لجريدة عمان:
2025-01-03@21:08:56 GMT

واشنطن تواجه أزمة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

واشنطن تواجه أزمة في الشرق الأوسط

واشنطن «أ.ف.ب»: في سوريا والعراق والبحر الأحمر، تواجه الولايات المتحدة مخاطر متعددة تزداد تعقيدا وخطورة ناجمة عن النزاع بين إسرائيل وحماس.

ونشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وقوات أخرى في مسعى لمنع اندلاع نزاع مدمّر على مستوى المنطقة. ورغم أنه لم يصل إلى هذه المرحلة، إلا أن العنف الدائر في الشرق الأوسط ما زال يحمل مخاطر كبيرة.

ورفع أنصار الله المخاطر نهاية الأسبوع عبر استهداف مراكب تجارية في البحر الأحمر بينما أسقطت مدمّرة أمريكية تابعة لسلاح البحرية عدة مسيّرات كانت متجّهة نحوها بينما كانت تنشط في المنطقة واستجابت لنداءات استغاثة.

وقال جيفري فيلتمان من معهد بروكينغز والذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى «لا شك أن تصعيدا حدث لكن جميع الأطراف، خصوصا الولايات المتحدة، تحاول إدارة هذه المواجهات بطرق لا تفجّر حربا إقليمية».

وأضاف أنه مع ذلك، «أعتقد أن علينا أن نشعر بقلق بالغ جدا من أن يقودنا هذا التصعيد التدريجي إلى ذلك، في وقت لا ينوي أي طرف على الأغلب بتحويله إلى صراع إقليمي».

«جزء من المقاومة»

أعلن أنصار الله أنهم استهدفوا سفينتين من ثلاث في البحر الأحمر الأحد الماضي مشيرين إلى أنهما كانتا إسرائيليتين وشددوا على أن هذا النوع من الهجمات سيتواصل «حتى يتوقف العدوان الإسرائيليّ على إخواننا الصامدين في قطاع غزة».

وأسقطت البحرية الأمريكية ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن في اليوم ذاته وغيرها، علما بأن أهدافها لم تكن واضحة، إضافة إلى صواريخ خلال الأسابيع الستة الماضية، بينما أسقط أنصار الله مسيرة أمريكية الشهر الماضي.

اوضح فيلتمان أن أنصار الله وحزب الله اللبناني الذي يتبادل إطلاق النار بشكل متكرر مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب مع حماس في السابع من أكتوبر، يحاولون بشكل أساسي الدخول على الخط ولعب دور خاص بهم.

وأضاف «يحاولون القول إنهم جزء من المقاومة وإنهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة» لكنهم «يقومون بالأمر بطريقة أظن أنهم يعتقدون أنها ستمنع اندلاع حرب كاملة».

وإضافة إلى الهجمات التي أطلقت من اليمن ولبنان، استُهدفت القوات الأمريكية في العراق وسوريا بصواريخ ومسيّرات عشرات المرّات منذ منتصف أكتوبر، فيما أشارت الفصائل التي تبنتها مرة تلو الأخرى إلى الوضع في غزة.

وحمّلت واشنطن الفصائل مسؤولية الهجمات وشنّت عدة ضربات على تلك القوات وعلى مواقع في المنطقة.

اختبار

خاض الجيش الأمريكي حربا دامية في العراق من عام 2003 حتى2011 وقدّم بعد ذلك دعما للقوات المحلية في هذه الدولة وفي سوريا في مواجهة تنظيم داعش ونفّذ العديد من الغازات والضربات ضد مجموعات مسلحة في المنطقة على مدى السنوات.

لكن واشنطن تسعى للانتقال بعيدا عن النزاعات المرتبطة بـ«الحرب على الإرهاب» في الشرق الأوسط وأفغانستان للتركيز بشكل أكبر على مواجهة الصين وهو ما وصفته بأنه التحدي الذي يحمل أكبر كم من العواقب. ونقلت الولايات المتحدة أصولا عسكرية هائلة إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر لكن ذلك لا يقوّض بالضرورة الجهود في منطقة آسيا والهادئ.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان «بينما يمكن للتركيز البعيد الأمد على الشرق الأوسط أن يشتت الجهوزية في شرق آسيا، يستبعد أن تثير الاستجابات القريبة الأمد أزمة في المدى القريب في شرق آسيا».

وأكد أنه إضافة إلى ذلك، «تتم مراقبة القدرة على الانتشار سريعا لحماية الحلفاء والمصالح عن كثب في آسيا في أوساط الحلفاء والأعداء على حد سواء».

وذكر ألترمان بأن الوضع في الشرق الأوسط يمكن أن «يأخذ منحى سيئا» لكنه لا يرى أن النزاع خرج عن السيطرة في هذه المرحلة.

وأفاد بأن «الولايات المتحدة تبقى القوة الغالبة»، بينما «يختبر (أعداء الولايات المتحدة) الحدود بحذر».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط أنصار الله

إقرأ أيضاً:

مصالح بكين.. ماذا يعنى سقوط الأسد بالنسبة للصين؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لقد كان سقوط نظام الأسد في سوريا بعد خمسة عقود من حكمه مفاجئة لغالبية الحكومات في جميع أنحاء العالم، وبالتالي، فإن الانتقال المفاجئ للسلطة والتحول الكبير في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط له آثار على العديد من البلدان. وفي ضوء هذا الوضع الطبيعي الجديد، سيتم تقييم الآثار والآفاق المحتملة على الصين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

أولًا- خسارة شريك استراتيجي في الشرق الأوسط 

ربما كان سقوط الأسد بمثابة نهاية "شراكة استراتيجية" أسستها بكين في ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣. فقد أقام الرئيس شي جين بينج والرئيس السابق بشار الأسد هذه الشراكة قبل أكثر من عام بقليل خلال اجتماع في هانغتشو. ومع ذلك، فإن "الشراكة الاستراتيجية" ليست سوى تطور حديث في التاريخ الطويل للعلاقات بين البلدين. فكانت سوريا، إلى جانب مصر واليمن والعراق والمغرب والسودان، من بين أوائل الدول العربية التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية وأقامت علاقات دبلوماسية معها. 

وتعكس مشاركة الصين الحالية في الشرق الأوسط بعض الأهداف والدوافع والإجراءات نفسها كما كانت أثناء الحرب الباردة، ولكن موقفها في المنطقة تغير بشكل كبير. تتكون علاقة بكين الحالية بالمنطقة من أربعة جوانب: الأمن المحلي / الإقليمي، والثقافة، والاقتصاد، والسياسة/ الدبلوماسية. طورت الصين علاقاتها مع سوريا من خلال الاستثمار المالي الثنائي والأمم المتحدة، والمساعدات، والقنوات الدبلوماسية، لكنها لم تكن متورطة في سوريا مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران. وفي هذا الصدد، فإن الخسارة التي ستتكبدها الصين نتيجة لرحيل الأسد محدودة، ورمزية إلى حد كبير، ومشتتة بين المخاوف السياسية والاقتصادية (التمويل والأسواق والطاقة والموارد)، والمخاوف الأمنية المحلية البعيدة أو غير المباشرة. 

وفي ظل التقلبات الحالية في سوريا، والديناميكيات على الأرض، وإحجام الصين التاريخي عن الانخراط في الصراعات، فمن المرجح أن تظل بكين حذرة وتراقب عن كثب الخطوات التالية التي تتخذها الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية الأخرى. ويتم النظر في جميع المخاوف الاقتصادية والأمنية، سواء الحالية أو المستقبلية، ضمن إطار سياسي أوسع. ويشكل توسيع اقتصاد الصين الهدف الأسمى للبلاد لأنه يعزز نفوذها السياسي والدبلوماسي وقوتها العسكرية، الأمر الذي يعزز بدوره سمعتها كقوة عظمى. وفي هذه الحالة، سوف تسعى الصين إلى وضع استراتيجيات لتعزيز علاقاتها بالأسواق الإقليمية الرئيسية. ولكي تتمكن الصين من تلبية احتياجاتها الأساسية وتحقيق طموحاتها العالمية، مثل أن تصبح قوة عظمى، فإن النفط هو السلعة الأكثر أهمية.

ثانيًا: الاعتبارات الاقتصادية

بلغ إنتاج سوريا من النفط الخام ذروته عند ٥٨٢.٣٠٠ برميل يوميًا في عام ١٩٩٦، وانخفض هذا الرقم بسرعة بعد انخفاض تدريجي ولاسيما بعد الربيع العربي في عام ٢٠١١. وبحلول أغسطس ٢٠٢٤، بلغ إنتاجها من النفط الخام ٩٥.٠٠٠ برميل يوميًا فقط. تستورد الصين ٤٧٪ من نفطها الخام من الشرق الأوسط؛ ومع ذلك، فإن المشهد الإقليمي للاستيراد يختلف. يأتي أكثر من ربع نفطها من المملكة العربية السعودية، تليها العراق وعمان والإمارات العربية المتحدة. حتى في عام ٢٠١٤، لم تعتمد الصين على سوريا كمصدر للنفط. بلغ إجمالي صادرات سوريا إلى الصين في عام ٢٠٢٢ ٢ مليون دولار أمريكي فقط، وكانت السلع الرئيسية هي السلع النباتية والصابون والمنتجات المرتبطة بالصابون (مثل المنظفات والشموع وما إلى ذلك) وزيت الزيتون.

وعلى الرغم من عدم اليقين المحيط بدور الولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط الأسد والافتقار إلى الوضوح داخل الحكومة الأمريكية بشأن الفوائد المحتملة لهذه التغييرات، تحتفظ واشنطن بوجود ما يقرب من ٩٠٠ عسكري في البلاد. بينما تواصل القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) شن ضربات مستهدفة ضد مواقع وأفراد داعش، استهدفت فصائل أخرى، بما في ذلك داعش، منشآت عسكرية أمريكية منذ سقوط الأسد. 

ويشير بعض المحللين إلى أن واشنطن لن تؤثر بشكل كبير على الأحداث في سوريا الآن بعد رحيل الأسد. ورغم أن هذا التقييم مشكوك فيه، إلا أنه قد يعني أن تركيا ستكون لها أكبر تأثير على البلاد. وبالنسبة لتركيا، فإن الأولوية الأكبر هي إعادة بناء سوريا مستقرة. وفي ضوء المصالح المتبادلة بين تركيا والصين في تعزيز التعاون الوثيق بعد سنوات من الركود، والتي تشمل توسيع التجارة والاستثمار، فإن مشاركة أنقرة في إعادة إعمار سوريا قد تكون مفيدة لبكين.

بالنسبة للصين، فإن الشرق الأوسط يحمل أهمية اقتصادية أكبر بكثير من روسيا، وعلى الرغم من الصراع المستمر، فإنه يمثل خيارًا أكثر موثوقية واستثمارًا في الأمد البعيد. وعلاوة على ذلك، ورغم أن دول الشرق الأوسط تحتضن تجارتها مع الصين، فإنها تحتل مكانة قوية لأنها تزود الصين بالموارد الحيوية اللازمة لعملياتها اليومية وتوسع الدولة إلى القوة العظمى التي يطمح شي إلى تحقيقها. ويتمثل الفارق الرئيسي بين سوريا ونظيراتها الغنية بالنفط في الشرق الأوسط في اقتصاد سوريا الممزق بسبب الحرب والبنية الأساسية المحطمة، الأمر الذي يضع أي حكومة جديدة في موقف أكثر خطورة مع انخفاض النفوذ الاقتصادي.

ثالثًا: المخاوف الأمنية

إن أحد أهم التحذيرات التي يجب أن تطرحها العلاقات التركية الصينية في سياق انتقال السلطة في سوريا هو قضية الأويغور. ففي وقت سابق من هذا العام، أعربت بكين عن قلقها إزاء سياسة أنقرة المتمثلة في "الدفاع عن حقوق الأويغور الأتراك في الساحة الدولية". وعلق وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قائلًا: "لماذا يجب أن نصبح أداة للدعاية الصينية؟" بينما قال أيضًا إننا نريد التعاون، ولا نرى هذا كقضية سياسية. نحن لسنا معادين للصين بشكل قاطع، لقد أعلنا باستمرار عن تأييدنا لسياسة الصين الواحدة.

وتظهر هنا أيضًا قضية تركستان الشرقية؛ حيث قال أحد مقاتلو هيئة تحرير الشام أثناء القتال: "قاتلنا في حمص، وفي إدلب، وسنواصل القتال في تركستان الشرقية. لقد منحنا الله النصر هنا. نسأل الله أن يمنحنا النصر في أرضنا أيضًا". ووفقًا للتقارير، بثت هيئة تحرير الشام مقطع فيديو دعائيًا من سوريا حثت فيه المسلمين على الاستجابة لدعوة الجهاد، والثورة ضد الحكومة الصينية الاستبدادية، وتحرير أنفسهم من السيطرة الصينية. ويشكل هذا التطور مصدر قلق أمني مثير للقلق بالنسبة لبكين.

وبعد فرارها من الصين في تسعينيات القرن العشرين، تدربت الحركة الإسلامية التركستانية في سوريا مع جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية. وقد تسبب إعلان الحركة الإسلامية التركستانية مؤخرا عن نيتها "تحرير" تركستان الشرقية في إثارة القلق في بكين. فقد نشأت مخاوف جديدة بشأن أمن إقليمها الواقع في أقصى الغرب وسلامة حدودها الغربية بسبب هذا التطور الأخير، الذي قد يفرض ضغوطا على العلاقات بين تركيا والصين ويعقد المصالح الصينية في سوريا. وعلاوة على ذلك، قد يؤثر هذا التطور الأخير على العلاقة بين طالبان والصين، فضلا عن الجماعات المتطرفة الأخرى في محيط الصين الجغرافي.

ماذا بعد؟

لقد بدأت ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط تتغير بوضوح. ففي حين تواجه تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل فرصًا جديدة، تواجه روسيا وإيران تحديات ومخاوف متزايدة. والصين حريصة في شراكاتها مع جهات فاعلة ومناطق أخرى، ورغم أنها تحافظ على علاقة جيدة مع روسيا، فإنها لا تختلف عنهم. وهذا يعكس النهج الحذر الذي تتبناه الصين في التعامل مع الشرق الأوسط بعد سقوط الأسد. 

في الوقت الحالي، لا توجد قضايا سياسية وأمنية في الشرق الأوسط في حالة توازن؛ وسوف يستغرق تطور هذه القضية وتداعياتها الأوسع وقتًا طويلًا. وعلاوة على ذلك، يختلف الخبراء حول الكيفية التي قد تؤثر بها الأحداث الأخيرة وغير المتوقعة في سوريا، وانتقالها بعد الأسد، والتداعيات الإقليمية الأوسع نطاقًا، على الصين الآن وفي المستقبل. إن رد الصين على الأحداث المتغيرة بسرعة لابد وأن يكون حذرًا ومنهجيًا، حيث أن العواقب الكاملة لانهيار نظام الأسد لا تزال غير محسومة. وفي الوقت الحالي، تواصل الصين، كما كانت الحال في السنوات الماضية، منح الأولوية للمتغيرات الاقتصادية على المثل الإيديولوجية، مع الاحتفاظ بنهجها البراغماتي القائم على رؤية التنمية طويلة الأجل وما هو الأفضل لبقاء بكين وازدهارها.

مقالات مشابهة

  • 183 مليار دولار حجم إنفاق الشرق الأوسط وشمال افريقيا على تكنولوجيا المعلومات
  • بعد فشلها عسكرياً.. الولايات المتحدة تعيد تفعيل الحراك الدبلوماسي في اليمن
  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • بن جامع يُقدم اليوم برنامج رئاسة الجزائر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
  • الأكراد.. رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط
  • هل الشرق الأوسط على أبواب ربيع جديد؟ قراءة في كتابات غربية
  • 2024 .. عام لا كالأعوام !
  • مصالح بكين.. ماذا يعنى سقوط الأسد بالنسبة للصين؟
  • من بغداد.. تصريح إيراني حول الشرق الأوسط الجديد
  • فزغلياد: لماذا تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟