صقر غباش: الإمارات وطن وملتقى للتعايش والتسامح والسلام
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
دبي: «الخليج»
افتتح صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في إكسبو دبي الاجتماع البرلماني المصاحب للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28)، الذي ينظمه المجلس بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، بمشاركة 30 رئيس برلمان و500 برلماني وخبير يمثلون 100 برلمان ومنظمة دولية على مستوى العالم.
وقال صقر غباش في كلمة له، إنه لمن دواعي سرورِي أنْ أرحب بكم على أرضِ دولة الإمارات، والتي مثلما عرفتموها وطناً وملتقىً للتعايشِ والتسامحِ والسلامِ، فإنها اليومَ تستضيفُكم وهي تحملُ معكم، ومن أجلِ الكوكبِ والإنسانِ معاً، رسالةَ الدفاعِ عن الأرضِ واستدامةِ مواردها وازدهارِ بيئتِها وطبيعتِها.
أضاف غباش: «ويطيبُ لي في هذه المناسبةِ أنْ أتوّجهَ بأصدقِ عباراتِ الشكرِ والتقديرِ لشريكنا في تنظيم هذا المؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، مقرونةً بأسمى عباراتِ الامتنانِ لرئاسة COP28 وفريقِ دولةِ الإماراتِ لتغيرِ المناخ الذي لمْ يدخر وسعاً لتسهيلِ عقدِ مؤتمرنا ضمن فعاليات COP، وذلك لأول مرة في تاريخ مؤتمرات COP مع ما يعكسهُ ذلك من إدراك للدور المهم للبرلمانيين وتقاسمٍ للمسؤوليةِ بين مؤسساتِنا الوطنيةِ التنفيذيةِ والتشريعيةِ وصولاً إلى النتائجِ المثمرةِ التي عقدنا العزمَ جميعاً على تحقيقِها.
وقال صقر غباش، أود في مستهل كلمتي أن أبارك للإنسانية جمعاء ما تمخض عنه مؤتمر الأطراف الحالي من نتائج عملية منذ أول يوم لانطلاقته، ولعل أهمها هو إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- رئيس الدولة، حفظه الله، عن تأسيس صندوق الحلول المناخية بمبلغ 30 مليار دولار، وكذلك تفعيل صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة الدول الفقيرة والنامية مواجهة تداعيات تغير المناخ. فهذا الإنجاز هو نصر للإنسانية ولكوكب الأرض على حد سواء، وهو انتصار لمعنى تقاسم المسؤولية بين دول وشعوب العالم.
وأكد أن قضية تغيرِ المناخ شكلت ومنذ تأسيسِ دولة الإمارات عام 1971، أولويةً كبرى في سياساتِ الدولةِ وتوجهاتِ قيادتِنا الرشيدةِ من خلالِ اعتمادِ مسارينِ متوازيين: أولهُما التوجهُ نحوَ الاستثمارِ في مصادرِ الطاقةِ النظيفةِ والمتجددة وتطويرُ البنيةِ التحتيةِ اللازمةِ لتحقيقِ الحيادِ الكربوني، وثانيهُما توفيرُ أطرٍ تشريعيةٍ سليمةٍ وشفافةٍ تنظمُ عمليةَ التحولِ نحو التنميةِ المستدامةِ بكلِ قطاعاتِها الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والبيئية. ومن أجلِ هذا كانتْ الإماراتُ أولَ دولةٍ في المنطقةِ تصادقُ على اتفاقِ باريس للمناخ لعام (2015)، وأولَ دولةٍ في الشرقٍ الأوسطٍ وشمالٍ إفريقيا تضعُ لنفسهِا هدفَ تحقيقِ الحيادِ المناخي بحلولِ عامِ 2050، من خلال اعتمادها «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» باستثماراتٍ تصلُ إلى 600 مليار درهم.
وقال: يضافُ إلى ذلك إنَّ رؤيةَ دولة الإماراتِ المناخيةِ قد اعتمدتْ منهجيةً متميزةً تقومُ على مبدأ «الشراكةِ المتكاملة» في التصدي لظاهرِة تغيرِ المناخِ ومعالجةِ تداعياتِه.
وأعربت توليا أكسون رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي، عن شكرها لدولة الإمارات على نجاحها في استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر (COP28)، مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها المؤتمر البرلماني ضمن المنطقة التي ينعقد فيها المؤتمر، وهذا كان حرصاً من المجلس الوطني الاتحادي لتكون مناقشتنا جنباً إلى جنب بمصافّ حجم المشكلة التي نوجهها.
وقالت في كلمة ألقاها نيابة عنها خلال الاجتماع مارتن شنغونغ الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي: باسم الاتحاد البرلماني الدولي أتقدم بجزيل الشكر لدولة الإمارات على حسن التنظيم وللنتائج التي تحققت، والعمل على المسار الشامل والتشاركي الذي انتهجته في تنظيم هذا المؤتمر والإنجازات التي حققتها الدولة في مختلف الجوانب.
وألقى السفير ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر (COP28) كلمة قال فيها: أن هذه المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا الاجتماع في المنطقة الخضراء لأعمال المؤتمر المناخي وهذا دليل على الفهم الاستباقي للمؤتمر بأهمية دور البرلمانات والعمل التشاركي العالمي.
وثمن إياد أومغلي ممثل المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، المناقشات والقرارات التي جرت خلال أعمال المؤتمر المناخي والاجتماع البرلماني.
تغير المناخ هو أكبر تحدٍّ يواجه البشرية
ألقت كرستين آدم مديرة قسم الشؤون القانونية في الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كلمة أعربت فيها عن شكر الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، على تنظيم مؤتمر الأطراف، مضيفة أن تغير المناخ هو أكبر تحدٍّ يواجه البشرية، وما تم إنجازه لدى معظم الدول لا يتفق مع اتفاق باريس، ونحن مدعون إلى المزيد من العمل والجهد من أجل مواجهة تغير المناخ والوصول إلى نتائج مرضية لدى دول العالم.
وأشارت إلى العديد من الإجراءات منخفضة الكلفة لدى معظم الدول وهي كثيرة، وقد آن الأوان الاستفادة من الهيكلة العالمية ومن مختلف المسارات المتبعة في مواجهة تحديات تغير المناخ، مشددة على دور البرلمانات في التشريع والرقابة لتحقيق الأهداف العالمية وأن تكون قضايا المناخ في قلب الأجندات البرلمانية، وعلى البرلمانات الوطنية أن تعمل على مستوى بلدانها لزيادة مستوى الطموحات وتحقيق التزاماتها بموجب اتفاق باريس، مشيرة إلى أن قضايا تغير المناخ يجب التصدي لها مثل الفقر والهجرة والهجرة القسرية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صقر غباش كوب 28 المجلس الوطني الاتحادي مدينة إكسبو دبي الاتحاد البرلمانی الدولی الأمم المتحدة دولة الإمارات تغیر المناخ صقر غباش
إقرأ أيضاً:
«هو مني وأنا منه»
شخصيتان مغمورتان أحبهما النبي عليه وافر الصلوات وأزكى التسليم حُبًا شديدًا هُما :«جُليبيب» الفقير المسكين دميم الخِلقة الذي رفض الناس تزويجه بسبب دمامته وعوَزه وهامشيته، فخطب له النبي صلى الله عليه وسلم أجمل بنات الأنصار وقال عنه : «هو مني وأنا منه».. الذي عندما استشهد في إحدى المعارك بكاه عليه الصلاة والسلام وقال إن الحُور العِين تشاجرن عليه.
الشخصية الثانية، شخصية البدوي الدميم أيضًا «زاهر بن حُزام»، الذي كان يأتي من البادية فيقصد بيت النبي فيُهدي النبي مما جلب فيهديه عليه الصلاة والسلام.. ذات يوم سأل زاهر عن النبي بأحد بيوتاته فلم يجده، فذهب رسول الله يبحث عنه بنفسه فوجده في السوق، فاحتضنه فرِحًا وقال وهو يلفه بذراعيه : «زاهرًا باديتنا ونحن حاضروه».
عندما نقرأ في السيرة النبوية الشريفة ونأتي على مواقف بالغة الإنسانية كهذه نعرف لماذا يخاطب الله عز وجلّ نبيه محمد عليه الصلاة والسلام مادحًا: «وإنك لعلى خُلقِ عظيم» ولماذا لم يُثنِ بصورة مباشرة على كثرة صلواته وصيامه وطاعاته رغم كثرتها ورغم أن رِجليه تفطرتا بسبب قيامه الليل حد إشفاق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عليه.
إن الثناء على رِفعة خُلق النبي وجميل معشره وهو سيد الخَلق وأكرمهم وأشرفهم مع من حوله يُحيلنا إلى وضع مقارنة مع ما كان يصنعه عليه الصلاة والسلام وأصحابه وحال الكثير من أُناس اليوم ممن يعتقدون أن الاستقامة تعني الالتزام بالشعائر وحدها والتي ـ لا خِلاف على أهميتهاـ وإهمال سمات مُكمِلة للدين كالرحمة والشفقة والتواضع وجميل التعاطي مع العباد.
سأذكر مثالين على ذلك، يتمثل الأول في مُصلِ مشهود له بالصلاة يُسابق إلى صف الجماعة الأول ليحظى بمنزلة المُبكِرين، لكنه يعق والديه ويقسو عليهما .. أما الثاني، فملتزم يسارع كذلك إلى الصف الأول ويذهب لأداء العمرة مرات عديدة في العام، يتصدق، غير أنه دنيوي الهوى متعالٍ بحسبه ونسبه يستصغر الخلق يعتقد بالأفضلية والوراثة في الاستقامة والعلم وإتيان الخير.
إن العبرة من التطرق إلى مواقف إنسانية صِرفة صدرت عن النبي عليه الصلاة والسلام هي التأكيد على أن رسالة الإنسان الذي وُجد في الأرض ليعبد الله ويوحده لا يجب أن تقف عند الإتيان بالشعائر وحدها بل أن تقترن بالسلوك الرفيع والإحسان إلى الغير والتواضع، فأول معصية اُرتكبت في حق الله كانت معصية «الكِبر».
عليه أن يعرف أن الدين «المعاملة» ولم يكن في يوم من الأيام أداء شعائره كالصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج، وأن الله سبحانه وتعالى لا ينتفع من عباداتنا وطاعاتنا إن أكثرنا أو أقللنا ولا يضره تقصيرنا وكفرنا، لكنه يحب أن نكون رحماء بالناس .. يأنس مُجالِسُنا .. نُقرِب الفقير ونعينه على أحوال دنياه .. نتواضع كوننا ضعفاء قليلي الحيلة لا نملك لأنفسنا نفعًا ولا ضرًا وإن علا شأننا أو كثُر مالنا.
الدين المعاملة لأنه دين إنساني يأمر بلين الجانب وينهى أتباعه عن الجِبر والصلف والإساءة للخلق وتحقيرهم عند الاقتدار.. يحذر من الانخداع بكثرة العبادات، لأن قبولها من عدمه هو من أمور الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
النقطة الأخيرة ..
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلق، وإن الله يبغضُ الفاحش البذيء». (رواه الترمذي)
عُمر العبري كاتب عُماني