المصابون بحساسية الصدر أكثر تأثرًا.. مختصون لـ« البلاد »: «دخان التخييم» خطر على الأطفال
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
جدة – ياسر خليل
حذر مختصون من المشاكل المترتبة على الدخان الناتج عن الفحم على صحة الأطفال، إذ تشهد جلسات المخيمات والرحلات البرية هذه الأيام اشتعال الفحم لإعداد المشويات أو دلة القهوة ، مما قد يدفع فضول الأطفال إلى التواجد بقرب الفحم المشتعل .
بداية يحذر استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، الأسر بضرورة إبعاد الأطفال عن جميع مصادر الفحم خلال وجودهم في الرحلات البرية ، إذ تشهد هذه الرحلات إعداد المشويات ودلات القهوة والشاي وغيرها ، مما يجعل الأطفال قد يقتربون من مصادر الفحم ، فلضمان سلامتهم يجب ابعادهم نهائيًا عن الفحم.
وقال الشريف إن هناك بعض الفئات التي يجب عليها الابتعاد نهائيًا عن مصادر الفحم وهم مرضى الربو وحساسية الصدر وكبار السن ومن أجريت لهم عمليات جراحية في الوقت القريب ، لافتا إلى أن الفحم المشتعل يعتبر من المؤثرات المهيجة للصدر ولا سيما عند المصابين بالربو ، لكون الربو يعتبر التهاب مزمنة في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية في الرئتين، مما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج (كالغبار، والتدخين، ودخان الفحم ، وغيرها) ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر، لكن هذا الضيق قابل للاتساع عند استخدام العلاج المناسب بسرعة.
ونصح د.الشريف محبي الرحلات البرية بوضع اغراض إعداد الفحم بعيداً عن التواجد البشري داخل المخيم ، وفي مكان مفتوح حتى يتلاشى الدخان بسرعة ويقل تأثيره على الأفراد ، مع ضرورة مراعاة جوانب السلامة الصحية والبيئية.
ويتفق المهتم بالشأن البيئي وعلوم البحار عادل اقبال مع الرأي السابق فيقول: من المهم إبعاد الأطفال عن جميع مصادر الفحم في الرحلات البرية وذلك ضمانًا لعدم تعرضهم لأي مشاكل تنتج عن الدخان الذي يطلق خلفه غازات عديدة وخطرة لصحة الإنسان ، لذا عادة ينصح الذين يتعاملون مع الفحم المشتعل بارتداء الكمامة لتجنب استنشاق الغازات السامة والمتطايرة من الفحم .
وقال إن الفحم يحتوى على أضرار خطيرة أبرزها: الاختناق ، إذ يحتوي على عدد من المواد الكيميائية الخطرة مثل الزرنيخ وأول أكسيد الكربون والرصاص، كما ينتج عن حرق الفحم جزيئات صغيرة من أكسيد التيتانيوم الضار، وعندما يتم استنشاق الدخان الناتج عنه بكميات كبيرة جداً يدخل الرئتين ومجرى الدم ،
ويحتوي الفحم أيضا على الكبريت فعندما يحترق ينتج غاز ثاني أكسيد الكبريت .
وأكد عادل أن خطورة استخدام الفحم المشتعل تزداد أكثر في الأماكن المغلقة جداً ، لأنه مع احتراق الفحم تبدأ كمية غاز أول أكسيد الكربون الموجود في الموقع المغلق بالتزايد تدريجياً دون أن يدرك المتواجدون في الموقع المغلق ذلك، وعندها يتسبب استنشاق الهواء في تركز غاز أول أكسيد الكربون في الهيموجلوبين بالدم مما يعوق من قدرة الدم على حمل وإيصال الأكسجين لأعضاء الجسم ، وقد تبدأ أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون في الظهور في غضون 5 إلى 20 دقيقة من بداية التعرض للغاز، وقد يؤدي التعرض لهذا الغاز بنسب تركيز أقل إلى تأخر ظهور الأعراض، بينما قد يتسبب التعرض المزمن لهذا الغاز في ظهور الأعراض خلال عدة أيام أو أسابيع أو أشهر، لذا ينصح بعدم استخدام الفحم في الأماكن المغلقة.
ويأخذ الاخصائي الاجتماعي صالح هليّل جانب وأهمية تنظيم رحلة البر بعيداً عن الكوارث وإصابات الأطفال فيقول: “رحلات البر تعتبر متنفسًا هامًا للجميع، وتحمل العديد من الفوائد الجسدية والنفسية، ويمكن اتخاذ عدة إجراءات للاستمتاع بالرحلة البرية بأمان وحماية الأطفال ، ومنها التخطيط المسبق أي التخطيط للرحلة بعناية، والتحقق من الحالة الجوية والطرق المؤدية إلى المكان المقصود ، وبجانب ذلك مراعاة الاحتياطات الأساسية بمعنى حمل بعض معدات السلامة الأساسية مثل الخرائط والبوصلة والمصباح الكهربائي والماء والطعام والحقيبة الطبية التي تحتوي على مواد الاسعافات الأولية ، مع ارتداء الملابس المناسبة للطقس والنشاطات المختلفة ، وحماية الرأس والعيون من الشمس بارتداء القبعة والنظارات الشمسية”.
وتابع : “لابد على الأسرة والمرافقين الإشراف على الأطفال ومراقبتهم بشكل مستمر وعدم السماح لهم بالابتعاد عن موقع الخيمة أو اللعب في أماكن خطرة ، مع ضرورة الاحتفاظ بوسائل الاتصال مثل الهاتف المحمول والتأكد من معرفة كيفية الاتصال بالشرطة أو الجهات المعنية في حالة وقوع حالة طارئة”. وينصح هليّل بإبعاد جميع المواد المستخدمة لإشعال الفحم بعيدًا عن أيدي الأطفال ، ومنعهم من الاقتراب من موقع الفحم تفاديًا لعدم تعرضهم لأي إصابة أو استنشاق الغازات الناتجة عن الفحم، مع ضرورة التخلص من النفايات الناتجة عن الرحلة بطريقة آمنة .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الرحلات البریة أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- باتت التمددات الجليدية في القطب الشمالي بسرعة، إحدى أبرز المناطق الساخنة في العالم. فمحاولة الرئيس دونالد ترامب لشراء غرينلاند، والاهتمام المتزايد من روسيا والصين لفتح طرق الملاحة البحرية على طول السواحل الشمالية لسيبيريا، سلّطت الأضواء على هذه المناطق النائية بشكل متزايد.
لكن شهرة القطب الشمالي الجديدة مردها ليس فقط إلى السياسة الجيوسياسية. فالوجهات الواقعة على طول الدائرة القطبية الشمالية، من ألاسكا إلى لابلاند، تسجل أرقامًا قياسية في عدد الزوار، مع سعي المسافرين المغامرين إلى اكتشاف حدود كوكب الأرض النهائية.
وتخطط شركة "OceanSky Cruises" الناشئة السويدية، لتسيير رحلات فاخرة باستخدام مناطيد الهواء إلى القطب الشمالي، رغم أنه لا توجد أي تواريخ محددة لإطلاق هذه الرحلات بعد.
لكن في حين أن قمة كوكبنا قد تبقى بعيدًا عن متناول المسافر العادي لبعض الوقت، فإن بعض شركات الطيران قادرة على الاقتراب بشكل كبير منها.
فإحدى أكثر المناطق تطرّفًا على كوكب الأرض من حيث خط العرض يسهل الوصول إليها نسبيًا في الواقع.
فمطار سفالبارد، الواقع في أرخبيل سفالبارد النرويجي، يعتبر المطار الأقرب إلى القطب الشمالي ويستقبل رحلات تجارية مجدولة.
تقوم شركتا SAS والنرويجية بتسيير رحلات طوال العام بين المطار في لونغييربين، المستوطنة الرئيسية في الجزر، والبر النرويجي الرئيسي الذي يبعد أكثر من 800 كيلومتر إلى الجنوب.
يستقبل المطار أيضًا الرحلات المستأجرة والطائرات الخاصة بشكل منتظم، نظرًا لجاذبية موقعه الجغرافي الفريد.
القطب الشمالي هو أحد أكثر المناطق هشاشة بيئيًا في العالم، وفريق عمل مطار سفالبارد قد اختبر بالفعل التأثيرات الأولى لتغير المناخ.
عندما بُني مدرج لونغييربين الذي يبلغ طوله 2,300 متر في مطلع السبعينيات، لم يتوقع أحد أن تبدأ طبقة التربة دائمة التجمّد التي بُني عليها المطار بالذوبان. لكن هذا تحديدًا ما يحدث الآن.
التربة دائمة التجمّد، يُعَرّف عنها بأنها الأرض التي ظلت مجمدة لمدة لا تقل عن عامين. أصبح ذوبان التربة دائمة التجمد مشكلة كبيرة في سفالبارد، حيث تؤدي عدم استقرار المنشآت وانهيارات الأرضية الناتجة عن ذلك إلى تأثيرات سلبية على المباني والبنية التحتية، ما يزيد من خطر الانزلاقات الأرضية والانهيارات الثلجية.
قالت راغنيلد كومميسرود، مديرة المطار، في حديث هاتفي مع CNN: "خلال أشهر الصيف، يجب علينا فحص المدرج بدقّة يوميًا، لأنّ التربة قد تتعرّض للهبوط في أي لحظة. هذه مشكلة نتوقع أن تزداد سوءًا مع مرور الوقت".
من الصعب المبالغة في تقدير أهمية هذا المدرّج لسكان سفالبارد البالغ عددهم حوالي 2,500 نسمة. إذا تم إغلاقه، فإنّ معظم إمداداتهم الأساسية سيكون عليها أن تصل عبر السفن، وهي رحلة قد تستغرق ما يصل إلى يومين في كل اتّجاه.
وقالت كومميسرود: "نحن نحتفظ دومًا بموظفين ومواد إضافية هنا في المطار، لأنه إذا حدث أي عطل، يجب أن نكون قادرين على إصلاحه بأنفسنا، من دون مساعدة خارجية".
لقد كانت مسألة توليد الطاقة قضية حساسة في سفالبارد منذ فترة طويلة.
من جهة، للمجتمع المحلي مصلحة كبيرة في المساعدة على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحفاظ على طبيعة الأرخبيل النقية. ومن جهة أخرى، حتى وقت قريب جدًا، كان معظم الاقتصاد المحلي يعتمد تقريبًا بالكامل على الفحم.
التخلّي عن الفحم
رغم بعد موقع سفالبارد، إلا أنّ المنطقة تتمتّع باحتياطيات غنية من الفحم بالقرب من الخلجان العميقة الخالية من الجليد، ما يجعلها مكانًا مناسبًا للتعدين.
تحت معاهدة سفالبارد لعام 1920، التي وقعتها دول مثل الولايات المتحدة واليابان والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، تتمتع النرويج بالسيادة على الجزر، لكن الدول الأخرى الموقعة على المعاهدة لها الحق في تطوير الأنشطة الاقتصادية في الأرخبيل أيضًا.
نتيجة لذلك، أسست كل من النرويج والسويد والاتحاد السوفيتي (ومن ثم روسيا) عمليات تعدين في المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين.
ومع تزايد الحساسية البيئية في السنوات الأخيرة، خصوصًا في دولة مثل النرويج، التي يعتمد جزء كبير من طاقتها على مصادر الطاقة المتجددة، أصبح هذا الاعتماد على الفحم نقطة شائكة في الآونة الأخيرة.
على مدار العقد الماضي، بدأت المناجم التي تديرها النرويج بتقليص إنتاجها. تم إغلاق مناجم سوياغروفا، التي تعد من أكبر وأكثر المناجم إنتاجًا بسفالبارد، في العام 2020، وتم إعادة تأهيل المنطقة. أما منجم الفحم الروسي في بارينتسبورغ، ثاني أكبر مستوطنة على الجزيرة، فلا يزال مفتوحًا، لكن تقارير تشير إلى أنه يقلّص من إنتاجه.
كانت سفالبارد أيضًا من كبار مستهلكي الفحم، حيث كان يُستخدم لإنتاج التدفئة والكهرباء للمجتمع المحلي. لم يكن الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة مجرد خطوة نحو أن تصبح المنطقة أكثر صداقة للبيئة؛ بل كان مستقبل المجتمع يعتمد على هذه الخطوة.
في العام 2023، أغلقت محطة الطاقة العاملة بالفحم في لونغييربين. وُضع مكانها محطة جديدة تعمل بالديزل، وهي حل غير مثالي بسبب بصمتها الكربونية العالية نسبيًا. غير أنّ هذه المحطة نجحت بتقليص انبعاثات الكربون بشكل كبير، حيث تم تقليلها تقريبًا إلى النصف.
هذا التغيير في مصدر الطاقة يعد خطوة كبيرة نحو تقليل الأثر البيئي في المنطقة، رغم أن التحدي لا يزال قائمًا في البحث عن مصادر أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
مع ذلك، لم يكن هذا التحول كافيًا بالنسبة لـ أفينور، مشغل المطارات المملوك للحكومة النرويجية، الذي يدير مطار لونغييربين وأكثر من 40 مطارًا آخر في جميع أنحاء البلاد.
من المتوقع أن تلعب أفينور دورًا محوريًا في الاستراتيجية الطموحة التي وضعتها النرويج للحد من انبعاثات الكربون في قطاع الطيران. وقد تعهدت الشركة بتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول العام 2030، مقارنة بمستويات العام 2022، وبنسبة 90% بحلول العام 2050.