جدة – ياسر خليل

حذر مختصون من المشاكل المترتبة على الدخان الناتج عن الفحم على صحة الأطفال، إذ تشهد جلسات المخيمات والرحلات البرية هذه الأيام اشتعال الفحم لإعداد المشويات أو دلة القهوة ، مما قد يدفع فضول الأطفال إلى التواجد بقرب الفحم المشتعل .


بداية يحذر استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، الأسر بضرورة إبعاد الأطفال عن جميع مصادر الفحم خلال وجودهم في الرحلات البرية ، إذ تشهد هذه الرحلات إعداد المشويات ودلات القهوة والشاي وغيرها ، مما يجعل الأطفال قد يقتربون من مصادر الفحم ، فلضمان سلامتهم يجب ابعادهم نهائيًا عن الفحم.


وقال الشريف إن هناك بعض الفئات التي يجب عليها الابتعاد نهائيًا عن مصادر الفحم وهم مرضى الربو وحساسية الصدر وكبار السن ومن أجريت لهم عمليات جراحية في الوقت القريب ، لافتا إلى أن الفحم المشتعل يعتبر من المؤثرات المهيجة للصدر ولا سيما عند المصابين بالربو ، لكون الربو يعتبر التهاب مزمنة في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية في الرئتين، مما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج (كالغبار، والتدخين، ودخان الفحم ، وغيرها) ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر، لكن هذا الضيق قابل للاتساع عند استخدام العلاج المناسب بسرعة.

ونصح د.الشريف محبي الرحلات البرية بوضع اغراض إعداد الفحم بعيداً عن التواجد البشري داخل المخيم ، وفي مكان مفتوح حتى يتلاشى الدخان بسرعة ويقل تأثيره على الأفراد ، مع ضرورة مراعاة جوانب السلامة الصحية والبيئية.
ويتفق المهتم بالشأن البيئي وعلوم البحار عادل اقبال مع الرأي السابق فيقول: من المهم إبعاد الأطفال عن جميع مصادر الفحم في الرحلات البرية وذلك ضمانًا لعدم تعرضهم لأي مشاكل تنتج عن الدخان الذي يطلق خلفه غازات عديدة وخطرة لصحة الإنسان ، لذا عادة ينصح الذين يتعاملون مع الفحم المشتعل بارتداء الكمامة لتجنب استنشاق الغازات السامة والمتطايرة من الفحم .
وقال إن الفحم يحتوى على أضرار خطيرة أبرزها: الاختناق ، إذ يحتوي على عدد من المواد الكيميائية الخطرة مثل الزرنيخ وأول أكسيد الكربون والرصاص، كما ينتج عن حرق الفحم جزيئات صغيرة من أكسيد التيتانيوم الضار، وعندما يتم استنشاق الدخان الناتج عنه بكميات كبيرة جداً يدخل الرئتين ومجرى الدم ،
ويحتوي الفحم أيضا على الكبريت فعندما يحترق ينتج غاز ثاني أكسيد الكبريت .

وأكد عادل أن خطورة استخدام الفحم المشتعل تزداد أكثر في الأماكن المغلقة جداً ، لأنه مع احتراق الفحم تبدأ كمية غاز أول أكسيد الكربون الموجود في الموقع المغلق بالتزايد تدريجياً دون أن يدرك المتواجدون في الموقع المغلق ذلك، وعندها يتسبب استنشاق الهواء في تركز غاز أول أكسيد الكربون في الهيموجلوبين بالدم مما يعوق من قدرة الدم على حمل وإيصال الأكسجين لأعضاء الجسم ، وقد تبدأ أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون في الظهور في غضون 5 إلى 20 دقيقة من بداية التعرض للغاز، وقد يؤدي التعرض لهذا الغاز بنسب تركيز أقل إلى تأخر ظهور الأعراض، بينما قد يتسبب التعرض المزمن لهذا الغاز في ظهور الأعراض خلال عدة أيام أو أسابيع أو أشهر، لذا ينصح بعدم استخدام الفحم في الأماكن المغلقة.


ويأخذ الاخصائي الاجتماعي صالح هليّل جانب وأهمية تنظيم رحلة البر بعيداً عن الكوارث وإصابات الأطفال فيقول: “رحلات البر تعتبر متنفسًا هامًا للجميع، وتحمل العديد من الفوائد الجسدية والنفسية، ويمكن اتخاذ عدة إجراءات للاستمتاع بالرحلة البرية بأمان وحماية الأطفال ، ومنها التخطيط المسبق أي التخطيط للرحلة بعناية، والتحقق من الحالة الجوية والطرق المؤدية إلى المكان المقصود ، وبجانب ذلك مراعاة الاحتياطات الأساسية بمعنى حمل بعض معدات السلامة الأساسية مثل الخرائط والبوصلة والمصباح الكهربائي والماء والطعام والحقيبة الطبية التي تحتوي على مواد الاسعافات الأولية ، مع ارتداء الملابس المناسبة للطقس والنشاطات المختلفة ، وحماية الرأس والعيون من الشمس بارتداء القبعة والنظارات الشمسية”.

وتابع : “لابد على الأسرة والمرافقين الإشراف على الأطفال ومراقبتهم بشكل مستمر وعدم السماح لهم بالابتعاد عن موقع الخيمة أو اللعب في أماكن خطرة ، مع ضرورة الاحتفاظ بوسائل الاتصال مثل الهاتف المحمول والتأكد من معرفة كيفية الاتصال بالشرطة أو الجهات المعنية في حالة وقوع حالة طارئة”. وينصح هليّل بإبعاد جميع المواد المستخدمة لإشعال الفحم بعيدًا عن أيدي الأطفال ، ومنعهم من الاقتراب من موقع الفحم تفاديًا لعدم تعرضهم لأي إصابة أو استنشاق الغازات الناتجة عن الفحم، مع ضرورة التخلص من النفايات الناتجة عن الرحلة بطريقة آمنة .

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الرحلات البریة أکسید الکربون

إقرأ أيضاً:

شابتان تكتشفان أنهما توأم مفترق منذ الولادة عبر تيك توك

اكتشفت الشابتان إيلين ديسادزي وآنا بانشوليدزي، بعد لقاء غير متوقع عبر تطبيق تيك توك، أنهما توأم مفترق منذ الولادة. جاءت هذه الصدمة بعد أن قادتهما محادثات طويلة واختبار حمض نووي لاكتشاف الحقيقة المروعة بأنهما تبنتا بشكل غير قانوني.

كشفت الصحفية الجورجية تامونا موسيريدزي، التي تدير مجموعة فيسبوك تهدف إلى إعادة توحيد الأطفال المسروقين، عن تفاصيل مروعة تتعلق بفضيحة اتجار بالأطفال في جورجيا. استمر هذا المخطط على مدار أكثر من 50 عامًا، حيث تورطت شبكة من المستشفيات والحضانات ووكالات التبني في سرقة الأطفال من أمهاتهم وتزوير سجلات الميلاد وبيعهم لعائلات بالتبني داخل وخارج البلاد.

أكدت موسيريدزي أن أكثر من 120 ألف طفل تم سرقتهم وبيعهم بين عامي 1950 و2006، حيث كانت العائلات الجديدة تدفع مبالغ كبيرة للحصول على الأطفال. أشارت الصحفية إلى أن بعض العائلات فضلت شراء الأطفال لتجنب قوائم الانتظار الطويلة التي قد تستمر لعقود. تمكنت المجموعة على فيسبوك من لم شمل أكثر من 800 عائلة حتى الآن، بينما لا تزال التحقيقات جارية.

بعد معرفتهما بحقيقتهما، بدأت إيلين وآنا، اللتان تبلغان الآن 19 عامًا، في كشف ماضيهما الخفي. وأعربت آنا عن امتنانها للأشخاص الذين ربوها رغم صدمتها الكبيرة، بينما أشارت إيلين إلى الروابط الخاصة التي شعرت بها تجاه شقيقتها الجديدة. قصة إيلين وآنا تبرز كواحدة من بين عشرات الآلاف من الأطفال الذين تم بيعهم في فضيحة الاتجار بالأطفال في جورجيا.

مقالات مشابهة

  • منذ 2001.. التعدين يلتهم أكثر من 700 ألف هكتار من الغابات في دولة آسيوية
  • جهود التحالف الوطني في النصف الأول من 2024.. أكثر من 28 مليون مستفيد
  • صحيفة فرنسية: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • ليبراسيون: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • شابتان تكتشفان أنهما توأم مفترق منذ الولادة عبر تيك توك
  • تحذير من ارتفاع نسب انبعاثات الكربون في غزة جراء القصف والانفجارات
  • غزة - الكشف عن نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب قصف المباني
  • البيئة الفلسطينية: انبعاث أكثر من مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون جراء العدوان على غزة
  • انبعاث مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب هدم المباني في غزة
  • منفذ الوديعة يتصدر كواحد من أكثر المنافذ البرية تخلفا وفسادا في العالم .. ارباح بالمليارات لا يعرف مصيرها والعابرون يحترقون بلهيب الشمس خلال إجراءات العبور