أثار جدلًا بين مصر وألمانيا..كيف تم تهريب تمثال نفرتيتي لـ"برلين"دون علم السلطات؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
اكتشاف تمثال نفرتيتي في مصر والجدل الدائر حول إعادته
في مثل هذا اليوم، في 7 ديسمبر 1912، قاد عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت بعثة ألمانية للتنقيب عن الآثار، وعثرت البعثة على تمثال نفرتيتي في تل العمارنة بالمنيا. كانت الورشة التي عُثر فيها على التمثال تعود للنحات المصري "تحتمس"، وتحتوي أيضًا على عدد من التماثيل النصفية غير المكتملة لنفرتيتي.
يُعتبر تمثال نفرتيتي واحدًا من أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة. يعود تاريخه إلى عام 1345 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 3360 سنة، ويُصنف تمثاله كتمثال نصفي مصنوع من الحجر الجيري. يبلغ طوله حوالي 47 سم ويزن حوالي 20 كيلوجرامًا، وقد صُنع من الحجر الجيري وتم تلوينه بطبقة من الجص. تتمتع ملامح الوجه بالتماثل التام، ورغم أن التمثال في حالة جيدة، إلا أن العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في العين اليمنى.
تم عرض التمثال في عدة مواقع في ألمانيا منذ اكتشافه، بدءًا من ميركس-كيسلنباخ، ثم في متحف داهليم ببرلين الغربية، والمتحف المصري في شارلوتنبورغ، والمتحف القديم في برلين. ومنذ عام 2009، يعرض التمثال في متحف برلين الجديد.
أصبح التمثال النصفي لنفرتيتي رمزًا ثقافيًا لبرلين ولمصر القديمة، وأثار جدلاً حادًا بين مصر وألمانيا بشأن مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهربة إلى أراضيها.
تبين أن مكتشف التمثال قام بالتلاعب بالحكومة المصرية عندما قدم صورة ضوء ضعيفة للتمثال وأخفاه في صندوق خلال زيارة المفتش العام للآثار المصرية آنذاك. كما زعم بورشاردت أن التمثال مصنوع من الجبس لإخفاء قيمته الأثرية الكبيرة.
تم نقل التمثال إلى برلين في عام 1913 وظل مخفيًا لمدة عشر سنوات حتى عُرض لأول مرة للجمهور في عام 1923 كجزء من معروضات متحف برلين الجديد. منذ ذلك الحين، اندلع جدلاً دائرًا حول مطالبة مصر بإعادة التمثال إلى أراضيها.
تطالب مصر بإعادة التمثال بناءً على مبدأ الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد. تقدمت الحكومة المصرية بعدة طلبات رسمية لألمانيا لإعادة التمثال، وأكدت أنها تعتبره قطعة أثرية مهمة للتراث المصري وترغب في عرضها في متحف الآثار المصرية في القاهرة.
من جانبها، تبرر ألمانيا رفضها لإعادة التمثال بحجج متعددة. تقول ألمانيا إن التمثال اكتسب شهرة عالمية وأصبح جزءًا من تراثها الثقافي، وأنه يعرض في متحف برلين الجديد الذي يعتبر وجهة سياحية هامة.
كما يشير الألمان إلى أن عملية نقل التمثال واكتشافه تمت في ظروف قانونية وبالتعاون مع السلطات المصرية آنذاك.
تستمر المفاوضات والجدل بين الجانبين حول مصير التمثال.
ومع ذلك، لم تتوصل الدولتان إلى اتفاق نهائي حتى الآن، يظل الجدل حول إعادة التمثال نفرتيتي قضية مثيرة للجدل في مجال حماية التراث الثقافي والنقاش حول ملكية الآثار المنقولة وحقوق الدول في استعادة تراثها الثقافي المهرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نفرتيتي الحجر الجيري المتحف المصري تل العمارنة فی متحف
إقرأ أيضاً:
عرض الفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران بـ"أضواء برليناله" بمهرجان برلين السينمائى
يشهد مهرجان برلين السينمائي الدولي عرض الفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران، للمخرج مراد مصطفى، وذلك في إطار مواصلته تقليده السنوي بتقديم برامج خاصة خارج أيام المهرجان الرسمية، من خلال سلسلة عروض "أضواء برليناله"، والتي تعود هذا العام بنسختها السابعة منذ انطلاقها عام 2018.
وتشارك مبادرة صندوق السينما العالمية (WCF) التابعة للمهرجان في فعالية "حول العالم في 14 فيلمًا" التي تُقام في دورتها العشرين خلال الفترة من 28 نوفمبر إلى 6 ديسمبر المقبل، في صالات سينما كولتور براويري ودلفي لوكس ونيوس أوف بالعاصمة الألمانية برلين.
ويُخصص يوم 30 نوفمبر لتقديم برنامج "أضواء برليناله.. صندوق السينما العالمية"، الذي يحتفي بمجموعة من الأفلام التي دعمها الصندوق، وهو مشروع أُطلق عام 2004 بهدف تمويل الأعمال القادمة من مناطق تعاني ضعف البنية التحتية السينمائية، وتشجيع التنوع الثقافي داخل السينما الألمانية والأوروبية.
قائمة الأفلام المعروضة ضمن سلسلة "أضواء برليناله" بمهرجان برلين السينمائي
وتضم قائمة العروض خمسة أفلام مميزة حظيت بدعم صندوق السينما العالمية، من بينها الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج مراد مصطفى، وهو عمل درامي اجتماعي ممزوج بعناصر من الرعب.
الفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران
حظي بإشادة واسعة عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي 2025 ضمن قسم "نظرة ما"، تدور أحداث الفيلم حول عائشة، مهاجرة سودانية تعمل مقدمة رعاية في القاهرة الكبرى، وتواجه واقعًا قاسيًا يعكس معاناة المهمّشين.
كما يُعرض الفيلم التايلاندي "شبح مفيد" (Pee Chai Dai Ka) للمخرج راتشابوم بونبونتشاك، وهو كوميديا فانتازية عن الأشباح، حصد الجائزة الكبرى في "أسبوع النقاد" بمهرجان كان 2025، ويمثل تايلاند رسميًا في ترشيحات أوسكار 2026 لفئة "أفضل فيلم دولي".
فيلم ورقة جافة
ومن جورجيا وألمانيا يأتي فيلم "ورقة جافة" للمخرج ألكسندر كوبيريدزه، الذي شارك في مسابقة مهرجان لوكارنو السينمائي 2025، وحصل على جائزة النقاد من الاتحاد الدولي (FIPRESCI)، حيث يقدم رحلة شاعرية تمزج بين السحر والغموض.
ويُعرض أيضًا فيلم "فيليسيتيه" للمخرج آلان جوميز، الحاصل على جائزة الدب الفضي – لجنة التحكيم الكبرى في برليناله 2017، والذي مثّل السنغال في جوائز الأوسكار 2018، وتدور قصته حول مغنية في كينشاسا تكافح من أجل حب ابنها وكرامتها الإنسانية.
فيلم النظرة الغامضة لطائر الفلامنجو
أما الفيلم الخامس فهو العمل التشيلي "النظرة الغامضة لطائر الفلامنجو" (La misteriosa mirada del flamenco) للمخرج دييجو سيسبيديس، الفائز بالجائزة الكبرى في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان 2025، كما يمثل تشيلي رسميًا في ترشيحات أوسكار 2026.