق والعمل السياسي بين البلدين ساعد بإزالة الكثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط، وساهم في تعزيز الأمن".
وكان الكرملين أعلن أن بوتين سيبحث مع ولي العهد السعودي مسائل تتعلق بالاستثمارات، وكذلك "تعاونهما في قطاع الطاقة" الذي من شأنه أن يضمن "وضعا مستقرا ويمكن التكهن به" في السوق الدولية.
وفي السعودية أيضا، سيعرض فلاديمير بوتين رؤيته للوضع الدولي، بما يشمل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، و"سبل العمل على وقف التصعيد"، بحسب الرئاسة الروسية.
وفي وقت سابق الأربعاء، قام بوتين بزيارة عمل إلى الإمارات، التقى خلالها نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وحظي بمراسم استقبال رسمية مع حرس الشرف في القصر الرئاسي، بينما عبرت دورية جوية السماء وأطلقت قنابل دخان بألوان العلم الروسي كما سمع إطلاق طلقات مدفعية من مسافة قريبة، وفقا لمشاهد نشرها الكرملين.
وأكد بوتين في بداية لقائه مع الشيخ محمد بن زايد أنه "بفضل موقفكم، وصلت علاقاتنا إلى مستوى غير مسبوق"، مشيدا بدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها "الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي"، وتحدث عن "مشاريع في قطاع الغاز والنفط".
ولم تتخذ الإمارات والسعودية موقفا واضحا داعما لموسكو أو لكييف في الحرب في أوكرانيا، إلا أن الرياض رفضت التجاوب مع طلب أمريكي لزيادة إنتاج النفط الذي ارتفعت أسعاره بسبب الحرب.
سياق مناسبتغيب بوتين عن آخر الاجتماعات الدولية الكبرى مثل قمة مجموعة العشرين في الهند في أيلول/سبتمبر وقمة مجموعة "بريكس" في جنوب أفريقيا في آب/أغسطس.
وقال إنه تجنب المشاركة في هذه اللقاءات حتى لا "يحرج" المنظمين. ولكن مذكرة المحكمة الجنائية ما زالت تعرقل تحركاته, لأنه قد يتم اعتقاله إذا توجه إلى بلد عضو في المعاهدة التأسيسية للمحكمة. لكن الإمارات ولا المملكة العربية السعودية لم توقعا على المعاهدة التأسيسية المعروفة بنظام روما.
كان بوتين يفضل حتى الآن السفر إلى بلدان حليفة. ففي تشرين الأول/أكتوبر، استقبله نظيره شي جينبينغ في الصين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة. وقبل ذلك ببضعة أيام، ذهب إلى قيرغيزستان، وهي دولة أخرى قريبة جدا من موسكو، في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف عن المحكمة الجنائية الدولية.
لكن الرئيس الروسي يرى راهنا أن السياق الدولي أكثر ملاءمة له.
فقد تعثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره هذا الصيف أمام الدفاعات الروسية. أما الدعم غير المشروط الذي كان الغرب يقدمه لكييف حتى الآن، فقد بدأت تظهر عليه علامات الضعف، وذلك بسبب الانقسامات السياسية، وهو ما كان الكرملين يأمل به.
وداخل روسيا، تعافت عائدات النفط، وتم تكميم الأصوات المعارضة للكرملين على نحو منهجي، ويستعد فلاديمير بوتن لإطلاق حملة إعادة انتخابه في شهر آذار/مارس، وهو أمر لم يعد موضع شك.
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فلاديمير بوتين الإمارات العربية المتحدة روسيا السعودية فلاديمير بوتين زيارة محمد بن زايد آل نهيان محمد بن سلمان بن عبد العزيز إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فرنسا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الرئیس الروسی محمد بن
إقرأ أيضاً:
من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
أغلق قرار كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية ملف الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة القسام قبل معركة طوفان الأقصى.
وحسب مصادر للجزيرة، فإن تسليم السيد سيتم بعد إنهاء إجراءات إطلاق سراح 3 أسرى آخرين في المنطقة الوسطى، على أن يتم نقله لاحقا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجاهل إسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات منذ وقوعه في الأسر.
وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.
وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.
وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.
وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.
إعلانغير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى "عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية".
ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.
وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.
كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قضية الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو، الذي أطلقت القسام سراحه مؤخرا ضمن اتفاق تبادل الأسرى، بعد سنوات من الإهمال الإسرائيلي لقضيته بسبب أصوله الإثيوبية.
ويؤكد مراقبون أن هذا التمييز يعكس سياسة عنصرية إسرائيلية واضحة تجاه الجنود الأسرى الذين لا ينحدرون من أصول أوروبية، إذ تتفاوت الجهود المبذولة لاستعادتهم، وفقًا لأصولهم العرقية وأوضاعهم الاجتماعية.