العدوان على غزة والانحطاط الإنساني..!!
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
يصعب وصف ما يجري في قطاع غزة بالحرب، لأن ما يجري فيها مجازر وجرائم لا علاقة لها بالحروب ولا بتقاليد الحروب، هي ترجمة فعلية وميدانية (لاستراتيجية الصدمة والرعب) التي ابتدعها البنتاجون الأمريكي عام 1993م إلى جانب ما أطلق عليه أمريكيا يومها (استراتيجية الفوضى الخلاقة)، وإن كانت الفوضى الخلاقة قد حاولت أمريكا تطبيقها عام 2011م فيما يسمي ( ثورة الربيع العربي) وعملت على تطبيقها في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، ثم حاولت تطبيقها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يسمي بقصة (مهساء أميني) ولكنها فشلت في ايران وإن كانت قد حققت بعض النجاحات في بعض الدول التي لا تزال تعاني من ثار التأمر الأمريكي حتى اليوم.
ما يجري في غزة هو تجسيد لاستراتيجية الصدمة والرعب وتطبيق حرفي لها ولهذا يشرف عليها خبراء وضباط أمريكيون وطلائع من قوات المارينز الأمريكية الذين يشاركون في العدوان على قطاع غزة ميدانياً ومن خلال غرف العمليات والتحكم والسيطرة، لأن للحروب أخلاقيات وتقاليد وطرق، وما يجري في غزة هي جرائم حرب وجرائم إبادة متعمدة وممنهجة، وعدوان مجرد من كل المبررات والذرائع وليس له ما يبرره سوى رغبة المجرمين الصهاينة وبجانبهم أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، هذه الدول حوّلت قطاع غزة إلي حقل تجارب لنظرية الصدمة والرعب، متخذين من سكان القطاع وأرضهم مسرحاً تجري عليه بروفة لمسرحية إمبريالية قد تطبق في مكان آخر في المستقبل، بروفة يقاس من خلالها رد فعل المجتمع الدولي ومشاعره الإنسانية، والأهم تدريب ضباطهم وجنودهم وطياريهم على إدارة هذه الاستراتيجية..؟!
لأن لا منطق يجيز هذا الكم من الجرائم والتحشدات الجوية والبرية والبحرية وأساطيل ومدمرات دول عظمى وغواصات، وقنابل وصواريخ مدمرة توجه عبر الأقمار الصناعية، وكل هذا على مجموعة ( مقاومين) يعيشون في نطاق جغرافي ضيق ومزدحم يقطنه أكثر من أثنان مليون ونصف مليون من البشر غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ..؟!
لم يتوقف الأمر في الجانب العسكري، بل هناك حصار سابق للقطاع منذ عقد ونيّف، وحصار راهن برياً وجوياً وبحرياً، ويحرم ساكني القطاع من الكهرباء والمياه ووسائل التواصل، ومن الغذاء والأدوية وحق الحياة، إذ تقصف المستشفيات، وتقصف سيارات الإسعاف، وتدمر المرافق الخدمية والسكنية على رؤوس من فيها.. أي حرب هذه قطعا ليست حرباً، بل جرائم إبادة شعب على يد من يحتل أرض وطنه..؟!
أي حرب هذه.. ضحاياها أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون عزّل وأطباء ودفاع مدني وموظفو الإسعاف..؟!
أي حرب هذه.. يباد فيه شعب وحين يطلب العدو من الناس ترك منازلهم والتوجه لمناطق يزعم إنها آمنة ويردد العالم بعده إنها آمنة فيذهب الناس إليها ولكنهم يقضون تحت نيران الاحتلال الذي يقصف ويدمر البشر والشجر والحجر، وبعد ستين يوماً من هذه الحرب الإجرامية التي لا يفلح فيها العدو إلا بقتل أكثر من ستة عشر ألف فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء ومدنيين عزل لا علاقة لهم بالحرب..؟!
أي حرب هذه.. تقصف وتدمر فيها مقرات الأمم المتحدة والبعثات الدولية، حرب ليس فيها حصانة لأحد، وليس فيها إخلاق وليس هناك في هذا العالم المترامي الأطراف من يقول كفى جرائم، كفى إبادة،؟!
عدوان إجرامي الصامت عنه شريك والمتغاضي عنه ليس من البشر ولا يحمل قيماً بشرية ولا يتحلى بأخلاقيات البشر.. حرب من يقوم بها مجرم وقاتل وتخجل البشرية عن التعامل معه أو اعتباره ينتمي لها..؟!
حرب ليس الصهاينة صنّاعها، بل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا شركاء أساسيون فيها وفي إدارتها، وبالتالي فإن المتفرج لما يجري في غزة خائن لعروبته وإسلامه ومجرد من كل مقومات الهوية والانتماء، فلا دين له ولا عروبة ولا قيم أو مشاعر إنسانية، هذا بالنسبة للنظام العربي الذي أثبت تصهينه وعمالته وخيانته لذاته وهويته ودينه وأمته، وبالنسبة للمجتمع الدولي فإن غزة جردته من كل هويته وقيمه الأخلاقية والإنسانية، وظهر هذا العالم أكثر انحطاطاً وهمجية وتوحشاً ونذالة..؟!
إن غزة أسقطت النظام الدولي والمجتمع الدولي، كما سبق وأسقطت فلسطين القانون الدولي وكل قوانينه وتشريعاته..؟!
حقا، يصعب على الكاتب أن يجد المفردات اللغوية لوصف ما يجري في غزة مهما كانت ثروته اللغوية زاخرة وثرية، لكن غزة جردتنا من القدرة على وصف ما يجري فيها من هول الجرائم المروعة التي تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين العزل في ظل صمت عربي ودولي بل وتآمر عربي ودولي رسميين، وإلا كيف لهذا العدو أن يفجر بجرائمه بهذه الصورة المروعة والبشعة فيما أمريكا تؤكد وبكل سفور ووقاحة إنها لا ترى أن الصهاينة يستهدفون المدنيين؟! يا الله.. رحمتك.. ولعنتك.. رحمتك بالشعب الفلسطيني المظلوم من الأعداء والأصدقاء ولكنه أشد إيلاما من ظلم ذوي القربي.. ولعنتك على كل متآمر ومتخاذل وعدو همجي مجرد من الأخلاقيات الإنسانية ولا ينتمي للبشرية ولا حتى لعالم الحيوانات.
ثم يأتي من (السفلة) من ينتقد موقف صنعاء وسيدها القائد عبد الملك الحوثي الذي أصطف لنصرة المقاومة وها نحن نري أبواق الصهاينة يهددون ويتوعدون، مع إننا في مرحلة يتطلب فيها مواقف مشرفة ولتحرق الدنيا بمن عليها وإن لم نفعل سيلعننا الله ورسوله وملائكته والناس أجمعين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نسبة النجاة منه ضئيلة.. اكتشاف فيروس غامض يثير القلق
أثار اكتشاف فيروس غير مسبوق في الولايات المتحدة القلق بين الخبراء، بعد أن تبين أنه ينتمي إلى عائلة من الفيروسات القاتلة. حسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأعلن الباحثون من جامعة كوينزلاند في أستراليا هذا الأسبوع عن اكتشافهم الفيروس الجديد في القنافذ بالقرب من مدينة كامب هيل في ولاية ألاباما الأميركية.
وينتمي الفيروس، الذي أطلق عليه اسم "فيروس كامب هيل"، إلى عائلة "الهينيبا فيروسات" التي تشمل فيروسات قاتلة صنفتها منظمة الصحة العالمية من أكبر التهديدات الصحية، حيث تقتل حتى 70% من المصابين.
ورغم عدم إصابة أي إنسان بالفيروس حتى الآن، يبدي العلماء مخاوف بشأن خطورته، خاصة أن فيروسات من نفس العائلة قد تؤدي إلى التهاب في الدماغ والحبل الشوكي، بالإضافة إلى فشل الكلى والكبد.
قلق بين الباحثين
واكتشف الخبراء في جامعة كوينزلاند، الفيروس في عينات أخذوها من القنافذ في ألاباما عام 2021.
والفيروس وجد بشكل رئيسي في كلى القنافذ، مما يثير التساؤلات حول إمكانية إصابة البشر إذا انتقل الفيروس إليهم.
وقال خبير الصحة العامة في الجمعية الوطنية للصحة البيئية، الدكتور ديفيد دايجاك إن: "القلق هنا هو أن هذا الفيروس قد يكون ذا معدل وفاة مرتفع جدا، وإذا تطور وانتقل للبشر وأصاب الكلى، فقد يشكل تهديدا خطيرا".
وفيما يتعلق بإمكانية انتقال الفيروس بين البشر، أشار الدكتور دايجاك إلى أن مثل هذه الفيروسات قد تنتقل عبر الرذاذ التنفسي، لكن هذا الأمر لا يزال غير مؤكد.
وقال: "إذا كان الفيروس ينتقل عبر الهواء، فهذا يثير قلقا كبيرا بالنسبة لنا كأخصائيين في الصحة العامة".
ويرى الدكتور دونالد بيرك، الذي توقع جائحة فيروس كورونا قبل عقدين، أن "فيروس كامب هيل ليس مرشحا لإحداث وباء".
فيروس غامض
ولايزال الفيروس الجديد غامضا، حيث لم يحدد العلماء بعد مدى قدرة الفيروس على الانتقال بين البشر أو حتى بين الحيوانات.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أنه قد يكون قادرا على إصابة خلايا بشرية.
يقول عالم الفيروسات في جامعة بوسطن، الدكتور آدم هيوم، إنه "حتى الآن، لا نعرف الكثير عنه، وربما في المستقبل نتمكن من فهم مدى قابليته للانتقال".
ويذكر أن فيروس كامب هيل يتشابه مع فيروس "لانغيا" الذي انتقل من القنافذ إلى البشر في الصين، ولكن يبقى أن الفيروس الجديد لا يزال في مرحلة البحث ولا توجد معلومات كافية لتحديد مدى خطورته.
الخبراء في مجال الصحة العامة يحثون على مراقبة الوضع عن كثب، مشيرين إلى أن التغيرات السريعة في الفيروسات قد تؤدي إلى ظهور تهديدات جديدة.