إطلاق تقرير «الشباب العربي والتغيرات المناخية»
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مركز الشباب العربي، بالشراكة مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تقرير «الشباب العربي والتغيُّرات المناخية: إدراكٌ.. ومواقفٌ.. ومشاركة»، بهدف قياس وعي الجمهور العربي بتغيّر المناخ وأسبابه وعواقبه المحتمَلة، إلى جانب فهم مواقف ومشاعر الشباب العربي بشأن قضية تغيّر المناخ، بما في ذلك مستويات الخوف والأمل والإلحاح ودوافع المشاركة في العمل المناخي، فضلاً عن دراسة كيفية توافق أنماط حياة الجمهور العربي وخياراته اليومية مع مبادئ الاستدامة، مثل النقل والاستهلاك واستخدام الطاقة.
وكشف المركزان، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الأول، في المركز الإعلامي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28» في مدينة إكسبو دبي، بحضور معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، عن نتائج مسح الرأي العام العربي حول تغيّر المناخ. أخبار ذات صلة وزير خارجية كوستاريكا: آليات مبتكرة لتعزيز تمويل المشاريع المناخية ولي عهد الشارقة يزيح الستار عن لوحة 6 نجوم في «واسط» و«خدمات المرور» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
شراكة فاعلة
وأعرب بطي المهيري، رئيس مجلس الشباب العربي للتغير المناخي والاستدامة، عن شكره وتقديره لمركز تريندز للبحوث والاستشارات على شراكتهم الفاعلة والمثمرة في إعداد هذا التقرير والاستبيان الرائد، والأول من نوعه في الوطن العربي، مضيفاً أن هذا العمل تميز بمنهجية علمية دقيقة وتغطية واسعة، حيث تضمن عدداً كبيراً من الشباب من مختلف الدول العربية، وطرح أسئلة تتناول جوانب متعددة ومهمة.
وذكر المهيري أن الشراكة مع «تريندز» لم تكن مجرد تعاون بحثي، بل كانت فرصة لإبراز الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب العربي في تشكيل مستقبل المجتمعات.
مصدر إلهام
وأعلن رئيس مجلس الشباب العربي للتغير المناخي والاستدامة عن إهداء نتائج التقرير والاستبيان إلى الباحثين في الجامعات، والصحفيين، وصناع القرار في الدول العربية، موضحاً أن هذه النتائج ليست مجرد أرقام وبيانات، بل هي بمنزلة مصدر إلهام ومرشد لصياغة سياسات مستقبلية تراعي آمال وتطلعات الشباب العربي.
وأكد المهيري أن الوقت قد حان لنعمل جميعاً سوياً، يداً بيد، لنصنع مستقبلاً مستداماً يقوم على المعرفة الخضراء والتكافل المجتمعي، ونتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات من خلال التعاون المستمر والبنّاء بين جميع الأطراف.
تدابير عاجلة
بدوره، أكد فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز دبي» في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الأزمة المناخية والقضايا الاقتصادية والحروب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجعل التخفيف من تغيّر المناخ أمراً صعباً، حيث تحتاج المنطقة والكوكب إلى تدابير دولية عاجلة ومتضافرة لمنع الآثار التي قد تكون شديدة.
وذكر المهري أن المسح شمل 3780 شاباً وشابة من تسع دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة، ومصر، وسلطنة عُمان، والمغرب، والأردن، والعراق، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وموريتانيا».
68 % مهتمون بالمناخ
من جهته، أشار سلطان ماجد العلي، مدير إدارة الباروميتر العالمي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، إلى أن استطلاع الرأي جرى إعداده خلال الفترة من الثاني إلى 23 أكتوبر 2023، واستهدف فئة الشباب العربي من عمر 18إلى 35 عاماً، وعمل على قياس مواقفهم ومشاركاتهم في مكافحة آثار التغير المناخي، موضحاً أن نتائج الاستبيان توصلت إلى أن 71% من المستطلَعين تأثروا شخصياً بالتغير المناخي، وعبر 68% من المشاركين عن اهتمامهم بالتغيرات المناخية، بينما سجلت دول الخليج العربي أعلى نسب اهتمام، وجاءت دولة الإمارات على رأسها بنسبة 75%، تبعتها السعودية بنسبة 74%، ثم عُمان بـ71%.
وأضاف العلي: أن 70% من المستطلعة آراؤهم اتفقوا على أن النشاط البشري هو المسؤول عن تغير المناخ، وسجلت سلطنة عُمان أعلى نسبة 77%، تلتها كل من الأردن وموريتانيا بنسبة 73% لكل منهما، ثم السودان بنسبة 71%، بينما أشار 60% إلى أن السبب في تداعيات التغيير المناخي بالنسبة لهم هو ارتفاع درجات الحرارة، بينما أرجع 38% منهم ذلك إلى زيادة استهلاك الطاقة، و37% إلى ظهور مناطق جفاف ونقص في المياه في كثير من الدول، وعزا 35% ذلك التغير المناخي إلى نقص في مستويات هطول الأمطار.
ولفت مدير إدارة الباروميتر العالمي في «تريندز» إلى أن نتائج استطلاع الرأي بينت أن 52% يرون أن مسؤولية مكافحة تغير المناخ تقع على عاتق المؤسسات البيئية، تليها الحكومات الوطنية بـ 45%، ثم المنظمات العالمية والإقليمية بنسبة 43%، أما المسؤولية الشخصية في مكافحة التغير المناخي فاستحوذت على نسبة 31%.
العدالة المناخية
وتوقع 68% من المشاركين في الاستطلاع التوصل إلى نتائج إيجابية في مؤتمر «COP28» المنعقد حالياً في مدينة إكسبو دبي، بينما يتوسم 32.1% منهم إحراز نتائج ملموسة من المؤتمر، إضافة إلى أن 60% من المستطلَعين يرون أن مؤتمر «COP28» يمكنه تحقيق العدالة المناخية.
وحول النشاط الذي يحد من آثار التغير المناخي، قام 43% من المستجيبين بنشاط يحد من آثار الظاهرة، وقال 40% إنهم يقومون بتوعية الأصدقاء وأفراد أسرهم بالقضايا المتعلقة بالتغيرات المناخية، في حين ذكر 38% أنهم يُقللون من مخلفات البلاستيك، وأشار 33% إلى أنهم يستخدمون المواصلات العامة والدرجات الهوائية ويمارسون المشي، وقال 30% إنهم ينشطون في جمعيات محلية لحماية البيئة.
مصادر المعلومات
إلى ذلك، استقى الشباب العربي معلوماتهم عن التغيير المناخي من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، حيث ذكرها 55% منهم، وتلتها مواقع الأخبار بـ 49%، ثم المؤثرون في منصات التواصل الاجتماعي بنسبة 30%، وجاءت الكتب بنسبة 22%، تلتها المدرسة والجامعة بـ20%، ثم الشخصيات العامة بنسبة 18%، وأخيراً منظمات الشباب بـ14%، وكشفت النتائج أيضاً عن أن 51% من المستطلَعين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يومياً، وتصدرت منصة «فيس بوك» معدلات الاستخدام اليومي بنسبة 66%.
وحول دوافع الشباب للانخراط في العمل المناخي، يرى 60% أنهم يشاركون بأعمال مناخية بدافع حب الطبيعة، ثم احترامهم للبيئة بنسبة 54%، والقراءة ومشاهدة أخبار وبرامج عن التغيير المناخي بنسبة 28%، بينما يرغب 55% من المستطلَعين في وظيفة من الوظائف الخضراء، فيما قال 37% إنهم ربما يفعلون ذلك، فيما ذكر 46% من الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع أنهم يحتاجون إلى التدريب على كيفية الانخراط في قضايا التغير المناخي، بينما أشار 43% إلى أنهم بحاجة إلى معلومات أوفر عن التغير المناخي والعمل المناخي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف كوب 28 الشباب العربي الإمارات التغيرات المناخية المناخ التغير المناخي تغير المناخ مركز تريندز للبحوث والاستشارات التغیر المناخی الشباب العربی تغی ر المناخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: خروقات إسرائيل تطال كل لبنان وهذا ما تخشاه بيروت
قال تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه رغم مرور نحو أسبوع على بدء لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عملها واجتماعاتها، تواصل إسرائيل انتهاكاتها وخروقاتها للاتفاق، ساعية لترسيخ ما تقول إنه حق لها بـ"حرية الحركة" للتصدي لأي نشاط عسكري لـ"حزب الله" وعناصره. وبحسب التقرير، فإنّ "اللافت أن خروقات إسرائيل لا تنحصر بمنطقة جنوب الليطاني، إنما تطال كل الأراضي اللبنانية، وتشمل عمليات قصف وتسيير مسيرات، وغيرها من النشاطات ذات الطابع العسكري".ويضيف: "يُخشى أن تكون تل أبيب تسعى لتحويل هذه الانتهاكات إلى أمر واقع، فتستكملها حتى بعد انقضاء مهلة الستين يوماً التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار؛ بحيث يفترض خلال هذه الفترة أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من القرى والبلدات التي ما زالوا يوجدون فيها".
وتابع: "بمقابل عشرات الخروقات الإسرائيلية، اكتفى حزب الله حتى الساعة بخرق واحد، قال إنه تحذيري، نفذه مطلع الشهر الحالي حين استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة".
ضبط نفس وأوضح العميد المتقاعد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى "اليونيفيل"، أنه "ومنذ سريان وقف إطلاق النار، وإسرائيل تسعى لتثبيت هدفها بحرية الحركة بوصفه أمراً واقعاً، أي تقصف أينما تشاء، وساعة ما تشاء، وهو ما كانت تتداوله عبر وسائل الإعلام، وليس مذكوراً في بنود الاتفاقية التي أعطت حق الدفاع عن النفس للطرفين حصراً". ولفت شحادة في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "المقاومة لا تزال تلتزم بضبط النفس كي لا تعطي إسرائيل مبرراً لمواصلة الحرب، ولفسح المجال أمام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لتقوم بدورها، وخصوصاً أنها لم تستلم مهامها إلا منذ وقت قصير، ليتبين ما إذا كان عملها فعالاً، وما إذا كانت قادرة على إلزام إسرائيل بوقف هذه الخروقات".
ويضيف شحادة: "أما إذا مرت مهلة الستين يوماً وانسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وواصل العدو خروقاته، فالأكيد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي". وأوضح أنّ "هذه الخروقات أيضاً رسالة للداخل الإسرائيلي للقول إنه لا يزال لديها حرية الحركة، وإنها لا تزال تحتل قسماً من أراضي لبنان لمحاولة استيعاب امتعاض المستوطنين من عودة أهالي قرى الجنوب إلى منازلهم، وشعورهم بأن الاتفاق هزيمة لإسرائيل".
أما مدير معهد "الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية"، الدكتور سامي نادر، فيرى أن "ما تقوم به إسرائيل في لبنان ينسجم مع ما تقوم به في سوريا، بحيث تعمد إلى تدمير أي إمكانية لتهديدها في السنوات المقبلة، وليس استهداف القدرات الدفاعية والهجومية في سوريا إلا استكمال للمسار اللبناني الذي بدأ بالحرب الموسعة، ويستكمل اليوم تحت بند الدفاع عن النفس، وهي عبارة مطاطة، من دون أن ننسى أن تل أبيب تستفيد أيضاً راهناً من عدم وجود أي ضغط أميركي عليها في ظل إدارة على وشك الرحيل".
ويلفت نادر في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه يجب ألا ننسى أن "الاتفاق الذي أدى إلى وقف إطلاق النار في لبنان هش واحتمال خرقه كبير، وإلا لما كانت إسرائيل وافقت عليه"، وأضاف: "أما وضع (حزب الله) فصعب، وهو لن يتمكن من الرد خصوصاً بعد ما حصل في سوريا وضرب كل طرق إمداده". (الشرق الأوسط)