كان بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي التحرك لمنع هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدى لمقتل 1200 من العسكريين والمستوطنين.

لكن الجيش لم يتحرك أو تحرك وفشل في التصدي للهجوم، وفق تحقيق جديد نشرته صحيفة هآرتس يسرد ما حصل طيلة ساعات الليل التي سبقت الهجوم.

وحسب التحقيق، فإن الاستخبارات أطلقت تحذيرات قبل هجوم المقاومة لكن جيش الاحتلال لم يتحرك لإخلاء الحفل الموسيقي الذي كان يقام في الهواء الطلق بالقرب من مستوطنة رعيم.

وقد دخل المسؤولون العسكريون الكبار في مشاورات عاجلة ليلا قبل بدء عملية طوفان الأقصى، ولكن أيا من مسؤولي الجيش لم يحذر المنظمين أو المشاركين في المهرجان ولـ9 ساعات لم يأت أحد لإنقاذهم.

وجاء في التحقيق أن قوات الأمن الإسرائيلية وصلتها تحذيرات كافية تشير إلى أن حماس بصدد تنفيذ هجوم في داخل المستوطنات الإسرائيلية.

وكان غريبا أن فرقة غزة العسكرية رخصت للمهرجان وعندما علمت بالتحذيرات، لم يقم أي أحد من الجيش بإطلاع آلاف المحتفلين على الخطر ولم يطلب منهم إنهاء المهرجان.

وحسب التحقيق فإن 360 من مرتادي الحفل قتلوا في هجوم المقاومة الفلسطينية وأخذ 40 منهم أسرى إلى غزة.

لكن تحقيقا آخر سبق أن كشف أن الجيش الإسرائيلي هو من قتلهم في غارات جوية هدف من خلالها لمنع عناصر المقاومة من اقتياد بعضهم أسرى إلى غزة.

وقال أحد المنظمين إنهم لو كانوا تلقوا تحذيرا قبل الهجوم بساعة واحدة، لتمكنوا من إخلاء المكان وأنقذوا المحتفلين من الموت والأسر.


الوقائع من 12:00 و3:00

الاجتماع الأول للجيش كان عبر الهاتف وانعقد حوالي منتصف الليل وضم مسؤولين كبارا من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والاستخبارات العسكرية إلى جانب رئيس فرع العمليات في الجيش الجنرال عوديد باسيوك ورئيس القيادة الجنوبية اللواء يارون وغيرهما من كبار الضباط.

وقد تم إبلاغ رئيس الأركان هرتسي هاليفي بالتحذيرات والمشاورات العاجلة.

أما الاجتماع الثاني فعقد في الثالثة من صباح السبت وضم رئيس الشاباك رونين بار.

وعقب هذا الاجتماع، قرر الجيش اعتماد رأي الشاباك بأن حماس كانت تجري مناورات فقط ولا تستعد لهجوم داخل إسرائيل.

ونتيجة مخاوف الاستخبارات، وافق الجيش على أن تبقى القوات العسكرية الجنوبية على أهبة الاستعداد، تحسبا لاحتمال أن حماس بصدد تنفيذ هجوم.

وجاء في التحقيق أن قائد اللواء الشمالي بفرقة غزة العقيد حاييم كوهين كان على علم بالتحذيرات عندما وقّع في وقت سابق ترخيصا بإقامة الحفل.

وبعد الاجتماع الثاني، تلقى قائد قاعدة "بلماحيم" الجنرال عمري دو أمرا بتعزيز مراقبة الحركة في غزة من خلال الطائرات المسيّرة.

ويعني استدعاء مشغلي الطائرات المسيرة في عطلة نهاية الأسبوع الشعور بقرب حصول خطر وشيك.

ولاحقا، توصل الشاباك إلى أن رأيه بأن حماس تجري تدريبات فقط كان تقييما قاطعا أكثر من اللازم، وأرسل فرقة خاصة إلى مستوطنة ناحال عوز لمنع أي عمليات أسر قد تحصل.

وبشكل ملموس، قرر جيش الاحتلال وضع بعض القوات في أهبة الاستعداد للتصدي مؤقتا لأي اقتحام قد يحصل، وبعدها يتم استدعاء القوات الخاصة عندما تستدعي الحاجة ذلك.

إحدى مجندات المراقبة في مستوطنة كيسوفيم أبلغت عن وجود شخص مشبوه بالقرب من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.

وعندها وصلت قوة من لواء غولاني إلى المكان وأطلقت قنابل غاز مسيل للدموع، ثم غادرت وطلبت من المجندة أن تكون دقيقة في التحديد عندما تطلب تعبئة قوة مسلحة.


الوقائع من 4:00- 6:30

وعند الرابعة صباحا وبعد مخاوف من الأجهزة الأمنية، أُبلغت فرق صغيرة من قوات مكافحة الإرهاب بأن تكون على أهبة الاستعداد لحين انبلاج الصبح.

وطبقا لمعلومات حصلت عليها هآرتس لأول مرة، فإنه بحلول الساعة الخامسة صباحا، عبأت نقاط المراقبة قوة من لواء غولاني بالقرب من سياج مستوطنة نحال عوز، نظرا لأن شخصا يقترب من "الحدود".

وانطلقت القوة إلى المكان على متن سيارة جيب ولكن في طريقهم وصلهم أمر من قادتهم بعدم الاقتراب من السياج، نتيجة الخوف من قذائف مضادة للدبابات أو صواريخ تطلق من غزة.

وطوال تلك الليلة لم يأت أحد من الجيش أو الشاباك للمكان الذي يجري فيه الحفل الموسيقي، من أجل إطلاع المعنيين على المخاوف الأمنية المتلاحقة، بحسب الصحيفة.

ولكن عند الساعة 6:30 صباحًا، اكتشف القائمون على المهرجان أن القوات المعنية بالحماية لم تكن متمركزة بالقرب من السياج.

وقال أحد القادة لصحيفة "هآرتس" إن أحدا لم يبلغ القوات المستنفرة في تلك الليلة عن إقامة المهرجان.


لحظة الانهيار

وعلى نحو سريع، حطم عناصر كتائب عز الدين القسام السياج، وكان الحفل ما يزال جاريا.

وقالت الصحيفة إن مقاتلي القسام قتلوا عناصر من الشرطة والحراس الأمنيين ومئات المدنيين (المستوطنين).

ووفق الصحيفة، فإن عناصر الأمن حاولوا مواجهة رجال المقاومة ولم يستطيعوا الصمود لوقت طويل.

وعند السابعة صباحا تواصل القائمون على الحفل مع جهات عسكرية وتحدثوا مع المقدم إيلاد زنداني رئيس قيادة الجبهة الداخلية في فرقة غزة، وأخبروه بما يجري.

ساعتها كانت فرقة غزة تنهار، ولذلك رد زنداني بأنه غير قادر على المساعدة واقترح عليهم الدفاع عن أنفسهم. ولم تصل أي قوة من الجيش لمكان الحفل قبل الثالثة مساء.

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم حاليا يركزون على الحرب، ولكنه أكد أن تحقيقا معمقا سيجري حول ما حصل في السابع من أكتوبر وأن التفاصيل ستكشف في الوقت المناسب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بالقرب من فرقة غزة أن حماس

إقرأ أيضاً:

صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول "كمائن حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي

كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن تفاصيل جديدة حول الكمين الذي نصبه مقاتلو حزب الله في بلدة العديسة جنوب لبنان ضد وحدة "إيغوز" التابعة للجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم التسلل داخل الأراضي اللبنانية.

 

ووفقًا لمصادر نقلتها الصحيفة، فإن القوات الإسرائيلية نفذت يوم الثلاثاء مناورات استطلاعية على طول الحدود، بما في ذلك منطقة خلة المحافر، حيث دخلت 3 دبابات ميركافا إلى داخل الأراضي اللبنانية لمسافة تقل عن 100 متر. ورغم عدم رد حزب الله في البداية، قامت قواته بمراقبة التحركات الإسرائيلية وتحديد مسارات التوغل المتوقعة.

 

وأضافت المصادر أنه فجر أمس، تسللت وحدة "إيغوز" الإسرائيلية إلى خلة المحافر، إلا أنها كانت تحت مراقبة مقاتلي حزب الله. وعند وصولها إلى منطقة قريبة من الحدود، تعرضت لكمين كثيف من الرصاص والقذائف الصاروخية. ووفقًا للمصادر، تمكن مقاتلو حزب الله من الاشتباك مع القوات الإسرائيلية من مسافة قريبة، فيما سُمعت أصوات صراخ الجنود أثناء طلبهم المساعدة.

 

في الوقت نفسه، قصفت مجموعات أخرى من المقاومة مواقع العدو القريبة وخطوط الإمداد بقذائف مدفعية وصواريخ، مما دفع إسرائيل إلى إرسال مروحيات لتأمين غطاء جوي وإجلاء الجرحى والقتلى. استمر حزب الله في استهداف تجمعات القوات الإسرائيلية في مواقع متعددة تشمل الشوميرا، شتولا، كريات شمونة، زرعيت، وأفيفيم.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة أخرى للتسلل قامت بها القوات الإسرائيلية باتجاه بلدة مارون الراس، حيث كان مقاتلو حزب الله في انتظارهم. الاشتباكات هناك أدت إلى خسائر مؤكدة في صفوف القوات الإسرائيلية، إضافة إلى استهداف ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة، ما أدى إلى تدميرها وقتل وإصابة الجنود الذين كانوا بداخلها.

 

كما ذكرت الصحيفة أن حزب الله نصب كمائن أخرى في يارون وكفركلا، حيث استهدف المقاومون قوات إسرائيلية بعبوات ناسفة وأسلحة رشاشة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.

 

وفي آخر التطورات، اعترف الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء بمقتل 8 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة خلال الاشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان.

 

حزب الله يتصدى لمحاولة تقدم إسرائيلية عند الحدود اللبنانية والجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 15 من مقاتلي الحزب

 

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، اليوم الخميس، أنها تصدت لمحاولة تقدم للقوات الإسرائيلية عند منطقة بوابة فاطمة الحدودية. وجاء في بيان حزب الله: "تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (10:15) صباح يوم الخميس 3-10-2024 لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة باستخدام قذائف المدفعية".

 

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 15 من مقاتلي حزب الله خلال غارة جوية في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن المقاتلين كانوا داخل مبنى بلدية بنت جبيل.

 

كما أضاف الجيش الإسرائيلي في بيان سابق أنه رصد إطلاق 25 قذيفة من لبنان باتجاه منطقة الجليل الأعلى، مؤكدا أن بعضها سقط دون اعتراض

مقالات مشابهة

  • استدرجوه بمكالمة تليفون..القصة الكاملة لمقتل شاب على يد 4 أشخاص في شبين القناطر
  • جماعة متطرفة في أمريكا تستتر وراء الرياضة لإنشاء مليشيا.. تحقيق يكشف تفاصيل مثيرة
  • مهمة مستحيلة.. أحد أبطال حرب أكتوبر يكشف تفاصيل معركة وادي سدر
  • من الإلغاء إلى العودة.. التفاصيل الكاملة لأزمة رامي صبري والجامعة الصينية
  • صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول "كمائن حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي
  • حزب الله يكشف تفاصيل مثيرة لـالكمين القاتل لنخبة الاحتلال في العديسة
  • اللواء الغباري يكشف كواليس 6 أكتوبر: السادات وحد الشعب خلف الجيش لتحقيق النصر
  • فضيحة مقابر مجدي عبد الغني.. التفاصيل الكاملة لفبركة سحر مؤمن زكريا (القصة الكاملة)
  • القصة الكاملة لـ«إساءة أستاذ بحقوق المنوفية» للطلاب في قاعة المحاضرات
  • حزب الله يكشف حقيقة ما تعرضت له القوات الصهيونية على الحدود ويؤكد ’’ماحدث اليوم ليس سوى البداية’’ (تفاصيل خطيرة)