عدن الغد / بي بي سي


لا تزال التوترات في مضيق باب المندب مستمرة، بعد استهداف جماعة أنصار الله الحوثي سفينتين تجاريتين يوم الأحد في جنوب البحر الأحمر بطائرات مسيرة بحسب ما أعلن الحوثيون والجيش الأمريكي.

وأوضح الحوثيون في بيان إن "قواتهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين رفضتا الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية".

يأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوعين على احتجاز الجماعة لسفينة تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي.

هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر. ويعدّ أحد أكثر الممرّات البحريّة ازدحامًا في العالم، إذ يعبر خلاله ما يوازي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.

فما هي أبرز حوادث الاستهداف والاحتجاز في منطقة باب المندب ومحيطها؟

 

يوم الأحد الثالث من ديسمبر/ كانون أول الجاري أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة "نمبر 9"، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال متحدث باسم الجماعة إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات.


وأضاف المتحدث العميد يحيى سريع أن الهجمات "جاءت استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة".

من جهته أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة "يونيتي إكسبلورر" التي ترفع علم جزر البهاما. وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن "نمبر 9" التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية بسبب صاروخ أطلِق من اليمن.

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت شركة "أمبري" للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر. ووفقا لـ"أمبري"، فإنّ ملكيّة وإدارة السفينة التي تعرّضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو دان ديفيد أونغار، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة.

ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رداً على الحرب على غزة.

 

سفينة "غالاكسي ليدر"

في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن الحوثيون عن استيلائهم على سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية.

هذه العملية كانت الأولى من نوعها بعد إعلان الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة في اليمن منذ نحو الأسبوعين.

وأعلن الحوثي قبل أيام أن مصير السفينة "مرتبط بخيارات المقاومة الفلسطينية وبما يخدم أهدافها في مواجهة العدوان الإسرائيلي" بحسب تغريدة للمتحدث باسم الجماعة عبر منصة إكس.

 

وكانت السفينة في طريقها من تركيا إلى الهند، عندما انقطع الاتصال بها جنوب غرب مدينة جدة، قبل أن تعلن جماعة الحوثي عن احتجازها، في عملية اعتبرتها إسرائيل ودول غربية بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن الممرات البحرية والملاحة.

وترفع السفينة علم جزر باهاما وتملكها شركة بريطانية صاحبها رجل أعمال إسرائيلي.

من جهته أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً وصف فيه الحادثة "بالخطيرة جداً على المستوى العالمي"، نافياً أن تكون السفينة إسرائيلية.

سفينة روابي الإماراتية

في 3 يناير/ كانون الثاني 2022 احتجز الحوثيون في اليمن سفينة شحن ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد.

وفي تغريدة بموقع إكس، قال المتحدث باسم الحوثيين، يحي سريع، إن السفينة كانت تحمل "معدات عسكرية" و"دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص" وكانت "تمارس أعمالا عدائية"، وتم إحالتها للسلطات القضائية.

من جهته أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، أن سفينة الشحن روابي كانت تقوم بمهمة من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، وتحمل على متنها معدات خاصة بمستشفى ميداني سعودي.

ومنذ تدخل التحالف في اليمن عام 2015 احتجز الحوثي العديد من السفن التي تعود ملكيتها لدول التحالف، آخرها كان احتجاز روابي، والتي أطلق سراح طاقمها بعد نحو أربعة شهور.

القاطرة البحرية رابع 3

في نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2019 أعلنت جماعة الحوثي أنهم ضبطوا ثلاث سفن إحداها سعودية وتحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر، قالت الجماعة إنها دخلت إلى المياه الإقليمية دون إشعار مسبق، ودون استجابة لنداء القوات البحرية اليمنية، ما يعتبر" تحدياً واضحاً لكل القوانين الدولية البحرية وخرقاً للسيادة اليمنية" بحسب تصريح صدر عن الجماعة الحوثية.

 

من جهته أعلن التحالف الذي تقوده السعودية الحادث بمثابة "عملية خطف وسطو مسلح" و يمثل تهديداً حقيقياً على حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية، وسابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينها.

 

البارجة الحربية الدمام

في عام 2018، أعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح تعليقا فوريا ومؤقتا لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه الحوثيين على سفينتين محملتين بالنفط الخام. وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أكد أن الحوثيين استهدفوا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر.

بينما أعلن تلفزيون المسيرة اليمنية التابعة للحوثيين أن مقاتلي حركة انصار الله الحوثية استهدفوا بارجة حربية سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن تحمل اسم الدمام.

وأكدت شركة الشحن البحرية السعودية "بحري" أن إحدى ناقلاتها أصيبت بأضرار بسيطة دون وقوع ضحايا أو تلوث بيئي.

واستمرّ تعليق صادرات النفط لمدة أسبوعين، قبل أن يُستأنف الإبحار.

 

سفينة "سويفت"

في أكتوبر / تشرين الأول 2016 أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أن جماعة أنصار الله الحوثية استهدفت سفينة " سويفت" المدنية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، مشيراً أنه قام بإنقاذ الركاب المدنيين.

ونقلت وكالة أنباء سبأ المدعومة من الحوثيين حينها أن قواتهم دمرت سفينة عسكرية كانت تتقدم صوب ميناء المخاء على البحر الأحمر، كانت تشارك في حرب التحالف على اليمن.

البارجة الحربية الأمريكية 'يو إس إس ماسون'

في 2016 و بعد حادثة السفينة الإماراتية سويفت بأيام قليلة، أعلن الناطق باسم البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع الحوثيين وتدخل قوات التحالف العسكري.

 

ولم يسبق للحوثيين التعرض مباشرة لسفينة حربية أمريكية منذ اندلاع النزاع في اليمن بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتدخل الحلف العسكري بقيادة السعودية بمواجهتهم

استهداف قوارب صيد بتهمة تسليح الحوثيين

في الفترة بين نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2022 وحتى آذار/مارس 2023، أعلنت كل من البحرية الأمريكية والبريطانية عن سلسلة استهدافات لقوارب وزوارق صيد كانت في طريقها من إيران إلى اليمن، متهمة إياها بأنها تحمل شحنات أسلحة لجماعة أنصار الله الحوثية التي تسيطر على أراض واسعة في اليمن وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

وتُتهم إيران بدعم وتسليح جماعة الحوثي وبأنها تخالف قرار حظر الأسلحة الصادر عام 2015، في وقت تنفي فيه إيران علانية هذه الاتهامات.

 

استهداف نواقل النفط في الخليج العربي

ساهمت العقوبات الأمريكية على إيران بمنع تصدير المنتجات البترولية أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، ما أدى إلى ظهور توترات ومواجهات في مياه الخليج بالقرب من بحر عُمان ومضيق هرمز.

ويرزح النفط الإيراني تحت عقوبات وعوائق أمام تصديره، إذ تصادر العديد من الدول مثل الولايات المتحدة من خلال قواتها البحرية المنتشرة في المنطقة، السفن المحملة بالنفط الإيراني، وتقوم باقتيادها وتفريغها في موانئ أجنبية، ما دفع طهران في مرات عدة إلى احتجاز ناقلات نفط تُبحر عبر مياه الخليج وترفع أعلام دول مختلفة، رداً على احتجاز تلك الدول لناقلاتها النفطية وللضغط من أجل الإفراج عنها.

وخلال العامين الماضيين أقدمت إيران على "مضايقة أو مهاجمة" 15 سفينة تجارية ترفع "أعلاماً دولية" بحسب بيان صدر عن البحرية الأمريكية في مايو/ أيار الماضي، ما تعتبره الولايات المتحدة بأنه "مضايقات غير مبررة وغير مسؤولة لحقوق الملاحة في المياه الإقليمية، وتشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي"، بحسب البيان.

وأعادت واشنطن عام 2018 فرض عقوبات على طهران، ومن ضمنها تصدير النفط.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الله الحوثیة البحر الأحمر جماعة الحوثی باب المندب من البحر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن: «الحوثي» حولت البلاد إلى ساحة صراعات

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة مسام: نزع 487 ألف لغم حوثي اليمن: تحالف مشبوه بين «الحوثي» والتنظيمات الإرهابية

أكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي حولت الوطن إلى ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية، وسعت بكل الوسائل إلى تمزيق النسيج الوطني، وإشعال الفتن، وتعطيل مؤسسات الدولة، وتدمير الاقتصاد، والزج بالشباب في أتون حرب عبثية لا تخدم سوى مصالحها الضيقة.
ودعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، كافة أبناء الشعب اليمني في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة ميليشيات الحوثي، إلى تجنّب الانخراط أو المشاركة في الفعاليات التي تنظمها الميليشيات، محذراً من الأهداف الخبيثة التي تقف خلفها، والمتمثلة في التضليل والتعبئة العدائية، واستخدامها كوسائل لتحشيد المقاتلين وتبرير سلوكها العدواني وأنشطتها الإرهابية.
وأكد الوزير الإرياني في تصريح صحفي، أن ميليشيات الحوثي دأبت على استخدام المدنيين دروعاً بشرية، من خلال إقامة فعالياتها وتحشيد مقاتليها داخل الأحياء السكنية وبين منازل الأبرياء، معرضة حياة المواطنين للخطر، في تجاهل تام لما قد يترتب على ذلك من نتائج كارثية. 
في السياق، دان حقوقيون يمنيون استيلاء جماعة الحوثي على المخزون الغذائي في مستودعات برنامج الأغذية العالمي، في ظل تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما يسبب تداعيات خطيرة تزيد من حدة الأزمة الإنسانية في اليمن.
وكانت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» قد كشفت في وقت سابق عن قيام جماعة الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية والغذائية في المستودعات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، والتي تحتوي على أكثر من 5.7 مليون رطل من السلع المخصصة للمدنيين.
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، فهمي الزبيري، أن الاستيلاء على المساعدات الإنسانية والغذائية المقدمة للشعب اليمني يمثل سياسة ممنهجة يُمارسها الحوثيون بهدف تجويع ملايين اليمنيين في مختلف المناطق، مشدداً في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الانتهاكات الحوثية تُعرقل جهود الإغاثة الدولية، وتفاقم معاناة الشعب اليمني الذي يعتمد على المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
وطالب الزبيري بفرض عقوبات دولية رادعة على المتورطين في جريمة الاستيلاء على المساعدات الإنسانية، إضافة إلى وضع آليات رقابية مشددة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، عبر فتح ممرات إنسانية محمية بإشراف الأمم المتحدة.
وفي السياق، أوضح الناشط الحقوقي اليمني، همدان ناصر العليي أن استيلاء الحوثي على المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها يُعد جريمة خطيرة، لا سيما أن هذه المساعدات تُستغل من قبل الحوثيين لصالح تحقيق أهداف مشبوهة، من بينها تجنيد الأطفال والشباب، والزج بهم إلى جبهات القتال، ما يؤدي إلى تأجيج الحرب.
وذكر العليي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية والغذائية من قبل الحوثيين ينعكس سلباً على حياة المواطن اليمني، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل بالغ السوء.
وقال إن هناك دوراً مدنياً يجب أن تضطلع به الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية لوقف عمليات النهب الممنهجة للمساعدات الإنسانية من قبل جماعة الحوثي، مضيفاً أن المنظمات الدولية والأممية مطالبة بالتوقف عن التعامل مع الحوثيين بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أنه لا يمكن إيقاف الأعمال العدائية والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها جماعة الحوثي بشكل ممنهج إلا بتحرير المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها، موضحاً أن الحوثيين يتعمدون ابتزاز المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.

مقالات مشابهة

  • سفن تُغرق وأُخرى تُطمس: وثائق تكشف أسرار الإخفاء الرقمي في سجل البحرية الأمريكية
  • سفينة تتعرض لهجوم شرق عدن وأمريكا ترد بغارات غير مسبوقة
  • الزراعة تدين العدوان الأمريكي على جزيرة كمران وتعتبره تهديدا للبيئة البحرية
  • حادث بحري شرقي عدن وأميركا تشن أعنف غاراتها على اليمن
  • البحرية البريطانية: وقوع حادث بحري قبالة سواحل عدن
  • مليشيا الحوثي تعتقل أحد أبرز الموالين لها بالحديدة بتهمة التخابر مع واشنطن
  • «بريميير مارين» تسلّم سفينة دعم بحري مصنعة في الإمارات إلى «روابي فاليانس للخدمات البحرية»
  • ميناء الدوحة يستقبل أكثر من 396 ألف راكب على متن 87 سفينة سياحية
  • سفن تختفي بلا أثر: البحرية الأمريكية تمحو تاريخ المدمرات المتضررة في صمت
  • اليمن: «الحوثي» حولت البلاد إلى ساحة صراعات