في لقاء جمع عدداً من كبار صناع القرار والخبراء الدوليين في قطاع الطاقة، تم مناقشة اتجاهات الطاقة خلال العام الحالي والقادم، وذلك ضمن أحدث لقاءات «المائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين» الذي عقدته مؤسسة العطية تحت عنوان «مآلات مشهد الطاقة للعام الحالي وبلورة مستقبل العمل المناخي للعام القادم».
وشارك في اللقاء الذي عقد في السادس من ديسمبر في الدوحة كل من البروفيسور بول ستيفنز، الأستاذ الفخري في جامعة دندي وزميل معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان (IEEJ)؛ والبروفيسور غراهام ويل، أستاذ اقتصاديات الطاقة في جامعة الرور في بوخوم؛ والسيد آلان جيلدر، نائب رئيس قسم التكرير والكيماويات وأسواق النفط في «وود مكنزي»؛ والسيد روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة؛ والسيد كريس جنتل، كبير مستشاري الشراكات والمشاريع الجديدة في مجلس الطاقة العالمي.


وقال سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة السابق في قطر: «أشكر الخبراء والمشاركين على طرح هذه القضية الحيوية التي ما فتئت تؤرق قطاع الطاقة عامة». 
أضاف  «نجد أنفسنا أمام مفترق طرق، حيث تؤكد الأحداث التي شهدناها في عام 2023 على أن معضلة الطاقة الثلاثية تفرض علينا البحث عن مستقبل مستدام للطاقة، مع ضمان إمدادات آمنة للطاقة، وقدرة المستهلكين على تحمل التكاليف «.
وشكل ما يسمى «معضلة الطاقة الثلاثية» التي شهدها عام 2023، والتوقعات لعام 2024 أساساً للحوار بين الخبراء وصناع القرار خلال اللقاء. وتتألف المعضلة الثلاثية من ثلاث ركائز: الاستدامة التي تنطوي على إزالة الكربون من الطاقة؛ والأمن الذي يسعى إلى ضمان إمدادات الطاقة؛ وخفض تكلفة الطاقة على المستهلكين. وتعتبر معضلة الطاقة الثلاثية إطار عملٍ لصناع سياسات الطاقة لتحقيق التوازن بينها. 
ومن ناحية الاستدامة، تحدث الضيوف حول ضرورة مسائلة الشركات بمدى التزامهم بالإرشادات البيئية والاجتماعية والحوكمة Environmental, Social, and Governance  (ESG). كما نوقش أيضًا تأثير التوترات السياسية في العالم، وما نجم عنها من تعطل لسلاسل التوريد، والتحديات الذي تواجه الدول الأوروبية لخفض الاعتماد على الغاز الروسي، وزيادة الإمدادات وتجنب انقطاعها، وإعطاء الأولوية لكفاءة الطاقة والحفاظ عليها.
وقد ساهم ضعف سلاسل التوريد في تضخم تكلفة المشاريع، بينما عمدت البنوك المركزية الى رفع أسعار الفائدة، ما أثر بشكل سلبي على اقتصاديات المشاريع. ومع ذلك، فهناك دلائل تشير إلى أن معدلات التضخم ربما قد استقرت، مع انخفاض متوقع يصل إلى 6.6 بالمئة في عام 2023 و4.3 بالمئة في عام 2024، على الرغم من أنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.
وناقش الضيوف أيضًا التأثيرات المستمرة وغير المباشرة لجائحة كوفيد-19 على المستوى العالمي، في ظل التزام الصين بإستراتيجية القضاء على فيروس كورونا، وإجراءات الاغلاق والضوابط الصارمة التي صاحبتها، ما عرقل عمليات الإنتاج والتصنيع، وتأخير إجراءات الشحن البحري خلال عام 2023.
فقد كان الاستيراد من الشركات الصينية أحد أهم مخاطر سلاسل التوريد في عام 2023، وفقًا لتقرير المخاطر السنوي الصادر عن شركة Everstream. وجاء في التقرير، أن مخاطر التأخير وإلغاء عمليات شحن البضائع المستوردة من الصين قد بلغ 90 بالمئة، مع الإشارة إلى احتمال حدوث اضطرابات محلية بسبب فيروس كوفيد-19 في البلاد.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المائدة المستديرة مستقبل الطاقة عام 2023 فی عام

إقرأ أيضاً:

حلقة نقاشية رفيعة المستوى حول مبادرة «تيراميد» ضمن مؤتمر «COP 29» في باكو

شهد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 29»، المنعقد حالياً في العاصمة الأذربيجانية باكو، حلقة نقاشية رفيعة المستوى، حول مبادرة «تيراميد»، بمشاركة عدد من الوزراء، وكبار المسؤولين في المنظمات والهيئات الإقليمية الدولية، بالإضافة إلى الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، التي تقود التنسيق فيما بين منظمات المجتمع المدني في الدول العربية، لتحقيق هدف إنتاج «تيراواط» من الطاقة النظيفة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بحلول 2030.

المشاط تشارك في «يوم التمويل والاستثمار والتجارة» بقمة المناخ COP29 فؤاد: "التكيف" جزء لا يتجزأ من الاستجابة العالمية لتغير المناخ وأولوية للدول النامية

وعقدت الحلقة النقاشية تحت عنوان «زخم البحر الأبيض المتوسط: تسريع هدف 1 تيراواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030»، حيث قدمت ريبيكا كولير، المديرة التنفيذية لمبادرة «رينيو 2030»، التابعة لمؤسسة المناخ الأوروبية، وصندوق التمويل المشترك للطاقة الدولية، كلمة ترحيبية بالمشاركين في الاجتماع، ودعوة المتحدثين في الجلسة الافتتاحية.

وتحدث فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، عن أهمية دور منطقة البحر المتوسط في الجهود العالمية لتعزيز الطاقة المتجددة، مع التركيز على إمكانيات المنطقة لإحداث تأثيرات إيجابية في كل من الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والشرق الأوسط، بينما استعرض بروس دوغلاس، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للطاقة المتجددة، رؤيته حول فرص إقامة سوق موحدة ومتكاملة للطاقة المتجددة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأكد جرامينوس ماستروجيني، نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، على أهمية التكامل والتعاون الإقليمي للوصول إلى هدف مبادرة «تيراميد»، بينما تحدث أورخان زينالوف، نائب وزير الطاقة في أذربيجان، من فريق رئاسة مؤتمر الأطراف «COP 29»، على التزام رئاسة المؤتمر بتعزيز تعهدات المؤتمر السابق «COP 28»، بشأن الطاقة الخضراء، عبر مبادرة «تيراميد».

وعرض جواد الخراز، الرئيس المشارك لشبكة الطاقة النظيفة المتوسطية، الأهداف الاستراتيجية للمبادرة، مع التأكيد على ضرورة تحقيق أهداف الطاقة المتجددة وأهمية التعاون في المنطقة، بينما تحدثت نيجار أرباداراي، بطل العمل المناخي رفيع المستوى لمؤتمر «COP 29»، عن أهمية تنسيق السياسات لدعم التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وجعل منطقة البحر المتوسط نموذجاً للنمو المستدام.

وتضمنت الحلقة النقاشية جلسة وزارية بعنوان «مسارات تنفيذ الانتقال الطاقي في المتوسط»، بمشاركة صالح الخرابشة، وزير الطاقة والثروة المعدنية، بالمملكة الأردنية الهاشمية، وليلى بن علي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بالمملكة المغربية، وفاطمة ورانك، نائبة وزير البيئة والعمران والتغير المناخي، بجمهورية تركيا، وأحمد مهينة، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي، بجمهورية مصر العربية.

قدم كل وزير مداخلة مختصرة حول مدى ما تحقق في بلاده على صعيد الانتقال للطاقة المتجددة، مع استعراض الأولويات والفرص والتحديات، وإمكانيات التعاون الإقليمي لتحقيق هدف مبادرة «تيراميد»، بالإضافة إلى استعراض استراتيجيات التمويل، والشراكات المصممة لجذب الاستثمارات، مع تسليط الضوء على أهمية هذه الموارد المالية لتحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية.

وقدم جياني كيانيتا، رئيس الحوار المتوسطي حول الاستدامة والطاقة، عرضاً بعنوان «دعوة للعمل»، التي أطلقتها الشبكة المتوسطية للطاقة النظيفة، بهدف حث الأطراف المعنية في كافة دول حوض البحر المتوسط على تحديد التزاماتها نحو تحقيق أهداف مبادرة «تيراميد»، وتحفيز الاستثمار والتعاون متعدد الأطراف، ثم عرض كل من كيرت فاندنبرغ، المدير العام للعمل المناخي بالمفوضية الأوروبية، وأليساندرو غويري، المدير العام للشؤون الدولية والأوروبية والتمويل المستدام في وزارة البيئة وأمن الطاقة، بالجمهورية الإيطالية، وفيكتور ماركوس موريل، المدير العام للتخطيط والطاقة في إسبانيا، البيانات الخاصة لكل دولة فيما يتعلق بتسريع الانتقال للطاقة المتجددة.

واختتمت جوليا جيوردانو، الرئيسة المشاركة للشبكة المتوسطية للطاقة النظيفة، ومديرة الاستراتيجية العالمية والمتوسطية، الحلقة النقاشية بتقديم تلخيص سريع لأهم النتائج، مع التأكيد على الالتزامات وأطر التعاون، التي جرى مناقشتها، كما أشارت إلى أن «دعوة للعمل»، التي أطلقتها الشبكة، تهدف إلى التأكيد على الالتزام المشترك بمبادرة «تيراميد»، وصياغة خارطة طريق لتسريع الانتقال للطاقة المتجددة.

 

مقالات مشابهة

  • "كوب 29".. المملكة تستعرض جهودها في مجال الطاقة الذرية والمتجددة
  • 40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
  • محطة بنبان للطاقة الشمسية.. أكبر محطة لتوليد الطاقة فى أفريقيا والشرق الأوسط
  • مؤسسة النفط تقدم عرضًا جديدًا لشركة “تراستا” للطاقة بشأن مصفاة رأس لانوف
  • اجتماع موسع رفيع المستوى بتونس لبحث مستقبل المصرف المركزي
  • 70 جلسة وفعالية متنوعة ضمن أجندة "منتدى دبي للمستقبل 2024" الأسبوع المقبل
  • حلقة نقاشية رفيعة المستوى حول مبادرة «تيراميد» ضمن مؤتمر «COP 29» في باكو
  • لأول مرة منذ كارثة فوكوشيما.. استبعاد مفاعل نووي ياباني عن العمل
  • اتفاقية بين "الإمارات للتنمية" و"Yellow Door Energy" لدعم مشاريع الطاقة الشمسية
  • منها دولة عربية.. قائمة الدول التي تضم أعلى عدد من المفاعلات النووية