«كوب 28» يشهد إطلاق مبادرة أرصدة إعادة التدوير الطوعية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أطلق التحالف الدولي الذي يضمّ مجموعة بيئة الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط و«رولاند بيرجر» شركة الاستشارات الإداريّة بالتعاون مع الرابطة الدوليّة للنفايات الصلبة ومؤسسة «ديفينيتي»، مبادرة «أرصدة إعادة التدوير الطوعية»، التي تشكل أول نظام حوافز عالمي لمواجهة تحدي النفايات الصلبة، وذلك انسجاماً مع الالتزامات العالمية بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة وأهداف صافي صفر انبعاثات كربونية.
وأعلن التحالف الذي يجمع بين القطاعين العام والخاص عن المبادرة الجديدة بدعم من وزارة التغير المناخي والبيئة ورئاسة مؤتمر الأطراف، وذلك ضمن جناح دولة الإمارات، لتشكّل بذلك بداية حقبة جديدة في العمل المناخي من شأنها أن تدعم الجهود المبذولة للتصدي لتحديات المناخ بطريقة فعّالة وإيجابية.
وتؤكد المبادرة على المسؤولية المشتركة للأطراف المعنيّة في الحدّ من تأثيراتها البيئيّة وتعزيز العمليات الموحدة وترسيخ الشفافية في الأنشطة التي تهدف إلى تعويض الآثار البيئيّة وقد تم تطوير واختبار عملية «إثبات المفهوم» للمبادرة بنجاح عبر عرض أول معاملة مباشرة في جناح الإمارات ومن المقرر تطوير المنصة على نطاق واسع وإطلاقها رسمياً في عام 2024.
وللمضي قدماً في تنفيذ هذه المبادرة يسعى التحالف للحصول على أشكال مختلفة من الدعم والتعاون لتعزيز أهداف المبادرة على المستوى العالمي حيث تبحث المبادرة عن مستثمرين في المشروع وشركاء في النظام البيئي لدعم إعادة تدوير بطاقات الائتمان ومتعاونين في مجال التكنولوجيا يُمكنهم المساهمة بالخبرة أو الابتكارات المختلفة.
وقال خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، إن المجموعة تكرس جهودها الحثيثة من أجل مستقبل خال من النفايات من خلال تحويلها بالكامل بعيداً عن المكبات وهو هدف يتماشى تماماً مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي في دولة الإمارات، وتسريع مسيرة التحول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 وكذلك تحقيق أجندة الاستدامة على نطاق أوسع عالمياً.
وأضاف أن مبادرة إعادة تدوير النفايات تُعد حافزاً موحداً يشمل جميع أصحاب المصلحة في مختلف القطاعات من جامعي النفايات وشركات إعادة التدوير إلى المؤسسات الكبيرة التي تلتزم بمعالجة الأثر البيئي للنفايات المنتجة في عملياتها.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة النفايات العالمية وتتفاقم بشكل ملحوظ، يواجه العالم كميات هائلة من النفايات حيث ينتج الأفراد سنوياً نحو ملياري طن من النفايات البلدية الصلبة فيما يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 17- 18 مليار طن عند الأخذ بالاعتبار الأنشطة الصناعية والإلكترونية والزراعية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.
ولمعالجة هذا التحدّي تعمل المبادرة على تطوير مجموعة من القواعد والعمليات الموحَّدة لدعم المؤسسات في تعويض بصمتها البيئية في مجال النفايات الصلبة بإنشاء منظومة شفافة تشمل تداول «أرصدة إعادة التدوير» في سوق قائم على تقنية البلوك تشين ما يضمن عمليات قابلة للتدقيق وآمنة بين الجهات التي تتطلع إلى تعويض آثار النفايات وشركات إعادة التدوير وتهدف المبادرة كذلك لتعزيز جمع وإعادة تدوير المواد الصلبة وتحفيز إدارة النفايات بمختلف أنواعها.
و من جانبه قال هاني طعمة شريك أول في «رولاند بيرجر» الشرق الأوسط، إنه تم تصميم هذه المبادرة لسدِ الفجوة في السوق، وفي حين أن القطاع الخاص يلتزم بشكل متزايد بتحقيق صافي انبعاثات صفرية، إلا أن هناك تحديات قد تعيق هذه الالتزامات وتنطوي هذه العقبات في المقام الأول على تحديات تتعلق بالعد التكراري والافتقار إلى الشفافية وفعالية التكلفة، لذلك قررنا التصدي لهذه التحديات من خلال تعزيز التعاون القوي والتبادل بين القطاعين العام والخاص متبنين نهجاً وطنياً وروحاً تعاونية.
من جانبه قال بيير ساماتيس الشريك في رولاند بيرجر الشرق الأوسط، إن مؤسسة ديفينيتي باعتبارها الشريك التكنولوجي لهذه المبادرة ستوفر حلاً قائماً على تقنية البلوك تشين في إطار كمبيوتر الإنترنت ما يعزز الثقة والمصداقية ويوفر قابلية التوسع في المشروع ويضمن بذلك جدواه كمعيار عالمي لحوافز إعادة التدوير، وتعتبر منصة أرصدة إعادة التدوير نموذجاً مميزاً يوضح كيفية استفادتنا من تقنية «Web 3» وتسخيرها في معالجة القضايا البيئية حيث تعتبر تقنية بروتوكول الإنترنت التي توفرها «ديفينيتي» الحل المثالي لهذا المفهوم وتتوافق تماماً مع أهداف المبادرة.
وبدوره قال دومينيك ويليامز المؤسس وكبير العلماء في مؤسسة «ديفينيتي»، إن تقنية البلوك تشين بطبيعتها اللامركزية ومقاومتها للتلاعب تضمن إنشاء سجل شفاف وقابل للتدقيق وآمن لعمليات إعادة التدوير والمعاملات، حيث تضمن هذه الشفافية لجميع الأطراف سواء كانوا منتجين للنفايات أو شركات إعادة التدوير تعزيز الثقة في صحة بطاقات الائتمان التي يشترونها أو يبيعونها أو يتداولونها.
ورحبت دولة البرازيل بالمبادرة التي تنسجم مع خططها الرامية لترسيخ الاستدامة والاقتصاد الدائري، وذلك خلال مشاركة أدلبيرتو معلوف الأمين القُطري لشؤون التنمية الحضرية وجودة البيئة التابعة لوزارة البيئة البرازيلية في «كوب 28»، مسلطاً الضوء على المبادرات التي طرحتها بلاده في هذا الإطار وصولاً إلى «كوب 30» الذي سيقام في البرازيل.
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة
إقرأ أيضاً:
«مبادرة الحزام والطريق الصينية وأثرها على مصر والعالم.. ندوة بمعرض الكتاب
استضافت القاعة الدولية بلاز "2" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان "الصين: مبادرة الحزام والطريق"، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة في المجال الثقافي والدبلوماسي، وهي: السفير المصري السابق في الصين على الحفني، والدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة الثقافية، فيما أدار الندوة الكاتب الصحفي يوسف أيوب.
في بداية الندوة، عبّر يوسف أيوب عن سعادته بتقديم هذه الجلسة التي تجمع قامات دبلوماسية وثقافية مؤثرة، مثل السفير على الحفني والدكتور أحمد السعيد، اللذين لهما دور بارز في نقل الثقافة الصينية إلى مصر.
من جانبه، قال السفير على الحفني، سفير مصر السابق في الصين، إن الصين تمتلك كافة المقومات لتكون القوة الأولى في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مشيرًا إلى أنها تُعد ثاني قوة اقتصادية عالمية وتسعى لتصبح الأولى.
وأضاف أن "مبادرة الحزام والطريق"، التي أطلقتها الصين عام 2013، تعتبر مشروعًا عملاقًا يربط بين آسيا وأفريقيا ويشمل أكثر من 120 دولة، ويهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار، فضلًا عن تحسين البنية التحتية من طرق وموانئ.
وأوضح الحفني أن المبادرة تمثل شكلًا جديدًا من العولمة القائمة على المشاركة والتنمية المشتركة بين الدول، بعيدًا عن النظرة الاستعمارية للعولمة السابقة.
وذكر أن مبادرة الحزام والطريق تشمل العديد من المشاريع الكبرى، بما في ذلك 3500 مشروع على مدار عشر سنوات، مما جعلها واحدة من أكبر المشاريع الاقتصادية في التاريخ.
وأكّد الحفني أن المبادرة ساعدت في تعزيز مكانة الصين على الساحة الدولية، رغم الانتقادات التي توجهها بعض القوى الغربية بشأن القروض التي تمنحها الصين للدول النامية، كما تطرق إلى التأثيرات البيئية التي قد تنجم عن بعض المشروعات الضخمة التي تنفذها الصين في إطار المبادرة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة الثقافية، إن "مبادرة الحزام والطريق" هي مشروع استراتيجي أطلقته الصين في 2013 بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول عبر بناء شبكة من البنية التحتية والممرات التجارية.
وشرح السعيد مكونات المبادرة، مشيرًا إلى أن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يركز على ربط الصين بدول آسيا وأوروبا عبر البر، بينما يهتم طريق الحرير البحري بتطوير الموانئ والممرات البحرية.
وأشار السعيد إلى أن المبادرة تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية، تحسين البنية التحتية، نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، وزيادة التعاون الاقتصادي بين الصين والدول المشاركة. وأضاف أن المبادرة تضم أكثر من 150 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتطرق السعيد أيضًا إلى التحديات التي تواجه المبادرة مثل المخاوف من تراكم الديون على بعض الدول المشاركة، بالإضافة إلى الاتهامات بالتوسع الجيوسياسي للصين والمشاكل البيئية التي قد تترتب على بعض المشاريع.
وأشار السعيد إلى أن المبادرة ساعدت مصر في تحقيق العديد من المكاسب على المستويات الاقتصادية والتجارية، أبرزها تطوير قناة السويس، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر، بما في ذلك إقامة مصانع صينية في مجالات مختلفة.
كما أشار إلى أن المبادرة ساهمت في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، وتحقيق نقلة نوعية في قطاع البنية التحتية.
وأوضح السعيد أن المبادرة أسهمت أيضًا في تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين مصر والصين من خلال برامج التبادل الثقافي وتعليم اللغة الصينية في الجامعات المصرية.
ختم السعيد حديثه بتأكيده على أهمية أن تعزز مصر من استفادتها من المبادرة من خلال تشجيع التصنيع المحلي، وتحفيز بيئة الاستثمار، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا الخضراء.
كما أكد على ضرورة أن تسعى مصر لتكون شريكًا فعالًا في المبادرة وليس مجرد متلقٍ للاستثمارات، مع أهمية العمل على زيادة صادراتها إلى الصين وتوسيع التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن "مبادرة الحزام والطريق ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل فرصة لمصر لتصبح مركزًا إقليميًا في التجارة والصناعة والتكنولوجيا، وعلى مصر أن تتحرك بذكاء لتكون شريكًا متميزًا في هذا المشروع الضخم."