منذ 7 أكتوبر.. نصف مليون إسرائيلي غادروا “إسرائيل” ولم يعودوا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم ، بأنّ عدداً كبيراً من الإسرائيليين غادروا “إسرائيل” منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكر موقع “زمان يسرائيل” أنّ عدد المغادرين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وصل إلى نصف مليون إسرائيلي، وذلك وفق معطيات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية.
وفي التفاصيل ذكر الموقع أنّ نحو 370 ألف إسرائيلي غادروا “إسرائيل” منذ اندلاع الحرب وحتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأيضاً غادر نحو 139.839 إسرائيلياً منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وحتى نهاية الشهر ولم يعودوا.
كما أوضح الموقع أنّ النصف مليون إسرائيلي المغادرين لا يتضمنون عشرات آلاف العمال الأجانب والدبلوماسيين، الذين غادروا “إسرائيل” بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر بسبب سوء الأوضاع.
كما لفت الموقع إلى أنّ الهجرة إلى “إسرائيل” انكمشت هذه السنة، مع استقرار الوضع في أثيوبيا ونسبياً قي أوكرانيا، ومع تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في “إسرائيل” بسبب سياسة الحكومة.
وانخفض عدد المهاجرين من نحو 20 ألفاً في الفصل الأول من العام 2023 إلى نحو 11 ألفاً في الفصل الثالث. في الأسابيع الأولى من الحرب كادت الهجرة تتوقّف، متابعاً أنّ عدد المهاجرين إلى “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر أقلّ من 1% من عدد الإسرائيليين الذين غادروها.
وأشار الموقع إلى أنّ العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية تُفسّر، بشكل خاطئ، عودة 300 ألف إسرائيلي إلى الكيان، إذ تعتبر أنّها موجة كبيرة من الهجرة والعودة إلى “إسرائيل”، لكنها تتجاهل حقيقة أن أغلب الوافدين عادوا فقط من إجازات الأعياد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تشرین الأول أکتوبر
إقرأ أيضاً:
عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”
في حادث طعن وقع صباح الاثنين 3 مارس في حيفا، قتل مستوطن صهيوني وجرح خمسة آخرون قبل أن تقوم الشرطة الصهيونية بقتل الفدائي الذي نفذ العملية. ولقد كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لسلطات الاحتلال هي هوية منفذ العملية الذي تبين أنه شاب درزي يدعى يثرو شاهين ويبلغ من العمر 20 عامًا ويحمل الجنسيتين “الإسرائيلية” والألمانية، وهو من سكان بلدة شفا عمرو ذات الغالبية الدرزية في منطقة الجليل وقد عاد إلى فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي بعدما قضى عدة أشهر في ألمانيا.
ولقد جاء الحادث في مرحلة حساسة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، ليس فقط في فلسطين المحتلة، بل في سوريا ولبنان أيضاً، وليثبت للسلطات الصهيونية أنه على الرغم من ثمانية عقود من محاولاتها استيعاب دروز فلسطين المحتلة في النسيج الصهيوني، إلا أن أبناء هذه الطائفة لا يزالون يشعرون بانتمائهم لهويتهم العربية. وما يزيد من أهمية الحدث هو أن منفذ العملية شاب في العشرين من عمره، ما يعني أن العقود الطويلة التي قضتها سلطات الاحتلال في “تحييد” دروز فلسطين لم تنفع معها، وأن الشباب الدرزي لا يزل يتمرد على بعض قياداته في فلسطين المحتلة ويتمسك بهويته العربية.
كذلك، فقد جاء الحادث في وقت يحاول فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني إطلاق مشروعه للسيطرة على سوريا بذريعة حماية الدروز فيها، والذين يتعرضون حالياً لهجمة من سلطات دمشق الجديدة التي يحكمها توجه طائفي متشدد يميز ضد المجموعات الدينية غير السنية في سوريا. ويسعى نتنياهو من خلال مشروعه هذا إلى التمدد باتجاه جبل العرب وتحويل الدروز إلى درع واقٍ للكيان الصهيوني في مواجهة العمقين السني والشيعي في سوريا ولبنان والعراق، والاتصال بالمنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في شرق سوريا بدعم من قوات الاحتلال الأمريكية. هذا يفسر الفتنة التي كادت تقع والخطاب الطائفي الذي تطلقه بعض المجموعات المدعومة من “إسرائيل” في جبل العرب، والتي قابلتها غالبية الدروز بالرفض والعض على الجرح ولقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع درءًا للفتنة ومشاريع التقسيم “الإسرائيلية”.
إضافة إلى ذلك، فإن عملية حيفا جاءت في وقت تطرح فيه “إسرائيل” مشروع مد المنطقة الدرزية العازلة إلى لبنان حتى يكون لها منفذ على البحر. وفي هذا الإطار جاءت معارضة هذا المشروع من قبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يخشى من أن يضع هذا المشروع الفتنوي دروز لبنان في مواجهة مع الشيعة والسنة على حد سواء، علماً أن من شأن كيان درزي تسعى “إسرائيل” لإقامته أن يهمش الزعامات الدرزية السوريا واللبنانية المعروفة بانتمائها العربي، لصالح زعامة موفق طريف في فلسطين المحتلة المعروف بعلاقاته بالقيادات “الإسرائيلية”.
قد لا تؤدي عملية حيفا إلى فرملة الاندفاعة “الإسرائيلية” لتنفيذ مشاريعها الفتنوية، إلا أن دلالاتها تشير في المحصلة إلى أن الرهان الصهيوني على تحويل الدروز في فلسطين وسوريا ولبنان إلى مطية لمشاريعها لن يكتب له النجاح وأن معظم الدروز سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا يتمسكون بانتمائهم العربي.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية