رغم تزايد جرائم العدوان في غزة.. أمريكا «غير مكترثة» وتستمر بتسليح إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
واشنطن، لندن «رويترز»: مع تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تحاول الضغط على حليفتها للحد من سقوط مدنيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها إجبار إسرائيل على الإذعان مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية.
وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علنا على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد نحو 900 شخص في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية بين يوم الجمعة، الذي انتهت فيه الهدنة، والاثنين، وهو العدد نفسه تقريبا الذي استشهد في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة. وذكر مسؤول أمريكي كبير «نعتقد أن ما نفعله يحركهم»، مشيرا إلى تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات يوميا. وأضاف المسؤول أن هذا التحسن جاء نتيجة لدبلوماسية مكثفة وليس تهديدات.
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي لجنوب غزة حيث يواصل السكان انتشال جثث الأطفال والكبار من تحت الأنقاض. لكن المسؤول الأمريكي قال إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة.
وتابع «تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين».
وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.
وقال أوفير فالك مستشار نتانياهو للسياسة الخارجية لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل «يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية».
نفوذ أمريكي كبير
تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق المقومة الفلسطينية. كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.
وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن «نفوذا كبيرا» على كيفية إدارة الحرب على حماس.
وأضاف بيندر «حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد».
وتابع «حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ».
وتضغط الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على بايدن، حتى مع تكثيف كبار مساعديه دعواتهم لكبح جماح إسرائيل. وأي محاولة لخفض المساعدات يمكن أن تضر بالرئيس الديمقراطي من حيث الناخبين المستقلين المؤيدين لإسرائيل بينما يسعى لإعادة انتخابه.
ويواجه بايدن أيضا ضغوطا من فصيل من الديمقراطيين التقدميين الذين يريدون أن تضع واشنطن شروطا لتقديم المساعدات العسكرية لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وأن يدعم الرئيس الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا «في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر».
وأضاف «إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة».
اتفاق بين أمريكا وإسرائيل
بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على شمال غزة بقصف جوي مكثف ثم توغل بري واسع النطاق أدى في النهاية إلى محاصرة القوات الإسرائيلية لمدينة غزة، وهي أكبر تجمع سكني بالقطاع، ودخولها.
ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين .
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي أمس الثلاثاء «سنواصل حملتنا لتدمير حماس، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها».
وبدأ الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ورفح بالقرب من الحدود المصرية. وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها «المناطق الآمنة» التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضا لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط شهداء. وقال عمر شاكر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين «تشير جميع المؤشرات والتقارير إلى استمرار نفس نمط إسقاط القنابل الثقيلة واستخدام المدفعية في مناطق مكتظة بالسكان» منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي.
وذكرت منظمة العفو الدولية الثلاثاء أنها وجدت أن ذخائر أمريكية الصنع أودت بحياة 43 شهيدا في غارتين جويتين إسرائيليتين على غزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
منظمات إغاثية:فشل إسرائيل بالوفاء بموعد الولايات المتحدة لتعزيز المساعدات الإنسانية لغزة
إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.. قالت منظمات إغاثة دولية اليوم الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر، إن إسرائيل فشلت في تلبية مطالب الولايات المتحدة بالسماح بوصول حجم أكبر للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب، حيث أصبحت الظروف أسوأ من أي وقت مضى خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهرا .
الفشل في امتثال إسرائيل لمطالب الولايات المتحدة قد يؤدي إلى فرض قوانين أمريكية تلزمها بتقليص الدعم العسكري
ووفق لوكالة الأنباء الأمريكية "اسوشتيد برس"، دعت إدارة بايدن إسرائيل الشهر الماضي إلى زيادة المزيد من الغذاء والمساعدات الطارئة الأخرى إلى غزة، ومنحتها مهلة 30 يومًا تنتهي اليوم الثلاثاء.
وحذرت من أن الفشل في الامتثال قد يؤدي إلى فرض قوانين أمريكية تلزمها بتقليص الدعم العسكري بينما تشن إسرائيل حربًا ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
وأعلنت إسرائيل عن سلسلة من الخطوات نحو تحسين الوضع، لكن المسؤولين الأميركيين أشاروا مؤخراً إلى فشل إسرائيل وأنها لا تبذل جهوداً كافية، رغم أنهم لم يقولوا ما إذا كانوا سيتخذون أي إجراء ضدها.
وبدا أن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر قلل من أهمية الموعد النهائي، حيث قال للصحفيين يوم الاثنين إنه واثق من "حل القضية"، وقد يكون لدى إدارة بايدن نفوذ أقل بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، الذي كان مؤيدًا قويًا لإسرائيل في ولايته الأولى.
وتضمن تقرير اليوم، الذي أعدته ثماني منظمات إغاثة دولية، 19 إجراء للامتثال للمطالب الأميركية، وذكر التقرير أن إسرائيل فشلت في الامتثال لـ 15 إجراء، ولم تمتثل إلا جزئيا لأربعة إجراءات.
يذكر أنه في 13 أكتوبر، دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إسرائيل إلى السماح بدخول 350 شاحنة محملة بالبضائع إلى غزة يوميًا؛ وفتح معبر خامس إلى المنطقة المحاصرة؛ والسماح للأشخاص في المخيمات الساحلية التي فرضتها إسرائيل بالانتقال إلى الداخل قبل الشتاء؛ وضمان وصول جماعات الإغاثة إلى شمال غزة المتضرر بشدة.
كما دعت الولايات المتحدة، إسرائيل إلى وقف التشريعات التي من شأنها أن تعيق عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وعلى الرغم من الخطوات الإسرائيلية الرامية إلى زيادة تدفق المساعدات، فإن المستويات تظل أقل كثيراً من المعايير الأميركية.
وكان من المقرر أن يفتح المعبر الخامس الموعود يوم الثلاثاء، لكن السكان ما زالوا مكتظين في مخيمات الخيام، وما زال وصول عمال الإغاثة إلى شمال غزة مقيداً، كما مضت إسرائيل قدماً في تطبيق قوانينها ضد الأونروا.
إسرائيل تتخذ إجراءات تزيد الوضع سوءا في غزةولم تفشل إسرائيل في تلبية المعايير الأميركية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة "، كما جاء في التقرير، "إن الوضع اليوم في حالة أكثر سوءًا مما كان عليه قبل شهر".
المنظمات التي اصدرت تقريرها حول فشل إسرائيل في تنفيذ مطالب أمريكا
تم التوقيع على التقرير من قبل كل من أنيرا، وكير، وميد جلوبال، وميرسي كور، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام، ومنظمة اللاجئين الدولية، وإنقاذ الطفولة.