جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موقفه مما يُعرف بـ"اليوم التالي" لما بعد الحرب في قطاع غزة، باستعداد سلطته حكم قطاع غزة، قبل أن يعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه ذلك المقترح، خلال فترة ولايته.

وقال عباس خلال استقباله فيل غوردون مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين الذي يتطلب حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن.

وأضاف: "السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي الحكم في غزة والضفة الغربية بعد نهاية الحرب".

ووصل غوردون إلى رام الله الأربعاء قادماً من إسرائيل، حيث أجرى مناقشات مستفيضة وموسعة مع مسؤوليها تناولت قضيتين ترى الولايات المتحدة أنهما مترابطتان: محاولات "إضعاف السلطة" في الضفة، وإقامة كيان فلسطيني واحد يضطلع بمسؤولية الضفة وقطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية.

وناقش المسؤول الأمريكي، الموفد من هاريس، مع عباس أيضاً هاتين المسألتين، لكنه سمع الكلام نفسه الذي سمعه المسؤولون الأمريكيون الآخرون، ومفاده أن السلطة الفلسطينية موجودة في قطاع غزة ولم تخرج منه وتتحمل مسؤوليته وهو جزء من الدولة الفلسطينية، وأن بسط السيطرة عليه يجب أن يكون في إطار حل شامل تفرض فيه السلطة سيطرة حقيقية على الضفة والقطاع.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: تل أبيب أكثر استعدادا للنقاش حول مستقبل إدارة غزة بعد الحرب

وأكد عباس أيضاً معارضته للخطط الإسرائيلية في غزة، وقال إنه لن يسمح بتمرير "التهجير القسري" أو "فصل، أو احتلال، أو اقتطاع، أو عزل أي جزء من قطاع غزة".

وطالب عباس واشنطن بالضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي في الضفة وفي غزة، ووقف اعتداءات المستوطنين، والإفراج عن أموال المقاصة والضرائب الفلسطينية المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود بأسرع وقت ممكن، وتقديم ما يلزم من مساعدات لتعاود المستشفيات والمرافق الأساسية عملها.

ومواقف عباس تؤكد الخلافات الموسعة حول اليوم التالي للحرب؛ إذ تريد أمريكا "سلطة فلسطينية متجددة" وتريد السلطة حكماً شاملاً في إطار حل سياسي، ولا تريد إسرائيل أي سلطة فلسطينية من أي نوع.

إلا أن نتنياهو ، رد على عباس بالقول: "عباس، لن يتولى السيطرة على قطاع غزة خلال ولايتي".

ونشر نتنياهو، تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي في موقع "إكس" (تويتر سابقا)، اتهم فيها عباس بـ"دعم الإرهاب وممولي الإرهاب، ولا يمكنه السيطرة على غزة"، على حد قوله.

وضغط غوردون في إسرائيل من أجل مناقشة تفصيلية حول ما بعد الحرب، وقال مسؤول أمريكي كبير، إنه خلال المحادثات التي جرت هذا الأسبوع مع غوردون، كان المسؤولون الإسرائيليون الذين ركّزوا على خوض الحرب "مستعدين للحديث عن المستقبل" في غزة.

اقرأ أيضاً

مقدمة لنزع سلاحه.. إسرائيل تسعى لإنشاء منطقة عازلة في غزة

وتريد الولايات المتحدة تجنب فراغ الحكم والأمن في غزة بعد الحرب وعدم السماح لـ"حماس" بالنهوض مرة أخرى، كما جاء في تقريرين على "أكسيوس" الأمريكية وموقع "واللا" العبري.

ووصل غوردون وفريقه إلى المنطقة قادمين من دبي، حيث رافقوا هاريس في اجتماعاتها مع عدد من القادة العرب على هامش قمة المناخ، وركزت مناقشاتها في دبي على اليوم التالي في غزة.

وقال المسؤولون الأمريكيون، إن المجموعة ناقشت الأهداف والعمليات العسكرية في غزة، وإن غوردون أطلع الإسرائيليين على نتائج محادثات هاريس في دبي وعرض ما طرحته علناً حول كيفية رؤية الإدارة الأمريكية لإعادة الإعمار والأمن والحكم في غزة بعد القتال.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون، أنّ غوردون أخبر نظراءه الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة تريد أن يكون لديها خطة لمستقبل غزة لتجنب السماح لـ"حماس" بـ"العودة إلى الحياة".

وقال مسؤول أمريكي كبير: "كان هناك تحرك على الجانب الإسرائيلي من النقطة التي ركزوا فيها فقط على القتال، ورفضوا مناقشة اليوم التالي، إلى النقطة التي أصبحوا فيها على استعداد للحديث عن المستقبل".

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي كبير، إن حكومة نتنياهو وإدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن تناقشان منذ أسابيع مسألة غزة ما بعد الحرب، وإنه لم يطرأ أي تغيير في النهج الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

بايدن يدعو لتولي السلطة الفلسطينية حكم الضفة وغزة

واعترف المسؤولون الأمريكيون، بأنه لا تزال هناك اختلافات بين الطريقة التي ترى بها الولايات المتحدة غزة بعد الحرب، وكيف تنظر إليها إسرائيل، بشكل رئيسي حول مسألة الدور الذي ستلعبه السلطة الفلسطينية.

والثلاثاء، اعترض نتنياهو على فكرة أن يكون للسلطة الفلسطينية دور مستقبلي، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة ما بعد الحرب منزوعة السلاح، هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي، وليس القوات الدولية، على هذه العملية.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أمريكي: "لا أحد يعتقد أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي تستطيع إدارة غزة وتوفير الأمن، لكن لا أحد يرى في الوقت الحالي أي بديل لقيادة فلسطينية في غزة بعد الحرب".

وأضاف: "نعتقد أننا في حاجة إلى تعزيز السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من حكم غزة".

وتشعر إدارة بايدن بالقلق من أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل منذ الحرب، مثل حجب جزء كبير من عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية، قد أضعفت قدرة السلطة على أن تكون فعالة، ولا توافق على تصريحات نتنياهو بخصوص غزة.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، إن أمامهم "الكثير من العمل.. ولن يكون الأمر سهلاً".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تدرس خطة بتسليم حكم غزة لمصر.. هذه تفاصيلها

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو عباس إسرائيل حكم غزة أمريكا السلطة الفلسطينية المسؤولون الأمریکیون السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة غزة بعد الحرب الیوم التالی ما بعد الحرب اقرأ أیضا قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مفاوضات غزة.. مصر تُسرع جهودها ونتنياهو «يفخخ» الوساطة

تراوح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مكانها بسبب تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذرائعه المتكررة، في ظل مخاوفه من الإدانة بجرائم فساد تؤثر على مستقبله السياسي، ورغم تقدم المفاوضات بفضل جهود مصر، وخبرتها في الوساطة، إلا أن طلب نتنياهو إعداد قوائم بالمحتجزين الأحياء عرقل التقدم، وفي المقابل، تقترح المقاومة الفلسطينية هدنة قصيرة لتجهيز القوائم، بينما طرحت إسرائيل قائمة بأسماء 34 محتجزًا للمبادلة، ومن ثم، لا تزال المفاوضات مستمرة وسط فجوات كبيرة، أبرزها عدد المحتجزين المطلق سراحهم وشروط انسحاب جيش الاحتلال، مع دور مصري محوري لتنسيق إدارة معبر رفح بما يضمن تدفق المساعدات لسكان القطاع.

تمكنت القاهرة، بفضل خبراتها الممتدة في التفاوض مع إسرائيل على مدار أكثر من أربعين عامًا، من تقديم مبادرات مبتكرة وحلول فعّالة للتعامل مع حالة الجمود التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف إلى ترسيخها، ورغم إحراز المفاوضات تقدمًا ملحوظًا خلال الأسبوعين الماضيين، بادر نتنياهو بافتعال عقبة جديدة لإيقاف هذا التقدم، حيث طالب فصائل المقاومة بإعداد قوائم دقيقة للمحتجزين الأحياء قبل إتمام صفقة التبادل، فقد أعلنت المقاومة صعوبة الاستجابة لهذا الطلب في ظل ظروف الحرب القائمة، مشيرةً إلى أن الأسرى موزعون جغرافيًا بين مجموعات صغيرة تحت سيطرة فصائل مختلفة، ما يجعل إعداد هذه القوائم تحديًا كبيرًا في الوقت الحالي.

لتجنب مزيد من الذرائع التي قد يستخدمها نتنياهو لتبرير تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار وتحميل المقاومة المسئولية، تقدمت فصائل المقاومة بطلب لهدنة مؤقتة مدتها أسبوع، بهدف إتاحة الوقت اللازم لإعداد قوائم بالمحتجزين الأحياء، واستجابت الأطراف الوسيطة لاستئناف المفاوضات، ما دفع نتنياهو إلى إرسال وفد تفاوضي إسرائيلي، يضم قيادات من الموساد والأجهزة الأمنية، يوم الجمعة الماضي لكسر حالة الجمود، وأعلنت تل أبيب في اليوم ذاته أنها سلمت حركة حماس قائمة تضم أسماء 34 محتجزًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى احتمال أن بعض المدرجين في القائمة قد يكونون متوفين، مؤكدين أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين الأحياء.

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المفاوضات تشهد تقدمًا بطيئًا، مع توقعات بإمكانية سد الفجوات القائمة خلال الأيام المقبلة. وأشارت إلى أن أبرز العقبات التي يعمل الوسطاء على تذليلها تتعلق بعدد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وأن التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي يبدو كافيًا للتوصل إلى اتفاق، غير أن المفاوضات المتكررة تفرض الحذر من التصريحات والمصطلحات المستخدمة، إذ قد يكون التفويض المعلن مجرد وسيلة لشراء الوقت والتأثير على الرأي العام، دون التوصل إلى حل ينهي الحرب فعليًا.

وقال منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن إسرائيل ألحقت أضرارًا كبيرة بالقدرات العسكرية للمقاومة، لكنه أكد أنها مازالت تشكل تهديدًا حقيقيًا، وزعم كيربي أن المقاومة أمامها فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق جديد يضمن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنها كانت الطرف الذي بدأ الحرب، ولديها القدرة على إنهائها عبر التوقيع على هذا الاتفاق.

أعلنت حركة حماس أن المفاوضات التي استؤنفت في الدوحة يوم الجمعة الماضي تركز على تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وعودة النازحين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وأكدت الحركة جديتها في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت، مشيرة إلى إدخال تعديلات جديدة على المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وطلبت الفصائل مهلة إضافية لمدة عشرة أيام لإعداد قوائم مفصلة بالمحتجزين الأحياء منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تحتجز فصائل المقاومة حوالي 100 شخص إسرائيلي، بينما تستمر إسرائيل في اعتقال أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها.

أشارت تقارير إعلامية غربية إلى أن الصفقة الجديدة الجاري التفاوض حولها تحمل تشابهًا كبيرًا مع مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أعلنها في 31 مايو الماضي، وكانت المبادرة تتألف من ثلاث مراحل تهدف إلى تبادل الأسرى بين الجانبين يليها وقف تام لإطلاق النار، تضمنت المرحلة الأولى من المبادرة انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة خلال فترة تستمر ستة أسابيع، إلى جانب إطلاق سراح عدد من الأسرى، بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

أفادت المعلومات أن الاتفاق الجاري إعداده قبل تسلّم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب السلطة بعد أسبوعين يتضمن تغييرات رئيسية، أبرزها بقاء قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بشكل مؤقت خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة. وستتمركز هذه القوات في محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى نصفين، ومحور فيلادلفيا القريب من الحدود المصرية. هذه الترتيبات كانت تمثل عقبة رئيسية أمام المفاوضات السابقة، حيث أصرت حماس على انسحاب الجيش الإسرائيلي من معبر فيلادلفيا وتسليمه لقوات تابعة لها، وهو ما رفضته إسرائيل.

ولتجنب تعطيل الصفقة بسبب الخلاف على إدارة معبر رفح، نجحت القاهرة خلال الأشهر الماضية في صياغة توافق بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية، تتيح إدارة مدنية للمعبر بعد انسحاب الاحتلال. هذه الصيغة تهدف إلى ضمان أمن المعبر وتخفيف التوتر بين الأطراف، مع تسهيل تدفق المساعدات والبضائع الحيوية لسكان القطاع المحاصرين الذين يواجهون معاناة يومية بسبب الحصار الإسرائيلي.

تقدمت حركة حماس بطلب هدنة قصيرة مدتها عشرة أيام، تهدف لإعداد قوائم بأسماء المحتجزين الأحياء لدى فصائل المقاومة المختلفة. تضمنت شروط الهدنة ألا يتم الإفراج عن أي محتجز خلال هذه الفترة، وأن تُسلم القوائم في اليوم الرابع من الهدنة. في المقابل، لن يُجري الجانب الإسرائيلي أي تغييرات ميدانية، حيث سيبقى جيش الاحتلال في أماكن تمركزه داخل القطاع، ولن يعود النازحون إلى منازلهم في شمال غزة خلال هذه الفترة، وفيما يتعلق بتفاصيل الصفقة قيد التفاوض، عرضت حماس في المرحلة الأولى الإفراج عن 22 رهينة على قيد الحياة بالإضافة إلى تسليم 12 جثة. في المقابل، يطالب نتنياهو بالإفراج عن 34 رهينة على قيد الحياة كشرط للموافقة على وقف إطلاق النار، وهو ما لا يزال محل تفاوض بين الأطراف عبر الوسطاء.

اقرأ أيضاً«الصحة الفلسطينية» تعلن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي بغزة لـ45854 شهيدا

بسبب سوء الأحوال الجوية.. «الأونروا» تعلن ارتفاع وفيات الأطفال في غزة إلى 7

«صعب ومأساوي».. الدفاع المدني الفلسطيني يوضح تطورات الوضع في غزة

مقالات مشابهة

  • 20 سنة من حكم محمود عباس.. ما هي الخسارة المزدوجة التي تحققها السلطة الفلسطينية؟
  • اللواء سمير فرج: الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد انسحاب إسرائيل
  • “السلطة الفلسطينية” تطلب من واشنطن “680 مليون” دولار لضرب “كتيبة جنين”
  • رويترز: الإمارات تناقش مع إسرائيل خطة لإدارة غزة بعد الحرب.. هذه تفاصيلها
  • السطلة الفلسطينية تسلم الاحتلال منفذة عملية دير قديس.. ومطالب لعائلات الأسرى من نتنياهو
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية سلمت إسرائيل منفذة عملية الطعن التي وقعت أمس في بلدة دير قديس
  • السلطة الفلسطينية تسلم إسرائيل منفذة عملية طعن دير قديس
  • مصير عباس الأسود
  • مفاوضات غزة.. مصر تُسرع جهودها ونتنياهو «يفخخ» الوساطة
  • السلطة الفلسطينية تناور في الوقت الضائع