«صفر انبعاثات 2030».. مبادرة «دولي السيارات»
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
رضا سليم (دبي)
عقد الاتحاد الدولي للسيارات جلسات حوارية عدة في المسرح الرئيس للمنطقة الخضراء، بحديقة الفرسان، داخل إكسبو على هامش مؤتمر تغير المناخ «كوب 28»، لدعم حلول الاستدامة في رياضة السيارات، والاقتصاد الدائري، ونقل التكنولوجيا من المسار إلى الطريق، بالإضافة إلى سياسة النقل البري من خلال مشاركته في مؤتمر الأطراف (COP28) بصفة رسمية لأول مرة، ممثلاً الدول الأعضاء من جميع أنحاء العالم، وتأتي المشاركة بمناسبة يوم النقل العالمي.
ويمثل الاتحاد الدولي للسيارات 80 مليون مستخدم للطرق في جميع أنحاء العالم، ويتمتع بفهم منفتح على وجهات النظر والتجارب، بالإضافة إلى إدراك التحديات المحليّة والتنفيذ والعمل، من خلال أعضائه، يتمتع الاتحاد أيضاً بالقدرة على إشراك مستخدمي الطريق بشكل فعال، وتسهيل نقل المعرفة، وتغيير السلوك بشكل إيجابي.
ويرى الاتحاد الدولي للسيارات من خلال المنظور العالمي، أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لإزالة الكربون، وأن الاتحاد ملتزم بالسعي لتحقيق تحول عادل نحو تنقل مستدام وآمن وشامل يمكن الوصول إليه.
ويتمتع الاتحاد الدولي للسيارات بإرث عريق فيما يخص دعم ونشر الابتكار، بدءاً من رياضة السيارات إلى التنقل، وتقديم حلول تحويلية لكل يوم.
واستعرض الاتحاد الدولي للسيارات مبادراته الحاليّة لإزالة الكربون من رياضة السيارات والنقل، وكيفيّة تسريع تلك المبادرات وتوسيع نطاقها من أجل مستقبل منخفض الكربون يواكب الاتجاه العالمي للطاقة النظيفة، وتشمل المبادرات برنامج النقل المستدام التابع للاتحاد الدولي للسيارات والممول من قبل مؤسسة الاتحاد الدولي للسيارات، والذي يدعم مشاريع النقل المستدامة الشاملة التي يمكن الوصول إليها.
ويتعاون الاتحاد الدولي للسيارات أيضاً مع منظمات دوليّة، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE، وذلك من خلال مشروع المركبات المستعملة الأكثر أماناً ونظافة والذي يهدف إلى تسهيل تطوير السياسات والمعايير المتعلقة بالمركبات المستعملة لتلبية احتياجات النقل المتزايدة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مع مراعاة حماية البيئة.
ويهدف الاتحاد الدولي للسيارات إلى إقامة بطولات عالميّة بصافي انبعاث صفري للكربون بحلول عام 2030، وإلى طاقة مستدامة بنسبة 100% عبر المسابقات نفسه بحلول عام 2026.
وأكد محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، خلال كلمته في الجلسة الأولى عبر تقنية الفيديو، أن المؤتمر يشكل دعوة مهمة للعمل الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل جمع خبراتنا والتواصل معاً من أجل مستقبل إيجابي، وقال: «تشير التقديرات إلى أن نحو 5 ملايين شخص قد يخسرون حياتهم بسبب تغيرات المناخ بين عامي 2030 و2050، ونحن في الاتحاد الدولي للسيارات ملتزمون بالقيام بأقصى طاقتنا وتسخير شبكتنا الدولية واستكشاف وسائل التكنولوجيا كافة لنقلها من الحلبة إلى الطريق من أجل كربون أقل في المستقبل».
وأضاف: «لا توجد جهة واحدة للقيام بذلك، وهدفنا الوصول إلى 100% طاقة مستدامة بحلول عام 2026، وصفر صافي انبعاثات كربونية بحلول عام 2030، وكل الجهات ستعمل من أجل تحقيق ذلك، عبر أبطالنا الـ 33، و243 منظمة و80 مليون مستخدم للطرق نمثلهم».
وختم: «نجدد التأكيد أن الكل يجب أن يساهم في تحقيق هذه الممارسات، ونحن نعمل في تطبيق ممارسات الاستدامة منذ 2019، ونقطع أشواطاً إيجابية بها».
وقال السائق المخضرم لوكاس دي جراسي، بطل العالم السابق في الفورمولا إي: «من أجل الوصول إلى تكنولوجيا صديقة للبيئة وخالية من الكربون، فإن الفورمولا إي، في مكانة ممتازة، الأمر الذي نسمعه من صناعات عدة أن ما سيحصل في المستقبل سيكون عبارة عن مزيج بين وسائل تكنولوجيا عدة، والطاقة الكهربائية جيدة للغاية في مناحٍ معينة، لكننا في مجال الطيران على سبيل المثال ما زلنا بحاجة لمحركات فعالة قادرة على تحقيق المطلوب، في الوقت الحالي لا يمكن أن نرى طائرات تحلق ببطاريات مثلاً، أتوقع أن يكون هناك نوع معين من الوقود كالهيدروجين، إلى جانب تغيير وسائل النقل، حيث نرى أن عدد السيارات يقل في المدن الكبيرة مع توجه نحو الدراجات الكهربائية على سبيل المثال».
الوقود الهيدروجيني نقلة نوعية
قال تاكاو أيبا، ممثل رابطة تصنيع السيارات اليابانية: «رؤية هذا النوع من السباقات ذات الوقود المستدام الصديق للبيئة، أصبح واقعاً، وسباقات السيارات عموماً نرى فيها تطويراً مستمراً؛ لذلك الاستدامة والحفاظ على البيئة أمر ممكن فيها، خصوصاً أن المسافة للقيادة تصبح أطول مع مرور الوقت مع اختبار أنواع جديدة من الوقود الهيدروجيني المتطور، وهناك الكثير من المشجعين الذين بدؤوا في متابعة هذه السباقات مع وجود نحو 45 شركة لتطوير هذا النوع من السيارات ووسائل النقل التي تعتمد على هذا الوقود الجديد».
القيادة الذكية
ينظم الاتحاد الدولي للسيارات، تحدي القيادة الذكية منذ عام 2019، وتم تطويره بالشراكة مع شركة متخصصة في تحليلات بيانات الذكاء الاصطناعي، من خلال استخدام تطبيق «FIA SDC»، الذي يمنح للمشاركين القدرة على تقييم استهلاكهم للطاقة والانبعاثات والتركيز واعتماد مهارات القيادة الآمنة، كما يُقدّم أهم النصائح لإلهامهم لتحسين قيادتهم بشكل أكبر.
وشارك في النسخة الأخيرة 2023 التي أُقيمت في دبي بالتعاون مع نادي الإمارات للسيارات، والدراجات النارية، سائقون من 79 دولة، وشهد السباق انخفاضاً بنسبة 13% في استخدام البطارية أو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
سيارة الجيل الثالث
شهدت موناكو التي يعتبرها المشجعون معقل رياضة السيارات، إطلاق سيارة الجيل الثالث Gen3، التي تعد أسرع وأخف وأقوى سيارة سباق كهربائية تم تصنيعها على الإطلاق، وتعتمد على المحركات الكهربائية التي تعد أكثر كفاءة بكثير من محركات الاحتراق الداخلي، حيث تحول أكثر من 95% من الطاقة الكهربائية مقارنة مع قرابة 40% في السيارات المزودة بمحركات احتراق داخلي في رياضات السيارات الأخرى، وتشبه السيارة، «محطة توليد للطاقة على عجلات»، وتنتج أكثر من 40% من الطاقة التي يستهلكها في السباق من خلال الكبح المتجدد.
وتُعد أول سيارة فورمولا تستخدم ألياف الكربون المعاد تدويرها لتصنيع الجسم مع ألياف الكربون التي أُعيد استخدامها من جديد، وتشكل الألياف المطاطية الطبيعية والألياف المعاد تدويرها 26% من إطارات السيارة التي تتم إعادة تدويرها بالكامل بعد السباق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 مؤتمر الأطراف الانبعاثات الكربونية خفض انبعاثات الكربون الاتحاد الدولي للسيارات الاتحاد الدولی للسیارات ریاضة السیارات بحلول عام من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
إطلاق مبادرة "أنت قدوة" لقيادة رياضة سباق السيارات وتطوير راليات الصحراء بمصر
أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، خلال اجتماعه مع مجلس إدارة نادي السيارات المصري، أن مصر تسعى إلى تعزيز مكانتها كوجهة عالمية لرياضة الراليات الصحراوية، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية ودعم الفعاليات الكبرى التي تستقطب المتسابقين من مختلف أنحاء العالم. جاء ذلك خلال لقاء موسع جمع الوزير بأعضاء مجلس إدارة نادي السيارات المصري برئاسة المهندس علي عيسى، حيث تم إطلاق مبادرة "أنت قدوة" تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، وبالتعاون مع نادي السيارات، وإنتاج شركة Mystry Media Production للمنتج والمخرج محمد سري.
تستهدف مبادرة "أنت قدوة" تسليط الضوء على أهمية الرياضة في صناعة القدوات وبناء الشخصيات القيادية، حيث تسهم الرياضة في ترسيخ قيم الانضباط والمثابرة والإصرار، مما يساعد على تشكيل جيل قادر على تحقيق النجاح والتأثير الإيجابي في مجتمعه. وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية الوزارة لتعزيز دور الرياضة كقوة ناعمة قادرة على التأثير في الشباب والمجتمع بشكل عام.
أوضح الوزير أن المبادرة تهدف إلى دعم وتشجيع النماذج المصرية المتميزة في مختلف المجالات الرياضية، وإبراز قصص نجاحهم كإلهام للشباب، مما يعزز ثقافة العمل الجاد وتحقيق الإنجازات. وأضاف أن الوزارة تعمل على تقديم الدعم الكامل لهذه المبادرات التي تسهم في نشر الوعي بأهمية الرياضة في حياة الأفراد والمجتمعات.
تطوير الراليات الصحراوية رؤية مصر نحو العالميةفي إطار اهتمام وزارة الشباب والرياضة بتطوير الرياضات الميكانيكية، ناقش الاجتماع آليات تطوير رياضة الراليات الصحراوية، باعتبارها من أهم الرياضات التي تسهم في تعزيز السياحة الصحراوية في مصر. وشدد الدكتور أشرف صبحي على ضرورة وضع خطط واضحة لتنظيم بطولات دولية في مصر، بالتعاون مع الجهات المختصة والاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
وأشار الوزير إلى أن رياضة الراليات تتمتع بجاذبية خاصة للسياح، حيث تشكل تجربة مثيرة لمحبي المغامرات، فضلًا عن كونها فرصة اقتصادية تعزز من السياحة الرياضية في مصر. وناقش الاجتماع سبل التعاون بين الوزارة ونادي السيارات المصري لتكثيف الأنشطة الرياضية والسياحية، من خلال دعم الأحداث الكبرى وتوسيع نطاق المشاركات الدولية في الراليات.
وأكد الوزير أن الوزارة تعمل على تقديم كل سبل الدعم اللوجستي والتنظيمي لإنجاح هذه الفعاليات، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية في تعزيز السياحة الرياضية، والتي أصبحت أحد أهم القطاعات الجاذبة للاستثمارات.
تناول الاجتماع أيضًا سبل التعاون مع الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) والاتحاد الدولي للدراجات النارية، بهدف تعزيز حضور مصر في البطولات العالمية ووضعها على الخريطة الدولية لرياضة الراليات. كما تمت مناقشة إمكانية استضافة سباقات دولية على الأراضي المصرية، مما يساهم في ترسيخ مكانة مصر كوجهة رئيسية لمحترفي هذه الرياضة.
وفي هذا السياق، أكد المهندس علي عيسى، رئيس مجلس إدارة نادي السيارات المصري، أن النادي يعمل على تطوير برامج تدريبية للمتسابقين المصريين، بهدف إعدادهم للمنافسات الدولية. وأشار إلى أن النادي يسعى لتنظيم بطولات محلية وإقليمية تسهم في تنمية مهارات المتسابقين، وتجذب المزيد من الاهتمام برياضة السيارات في مصر.
الرياضة كأداة لتنمية الشبابمن جانبه، شدد وزير الشباب والرياضة على أن الوزارة تعمل على تعزيز الاستفادة من الرياضة كأداة لتنمية الشباب، وخلق فرص جديدة لهم في مختلف القطاعات الرياضية والسياحية. وأكد أن الوزارة تسعى إلى دمج الشباب في أنشطة رياضية متعددة، توفر لهم فرصًا لتطوير مهاراتهم وتعزز من إمكانياتهم في مجالات القيادة والانضباط.
حضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة في مجال رياضة السيارات، من بينهم الأستاذ محمد عبد العزيز عسكر، نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيارات المصري، والمهندس رءوف جعفر، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة السباقات والراليات، والأستاذ وائل عبد الجليل، نائب المدير العام ومدير النشاط الرياضي بنادي السيارات، بالإضافة إلى محمد سعيد مازن، رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير، وأحمد عبد الخالق، مدير عام الإدارة العامة للأحداث والفعاليات الرياضية.
وفي ختام الاجتماع، أشاد الدكتور أشرف صبحي بجهود نادي السيارات المصري في تطوير رياضة السيارات في مصر، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل دعمها لهذه الرياضة، بما يسهم في تحقيق رؤية مصر لتكون مركزًا عالميًا لرياضة الراليات الصحراوية. كما أكد على أهمية تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية لضمان نجاح هذه الفعاليات، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها على المستويين الرياضي والسياحي.
رياضة السيارات في مصرتعكس هذه الخطوات التزام وزارة الشباب والرياضة بتعزيز دور مصر في المشهد الرياضي الدولي، من خلال تطوير الرياضات المختلفة، وخاصة الرياضات الميكانيكية التي تمتلك إمكانيات هائلة لجذب السياحة والاستثمارات. ومن المتوقع أن تسهم المبادرات المطروحة، مثل "أنت قدوة"، في تحفيز الشباب المصري على تحقيق النجاح في المجال الرياضي، وإبراز مصر كواحدة من الدول الرائدة في تنظيم واستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.