«بافرينج الأفريقية».. استعراضات القرع على الطبول
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تجذب فرقة «بافرينج الأفريقية» زوار «مهرجان الشيخ زايد»، الذي يُقام في منطقة الوثبة بأبوظبي، بتقديمها فقرات فلكلورية تمزج بين الاستعراض والموسيقى والغناء، على وقع القرع على الطبول الأفريقية الشهيرة.
تُعتبر الموسيقى التقليدية والشعبية في أفريقيا مصدراً غنياً للمعرفة، فهي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة الأفريقية، باعتبارها ضرورة في تمثيل التراث الأفريقي، حيث كانت ترتكز الثقافات الأفريقية القديمة على الموسيقى في إيقاع حياتهم اليومية بشكل كامل.
أنماط موسيقية
هناك العديد من أنواع الموسيقى الأفريقية التي تحظى بشعبية كبيرة، والتي تمزج بين موسيقى الجاز والبوب، ومنها «هاي لايف»، وقد نشأ هذا النوع من موسيقى البوب والرقص في غانا في القرن العشرين، وتم إدراجها في أنماط الموسيقى الغانية والنيجيرية، ومنها «جوجو» وهو نمط من الموسيقى النيجيرية، و«كوايتو» هو نوع من الموسيقى المنزلية التي تتميز بالأصوات الأفريقية مع موسيقى الهيب هوب، وتؤدي فرقة «بافرينج الأفريقية» على مسرح الجناح الأفريقي في «مهرجان الشيخ زايد» فقرات تجمع بين هذه الفنون المتنوعة، وتمزج بين الاستعراضات المليئة بالإيقاعات المختلفة، وصيحات مستوحاة من الطبيعة، على وقع استخدام مجموعة واسعة من الآلات المستخدمة في الغناء والموسيقى الأفريقية، منها الطبول والصنوج والخشخاش والأجراس المزدوجة.
انسجام واحترافية
ويتميز أعضاء فرقة «بافرينج الأفريقية» بقوة الصوت، والانسجام في الأداء المسرحي، والاحترافية في القرع على الطبول، وتستعرض الفرقة في فقراتها اليومية حكايات وقصص عن تاريخ القارة السمراء، وحول مشاركة الفرقة في «مهرجان الشيخ زايد»، قال «ثابو ماسيك»، قائد الفرقة «نشعر بسعادة كبيرة لأننا نقدم الفنون الأفريقية المختلفة على مسرح الجناح الأفريقي لزوار المهرجان من مختلف أنحاء العالم، ليتعرف الآخر على ثقافتنا وفنونا المتنوعة، وآلاتنا الموسيقية الفريدة، فأبرز ما يميز المهرجان أنه يجمع أبرز موسيقيي العالم على منصة واحدة، لإبراز ثقافات الدول عبر الفنون والموسيقى».
مستوحاة من الطبيعة
وأوضح أن الفرقة تقدم عدداً من الاستعراضات المعروفة، مثل «جامبوانا» وهي أغنية ترحيب شهيرة في أفريقيا، ورقصة «أورتو دانس» التي يجتمع فيها الفرقة كاملة لتقديم استعراض حركي غنائي مذهل، إلى جانب تأدية مقطوعات موسيقية من مناطق مختلفة، منها أوغندا ومالي والسنغال وكينيا، بالإضافة إلى تأدية بعض الأصوات والصيحات مستوحاة من الطبيعة التي يقدمها العنصر النسائي من الفرقة.
عروض حركية
وأكد «ثابو ماسيك» أن الموسيقى الأفريقية لها خصائص فريدة، وأدوات خاصة، وتقاليد عريقة، وتتطور باستمرار كلما أضاف العازفون إليها عناصر جديدة، مثل الارتجال والحوار والتفاعل مع بساطة اللحن، لذلك فهو يقدم مع فرقته فقرات غنائية وموسيقية، وعروض أداء حركية متنوعة، لإبراز التقاليد الأفريقية الأصيلة من خلال الموسيقى، إلى جانب الأزياء المبهرة التي يرتدوها في كل عرض.
ولفت إلى أن الموسيقى والعروض الفنية الأفريقية تعتمد في الأساس على آلات الطبول باختلاف أنواعها ومناطقها، حيث تشتهر في السنغال بأنواع من الطبول، ومنها «جيمبيه» التي تُصنع يدوياً من الخشب الصلب وجلود الحيوانات، والتي يستخدمها أعضاء الفرقة في عروضها بالمهرجان، وتحظى باستقطاب واسع من الزوار.
آلات إيقاع
تعتمد الفرق الأفريقية للفنون على استخدام آلات الإيقاع بجميع أنواعها في عروضها الفلكلورية، من بينها «السيلوفون الخشبية»، «الدجمباي» وهي من أنواع الطبول الأفريقية، إلى جانب الآلات المولدة للنغمات مثل «الكاليمبا».
تاريخ غني
الموسيقى التقليدية في أفريقيا قديمة غنية ومتنوعة، نظراً للمساحة الشاسعة في القارة السوداء، حيث تتمتع مناطق ودول مختلفة في أفريقيا بالعديد من التقاليد الموسيقية المتميزة، إذ تُستخدم الأغاني والموسيقى في المناسبات والاحتفالات لنقل القصص والتراث الغني من جيل إلى آخر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الشيخ زايد الوثبة أبوظبي الإمارات فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
بيراميدز يحافظ على «التقاليد الأفريقية» والأهلي يُخالفها!
عمرو عبيد (القاهرة)
نجح بيراميدز المصري في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، للمرة الأولى في تاريخه، ليواجه صن داونز الجنوب أفريقي، وخلال نصف النهائي، حافظ بيراميدز على «التقاليد الأفريقية»، التي تقضي غالباً بتأهل الفريق الذي يتعادل سلبياً خارج ملعبه، في مباراة الذهاب بالدور نصف النهائي، بينما خالف مواطنه الأهلي تلك العادات، بعدما فشل في الفوز على صن داونز إياباً، واكتفى بالتعادل 1-1 في عقر داره.
وشهدت النسخة الحالية من دوري الأبطال الأفريقي، انتهاء مباراتي الذهاب في نصف النهائي بتعادلين سلبيين، للمرة الأولى في تاريخ البطولة، بمختلف أنظمتها ومسمياتها، بل إنه خلال 61 عاماً، خرجت 15 مباراة فقط في ذهاب نصف النهائي بنتيجة 0-0، وبالتأكيد يُستثنى من ذلك 4 بطولات فقط، بين 1997 و2000، التي أقيمت البطولة فيها بنظام مختلف لم يشهد إقامة نصف النهائي، وهو ما يعني أن التعادل السلبي في واحدة من مباريات الذهاب بتلك المرحلة لم يعرف طريقه إليها، إلا في ربع عدد تلك البطولات عبر التاريخ.
وفي 15 مباراة، منها مواجهتا الذهاب في النسخة الجارية، نجح الفريق الذي يتعادل خارج ملعبه بنتيجة 0-0، في الفوز بلقاء الإياب والتأهل للمباراة النهائية، في 9 مرات، بنسبة 60%، وهو ما سار على نهجه بيراميدز، بعد تجاوزه أورلاندو بايرتس، بينما أخفق الأهلي، ليدخل ضمن نسبة الـ 40%، التي تعني فشل الفريق استغلال تعادله السلبي خارج الديار ذهاباً.
الغريب أن الأهلي نفسه يعد «النموذج الأبرز» في هذا الأمر، حيث كرر حصوله على بطاقة بلوغ النهائي بعد التعادل 0-0 خارج الديار في ذهاب نصف النهائي، 4 مرات، وهو ما يُمثّل نسبة 44.4% من إجمالي عدد تلك المرات عبر تاريخ البطولة، وجاء ذلك بداية من موسم 1983، عندما فاز 2-0 إياباً على حساب نكانا ريد ديفلز الزامبي، ثم في نُسختي 2007 و2008 بعد الفوز 1-0 على الاتحاد الليبي وإنييمبا النيجيري، توالياً، وأخيراً في الموسم الماضي، بعد تعادله سلبياً ثم فوزه 3-0 على مازيمبي الكونغولي.
وكانت بداية تلك «التقاليد الأفريقية» قد انطلقت في عام 1970، عندما تعادل أشانتي كوتوكو خارج الديار سلبياً مع الإسماعيلي المصري، قبل أن يفوز الفريق الغاني في الإياب 2-0، وعاد الأهلي ليؤكدها في نسخة 1983، وفي 4 مرات متتالية ببطولات 2006 و2007 و2008 ثم 2012، تكرر الأمر مع الصفاقسي التونسي على حساب أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، ثم مرتين متتاليتين للأهلي، قبل تجاوز الترجي التونسي مازيمبي الكونغولي عام 2012، وجميعها انتهت بالتعادل 0-0 ثم الفوز 1-0، وفي عام 2017، جاء الدور على الوداد المغربي ليتعادل سلبياً ذهاباً مع اتحاد العاصمة الجزائري، قبل الفوز في الإياب 3-1، مكرراً نفس المشهد للمرة الثامنة، قبل أن يزيدها بيراميدز إلى «التاسعة» في الموسم الجاري.
والطريف أن كانون ياوندي الكاميروني، أحد «الأباطرة القدامى»، كسر تلك القاعدة مرتين مبكرتين في بطولتي 1978 و1980، قبل التتويج باللقب في كل مرة، لكنها لم تستمر طويلاً أو بصورة متعاقبة، حتى عادت للظهور مع الوداد على حساب صن داونز في موسم 2022-2023، قبل أن يرد الفريق الجنوب أفريقي بنفسه هذه المرة، ويذيق الأهلي من الكأس نفسها.