دعا أرنولدو أندريه وزير الخارجية الكوستاريكي، المجتمع الدولي خلال مؤتمر الأطراف COP28، إلى التفكير في صياغة تمويل العمل المناخي بطريقة مبتكرة وإبداعية، باستخدام آليات مالية جديدة، لضمان بقاء كوكب الأرض ضمن حد 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وأشار في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش الحدث العالمي، إلى وجود عدد من التحديات المالية التي تواجهها دول أمريكا اللاتينية في معالجة تغير المناخ.

وأعرب أندريه عن رضاه عن نتائج COP28، خاصة فيما يتعلق بالموافقة على تفعيل الصندوق العالمي للمناخ والتعهدات التي قدمتها بلدان عديدة، وخاصة الدول المتقدمة، مشيرا إلى الإعلان يعتبر خطوة إيجابية، معرباً عن تطلعه للمزيد من الخطوات.

وشدد على أن “كوستاريكا لديها أهداف طموحة، ويجب أن يكون هناك تمويل مستدام لهذا الصندوق لمعالجة الأضرار والخسائر المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ”.

وأبرز الوزير الكوستاريكي موقف بلاده كواحدة من 24 دولة لديها خطة تكيف وطنية معتمدة، وهي حريصة على مشاركة الآخرين بها.

وقد شرعت كوستاريكا في أجندة طموحة لحماية المحيطات المستدامة، مما يزيد من الوعي بالحاجة إلى إدارة أكثر استدامة للموارد البحرية. بالإضافة إلى ذلك، وضعت مبادرات مثل مشروع “المشهد الزراعي”. وفي وقت سابق من هذا العام، أعربت كوستاريكا عن دعمها لـ ” تحالف القرم من أجل المناخ” بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا.

وقال أندريه : “لدينا مناطق واسعة من أشجار المانغروف، ونحن حريصون على توسيع هذا التعاون لتطوير ممارسات مستدامة لحماية واستغلال أشجار المانغروف معًا”.

وأكد على موقف كوستاريكا كـ “نموذج يحتذى به في مجال إزالة الكربون على مستوى العالم”، حيث حققت 99٪ من توليد الطاقة المتجددة من مصادر مثل الطاقة الكهرومائية والطاقة الجيوحرارية وكمية متواضعة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وقال إن العلاقات بين كوستاريكا والإمارات العربية المتحدة تمر بمرحلة هامة، حيث تستعد الدولتان لإبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي ستعزز الروابط التجارية، لافتا إلى أن ثمة اهتماما حقيقيا بتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي وجميع أشكال التبادل بين البلدين.

وأعرب أندريه عن امتنانه لدعم الإمارات العربية المتحدة لبلاده، وتسهيل وصولها لأسواق منطقة الشرق الأوسط.وام

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الجانب المظلم للبيتكوين وتأثيراتها الخطيرة على المناخ

مع التحولات التكنولوجية والأزمات الاقتصادية، يهرب المستثمرون إلى ملاذات مالية آمنة باتت توفرها العملات المشفرة التي تحظى أيضا باهتمام القوى الاقتصادية الكبرى، كالصين والولايات المتحدة، ورغم أنها نظريا توفر الأوراق والمعادن المستخدمة في العملات النقدية والورقية فإن تأثيراتها المناخية والبيئية كبيرة، ولا تحظى بالاهتمام أيضا.

وخلصت دراسة حديثة إلى أن البيتكوين (Bitcoin) -العملة المشفرة الأكثر شعبية في العالم- لها تأثيرات مثيرة للقلق على المناخ والمياه والأرض بحكم بصمتها الكربونية العالية، التي يتم غالبا تجاهلها لما يوفره قطاع العملات المشفرة من فرص وفوائد مالية واقتصادية قيمة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل أصبح أباطرة "الكريبتو" هم من يختار ساكن البيت الأبيض؟list 2 of 4البتكوين يتخطى حاجز 100 ألف دولار للمرة الأولىlist 3 of 4في عهد ترامب.. هل يمكن لأي شخص بناء عملات رقمية؟list 4 of 4تراجع ملحوظ للعملات المشفرة وبتكوين عند أدنى مستوى لها في 3 أشهرend of list

ودرس علماء من جامعة الأمم المتحدة بطوكيو الآثار البيئية للبيتكوين من خلال دراسة أنشطة 76 دولة تقوم بتعدين هذه العملة المشفرة بين عامي 2020 و2021، وتبين أن أنشطة تعدين بيتكوين العالمية تخلّف تأثيرات مثيرة للقلق على المناخ والمياه والأرض، بحكم اعتمادها بشكل كبير على الوقود الأحفوري.

ويقصد بعملية تعدين العملة المشفرة التحقق والمصادقة على المعاملة المالية من خلال سلسلة من الوحدات أو الكتل، التي تعرف باسم "بلوكتشين" (Blockchain)، ويكون ذلك عبر إنشاء كتلة أو إضافتها وإرسالها من خلال رموز ومسائل رياضية معقدة وباستخدام أجهزة حاسوب مُتخصِّصة وقوية وقاعدة بيانات ضخمة تستهلك كثيرا من الطاقة.

تعدين البيتكوين يستهلك كميات هائلة من الطاقة الكهربائية (شترستوك) استهلاك مفرط للطاقة

وفقا لنتائج الدراسة التي نشرتها كل من جامعة الأمم المتحدة ومجلة "مستقبل الأرض"، استهلكت شبكة تعدين البيتكوين العالمية 173.42 تيراواط ساعة من الكهرباء خلال الفترة 2020-2021. وإذا كانت البيتكوين دولة، لاحتلت المرتبة 27 عالميا من حيث استهلاك الطاقة، متقدمة على دولة مثل باكستان، التي يزيد عدد سكانها على 230 مليون نسمة.

إعلان

وتعادل تلك البصمة الكربونية تشغيل 190 محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي، أو نحو 41 مليون طن من الفحم، وينبغي لتعويضها زراعة 3.9 مليارات شجرة، أو مساحة تعادل تقريبا مساحة هولندا أو سويسرا أو الدانمارك، أو 7% من غابات الأمازون المطيرة.

وخلال فترة البحث (2020-2021)، انبعث من تعدين البيتكوين أكثر من 85.89 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري، وهي انبعاثات قد تكون كافية لوحدها -حسب الدراسة- لدفع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي إلى ما هو أبعد من هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية أقل من درجتين مئويتين.

ووفقا للدراسة، يعتمد تعدين البيتكوين بصورة كبيرة على مصادر الطاقة غير المتجددة، إذ يُمثل الفحم نحو 45% من مزيج إمدادات الطاقة المستهلكة لعملية التعدين، يليه الغاز الطبيعي بنسبة 21%. كما تستهلك أيضا مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، والطاقة النووية بنسبة 9%، والطاقة الشمسية بنسبة 2%، وطاقة الرياح بنسبة 5%.

وبين عامي 2021 و2022، أدى ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 400% إلى زيادة استهلاك الطاقة في شبكة تعدين البيتكوين العالمية بنسبة 140%.

كما قدر الباحثون أن البصمة المائية للعملية تعدين البيتكوين (إجمالي المياه المستخدمة في تطويرها وإنتاجها واستهلاكها) خلال فترة الدراسة بحوالي 1.65 كيلومتر مكعب، وكانت كافية لتلبية الاحتياجات المائية لأكثر من 300 مليون شخص، وهي مماثلة لكمية المياه اللازمة لملء أكثر من 660 ألف مسبح أولمبي.

واستهلكت أنشطة تعدين البيتكوين أيضا، حسب الدراسة، بصمة أرضية (وهي المساحة الفعلية من الأرض اللازمة لإنتاج منتج معين أو المستخدمة من قبل منظمة أو دولة) تعادل 1.4 مساحة مدينة لوس أنجلوس مرة ونصف، أي نحو 1870 كيلومترا مربعا.

الصين تعد أكبر دولة تعدن البيتكوين (رويترز) أباطرة العملات المشفرة

وتُعدّ الصين أكبر دولة في مجال تعدين البيتكوين وتعتمد غالبا على الفحم. ولتعويض انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك خلال الفترة نفسها (2021-2022)، قررت الصين زراعة نحو ملياري شجرة، تغطي مساحة تُعادل مجموع مساحة البرتغال وأيرلندا.

إعلان

وإلى جانب الصين، شملت قائمة أكبر 10 دول في تعدين البيتكوين في العالم خلال الفترة 2020-2021 -حسب الدراسة- كلا من الولايات المتحدة، وكازاخستان، وروسيا، وماليزيا، وكندا، وألمانيا، وإيران، وأيرلندا، وسنغافورة.

كما تُعدّ النرويج والسويد وتايلند والمملكة المتحدة من بين الدول العشر الأولى في قائمة الدول الأكثر تلويثًا للأرض والمياه عبر أنشطة تعدين البيتكوين. وتُعدّ هذه الدول مسؤولة عما بين 92% و94% من البصمة الكربونية والمائية والبرية العالمية للبيتكوين.

وفي المقابل، تعد البلدان ذات أسعار الكهرباء المنخفضة، مثل كازاخستان -حيث سعر الكهرباء أرخص بـ3 مرات من سعره في الولايات المتحدة- جنات تعدين البيتكوين التي توفر حوافز مالية كبيرة لعملية التعدين، التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة غير المتجددة.

وقال البروفسور كافي ماداني أحد المؤلفين الرئيسين للدراسة: "عندما نلاحظ الفئات المستفيدة حاليًا من تعدين البيتكوين، والدول والأجيال التي ستعاني أكثر من غيرها من آثاره البيئية، لا يسعنا إلا التفكير في آثار عدم المساواة والظلم الناجمة عن قطاع العملات الرقمية غير المنظم".

وترصد الدراسة انخفاض حصة الصين في تعدين البيتكوين من 73% عام2020 إلى 21% عام 2022 بسبب السياسات الحكومية وزيادة حصص كل من الولايات المتحدة وكازاخستان بنسبة 34% و10% على التوالي.

وفي هذا السياق، يقدم علماء الأمم المتحدة مجموعة من التوصيات بشأن التدخلات التنظيمية المحتملة للحكومات لرصد الآثار البيئية للعملات المشفرة والتخفيف من تأثيراتها على المناخ.

وتقترح الدراسة الاستثمار في أنواع أخرى من العملات الرقمية الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة والأقل ضررا بالبيئة، والاهتمام بالآثار العابرة للحدود والأجيال الناجمة عن تعدين العملات المشفرة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. دور فاعل لدعم آليات الحل السياسي في السودان
  • مصر تُطلق منصة «التقييم عن بعد والإشراف والمتابعة» لتعزيز مراقبة المشاريع التنموية
  • دنيا زاد: مجموعة العمل المالي “GAFI” هيئة لتعزيز آليات الرقابة في التحقيقات المالية والقضائية
  • الجانب المظلم للبيتكوين وتأثيراتها الخطيرة على المناخ
  • وزير الطاقة ونظيره الأميركي يزوران كاوست لتعزيز التعاون العلمي في مجالات الطاقة
  • أستراليا.. الطاقة المتجددة تحصد تمويلًا بـ475 مليون دولار
  • توقيع اتفاقية تمويل “رسل السلام” بقيمة 50 مليون دولار لتعزيز تأثير الكشافة حول العالم
  • وزارة النفط تناقش آليات تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة
  • افتتاح ورشة عمل حول تحضير المشاريع وتمويل المناخ للمدن المصرية بالأقصر.. صور
  • نائب محافظ الأقصر يشارك فى افتتاح ورشة العمل التدريبية حول تحضير المشاريع وتمويل المناخ