المناطق_واس

احتفى الديوان العام للمحاسبة، اليوم، بمرور مئة عام على إنشائه تحت شعار “مئة عام في حفظ المال العام”، برعاية معالي رئيس الديوان العام للمحاسبة الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري، وحضور عدد من أصحاب المعالي، ورؤساء الأجهزة النظيرة في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، ورئيس المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة “الإنتوساي”.

واستعرض الديوان العام للمحاسبة خلال الحفل مسيرته المهنية التي انطلقت في العام ١٣٤٥هـ في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، والاهتمام الكبير الذي أولته القيادة الكريمة بالرقابة المالية؛ مما ساهم في تمكين الديوان العام للمحاسبة خلال مراحل التطور التي مرّ بها من وضع أسس ومقومات أعماله، وممارسة مهامه واختصاصاته في مجالات المراجعة المالية والالتزام، والرقابة على الأداء بكل كفاءة وفعالية.

أخبار قد تهمك الديوان العام للمحاسبة يشارك في لقاء المراجعة الداخلية بوزارة المالية 28 أكتوبر 2023 - 1:49 مساءً الديوان العام للمحاسبة يستعرض تاريخ التدقيق الحكومي بالمملكة بالتزامن مع اليوم الوطني 25 سبتمبر 2023 - 5:10 مساءً

وأشار معالي الدكتور العنقري في كلمةٍ ألقاها بهذه المناسبة إلى النظرة الثاقبة للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حينما استشعر أهمية إيجاد جهاز رقابي متخصص يتولى الرقابة على الموارد المالية للدولة، إيماناً منه بأن المحافظة على تلك الموارد يُمثّل ركيزة أساسية لتحقيق النمو والنهضة الشاملة، ليكون الديوان ضمن مكونات اللبِنة الأولى للنظام الإداري والمالي في المملكة، وتوالت عليه مراحل التطور إلى أن وصل إلى هذه المرحلة في هذا العهد الميمون وفي خضم النهضة العظيمة التي تشهدها المملكة وفق رؤيتها 2030.

ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي العهد -حفظهما الله-، على ما حظي ويحظى به الديوان من دعم ورعاية في هذه المرحلة التي يشهد فيها الديوان الدعم والتمكين بمستويات غير مسبوقة، وصدرت خلالها الأوامر الملكية الكريمة التي قضت بتعديل مسمى الديوان وربطه بالملك ومنحه الاستقلال المالي والإداري واعتماد هيكله التنظيمي ولوائحه المالية والإدارية؛ بما يلبي متطلبات أفضل الممارسات الدولية، وانتقل على إثر ذلك في طبيعة وظيفته الأساسية من “المراقبة” إلى “المحاسبة”؛ لممارسة أدواره المهنية السليمة في الرقابة المالية اللاحقة بمفهومها الشامل، والعمل بشكل تكاملي مع كافة الجهات المشمولة برقابته، ليكون شريكاً حقيقياً في النهضة العظيمة التي تشهدها المملكة.

من جانبه أكد معالي رئيس المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة (الإنتوساي) رئيس المحكمة الفيدرالية بجمهورية البرازيل الإتحادية السيد برونو دانتاس خلال مشاركته في الحفل على تقديره لالتزام المملكة العربية السعودية الثابت تجاه منظمة “الإنتوساي”، والجهود التي تقودها ممثلةً بالديوان العام للمحاسبة على النطاق الدولي والإقليمي؛ التي تهدف إلى تبادل المعرفة وتحقيق أفضل الممارسات من خلال المنظمات الدولية والإقليمية، معرباً عن حرصه على تعزيز التعاون مع الديوان العام للمحاسبة لتحقيق المزيد من الفائدة لمجتمع الرقابة الدولي.

وصاحب الحفل معرض عن تاريخ الديوان والمراحل التي مر بها متضمناً مسمياته، واختصاصاته، وارتباطه التنظيمي، ورؤسائه، بالإضافة إلى إنجازاته على مستوى القدرات المؤسساتية والتحول الرقمي، وتمثيله للمملكة العربية السعودية في المنظمات الدولية والإقليمية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الديوان العام للمحاسبة الدیوان العام للمحاسبة مئة عام

إقرأ أيضاً:

الأكارم والكريمات في الحزب الشيوعي في المملكة المتحدة وآيرلندا، “ما دهاكم؟” إن الحزب الشيوعي ما زال حزباً كبيراً!

الأكارم والكريمات في الحزب الشيوعي في المملكة المتحدة وآيرلندا،
"ما دهاكم؟"
إن الحزب الشيوعي ما زال حزباً كبيراً!

صديق عبد الهادي

إطلعنا جميعنا على المكتوب الصادر من الحزب الشيوعي السوداني في المملكة المتحدة وآيرلندا، والذي عدد فيه أسباب إمتناعه عن الاجتماع بقيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، وهي أسباب لها من الوجاهة و"النصاعة" مما يحد من إمكانية رفضها أو عدم الاتفاق معها. ولكن وبرغم وجاهتها ونصوعها هل كانت كافية لتكون مصوغاً لتبرير ذلك الموقف؟
في البداية اود أن أبدي إتفاقي الصميم مع مضمون تلك الأسباب، والتي في إعتقادي أنها جاءت أقل قليلاً مما يجب أن توصف به مواقف قوى الحرية والتغيير من لؤمٍ ومراوغةٍ ومخاتلة، بل وكذبٍ، أزعم بأنني شاهدٌ علي بعضٍ منها لأنني كنت شريكاً في المرحلة الإنتقالية، وبحكم منصبي.
إن الحزب الشيوعي، وكأي حزب مطلقاً، هو مؤسسة بكل ما تحمل مفردة مؤسسة من معنى. هو مؤسسة سياسية راسخة وليس فرداً أحداً أو شخصاً قائماً لوحده، وتلك هي القاعدة التي تحكم ممارسته السياسية والاجتماعية والثقافية. فالحزب الشيوعي السوداني وبرغم حجمه لا ينكر أحد ٌحقيقة أن له وزنه وتقديره بين صفوف شعب السودان، وذلك بالقطع لا لسحر يكتنفه، وإنما ذلك وفي مرده، لرجاحة تقديراته السياسية ولرصانة مواقفه النضالية ولصدقه في التعاطي مع قضايا شعبه.
للحزب الشيوعي السوداني فضائل جمة رفد بها إرث الوعي وتجربة الحياة عموماً، ومن أميزها معرفته البينة لتناقضات الصراع الاجتماعي والصراع السياسي وطرق فرزها، وتدقيق كيفية اعتمادها لأجل الأخذ بها، ومن ثم اتخاذ المواقف على ضوئها. ففي خضم ذلك، وليس للعارفين وحدهم، فإن معرفة وتعريف الحزب الشيوعي للتناقض الثانوي والتناقض الأساس، والتي دبج بها أدبياته ومنذ ظهوره الأول، لم تكن إستهلاكاً سياسياً وإنما كانت هي الأساس الفكري والفلسفي الذي ظل يقوم عليه كامل بناء الحزب في حال حركته وفي حال سكونه. وقد ظل الحزب في كل منعرجات الصراع، وبأشكاله المختلفة، ملتزماً وفي تمسكٍ صارم بمبدأ "تغليب الصراع الأساس على الصراع الثانوي". وذلك هو المبدأ الذي أنتج، ومن خلال تطبيقه الخلاق، مفاهيماً ومقولاتٍ كان لها الأثر الكبير في إنارة الطريق للحزب ليخطو وبمعرفة في شائك قضايا الوطن. ومن أبرز تلك المفاهيم وأميزها مفهوم "الحد الأدنى" الذي إنبنت عليه كل تحالفات الحزب السياسية والنضالية طيلة حقب الحكم المتصرمة، وفي ظل كل العهود التي مرت على السودان ومنذما قبل الإستقلال. لقد نجح الحزب الشيوعي في مسيرته في إحراز نجاحات باهرة إنعكست في مساهماته مع القوي الوطنية والسياسية الأخرى في إنجازات التغيير الكبرى التي حدثت في تاريخ السودان المعاصر.
الآن يواجه السودان وضعاً دموياً غير مسبوق أتحدت فيها قوى الظلام والإرهاب وبكل مكوناتها، وضعٌ جعلت فيه تلك القوى الغشيمة من الجيش الوطني يتيماً مُقاداً من أذنيه في حربٍ للمصالح لا تخف أجندتها على أحد. إن القوى التي تدير هذه الحرب الآن هي "العدو الأساس"، هي القوى التي يقوم بيننا وبينها "التناقض الأساس"، وما دون ذلك لا يعدو ان يكون "ثانويا". وبالتالي فإن أي قوى أو أي جهة تنادي الآن بوقف هذا الجنون وهذا الدم هي بالنسبة للحزب يجب الا يكون مكانها في التناقض غير ما هو "ثانوي"!
إن تنسيقية القوى المدنية كقوى سياسية، ولنقل أن بينها وبين الحزب الشيوعي ما صنع الحداد، تقف ضد الحرب وتنادي بوقف الحرب، ألا يكفي ذلك ليكون سبباً للجلوس معها؟!
لا أحد، وأيٍ كان ذلك الأحد، دعك من أن يكون سياسياً، يمكنه أن يذهب للقول بأن الجلوس أي مجرد الجلوس يعني وبالضرورة الاتفاق. كان من الممكن للأكارم والكريمات في المملكة المتحدة وآيرلندا الجلوس مع قيادة "تقدم" وليقولوا في الاجتماع معهم نفس الذي ذكروا وسردوا في ردهم الكتابي، وليستمعوا إليهم، إن لم يكن ذلك من أجل حزبهم، فليكن في المقام الأول من أجل هذا الشعب المكلوم الذي كاد أن يفقد الثقة في أحزابه. هذا الشعب من حقه أن يعشم و"يتعشم" في أن تكون لأحزابه "نفوسٌ كبار"!
إن نوافير الدم التي تتفجر الآن، فعلاً وليس قولاً، تستدعي الجلوس مع الشيطان نفسه ولو على مشارف الجحيم، لأن لا جحيم أكبر مما يجري الآن في هذا الوطن، السودان. لقد رأينا بعيوننا المجردة كيف النساء يقدنا أطفالهن ويضربن في الوهاد والفلوات الجُرد وعلى غير هدى. إذا لم يكفكم ذلك كحزب وطني للجلوس، وليس الاتفاق، مع الآخرين المنادين بوقف الحرب، فما الذي سيكفيكم لتجلسوا أيها الأكارم والكريمات؟!
بعد يوليو 1971 خرج الحزب مثخن بالجراح وظهره مثقل بحمولة كل الإتهامات الجزافية عن المجازر التي حدثت في العامين الأولين من إنقلاب مايو 1969، أحداث ود نوباوي، الجزيرة أبا وبيت الضيافة، ولكن وبرغمه وفي اقل من ست سنوات خرج الحزب الشيوعي على الناس بندائه وبرنامجه الشهير "جبهة واسعة للديمقراطية وأنقاذ الوطن"، فجلس مع كل الأحزاب السياسية وبما فيها تلك التي كانت تتهمه وبغلظة بإدارته القتل وسفك الدماء. وأخذت علاقته التحالفية معها في المد والجزر، وفوق كل صعاب العمل العام، إلى ان تم إنجاز ثورة الشعب في إنتفاضة مارس/ابريل 1985. لم يعادِ الحزب الشيوعي الأحزاب السياسية الأخرى ولما بينه وبينها من خلاف وصل حد الإتهام بالدم، لم يفعل ذلك لأنه كان يعرف من هو العدو الأساس! فهذا إرث ثر وواعي يجب أن يُستَصحب في كل فعل سياسي.
إن الحزب الشيوعي السوداني، وعبر كل تاريخه السياسي والنضالي، كان يتعامل معاملة الكبار، وسمة الكبار تلك هي التي جعلت له مكاناً وسط الناس وحتى بين من يناصبونه الإختلاف.
ان الشعب السوداني وفي ظروفه التي يمر بها الآن يستحق أن يستجاب لمطالبه بما هو أحسن من "مقاطعة" القوى الوطنية لبعضها البعض. والحزب الشيوعي، وكما نعرفه، خليقٌ بان يعامل الشعب ليس بأقل من ذلك.
إن الحزب الشيوعي أرفع مما يُنتصر له من فوق المآسي والدماء! فالحزب لا يقاطع وإنما من يقاطع هم الأفراد، لأن الحزب مؤسسة، وللشعب سهمٌ كبير فيها.
نتمنى أن يعدل الأكارم والكريمات من موقفهم على الأقل بان يجلسوا وبأن يسمعوا لكل منْ أراد وقف الحرب وللآخرين أيضاً وليس بالضرورة ان يتفقوا مع ما يقال. فذلك اقل ما يمكن عمله في حق حزب له قدره ومكانته وسط شعبه.

siddiq01@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • جهاز الضرائب و"الرقابة المالية" يعززان الوعي بحماية المال العام
  • “موانئ”: ارتفاع طنيات المناولة بالموانئ بنسبة 8.26% خلال أكتوبر 2024م
  • لتعزيز حضور المنتجات السعودية في الأسواق الدولية.. “الصادرات السعودية” تشارك في معرض الصين الدولي للاستيراد
  • أمانة الشرقية تدشّن خدماتها عبر “توكلنا” وتستقبل أكثر من 5 آلاف مراجع خلال العام
  • مجلس شؤون الأسرة ينظّم “ملتقى التكامل مع القطاع غير الربحي” تحت شعار “تكامل لأجل كبار السن”
  • “الزكاة والضريبة والجمارك” تدعو مكلفيها للاستفادة من مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية
  • “مكافحة التستر التجاري” يُنفّذ 4072 زيارة تفتيشية بمختلف مناطق المملكة خلال أكتوبر 2024
  • “الأحوال المتنقلة” تقدم خدماتها في (30) موقعًا حول المملكة
  • الأكارم والكريمات في الحزب الشيوعي في المملكة المتحدة وآيرلندا، “ما دهاكم؟” إن الحزب الشيوعي ما زال حزباً كبيراً!
  • محافظ الغربية يتفقد إدارات الديوان ويؤكد على تسهيل الإجراءات وسرعة تقديم الخدمات للمواطنين