الرئيس بوتين في الرياض.. حتمية اجتماع القادة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
الرئيسُ الروسيّ فلاديمير بوتين، في الرياض في زيارة خاطفة اليوم 6 ديسمبر/ كانون الأول 2023م، ولو لعدّة ساعات، ولكنّها ستكون فاعلةً وحاسمة، كون المرحلة تستلزم "حتمية اجتماع القادة" في ظلّ "التوازن الصعب" بين المواقف الدولية في الملفات الشائكة والمتداخلة "سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وعسكريًا"، وبين حضور الصين المقلق غربيًا في المنطقة، إلى أزمة أوكرانيا وتداعياتها على دول أوروبا، ثم العدوان الغربي "بقيادة قوات الاحتلال الصهيوني" على غزة، واحتمال تمدّده إلى مناطق خارج دائرة الملف الفلسطيني بأبعاده السياسية والجغرافية.
مرحلة طارئة تستلزم إجراءً طارئًا، ما يمكن تسميته، بـ "سياسة التحوط" الثنائي "السعودي- الروسي" لضبط التحركات المحيطة المتناقضة في الملفات المشتركة، وللخروج من التداعيات السلبية المحتملة، وقد تكون مفتعلةً للتشويش والإرباك.
المرحلة تتجاوز التشاور الثنائي للوزراء النظراء، إلى لقاء القادة، ليس لمجرد وضع النقاط على الحروف فحسب، بل لضبط التحركات بعلامات الترقيم الجادة والفاعلة والحازمة.
ما بعد القمّة سؤال ستظل حقائق جوابه رهينة الأبواب المغلقة، ولكن تسرّباته سوف تزكم أنوف المتطفلين، وتبعث شيئًا من النشوة للمتطلعين للمصلحة الوطنية
بكل تأكيد سوف يتجاوز اللقاء- الأعلى أهميةً في مستواه ومناسبته- مجرّدَ التشاور الثنائي المباشر إلى التفاهم والاتفاق على محدّدات سياسية وأمنية، محوطة بسياج "اتفاقات أوبك +"، ولهذا مبرراته:
ما يعيشه عالم اليوم من مرحلة الافتراق الأممي، "فوضى مرحلة ما بين الحربين العالميتين"، وارتداد ذلك السلبي على وعي النخب. الانحياز الغربي إلى تسييس القضايا والملفات، والتوجّه إلى عسكرة التفكير والتحليل، وانعكاس ذلك على عسكرة العلاقات والحلول.
العالم في هذه المرحلة منكشف من ثلاث نواحٍ:
اصطدام المصالح الدوليّة وتقاطعاتها السلبية. تعطيل الهيئات الأممية، وتهميش دورها في التزام وتطبيق القانون الدولي. غياب الوعي النخبوي الضابط للسلوك الشعبي التابع للإرادات الحكومية.
المرحلة الحالية الفارقة التي نحياها تستلزم التحالف مع الذات، وهذا لا يعني الدعوة للانطواء، وإنما العمل على بناء الشراكات والتفاعلات وَفقًا للمصلحة الوطنية المباشرة "تكتيكيًا"، حيث إنّ الزمن في تغيراته أسرع من التقاط الأنفاس للتخطيط والتشاور.
تستلزم المرحلة ما يلي:الفصل بين الملفات شكليًا، والربط بينها موضوعيًا، وأن يتبع ذلك عملية واعية لتحليل المخاطر والتحديات للوعي بها وتحييدها. استدارة الوعي التحليلي بالأهمية الإقليمية والدولية لمنطقة الخليج العربي، من زاوية القيمة "الجيوإستراتيجية" وليس مجرد "حيز الطاقة". رغم أهميته، فالبُعد الجيوإستراتيجي لا يمكن المناورة في استبداله أو التقليل من أهميته؛ خلافًا لأهمية الطاقة التقليدية وجهود العالم في البحث عن البدائل الجديدة لها، أو إرباك دول المنطقة بدعاوى "الاحتباس الحراري والانبعاثات الملوثة".
حتميّة اجتماع القادة: ولي العهد السعودي، والرئيس الروسي، في الرياض، تدفع المراقبين للتشوّق العميق لاختلاس تفاصيل أجندته ومخرجاتها، والتي بكل تأكيد لن يتم الإعلان عنها، وسيكون التلميح فقط بمساراتها وتوجهاتها، ولكنها بكل تأكيد ستكون براغماتية واقعية في بناء مسار ثنائي "سعودي- روسي" إستراتيجي خاص متعدد الملفات؛ لتحقيق مصالح الطرفَين، وبالتبعية مصالح أخرى تابعة.
ما بعد القمّة سؤال ستظل حقائق جوابه رهينة الأبواب المغلقة، ولكن تسرّباته سوف تزكم أنوف المتطفلين، وتبعث شيئًا من النشوة للمتطلعين للمصلحة الوطنية.
ما بعد القمة سيكون فضاء للوطنيين "من الجانبين"؛ لخدمة ورعاية المصالح الوطنية، والتجرّد من النيّات الخفية، والتبعيات الطبيعية.
مرحلة التفاؤل والتفاعل والجدية، وقد لا تمرّ بالبلدين فرصة أوثق حزمًا من هذه المرحلة، ولا أدْعى للجدية من هذه الفوضى، ولا أوفر إمكانات مما هو متاح.
أرجو أن "ما بعد القمة" يستجيب في تفاعله لمرحلة "حتمية اجتماع القادة".
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ة اجتماع القادة ما بعد
إقرأ أيضاً:
«مايكروسوفت» تطلق تطبيقاً جديداً لـ«الترجمة الفورية»
أعلنت شركة “مايكروسوفت”، “عن تطبيق جديد للترجمة الفورية، يسهل عملية التواصل بين الأشخاص بلغات مختلفة”.
وأشارت “مايكروسوفت” في بيان نشرته على مواقعها، “إلى أن تطبيق ” Microsoft Translator Pro مايكرو ترانسليتر برو”، الجديد مخصص بشكل أساسي للمؤسسات والشركات، إذ يمكن من خلاله إزالة الحواجز بين الموظفين الذين يتكلمون بلغات مختلفة، والمهم فيه أنه يحافظ على سرية بيانات الشركات، إذ يمكن تسجيل الدخول إليه من حساب الشركة الإلكتروني، واستعماله أثناء اجتماعات العمل، وتخزين بيانات الترجمة في خدمة التخزين السحابية التابعة للشركة على الإنترنت، ولموظفي الشركة فقط صلاحية الوصول إلى البيانات التي يخزنها هذا التطبيق”.
وبحسب الشركة، “يمكن الاستفادة من التطبيق الجديد أيضا في العديد من المجالات، إذ يمكن استعماله للتواصل مع موظفي الفنادق في البلدان الأجنبية على سبيل المثال، أو للتواصل مع الناس أثناء السفر، ومن أهم ميزات التطبيق هو أنه قادر على الترجمة ما بين العديد من اللغات دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، فهو يدعم لغات مثل الإنكليزية والروسية والإسبانية والصينية والفرنسية والألمانية واليابانية”.
وأشارت مايكروسوفت، “إلى أن التطبيق يمكنه أيضا التعامل مع مختلف أنواع الملفات المكتوبة، بما فيها الملفات التي تحتوي على الصور، ويمكنه ترجمة العبارات الموجودة في الصور أيضا”.