80% من سكان غزة ينزحون إلى جنوب القطاع ويعيشون ظروفاً مأساوية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
الثورة / إسكندر المريسي
كثف العدو الصهيوني عقب إنهاء الهدنة الإنسانية من غاراته الجوية على قطاع غزة بشكل غير مسبوق لتدمير كل ما تبقى من مقومات الحياة .
حيث حولت آلة القتل الصهيونية القطاع إلى ركام غير صالح للحياة من خلال توسيع الاجتياح البري بالتزامن مع استمرار القصف الجوي الذي استهدف المراكز الطبية ومدارس الإيواء لكي تجبر سكان القطاع على مغادرته .
حيث قالت مؤسسة “أكشن أيد” الدولية إن 80 % من سكان قطاع غزة باتوا نازحين، حيث لا يوجد مكان آمن يأوون إليه في ظل اشتداد القصف على جميع أنحاء القطاع.
وقالت المؤسسة في بيان لها، أمس الأربعاء، إن الأشخاص الذين نزحوا إلى مدينة خان يونس، المنطقة المكتظة بالسكان، جنوب قطاع غزة، يواجهون القرار المستحيل المتمثل في الإخلاء مرة أخرى أو التعرض لخطر الموت أو الًإصابة بسبب البقاء في هذه المدينة التي تتعرض لقصف مكثف.
وتشير التقديرات، وفق “أكشن أيد”، إلى أن “حوالي 80% من سكان غزة، نحو 1.9 مليون شخص، هم نازحون داخليًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث نزح معظمهم إلى جنوب القطاع بعد أن تلقوا أوامر بالإخلاء ومغادرة الشمال، وتم إبلاغهم بأن الجنوب سيكون آمنا، ولكن حتى قبل تكثيف الهجمات خلال نهاية الأسبوع الماضي، كانت المنطقة تتعرض لقصف منتظم خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وأوضحت المؤسسة الدولية أن جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء لمنطقة تغطي 20 بالمئة من مدينة خان يونس، والتي كانت موطنًا لـ 117,000 شخص قبل الأزمة، وتستضيف الآن 50,000 نازح في 21 مركز إيواء، كما تم الطلب من الأشخاص الذين يعيشون في منطقة أخرى شرق المدينة، والتي تشكل 19% من غزة، المغادرة والتوجه جنوبًا إلى رفح أو مواقع أخرى، حيث لا يستطيع السكان مسح رمز الاستجابة السريعة (كيو آر كود) الموجودة على المنشورات التي أسقطتها طائرات الاحتلال والتي تشير إلى المناطق المسماة آمنة بسبب ضعف خدمات الإنترنت وتوقفها في معظم الأوقات، “أما الذين يختارون المغادرة، فإنهم يسلكون طريقاً محفوفاً بالمخاطر، مع انعدام ضمان تمتعهم بالحماية أثناء نزوحهم، والاحتمال الوحيد هو مواجهتهم لظروف أكثر اكتظاظا وغير صحية في وجهاتهم”.
وتابعت أن “الأشخاص الذين نزحوا إلى الجنوب يعيشون بالفعل في ظروفٍ صعبة للغاية في ظل نقص الماء والغذاء والملابس الدافئة، والبنية التحتية الحيوية تقف على حافة الانهيار. وإن تجميع المزيد من الناس في منطقة أصغر لن يسبب فقط زيادة بؤسهم، بل سوف يواجهون خطر الإصابة بالأمراض، ما يتسبب في كارثة إنسانية أكبر. كما لم تدخل إلى غزة سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات منذ انتهاء الهدنة المؤقتة يوم الجمعة، لم تصل معظم المساعدات إلى المحتاجين بسبب شدة القصف، كما توقف توزيع المساعدات في مدينة خان يونس بشكل كبير يوم الأحد الماضي بسبب القصف العنيف”.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد -فلسطين رهام الجعفري “لقد ترك عشرات الآلاف من الأشخاص منازلهم في الشمال بالفعل ونزحوا عدة مرات، ويواجهون خطرًا شديدًا أثناء نزوحهم إلى جنوب غزة حيث يعتقدون أنهم سيكونون آمنين. ولكن لا يوجد مكان آمن في غزة. ويحاول الأشخاص الذين لجأوا إلى خان يونس وإلى مناطق أخرى في الجنوب مرة أخرى النجاة من القصف المتواصل على الرغم من أنهم يمرون بظروف صعبة، ومن المتوقع الآن أن ينزحوا مرة أخرى، فأين سيذهبون؟ هل سيصدقون بوجود مكان في غزة آمن؟ لن تكون هناك ممرات أو أماكن آمنة حقيقية في قطاع غزة، كما لن يتم إيقاف إسقاط القنابل ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. يعاني سكان غزة الكثير، وهم بحاجة ماسة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن”.
وفي ذات السياق اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الأربعاء، “إسرائيل بأنها “تطلب من النازحين في قطاع غزة المزيد من النزوح لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه واحد، نحو معبر رفح الحدودي مع مصر”.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن “إسرائيل أخذت تدرك أن المدة الزمنية التي تتمتع بها في حربها الدموية بدعم عدد من الدول آخذة في النفاد وأصبحت محدودة نسبيا، وعليه فهي تسابق الزمن عبر تكثيف اعتداءاتها وارتكاب أفظع الجرائم وبشكل غير مسبوق لتدمير كل ما تبقى من شمال القطاع واستكمال تدمير جنوبه، وفي طريقها إلى ذلك تقتل كل من تبقى على قيد الحياة أو تواجد في تلك الأمكنة”.
وأضاف البيان أنه “بات واضحا أن إسرائيل تقوم بتحويل القطاع إلى ركام غير صالح للحياة، وتجبر مواطنيه بكل الوسائل على تركه، لتعلن فيما بعد وبهذا الأسلوب الوحشي أنها حققت أهدافها”.
وجددت الوزارة إدانة “المجازر المتواصلة التي قالت إن إسرائيل ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين بعد أن قامت بتوسيع اجتياحها البري لمناطق وسط وجنوب قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار القصف لكل شيء في شمال قطاع غزة، بما في ذلك إخراج جميع المراكز الصحية والمستشفيات عن الخدمة وحرمانها من تقديم خدماتها الإنسانية للمرضى والجرحى والنازحين.
وفي سياق متصل أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في “رعب مطلق ومتزايد”، داعيا إلى وقف إطلاق النار بصورة عاجلة.
وقال تورك، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إنه بعد شهرين من بدء الحرب على غزة، ما زال المدنيون يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي”، مبديا خشيته من وقوع “فظاعات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد ساعات من فوزها بجائزة أوسكار عن فيلم لا أرض أخرى.. سلطات الاحتلال تخطر بلدة فلسطينية
بعد ساعات قليلة من فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "لا أرض أخرى No Other Land"، بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدرسة في مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، تلك المنطقة التي يوثّق الفيلم معاناتها جراء اعتداءات الاحتلال والمستعمرين المتكررة والهادفة إلى تهجير أبنائها قسرا لصالح التوسع الاستعماري.
اقرأ ايضاًرئيس مجلس قروي سوسيا جهاد النواجعة، أفاد لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة بمسافر يطا، حيث داهم جنود الاحتلال المدرسة الواقعة بمنطقة اشكارة وسلمت إدارتها إخطارا لهدمها بتاريخ 26 آذار/ مارس الجاري، بحجة عدم الترخيص.
ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت سلطات الاحتلال خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، 79 عملية هدم طالت 156 منشأة، ووزعت 93 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية.
ويتعرض قطاع التعليم في مسافر يطا لانتهاكات واعتداءات متواصلة من الاحتلال ومستعمريه، تصل أحيانا إلى منع الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم، بحسب المواطنين.
مديرة مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة، مها أبو زهرة، بينت لـ"وفا" أن المدرسة تخدم منطقتي اشكارة وجورة الجمل بمسافر يطا، ويصل عدد طلبتها إلى قرابة 140 طالبة وطالبا، منهم 23 في الروضة، وهي مكونة من 6 غرف صفية وغرفتي مديرة ومعلمات ودورات مياه وصرف صحي، وجميعها من الطوب والصفيح.
ويطالب المواطنون في المنطقة، المؤسسات الأممية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها في حماية المدارس من تهديدات الاحتلال المتواصلة بحق مسيرة التعليم والكوادر التعليمية، خاصةً بالمناطق النائية والتي يستفيد منها الطلبة الأطفال.
ويصل عدد المدارس في مديرية تربية وتعليم يطا، إلى 105 مدارس، ويبلغ عدد الطلبة 33 ألف طالبة وطالب، منهم 8 آلاف طالبة وطالب في مسافر يطا والبادية والمناطق المحاطة بالمستعمرات في يطا، بحسب مدير العلاقات العامة في المديرية جبرين دبابسة.
ويشير دبابسة لـ"وفا" إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي باشرت منذ عام 2016 بإنشاء مدارس "الصمود والتحدي" في مسافر يطا وعددها حتى الآن 10 مدارس، لافتا إلى أن الاحتلال هدم في الأعوام الأخيرة ثلاث مدارس في يطا وهي: خلة الضبع وعميرة وصفي.
وفي توثيقها لانتهاكات الاحتلال بحق التعليم في قطاع غزة والضفة الغربية ما بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و11 شباط/ فبراير الماضي، أفادت وزارة التربية والتعليم باستشهاد ما يزيد على 12467 طالبة وطالبا، وإصابة 20311 آخرين في قطاع غزة، فيما استشهد 91 طالبا وطالبة في الضفة، وأصيب 563 آخرين، واعتقل 313.
كما استشهد 569 وأصيب 2703 من الكوادر التعليمة في قطاع غزة، فيما استشهد 3 وأصيب 18 واعتقل ما يزيد على 157 في الضفة الغربية.
ودمر الاحتلال 111مدرسة بشكل كامل و241 تعرضت لأضرار بالغة، و85 تعرضت للقصف والتخريب وجميعها حكومية، إضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للتخريب في قطاع غزة، فيما تعرضت 117 مدرسة في الضفة للتخريب في الفترة ذاتها.
وبخصوص الجامعات، تعرضت 20 مؤسسة تعليم عال لأضرار بالغة، كما تم تدمير 51 مبنى تابعا للجامعات بشكل كامل، و57 مبنى بشكل جزئي في قطاع غزة، فيما تعرضت 7 جامعات وكليات لاقتحامات متكررة وتخريب في الضفة الغربية في الفترة ذاتها.
يذكر أن قرى وتجمعات مسافر يطا تعرضت في أكثر من مرة لعمليات هدم وتهجير على يد الاحتلال. ففي عام 1966 هاجمت قوات الاحتلال جنوب الضفة الغربية، وبلدة السموع، وقرى مسافر يطا، وهدمت جزءا كبيرا من تلك التجمعات ومنها قرية "جنبا".
اقرأ ايضاًوفي عام 1981 أصدر الاحتلال أمرًا عسكريًا بإغلاق تلك المناطق، وإعلانها منطقة إطلاق نار، وشرع في تنفيذ سلسلة من الاعتداءات على المواطنين، كان أعنفها في 17 رمضان 1985 عندما قام بهدم عدد كبير من منازل المواطنين في تلك التجمعات، وفي صبيحة عيد الفطر من العام ذاته أعاد الاحتلال هجومه على (جنبا، وبئر الغوانمة، والمركز، والفخيت) وهدم ما تبقى منها للمرة الثانية.
وتكرر الأمر عام 1999، عندما شن الاحتلال حملة تهجير قسري لأهالي تلك التجمعات، وأغلق المنطقة بالكامل ونقل بقوة السلاح المواطنين وقطعان الماشية خاصتهم بحافلات، وأبعدهم عن قراهم، إلى منطقة نائية تقع بين قريتي الكرمل والتوانة، وهدم تلك التجمعات للمرة الثالثة.
وبمسافر يطا ما يزيد على 30 قرية وخربة صغيرة تقع على تلال جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، وتعاني من بنية تحتية معدومة، وهي جزء من المخطّط الإسرائيلي الذي وضع قبل أكثر من سبعة أعوام لصالح التوسّع الاستعماري، فقد سمحت سلطات الاحتلال بإقامة عشرات البؤر الاستعمارية العشوائية في المنطقة وتهجير المواطنين الفلسطينيين قسرا منها بذريعة أنها منطقة تدريبات عسكريّة وإطلاق نار حي.
Via SyndiGate.info
� 2022 Palestine News and Information Agency (WAFA). All rights reserved.
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن