اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء، طرفي النزاع في السودان بارتكاب جرائم حرب، وحملت قوات الدعم السريع أيضا المسؤولية عن ممارسة "عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: "تبين لي أن عناصر في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتبكوا جرائم حرب في السودان"، متهما "أيضا عناصر في قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقي".

وحض بلينكن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على "وقف هذا النزاع الآن، والامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وأن يحاسبا المسؤولين عن ارتكاب الفظائع".

ولا يعني هذا الاستنتاج فرض عقوبات على قادة أو أعضاء أي من الجانبين، لكنه يخلق سلطة للولايات المتحدة لفرضها.

وقال بلينكن: "يوفر هذا القرار القوة والإلحاح المتجدد للجهود الإفريقية والدولية لإنهاء العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان، والعمل على تحقيق عدالة مجدية للضحايا والمجتمعات المتضررة، مما ينهي عقودا من الإفلات من العقاب".

وتابع: "القرار الذي تم التوصل إليه اليوم لا يمنع إمكانية اتخاذ قرارات مستقبلية، مع توفر معلومات إضافية حول أفعال الطرفين".

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالفعل عقوبات على مسؤولي الجيش والدعم السريع، بسبب أفعالهم في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك الخرطوم.

وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل الماضي.

وأسفر الصراع عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد)، وتسبب بنزوح نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع السودان الولايات المتحدة جرائم حرب الجيش السوداني قوات الدعم السريع السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع أخبار السودان الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مواقف سودانية متناقضة من مبادرة تركيا لإزالة التوتر مع الإمارات .. «تيار إسلامي» في حكومة البرهان يرفض مبادرات الحوار مع «الدعم السريع»

تناقضت مواقف المسؤولين السودانيين من المبادرة التركية للوساطة بين السودان والإمارات. فبعد أسبوعين من ترحيب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، برز موقف مختلف من وزارة الخارجية السودانية حمل لهجة حادة في الرد على البيان الإماراتي بخصوص وساطة أنقرة.

وكانت تركيا قد توسّطت لإنهاء حالة التوتر بين السودان والإمارات خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قائد الجيش السوداني في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأبدى البرهان موافقته على أي دور تركي يمكن أن يُسهم في وقف الحرب التي اتّهم ما وصفها بـ«ميليشيا الدعم السريع المتمردة» بالتسبب فيها، مؤكداً ثقته بمواقف الرئيس التركي وحكومته.

وعزّز رأس الدبلوماسية السودانية، علي يوسف الشريف، هذا الموقف، إذ قال في مقابلة أجرتها معه وكالة «الأناضول» التركية، الجمعة الماضي، إن «المبادرة التركية سيكون لها مردود إيجابي، ونأمل أن تنجح». وأكد أن السودان تربطه «علاقات طيبة جداً» مع الإمارات.

لكن «الخارجية» السودانية عادت ليلة الأحد لتوجيه اتهامات إلى الإمارات، رداً على بيان أصدرته نظيرتها الإماراتية التي أعلنت ترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة بالوساطة التركية الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان.

وأبدت «الخارجية» الإماراتية، الأحد، استعدادها للتنسيق والتعاون مع تركيا لإنهاء الصراع في السودان، مشددة على الوقف الفوري لإطلاق النار والاقتتال الداخلي في السودان بين القوات المسلحة و«قوات الدعم السريع».

وأكدت «الخارجية» الإماراتية، في البيان، أن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، بما يؤدي إلى قيام عملية سياسية لتشكيل حكومة مدنية.

بدورها، رحّبت «الخارجية» السودانية باستعداد تركيا «الصديقة» للتوسط بين السودان والإمارات، وقالت إن هذا الموقف يستحق التشجيع والتعاطي الإيجابي معه، مؤكدة أن تركيا محل ثقة وتقدير من السودان. وتضمّن البيان اتهامات جديدة للإمارات. كما رفض بيان «الخارجية» السودانية ما سماه «الاتهامات المبطنة» للجيش السوداني بشأن عدم مشاركته في محادثات جنيف التي جرت في أغسطس (آب) الماضي، مشيراً إلى «عدم جدوى وجدية هذه المحادثات» في وقت تواصل فيه «قوات الدعم السريع» تصعيد «مجازرها» ضد المدنيين. وأشار البيان في هذا الإطار إلى أن «الميليشيات الإرهابية» (في إشارة إلى «الدعم السريع») واصلت قصف معسكرات النازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مستخدمة المدفعية الثقيلة بعيدة المدى، بما يتوافر لها من دعم خارجي.

وقالت مصادر لــ«الشرق الأوسط» إن هذا الموقف ضد الإمارات يعبّر على الأرجح عن تيار من الإسلاميين بات يتحكم إلى حد كبير في القرارات التي تصدر عن وزارة الخارجية السودانية. وقالت المصادر التي فضّلت عدم كشف هويتها، إن هذا التيار له تأثير كبير في قيادة الجيش السوداني، ولديه أيضاً نفوذ واسع في كل مؤسسات الدولة، مضيفة أن هذا التيار لن يقبل بأي وساطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وسيعمل على إفشال مبادرات الحوار والتفاوض السلمي؛ لأنه يريد الحسم العسكري ضد ما يعدها «ميليشيات متمردة».

واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين، ونزوح ملايين آخرين داخل البلاد وخارجها.

نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين  

مقالات مشابهة

  • رغم التوتر..واشنطن: صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا والأكراد في سوريا
  • آخر حلقات السياسيون والحرب لعام 2024: عبد الواحد محمد نور يكشف موقفه من الدعم السريع وتقسيم السودان
  • مواقف سودانية متناقضة من مبادرة تركيا لإزالة التوتر مع الإمارات .. «تيار إسلامي» في حكومة البرهان يرفض مبادرات الحوار مع «الدعم السريع»
  • وزير سوداني: دول استعانت بالدعم السريع للسيطرة على الثروات
  • السودان يتهم الإمارات بتأجيج الحرب ويرحب بوساطة تركيا لوقف الدعم العسكري للدعم السريع
  • مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان
  • وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم منذ بدء الصراع
  • الجيش السوداني يدمر مركبات لميليشيا الدعم السريع
  • الدعم السريع: سنعالج مشكلة الأوراق الثبوتية حال تشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا
  • البرلمان العربي: حرق الجيش الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة جريمة جديدة ضد الإنسانية