الثورة نت:
2025-01-07@07:12:47 GMT

العدوان على غزة والانحطاط الإنساني..!!

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

 

 

يصعب وصف ما يجري في قطاع غزة بالحرب، لأن ما يجري فيها مجازر وجرائم لا علاقة لها بالحروب ولا بتقاليد الحروب، هي ترجمة فعلية وميدانية (لاستراتيجية الصدمة والرعب) التي ابتدعها البنتاجون الأمريكي عام 1993م إلى جانب ما أطلق عليه أمريكيا يومها (استراتيجية الفوضى الخلاقة)، وإن كانت الفوضى الخلاقة قد حاولت أمريكا تطبيقها عام 2011م فيما يسمي ( ثورة الربيع العربي) وعملت على تطبيقها في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، ثم حاولت تطبيقها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يسمي بقصة (مهساء أميني) ولكنها فشلت في ايران وإن كانت قد حققت بعض النجاحات في بعض الدول التي لا تزال تعاني من ثار التأمر الأمريكي حتى اليوم.


ما يجري في غزة هو تجسيد لاستراتيجية الصدمة والرعب وتطبيق حرفي لها ولهذا يشرف عليها خبراء وضباط أمريكيون وطلائع من قوات المارينز الأمريكية الذين يشاركون في العدوان على قطاع غزة ميدانياً ومن خلال غرف العمليات والتحكم والسيطرة، لأن للحروب أخلاقيات وتقاليد وطرق، وما يجري في غزة هي جرائم حرب وجرائم إبادة متعمدة وممنهجة، وعدوان مجرد من كل المبررات والذرائع وليس له ما يبرره سوى رغبة المجرمين الصهاينة وبجانبهم أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، هذه الدول حوّلت قطاع غزة إلي حقل تجارب لنظرية الصدمة والرعب، متخذين من سكان القطاع وأرضهم مسرحاً تجري عليه بروفة لمسرحية إمبريالية قد تطبق في مكان آخر في المستقبل، بروفة يقاس من خلالها رد فعل المجتمع الدولي ومشاعره الإنسانية، والأهم تدريب ضباطهم وجنودهم وطياريهم على إدارة هذه الاستراتيجية..؟!
لأن لا منطق يجيز هذا الكم من الجرائم والتحشدات الجوية والبرية والبحرية وأساطيل ومدمرات دول عظمى وغواصات، وقنابل وصواريخ مدمرة توجه عبر الأقمار الصناعية، وكل هذا على مجموعة ( مقاومين) يعيشون في نطاق جغرافي ضيق ومزدحم يقطنه أكثر من أثنان مليون ونصف مليون من البشر غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ..؟!
لم يتوقف الأمر في الجانب العسكري، بل هناك حصار سابق للقطاع منذ عقد ونيّف، وحصار راهن برياً وجوياً وبحرياً، ويحرم ساكني القطاع من الكهرباء والمياه ووسائل التواصل، ومن الغذاء والأدوية وحق الحياة، إذ تقصف المستشفيات، وتقصف سيارات الإسعاف، وتدمر المرافق الخدمية والسكنية على رؤوس من فيها.. أي حرب هذه قطعا ليست حرباً، بل جرائم إبادة شعب على يد من يحتل أرض وطنه..؟!
أي حرب هذه.. ضحاياها أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون عزّل وأطباء ودفاع مدني وموظفو الإسعاف..؟!
أي حرب هذه.. يباد فيه شعب وحين يطلب العدو من الناس ترك منازلهم والتوجه لمناطق يزعم إنها آمنة ويردد العالم بعده إنها آمنة فيذهب الناس إليها ولكنهم يقضون تحت نيران الاحتلال الذي يقصف ويدمر البشر والشجر والحجر، وبعد ستين يوماً من هذه الحرب الإجرامية التي لا يفلح فيها العدو إلا بقتل أكثر من ستة عشر ألف فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء ومدنيين عزل لا علاقة لهم بالحرب..؟!
أي حرب هذه.. تقصف وتدمر فيها مقرات الأمم المتحدة والبعثات الدولية، حرب ليس فيها حصانة لأحد، وليس فيها إخلاق وليس هناك في هذا العالم المترامي الأطراف من يقول كفى جرائم، كفى إبادة،؟!
عدوان إجرامي الصامت عنه شريك والمتغاضي عنه ليس من البشر ولا يحمل قيماً بشرية ولا يتحلى بأخلاقيات البشر.. حرب من يقوم بها مجرم وقاتل وتخجل البشرية عن التعامل معه أو اعتباره ينتمي لها..؟!
حرب ليس الصهاينة صنّاعها، بل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا شركاء أساسيون فيها وفي إدارتها، وبالتالي فإن المتفرج لما يجري في غزة خائن لعروبته وإسلامه ومجرد من كل مقومات الهوية والانتماء، فلا دين له ولا عروبة ولا قيم أو مشاعر إنسانية، هذا بالنسبة للنظام العربي الذي أثبت تصهينه وعمالته وخيانته لذاته وهويته ودينه وأمته، وبالنسبة للمجتمع الدولي فإن غزة جردته من كل هويته وقيمه الأخلاقية والإنسانية، وظهر هذا العالم أكثر انحطاطاً وهمجية وتوحشاً ونذالة..؟!
إن غزة أسقطت النظام الدولي والمجتمع الدولي، كما سبق وأسقطت فلسطين القانون الدولي وكل قوانينه وتشريعاته..؟!
حقا، يصعب على الكاتب أن يجد المفردات اللغوية لوصف ما يجري في غزة مهما كانت ثروته اللغوية زاخرة وثرية، لكن غزة جردتنا من القدرة على وصف ما يجري فيها من هول الجرائم المروعة التي تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين العزل في ظل صمت عربي ودولي بل وتآمر عربي ودولي رسميين، وإلا كيف لهذا العدو أن يفجر بجرائمه بهذه الصورة المروعة والبشعة فيما أمريكا تؤكد وبكل سفور ووقاحة إنها لا ترى أن الصهاينة يستهدفون المدنيين؟! يا الله.. رحمتك.. ولعنتك.. رحمتك بالشعب الفلسطيني المظلوم من الأعداء والأصدقاء ولكنه أشد إيلاما من ظلم ذوي القربي.. ولعنتك على كل متآمر ومتخاذل وعدو همجي مجرد من الأخلاقيات الإنسانية ولا ينتمي للبشرية ولا حتى لعالم الحيوانات.
ثم يأتي من (السفلة) من ينتقد موقف صنعاء وسيدها القائد عبد الملك الحوثي الذي أصطف لنصرة المقاومة وها نحن نري أبواق الصهاينة يهددون ويتوعدون، مع إننا في مرحلة يتطلب فيها مواقف مشرفة ولتحرق الدنيا بمن عليها وإن لم نفعل سيلعننا الله ورسوله وملائكته والناس أجمعين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة تقدم "لحظة فارقة" و"نص دايرة" في نوادي مسرح شرق الدلتا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصل  الهيئة العامة لقصور الثقافة تقديم عروض نوادي المسرح التابعة لإقليم شرق الدلتا الثقافي، والتي تنظمها الهيئة حتى 10 يناير الحالي، ضمن برامج وزارة الثقافة.

وشهد قصر ثقافة الزقازيق عرضين مسرحيين لفرقة قصر ثقافة دمياط الجديدة، جاء الأول بعنوان "لحظة فارقة"، عن نص "اثنى عشر رجلا غاضبا" للكاتب رونالدو روز، دراماتورج علاء عسكر وإخراج نور الدين أسعد، وتدور أحداثه حول هيئة محلفين تم اختيارهم بشكل عشوائي، دون أن يكون لهم أي صلة بالمتهم الذي قتل والده، وذلك لتحديد ما إذا كان مذنبا أم بريئا، وتتوالى المرافعات والأحداث حتى يقتنع المحلفون برأي الدفاع.

أما العرض الثاني بفجاء بعنوان "نص دايرة"، تأليف علي عثمان، وإخراج عدنان علاء الدين، ويناقش الصراع الفكري في حياة الإنسان، وكيف يمكن لأي فكرة أن تكون أداة لتحقيق الأهداف سواء كانت هذه الأهداف عظيمة أو تؤدي إلى الفشل.

كما شهدت الفعاليات عرضين آخرين لنوادي مسرح قصر ثقافة المنصورة، جاء الأول بعنوان "أرماء"، عن نص "ليلة زفاف" تأليف أحمد سمير، دراماتورج وإخراج أحمد مصطفى، وتدور أحداثه  حول فكرة الإرادة الحرة للإنسان، وقدرته على الاختيار بين الخير والشر في مختلف مواقف حياته.

أما العرض الثاني فجاء بعنوان "المسوخ"، تأليف الكاتب السعودي عباس الحايك، وإخراج نيرة فهمي، وتدور أحداثه حول مجموعة من البشر تم اختطافهم من قبل "مخترع" عانى من قسوة البشر منذ صغره، مما دفعه لاختراع روبوتات تلبي رغباته وتنفذ أوامره بدون مشاعر، فيقرر اختطاف البشر وسلب مشاعرهم مثل الرحمة والعطف والكراهية، بهدف استكمال اختراعه لأشباه البشر ليبني لنفسه عالما خاليا من المشاعر السلبية التي كان يعاني منها.

جاءت العروض بحضور لجنة المشاهدة المكونة من محمود حامد، إبراهيم المهدي، يحيي صبيح، ووليد فتحي، أعقبها ندوات نقدية أدارها المخرج محمد الزيني، دارت خلالها مناقشات للكاتب مجدي الحمزاوي، والكاتبة صفاء البيلي، حول أداء الممثلين، وكيفية توظيف الإضاءة، والديكور، لتحقيق التجانس بين عناصر العرض المسرحي.

العروض إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتقدم بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإشراف الكاتب أحمد سامي خاطر، حيث يشارك الإقليم بـ 24 عرضا من فروعه: الشرقية، الدقهلية، ودمياط.

2929c422-84cc-4014-836d-e04dc0538dfc a2c32132-418a-417e-9c24-24fa5517717a d2ea30e0-0191-4141-bb4d-78d6fe912d8a dfdea668-bed1-44ca-bd39-c8a36c65c6f9 e416f3f7-a3b9-4229-8165-e56c091462ba

مقالات مشابهة

  • أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور بأمريكا
  • وزير الخارجية السعوي يجري اتصالا بنظيره الأمريكي
  • ذكرى ميلاد جبران خليل جبران رائد الأدب الإنساني
  • قصور الثقافة تقدم "لحظة فارقة" و"نص دايرة" في نوادي مسرح شرق الدلتا
  • قصص علمية ستهيمن على الساحة الدولية خلال العام 2025
  • تريد فهم البشر من حولك؟ إليك أنواع العلاقات الإنسانية والفرق بينهم
  • دولة تعرّضت لـ90 هزّة أرضيّة في وقتٍ قصيرٍ.. وهكذا علّق خبير لبنانيّ عما يجري فيها
  • نفط البصرة يجري انتخاباته وعلاء صباح رئيسا لإدارة النادي
  • ما قلّ ودل
  • هل يتجسس الذكاء الاصطناعي على البشر؟ خبير تكنولوجي يجيب| فيديو