ولي عهد الشارقة يفتتح معرض “تكوين: العلوم والإبداع” في بيت الحكمة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
افتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، صباح أمس معرض “تكوين: العلوم والإبداع”، الذي يستضيفه “بيت الحكمة” بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ويستمر حتى السادس من مارس 2024م.
وكان في استقبال سموه فور وصوله، صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود العبد الله الفيصل، مدير دارة آل فيصل، والأمير منصور بن سعد آل سعود، الأمين العام المساعد لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية والمسؤولين.
وتجول سمو ولي عهد الشارقة في أروقة المعرض الذي يضم عدة أجنحة تتوزع بين: الهندسة، والفلك، والطب، والرياضيات، وعلم الحيوان، مطلعاً سموه على المقتنيات النادرة من المخطوطات والأدوات التي تعكس تاريخ العلوم التجريبية في العصر الذهبي لأمتنا العربية والإسلامية في مختلف الفروع المعرفية، والطرق المختلفة التي كان يعمل بها العلماء في السابق في الحساب والعلاج وغيرها.
واستمع سموه إلى شرح مفصّل حول ما يضمه المعرض من نوادر تاريخية وعلمية، حيث يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على التراث العربي الإسلامي الذي تزخر به مكتبات ومخطوطات “بيت الحكمة” التاريخي الذي كان مركزاً للنهضة العلمية والثقافية العربية والإسلامية، وكذلك لتحفيز أجيال الحاضر والمستقبل على الإبداع في مجال العلوم، من خلال التعرف على آثار التاريخ الإسلامي المعرفي الحافل بالإنجازات والإبداعات في شتى مجالات العلوم والمعرفة.
وتعرّف سمو ولي عهد الشارقة خلال جولته إلى العديد من النماذج من المخطوطات المختصة بالمجالات العلمية المختلفة مثل مخطوطات الطب، والفلك، والرياضيات، والهندسة، وعلم الحيوان، وأكثرها مدعوم بالرسوم والأشكال التوضيحية التي تدلّ على العناية البالغة بهذه العلوم.
ويتضمن المعرض عدداً من أقدم المعروضات، منها مخطوط نادر لكتاب “كامل الصناعة الطبية” تأليف علي بن عباس، المتوفى سنة 400 هـ – 1010م، ومن المخطوطات الفلكية كتاب “سرائر الحكمة في الفلك” تأليف الحسن بن أحمد ابن الحائك الهمداني، المتوفى سنة 334هـ – 945م، ومن مخطوطات الهندسة، “أشكال التأسيس” تأليف محمد بن أشرف الحسيني السمرقندي، المتوفى سنة 600هـ – 1203م، ومخطوطة بعنوان “المدخل إلى علم الأحكام الفلكية” من تأليف جعفر بن محمد أبو معشر الفلكي، المتوفى سنة 272هـ – 886م.
ويوفر المعرض مخطوطات في علم الحيوان، منها كتاب “حياة الحيوان الكبرى” الذي ألفه أبو البقاء محمد بن موسى الدميري المصري، المتوفى سنة 808هـ – 1682م، إضافة إلى 16 مخطوطة في علم الرياضيات، من أقدمها مخطوط لكتاب “أشكال التأسيس” لمحمد بن أشرف الحسيني السمرقندي، المتوفى سنة 600هــ – 1203م، الذي يشرح فيه النظريات الواردة في كتاب “إقليدس” ويبسطها.
ويحتفي المعرض بمجموعة من الأدوات العلمية التي استخدمها العلماء الأوائل في الأغراض المختلفة، من بينها “البرنية”، وهي جرة خزفية استخدمت في مجال الصيدلة لحفظ الأدوية والأعشاب، وكانت تستخدم في العالم الإسلامي قبل أن تنتقل إلى أوروبا؛ وكذلك ملعقة طبية كانت تستخدم في مجال الصيدلة لأغراض القياس والكيل وخلط الأدوية والأعشاب والمراهم. ومن بين الأدوات المعروضة كذلك “الربع المجيّب”، وهو أداة فلكية بديلة للأسطرلاب الكروي المسطح على هيئة ربع دائرة، تتدلى منها حلقة مستديرة ليتعلق بوسطها مؤشر القياس المتحرك؛ وكذلك كرة فلكية سماوية مستديرة الشكل، داخل إطار دائري نقش عليها أسماء الأبراج السماوية، وغيرها من الأدوات العلمية.
وفي نهاية الجولة، تفضل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، بتسلم هدية تذكارية من صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وهي نسخة قديمة ونادرة من كتاب “القانون في الطب” من تأليف العالم والطبيب والفيلسوف المسلم الحسين بن عبدالله بن الحسن، المعروف بابن سينا. ويعد الكتاب تحفة نادرة ويعود تاريخ نسخه إلى القرن السابع الهجري، الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، وهي نسخة محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويستمد هذا المرجع النفيس أهميته من كونه كان، وعلى مدار سبعة قرون متتالية، المرجعَ الرئيسي في علم الطب في جامعات أوروبا حتى أواسط القرن السابع عشر الميلادي.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يفتتح معرض "ربع تون" للفنان العالمي نصير شمة بدار الأوبرا
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، معرض "ربع تون" للفنان العالمي نصير شمة، والذي يستضيفه قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، بقاعة الباب في ساحة دار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة السابقة، وعدد من الشخصيات العامة والفنانين وأساتذة الفنون.
وأشاد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بالمستوى الفني الرفيع للمعرض، قائلاً: " إن معرض "ربع تون "للفنان نصير شمة هو تجسيد حي لقوة الفن وقدرته على تجاوز الحدود الثقافية المتنوعة، حيث إن الأعمال المعروضة تمثل رحلة روحية وفكرية تلامس أعماق الروح، وتؤكد تميز إبداعات الفنان وتفرده، حيث استطاع أن يخلق لغة بصرية تعكس تجربته الموسيقية العميقة، مما يجعل هذا المعرض حدثاً استثنائياً يمزج بين ألوان الفنون المتنوعة".
وأضاف وزير الثقافة: "نحن فخورون بأن تستضيف القاهرة هذا المعرض الذي يجسد التلاقي بين الفنون المختلفة، حيث تتحول الألوان إلى نغمات، والفرشاة إلى آلة موسيقية، فهذا المعرض يؤكد أن الفن هو الجسر الذي يربط بين الثقافات، ويعبر عن روح الإبداع التي تجمعنا كبشر".
وقال الدكتور وليد قانوش: " يقدم نصر شمه مجموعة من أعماله التصويرية التي تعكس تصوفاً ورهافة وكأنها نقوشاً على جدار أثري حيث أكسبها أسلوبه التجريدي أبعاداً رحبة للخيال والشاعرية وكأنها إحدى معزوفاته ولكن هذه المرة بصرية، تاركاً كل الحرية لوجدان المتلقي في قرائتها والتأثر بها فهي كما الألحان عذبة تسمح بنسج الحلم والأحاسيس".
ومن جانبه قال الفنان نصير شمة: "سعادتي كبيرة أن يُقام معرضي الشخصي الثاني في القاهرة حيث قضيت فيها ثلث حياتي مؤسساً وعازفاً وجزءًا فاعلاً من حركتها الثقافية".
يذكر أن فعاليات المعرض تستمر حتى الأول من فبراير المُقبل، والزيارة يوميًا من 9 صباحاً حتى 9 مساءً باستثناء أيام الجمعة.