تدرس الولايات المتحدة، إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، على غرار اتفاق الحدود البحرية الموقع في عام 2022.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، فإن الهدف الأساسي من هذا الاتفاق هو معالجة النزاعات الحدودية، التي غالباً ما يستشهد بها حزب الله كشكوى رسمية ضد إسرائيل في الخطاب الداخلي اللبناني.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، الأربعاء، القول إن "المبعوث الأميركي إلى لبنان هاموس هوكشتاين، يعمل لإبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد".

ويشير كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الهدف الحقيقي هو إبعاد "حزب الله" بشكل دائم عن الحدود باستخدام جهود دبلوماسية قوية، تهدف إلى تجنب نشوب صراع عسكري على طول الحدود الشمالية.

وتابعت المصادر: "تسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق لترسيم حدودهما البحرية، بعد وساطة أمريكية دامت عامين، وحينها قد وصف البلدان هذا الاتفاق بـ"التاريخي"، لأنه سيسمح للدولتين بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة المتنازع عنها التابعة لمياههما الإقليمية.

اقرأ أيضاً

لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن

يأتي ذلك في وقت تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، بأن إسرائيل ستدفع جماعة "حزب الله"، إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان.

وفي حديثه خلال اجتماع مع رؤساء المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، قال غالانت إن ذلك يمكن تحقيقه إما من خلال الترتيبات السياسية الدولية أو، إذا لزم الأمر، من خلال العمل العسكري، حسبما ذكرت الصحيفة ذاتها، في تقرير آخر.

وقال الوزير: "نهدف إلى إعادة الأمن للسكان عبر ترتيب سياسي دولي لدفع حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وفقا للقرار الأممي 1701".

ويدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إلى وقف كامل للأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

ولم يصدر تعليق من "حزب الله" على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود بين الجانبين توترا شديدا وتبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتأتي تلك الاشتباكات على خلفية الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 قتيلا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

جرافات لبنانية تشق طريقا محاذيا للحدود.. واستنفار إسرائيلي (فيديو)

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان ترسيم حدود إسرائيل حدود برية حزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله

أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.

 يتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.

 في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.

 ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة. 

وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.

تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.

 منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية. 

يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.

 هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.

 

مقالات مشابهة

  • كيان الاحتلال يترقب شهرًا حاسمًا: توترات متصاعدة في غزة ولبنان والضفة وسوريا واليمن
  • في خرق إسرائيلي فاضح : مناورات إسرائيلية على حدود لبنان... و«حزب الله» يؤكد التزامه وقف النار
  • إسرائيل: العثور على معدات شخصية لمجندة في حرس الحدود بجنين
  • المكسيك: سننشر 10 آلاف جندي على الحدود مع الولايات المتحدة
  • المكسيك: الولايات المتحدة وافقت على تجميد الرسوم الجمركية لمدة شهر
  • الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • كيف تكيّف المهربون على حدود سوريا ولبنان بعد سقوط الأسد؟
  • الصين تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر فبراير الجاري
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت