شفق نيوز:
2024-11-26@02:45:46 GMT

استراتيجية ايران ومساحاتها المرنة بالحرب

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

استراتيجية ايران ومساحاتها المرنة بالحرب

استهداف السفن التجارية الاسرائيلية من قبل الحوثيين في اليمن يعني انتقال الحرب الى مياه البحر الأحمر وباب المندب، وهنا إتساع نوعي للحرب، أي حرب تجارية عسكرية تستدعي من اسرائيل والقوات الأمريكية المتواجدة في النطاق الاقليمي الاشتراك فيها وإيقاف مصادرها لأنها تمس عصبا ً مهماً بالاالم، وأعني به الشلل التجاري وتهديد ناقلات النفط في التطور السياقي الأمر الذي يجعل شتاء العالم أكثر قسوة من العام الماضي حين توقف الغاز الروسي ويهدد بتطورات خطيرة قد تؤدي لتدمير شامل لليمن الفقيرة أصلا ، وبعض دول الخليج المصدر الرئيس للنفط في الشرق الأوسط .

تطور نوعي ينقلنا للحديث عن نجاح الاستراتيجية الايرانية بإمتلاكها مساحات مرنة لاستعراض قدرتها على إعاقة القوة العسكرية الامريكية الأولى بالعالم، بعد أن فتحت جبهات تمتد بأهم دول الشرق الأوسط جيوسياسيا ، من اسرائيل وأنفاق غزة وسطوح مدن فلسطين الى جنوب لبنان وجولان سوريا الى فصائل العراق التي صارت توجه عشرات الضربات لتواجد القوات الامريكية التي زرعت نظاما شريكا لكن التمدد الايراني حصد مازرعته امريكا بتمدده الولاء لايران ، كذلك وصولا لشواطئ البحر الأحمر وبحر العرب بعد البحر المتوسط .

تلك معطيات افرزتها أحداث شهرين من حرب غزة التي أعادت للأذهان توقع دخول العالم في حرب عالمية ثالثة ومازال قائما ًبعد شهرين من أحداث 7 اكتوبر 2023 وإنفتاح الحرب على آفاق أكثر تخريبا ً للمدن والبشر في إبادة لم تشهد مثيلا لها حروب الأرض كافة.

خطوط ردع ايرانية تتمثل في خمسة جيوش عربية تمتد على مراكز الشرق الأوسط حتى جنوب الخليج النفطي ، بعضها محترفة للقتال وأخرى عبارة عن ميليشيات متحركة بحدود مفتوحة بدءا من طهران حتى شواطئ الأبيض المتوسط غربا وبحر العرب والبحر الأحمر جنوبا والجنوب الغربي ، خطوط تعويق ايرانية بكلف قليلة وتسليح متيسر لكنه قادر على تهديد بوارج وسفن حربية وأخرى تجارية وحاملات طائرات وغيرها مما تمتلك قوات البحرية الأمريكية من وسائل اتصال وتقنيات متطورة جدا ، وكل ذلك يحدث دون مسؤولية قانونية تقع على ايران لأن ماحدث ويحدث بعيدا عن أراضيها ولم تتبن َقرارا رسميا بالحرب، أي تأخذ دور الموجه والمتفرج والداعم الإعلامي واللوجستي الذي يحدث بالغاطس الإجرائي وغير المنظور لكنه محط اتهام امريكي اسرائيلي معلن .

استراتيجية ايران تنجح عبر مسالك عقائدية تؤلف جماعات وميليشيات وفصائل مسلحة غير رسمية، تعمل خارج الغطاء القانوني للدول والمساحات التي تتموضع فيها ، وهذا بحد ذاته يمثل مشكلة بأوجه متعددة للولايات المتحدة الامريكية واسرائيل في واحد، وتتقاطع مع الاستراتيجية الامريكية التي تملك أعلى مستويات التجهيز والإعداد القتالي والماكنة الحربية الهائلة، مايعرضها للإحراج والهزيمة إذا ماتعرضت لخسائر كبيرة خصوصا ً في قطعاتها البحرية أو اعداد القتلى في المواجهات ، ووفق المعيار الامريكي فأن تكلفة اعداد وتسليح الجندي الامريكي تبلغ ارقاما ً كبيرة مقارنة بالمقاتل الحوثي أو الغزاوي او المنتمي للفصائل والميليشيات الأخرى .

ايران لاتريد خوض حرب مباشرة لأنها سوف تتعرض لتدمير لاتستفيق منه إلا بعد قرن من الزمن، وتجربة العراق ماثلة أمامها، بل هي ترغب في حرب استنزاف ومشاغلة طويلة الآماد الزمنية وفي بيئات مختلفة، بهدف تحقيق أكبر قدر من الخسائر بالجانب الامريكي في حرب تخوضها بالإنابة عنها ميليشيات وجيوش تترابط عقائديا مع ولاية الفقيه حتى إذا تطلب الأمر أن تخسرها في غزة أو اليمن أو سوريا، المهم أن تكون ايران بعيدة عن لهيب الحرب ودمارها الأكيد ،ومن هنا ليس من اليسير أن نتوقع نهايات قصيرة لهذا الصراع المسلح ، إلا في حال انتقلت الحرب لمركز القوة الدافعة وليس جيوش الإنابة، وهذا ماتسعى وتعمل على تحقيقه في توسعت الحرب وانتقالها للمصدر الممول الرئيس ،مستفيدة من تواجد القوات الامريكية وحلف الناتو ودعمهما لاسرائيل في حربها واحتمالية توسعها . والأيام حبلى بالأحداث .

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي فی حرب

إقرأ أيضاً:

التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية

 

د. أسماء حجازي **

في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.

ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.

والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.

ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.

وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."

وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.

قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا

وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.

وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.

** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي

مقالات مشابهة

  • نجوى كرم تواكب موضة البدل النسائية لـ 2025
  • أي شرق نريد؟
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة حول القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية
  • جلسة لـ مجلس الأمن اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط وأوكرانيا على طاولة "مجموعة السبع"
  • مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
  • التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
  • المخمل يعكس رشاقة نجوى كرم (صور)
  • مصدر سياسي: إيران “تترجى” أمريكا عبر بغداد بتنفيذ كل مطالبها وإسرائيل مقابل عدم استهدافها