رئاسة «COP28» تجمع القادة الحكوميين والمحليين
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
دبي (وام)
أخبار ذات صلة الإمارات: أهمية التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ذياب بن محمد بن زايد: الأطفال عماد المستقبل والأمل في غدٍ مشرق مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تسعى رئاسة المؤتمر إلى تعزيز التعاون الفعّال بين مختلف القطاعات وشرائح المجتمعات ومستويات العمل الحكومي والوطني في مختلف الدول، وضمان احتواء الجميع في الجهود المناخية العالمية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة في كل مكان.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في الاجتماع الوزاري بشأن البيئة الحضرية وتغير المناخ الذي عقدته رئاسة المؤتمر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومؤسسة بلومبيرغ الخيرية، بحضور رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لـ«COP28»، حيث دعا الاجتماع وزراء الإسكان والتنمية الحضرية والبيئة والمالية إلى دعم «البيان المشترك بشأن البيئة الحضرية وتغير المناخ».
وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر أن COP28 يشكل نقلة نوعية في العمل المناخي، ويعمل على تمكين المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ لمواجهة هذه التداعيات بشكل فعال، ودعمها لامتلاك زمام المبادرة واستغلال الفرص المتاحة كافة، لذا جمعت رئاسة المؤتمر أكثر من 450 من المحافظين ورؤساء المدن والبلديات لحضور COP28، للاستفادة من درايتهم بمجتمعاتهم وخبراتهم في دعم إيجاد حلول عملية لقضايا المناخ العالمية، بما يتماشى مع الجهود الهادفة لضمان احتواء الجميع بشكل تام ومشاركة المعنيين كافة في المناقشات المناخية، وأشاد معاليه بالمشاركين في الاجتماع الوزاري ودورهم الرائد ضمن هذه الجهود.
وخلال الاجتماع، جددت رئاسة المؤتمر دعوتها إلى الحكومات الوطنية من أجل إدماج العمل المناخي بشكل تام في جميع المستويات الحكومية، والتعاون مع الحكومات المحلية في إعداد وتنفيذ الخطط والسياسات المناخية الجديدة، بما في ذلك المرحلة التالية من تحديث المساهمات المحددة وطنياً بحلول عام 2025 استعداداً لانعقاد مؤتمر COP30. ويحدد البيان، الذي أيده أكثر من 40 وزيراً للبيئة والتنمية الحضرية والإسكان من مختلف أنحاء العالم، خطة من 10 ركائز، تشمل ضمان احتواء المدن في عملية صنّع القرار بشأن تغير المناخ، وتحقيق التقدم المنشود في العمل المناخي متعدد المستويات، وتوفير مزيد من التمويل المخصص للبيئة الحضرية بشكل عاجل؛ بهدف دعم المدن أثناء استجابتها لتداعيات للأزمات المناخية، حيث تواجه 90% من المدن أخطار ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف، وتعرض سكانها لارتفاع الحرارة بمقدار 10 درجات عن نظرائهم في المناطق الريفية.
ويستند البيان إلى تحالف «الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح» الذي تم الإعلان عنه خلال قمة COP28 للعمل المناخي الوطني في 1 ديسمبر الحالي، الهادفة إلى دعم وتمكين الوزراء في مجال العمل المناخي، بينما أيد تحالف الشراكات أكثر من 60 حكومة محلية الذي يسعى لتسريع التمويل المناخي لتمكين المدن والحكومات المحلية من الاستجابة لتداعيات تغير المناخ، ودعم إشراك القادة المحليين والإقليميين في تشكيل المساهمات المحددة وطنياً.
وفي السياق نفسه، قالت ميمونة محمد شريف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إن الاجتماع الوزاري يُمثل محطة حاسمة في جهودنا الهادفة إلى تأسيس مدن مرنة وتحتوي الجميع، لافتةً إلى أن اجتماع عدد مختلف من الجهات المعنية على المستويين الوطني والمحلي، يؤكد الأولوية المشتركة لدعم البيئات الحضرية خلال مواجهة تحديات المناخ.
جدير بالذكر أن اتخاذ إجراءات جذرية وفورية في المدن التي تضم أغلب سكان العالم ومسؤولة عن 70% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، يُسهم في خفض الانبعاثات، وتحقيق الحياد المناخي.
ويُعد دور المدن في العمل المناخي ضرورياً، لأنّ ثلثي المساهمات المحددة وطنياً المُحدثة تضمنت التزامات قوية أو متوسطة بشأن البيئة الحضرية، وبرغم ذلك، لا يزال التمويل يشكّل تحدياً بارزاً في هذا المجال، حيث تم تخصيص 21% من التمويل المناخي لمعالجة موضوع التكيف والمرونة، و10 فقط تصل إلى الحكومات المحلية.
ويمثل هذا الاجتماع الوزاري بشأن البيئة الحضرية وتغير المناخ اللقاء الثاني الذي يجتمع فيه وزراء الإسكان، والتنمية الحضرية، والبيئة، والتمويل خلال مؤتمر الأطراف، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة إدراج هذا الاجتماع ضمن جدول أعمال مؤتمرات الأطراف كافة مستقبلاً، وانعقد الاجتماع الوزاري الأول في مؤتمر COP27 في شرم الشيخ بدعمٍ من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ويشكل محطة أولية حاسمة فيما يتعلق بالتنسيق بين قطاعات الحكومة المختلفة لمعالجة أزمة المناخ، سعياً لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 تغير المناخ التغير المناخي المناخ مؤتمر الأطراف الإمارات سلطان الجابر الاجتماع الوزاری الأمم المتحدة العمل المناخی رئاسة المؤتمر
إقرأ أيضاً:
دور القادة في استنهاض الأمم
عاصم المنتصر
لقد كانت القيادة أحد الركائز الأساسية لتحقيق الانتصارات في الحروب والمعارك؛ فالقادة لا يقتصر دورهم على اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتكتيكية فحسب، بل يمتد ليشمل إلهام شعوبهم وتحفيزهم على الوقوف في وجه الأعداء؛ ففي اللحظات الحاسمة، تلعب القيادة الحكيمة دورًا محوريًا في استنهاض الهمم وتعزيز الإرادة الجماعية، مما يعزز من قدرة الأمّة على الصمود والتصدي لأشد التحديات.
القائد الناجح هو الذي يستطيع أن يستشرف المستقبل ويخطط للمعركة وفقًا لاحتياجات الأمّة وحجم التهديدات المحدقة بها، ولكن الأهم من ذلك هو قدرته على إلهام شعبه وتوجيهه نحو هدف مشترك؛ ففي أوقات الحروب، يحتاج الشعب إلى قائد يبعث فيه الأمل ويشعل روح المقاومة والتضحية، القائد الذي يمتلك القدرة على تحويل التحديات إلى فرص، وتوجيه الشعب نحو نصر مؤزر، هو من يستطيع أن يحقق الإنجازات في مختلف المجالات.
في الأوقات العصيبة، يكون اتخاذ القرارات الصعبة جزءًا لا يتجزأ من القيادة الحكيمة، القائد الذي يواجه تهديدات وجودية يتعين عليه اتخاذ خيارات قد تكون غير شعبية، ولكنها في النهاية تصب في مصلحة الأمّة، التاريخ مليء بالأمثلة القادة العظماء من آل بيت رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله، ممن اتخذوا قرارات صعبة لم تكن مفهومة في لحظتها، ولكنها كانت ضرورية لتحقيق النجاح النهائي، مثل هذا النوع من القيادة يتطلب شجاعة وحكمة وتقديرًا عميقًا للمستقبل.
خير مثال على ذلك هو قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) الذي اتخذ قرارًا من منطلق الثقة بالله لمواجهة الكفر بكل أشكاله، رغم ضعفه في الإمكانيات والفروق الشاسعة في القدرات التي يمتلكها لمواجهة الأعداء الذين يمتلكون أعظم الإمكانيات وأقوى القدرات على الأرض، لم يعبأ بذلك، بل انطلق واثقًا بالله ومتوكلًا عليه لمواجهة المجرمين في هذه الأرض، لو لم يكن اليمن تحت قيادته، لما صدرت عنه هذه المواقف المناصرة للمستضعفين في غزة، والتي ترفع الرأس وتبيض الوجه، كان من الممكن أن يكون حال شعبه كحال الخانعين المطبعين مع الكيان المحتل.
إن القائد يستطيع أن يقود الأمة نحو النصر بقوة الله، ويثبت أن القوة الحقيقية للأمم تكمن في تماسكها بالله وبوحدة شعبها وقيادتها الحكيمة.