الولايات المتحدة تعزز وجودها في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أصبح البحر الأحمر، المعروف بأنه واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاما وخطورة في العالم، نقطة محورية للقلق الاستراتيجي وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس. وقد تصاعدت سمعتها كممر مائي "موبوء بالقراصنة" بسبب التهديدات المتزايدة من قبل العناصر الإجرامية والجهات الفاعلة التي ترعاها الدولة. وأدى الصراع إلى تفاقم هذه المخاطر، حيث كثف الحوثيون من اليمن هجماتهم.
تشمل الحوادث الأخيرة تعرض ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية يوم الأحد، وأعلن مسلحو الحوثي المدعومين من إيران مسؤوليتهم. واعترضت المدمرة يو إس إس كارني، وهي مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية تقوم بدورية في المنطقة، ثلاث طائرات بدون طيار وأسقطتها خلال الحادث.
ووفقا لتقرير أيه بي سي نيوز، أرجع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الهجمات إلى إيران، مشيراً إلى أن البلاد تزود الحوثيين بالأسلحة. وكانت السفن التجارية المستهدفة مرتبطة بـ 14 دولة مختلفة، مما يسلط الضوء على الطبيعة العالمية للتهديد.
إن الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، والتي تحركها صادرات النفط، والوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وموقعه الذي يربط بين أفريقيا وآسيا، تتطلب اتخاذ تدابير أمنية مشددة. وقد استجابت البحرية الأميركية، التي شاركت تاريخياً في حماية السفن التجارية في المنطقة، للمخاطر المتصاعدة.
يشمل الوجود المتزايد للبحرية الأمريكية نشر مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات تضمان 10 سفن و130 طائرة و9000 فرد. ويمثل هذا الانتشار الثالث من نوعه خلال أكثر من عقدين من الزمن، مما يؤكد خطورة التهديدات الحالية. وتعمل القوات البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، لحراسة الممرات الملاحية الحيوية.
كما لعب خفر السواحل الأمريكي دورًا محوريًا في المنطقة لأكثر من عقدين من خلال قوات الدوريات في جنوب غرب آسيا. وبالتعاون مع البحرية، تعمل على ضمان أمن المنشأة البحرية في البحرين وحماية السفن من المضايقات الإيرانية، خاصة في المناطق المعرضة للقرصنة والفصائل المتمردة.
وتؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، إلى جانب التهديدات من إيران، والقرصنة قبالة الصومال، والفصائل المتمردة في اليمن، على الدور الحاسم الذي تلعبه البحرية الأمريكية وخفر السواحل في الحفاظ على سلامة ممرات الشحن الأساسية هذه. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، يظل التركيز على تأمين الطرق البحرية الحيوية وسط التحديات الديناميكية والمتطورة في البحر الأحمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
سفن تُغرق وأُخرى تُطمس: وثائق تكشف أسرار الإخفاء الرقمي في سجل البحرية الأمريكية
يمانيون../
في جيوش العالم الكبرى، قد تُسجّل الطائرات المعطوبة والهياكل المدمرة، لكن في البحرية الأمريكية، هناك فئة من السفن لا تنتهي مسيرتها بالغرق فقط، بل تُمحى من الوجود، ليس فقط من المياه بل من السجلات الرقمية نفسها. هذا ما كشفه تقرير تحليلي صادم نشره موقع “SlashGear” المتخصص، كاشفاً الستار عن “الجانب المظلم” لسجل البحرية الأمريكية، حيث تتحول بعض السفن إلى أشباح رقمية بلا ماضٍ ولا أثر.
التقرير يتناول ما يُعرف بـ”سجل السفن البحرية” الذي تديره البحرية الأمريكية ويضم معلومات تفصيلية عن كل سفينة في الخدمة، من حاملات الطائرات النووية، إلى المدمرات والغواصات، وحتى السفن اللوجستية المدنية التابعة لفئة USNS. يُسجّل هذا الأرشيف كل ما يخص السفينة: اسمها، رقم هيكلها، تاريخ بنائها، تسليحها، وأين ترسو. على سبيل المثال، تُوثّق حاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز” (CVN-65) بكافة تفاصيلها، منذ أول يوم وُضعت فيه على الحوض، حتى آخر مرة أبحرت فيها.
لكن الوجه الآخر لهذا النظام “الدقيق”، كما يصفه التقرير، أكثر قتامة وغموضاً. إذ أن السفن التي تتعرض للهجوم أو يتم إغراقها عمدًا، غالبًا ما تُشطب كليًا من السجل، وتُزال من قواعد البيانات دون إعلان أو تفسير، في عملية محو رقمية دقيقة تجعل وجودها السابق وكأنه لم يكن. ويتم دفن أسمائها، ولا يُعاد استخدام أرقام هياكلها مرة أخرى.
التقرير يثير تساؤلات مقلقة: كم من السفن حُذفت لأن مصيرها كان إحراجاً عسكرياً أو هزيمة ميدانية؟ كم من الحوادث طُمست لتجنب تداعيات سياسية أو أمنية؟ الموقع لا يقدّم إجابات مباشرة، لكنه يلمّح بوضوح إلى وجود سياسة أمريكية ممنهجة تقوم على الإخفاء المتعمّد لمثل هذه الوقائع، تحت ذريعة “الأمن القومي” أو لتجنب الإرباك الداخلي والخارجي.
ومنذ القرن التاسع عشر، سعت البحرية الأمريكية إلى توثيق تاريخها البحري، لكن لم تبدأ العملية الرسمية حتى عام 1911، عندما أُنشئ سجل موحد، ليتطوّر لاحقًا تحت إشراف “مكتب دعم بناء السفن” التابع لـNAVSEA في ستينيات القرن الماضي. أما السفن التي خرجت من الخدمة قبل 1987، فلم تكن مدرجة رقميًا، وهو ما تحاول البحرية تصحيحه الآن بإدخال بعضها للأرشيف في إطار حملة لـ”استعادة الذاكرة البحرية”.
إلا أن السؤال الأخطر لا يزال معلقًا في عمق البحر… وعمق السجلات: ما مصير السفن التي تُستهدف وتُدمر خلال العمليات؟ التقرير يلمّح إلى أن بعضها يُغرق عمدًا ثم يُشطب من الوجود الرقمي، كما حدث مع حاملة الطائرات “أوريسكاني” (CVA-34) التي تم إغراقها لتحويلها إلى شعاب مرجانية.
في الختام، لا يكتفي التقرير بالكشف عن ثغرات في توثيق الأسطول الأمريكي، بل يطرح حقيقة مقلقة: في البحرية الأمريكية، هناك سفن لا يُعلن عن غرقها، ولا تُكتب نهايتها في الكتب أو على الشاشات، بل تُمحى من الذاكرة… كما لو أنها لم تُبحر يوماً.