واشنطن، لندن «رويترز»: مع تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تحاول الضغط على حليفتها للحد من سقوط مدنيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها إجبار إسرائيل على الإذعان مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية.

وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علنا على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد نحو 900 شخص في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية بين يوم الجمعة، الذي انتهت فيه الهدنة، والاثنين، وهو العدد نفسه تقريبا الذي استشهد في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة. وذكر مسؤول أمريكي كبير «نعتقد أن ما نفعله يحركهم»، مشيرا إلى تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات يوميا. وأضاف المسؤول أن هذا التحسن جاء نتيجة لدبلوماسية مكثفة وليس تهديدات.

وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي لجنوب غزة حيث يواصل السكان انتشال جثث الأطفال والكبار من تحت الأنقاض. لكن المسؤول الأمريكي قال إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة.

وتابع «تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين».

وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.

وقال أوفير فالك مستشار نتانياهو للسياسة الخارجية لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل «يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية».

نفوذ أمريكي كبير

تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق المقومة الفلسطينية. كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.

وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن «نفوذا كبيرا» على كيفية إدارة الحرب على حماس.

وأضاف بيندر «حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد».

وتابع «حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ».

وتضغط الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على بايدن، حتى مع تكثيف كبار مساعديه دعواتهم لكبح جماح إسرائيل. وأي محاولة لخفض المساعدات يمكن أن تضر بالرئيس الديمقراطي من حيث الناخبين المستقلين المؤيدين لإسرائيل بينما يسعى لإعادة انتخابه.

ويواجه بايدن أيضا ضغوطا من فصيل من الديمقراطيين التقدميين الذين يريدون أن تضع واشنطن شروطا لتقديم المساعدات العسكرية لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وأن يدعم الرئيس الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا «في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر».

وأضاف «إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة».

اتفاق بين أمريكا وإسرائيل

بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على شمال غزة بقصف جوي مكثف ثم توغل بري واسع النطاق أدى في النهاية إلى محاصرة القوات الإسرائيلية لمدينة غزة، وهي أكبر تجمع سكني بالقطاع، ودخولها.

ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين .

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي أمس الثلاثاء «سنواصل حملتنا لتدمير حماس، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها».

وبدأ الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ​​ورفح بالقرب من الحدود المصرية. وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها «المناطق الآمنة» التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضا لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط شهداء. وقال عمر شاكر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين «تشير جميع المؤشرات والتقارير إلى استمرار نفس نمط إسقاط القنابل الثقيلة واستخدام المدفعية في مناطق مكتظة بالسكان» منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي.

وذكرت منظمة العفو الدولية الثلاثاء أنها وجدت أن ذخائر أمريكية الصنع أودت بحياة 43 شهيدا في غارتين جويتين إسرائيليتين على غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

"تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب

نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين تأكيدهم أن مصر والإمارات مستعدتان للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد الحرب، حسبما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي نظراءه خلال زيارته للمنطقة.

إقرأ المزيد الصفدي: لن ننظف وراء نتنياهو

وقال 3 مسؤولين مطلعين للصحيفة الإسرائيلية، إن بلينكن، وخلال زياراته إلى قطر ومصر وإسرائيل والأردن قبل أسبوعين، أبلغ محاوريه أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما في هذه القضية، حيث تلقت دعما من القاهرة وأبو ظبي لإنشاء قوة ستعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تجنيد حلفاء عرب لهذه المبادرة، في حين تستعد لطرح رؤيتها لإدارة ما بعد الحرب في غزة، على الرغم من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال بعيد المنال.

مع ذلك، قال المسؤولون إن مصر والإمارات العربية المتحدة وضعتا شروطا لمشاركتهما، بما في ذلك المطالبة بربط المبادرة بإنشاء طريق إلى دولة فلسطينية مستقبلية – وهي النتيجة التي تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنعها.

وقال أحد المصادر إن مصر تطالب أيضا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة – وهو شرط من المرجح أن يتعارض مع تعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع بعد الحرب، مع القدرة على الدخول مرة أخرى لمنع عودة حماس.

وفي الوقت نفسه، طالبت الإمارات بمشاركة الولايات المتحدة في قوة الأمن في غزة بعد الحرب، حسبما قال مسؤول عربي.

وقال بلينكن لنظرائه إن الولايات المتحدة ستساعد في إنشاء وتدريب القوة الأمنية والتأكد من حصولها على تفويض مؤقت، بحيث يمكن استبدالها في النهاية بهيئة فلسطينية كاملة، مضيفا أن الهدف هو لسيطرة السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على غزة. وينظر إلى إعادة توحيد القطاع والضفة الغربية تحت كيان حاكم واحد على أنها خطوة متكاملة نحو حل الدولتين.

وقال المصدر إن بلينكن أوضح أن الولايات المتحدة لن تساهم بقوات خاصة بها.

وخلال مؤتمر صحفي عقد في 12 يونيو في الدوحة، قال بلينكن إن الولايات المتحدة وشركاءها سينشرون قريبا خططهم لإدارة ما بعد الحرب في غزة. وأضاف: "في الأسابيع المقبلة، سنطرح مقترحات للعناصر الرئيسية لليوم التالي - التخطيط الذي يتضمن أفكارا ملموسة حول كيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار".

وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى "تايمز أوف إسرائيل" إن الولايات المتحدة تعمل على ثلاث مذكرات مفاهيمية حول كل من هذه القضايا، مضيفين أن واشنطن تأمل أن تقود المملكة العربية السعودية جهود إعادة الإعمار.

وفيما يتعلق بالحكم، قال بلينكن لنظرائه سرا إن الهدف سيكون تشكيل حكومة انتقالية في غزة، والتي ستعمل بشكل وثيق مع دول المنطقة، حسبما قال المسؤولون.

وأجرى بلينكن محادثات منذ أشهر مع مجموعة اتصال من نظرائه من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية. كما قام بزيارة المغرب والبحرين وتركيا وإندونيسيا وغيرها في محاولة لحشد دعم دولي واسع لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب.

كما ناشدت الولايات المتحدة إسرائيل المضي قدما في خططها الخاصة "لليوم التالي"، محذرة من أن الفشل في القيام بذلك سيؤدي إما إلى احتلال إسرائيل للقطاع بشكل دائم أو الدخول في فترة من الفوضى حيث ستتمكن حماس من استعادة السيطرة.

ورفض نتنياهو لعدة أشهر إجراء محادثات رفيعة المستوى حول إدارة غزة بعد الحرب، لعدم رغبته في مواجهة شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين يريدون أن تحتل إسرائيل غزة وتعيد بناء المستوطنات هناك.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال للصحفيين يوم الثلاثاء إنه ناقش خططه الخاصة "لليوم التالي" خلال اجتماعاته هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، قائلا إن غزة يجب أن تدار من قبل مجموعة من "الفلسطينيين المحليين" والشركاء الإقليميين والولايات المتحدة، مع الاعتراف بأن ستكون "عملية طويلة ومعقدة".

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

مقالات مشابهة

  • تقرير: الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 10 آلاف قنبلة ثقيلة شديدة التدمير لإسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • منذ 7 أكتوبر2023.. الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بـ 14 ألف قنبلة و 3 آلاف صاروخ من طراز «هيلفاير»
  • 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير من الولايات المتحدة للاحتلال
  • منظمات حقوقية تسعى لمنع هولندا من تصدير أجزاء طائرات قد تصل لإسرائيل
  • ترامب: بايدن جعل أمريكا أشبه بدولة من العالم الثالث
  • أسلحة بقيمة 6.5 مليار دولار من الولايات المتحدة لإسرائيل منذ 6 أكتوبر
  • أسلحة أميركية لإسرائيل بقيمة 6.5 مليارات دولار منذ بدء حرب غزة
  • "واشنطن بوست": أمريكا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5 مليار دولار منذ 7 أكتوبر
  • "تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب
  • أميركا لا تزال تعلق شحنة ذخائر ثقيلة كانت مخصصة لإسرائيل