بوابة الوفد:
2025-03-12@16:36:58 GMT

المحطة الأخيرة

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

«لا مكان آمنًا فى غزة، ولا ملجأ بإمكانه إيواء الفارين من الحرب».. هذه الجملة كفيلة بأن تصف الوضع الحقيقى وكيف يعيش أهالى غزة على أرض غير مستقرة تهدد ثباتها القنابل والصواريخ ودانات المدافع، وسماء ممطرة نارا ولهيبا، وبحر قل خيره ونفعه وزادت شروره بما يقذفه على الآمنين من فوق بوارج بخارية لا تتوقف طلقاتها.

شباك الموت باتت تحصد كل الأرواح فى ظل ظروف معيشية صعبة، وبات توسع العمليات العسكرية بصورة كبيرة ومتسارعة دافعا قويا لتدفق آلاف الفلسطينيين من منطقة لأخرى ليزداد الضغط على نظام صحى منهار، وبنية تحتية مدمرة، فمن لم يمت فى الشارع مات تحت الأنقاض.

أول أمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى تطويق خان يونس فى جنوب القطاع، وحذرت لين هاسينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية من توسيع إسرائيل لنطاق عملياتها العسكرية فى الجنوب الأمر الذى سيؤدى إلى «سيناريو أكثر رعبا».

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع فى غزة يزداد سوء كل ساعة، وقد يكون الأكثر حلكة فى تاريخ البشرية جمعاء.

ووصف مصطفى البرغوثى، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ما آلت إليه الأحداث بأنه «استباحة مطلقة» عبر استهداف الفلسطينيين من الجيش والشرطة والمستوطنين الإسرائيليين، مضيفا أنهم يشعرون أن لديهم الحق فى قتل الفلسطينيين، وأن الأسرى يعانون من التعذيب والمضايقات الهمجية.

فى المقابل زادت شراسة المقاومة فى الدفاع عن أرضهم والتصدى للمحتل الغاصب ليعترف جيش الاحتلال مساء الثلاثاء -خلال كتابة هذه الكلمات – أن قواته خاضت أشرس معارك لها مع المقاتلين الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، وذلك عقب وقت قصير من إعلان حركة حماس عن سلسلة هجمات ثأرية أوقعت عشرات القتلى والجرحى فى صفوف القوات الإسرائيلية.

رغم اعتراف الحكومة الإسرائيلية أن المرحلة الثانية من الحرب ستكون أكثر صعوبة من المرحلة الأولى قبل الهدنة الإنسانية، إلا أن إسرائيل لديها إصرار كبير على مواصلة حربها على قطاع غزة وعلى معركتها البرية فى جنوب القطاع.

إسرائيل ماضية فى غيها لا رادع يوقفها، ولا قانون تخشاه، ولا ضمير يعذبها، المهم أن تحقق ما تصبوا إليه مهما كانت خسائرها، وباتت تتعامل على طريقة الفرصة الأخيرة، وسياسة أرض الواقع لتضع شروطها بعد ذلك وفقا لمبدأ القوة وعلى المتضرر الشجب والتنديد والعويل والبكاء، فتجربتها خلال الصراع الممتد لأكثر من 7 عقود كاملة أكسبتها خبرة فى ردود الفعل العربية والإسلامية.

باختصار.. رغم إعلان إسرائيل ما تكبده جيشها من خسائر، مساء الثلاثاء الماضي، ووصفه بالثلاثاء الدامى إلا أننا فى الوقت ذاته نعرض الخسائر التى تعرض لها الأشقاء فى غزة منذ انهيار الهدنة، كمؤشر لنوايا الاحتلال الدموية وغير الآدمية تجاه فلسطين وانعكاسات حرب الإبادة على المنطقة بل العالم أجمع.

الإحصائية أعلنها مسؤولون فلسطينيون فى قطاع غزة، أن إسرائيل ارتكبت خلال 5 أيام 77 مجزرة خلفت أكثر من 1200 شهيد فى أماكن متعددة ليرتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 16 ألفًا و800 شهيد، بالإضافة إلى 6 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ليصل الإجمالى إلى ما يقرب من 23 ألف شهيد، كما ارتفع عدد المصابين لأكثر من 40 ألف مصاب غالبيتهم بإصابات خطيرة.

تبقى كلمة.. النازحون يعيشون حالة صعبة للغاية منذ وصولهم إلى جنوب القطاع دون أن يتمكنوا من العثور على أماكن للاحتماء فيها من الموت، فإن ما يحدث على أرض غزة أشبه بيوم القيامة، ولا ملاذ لهم إلا رفح الفلسطينية فى جنوب القطاع والتى تعد «المحطة الأخيرة» بالنسبة لهم، لتتزايد الضغوط عليهم عبر فكرة التهجير للهروب من الموت، إلا أنهم يفضلون الشهادة على ترك بلادهم، فهل ينجح صمودهم ويحققون أحلامهم بالعودة إلى ربوع وطنهم؟ أم أنهم اختاروا مكان مقابرهم؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار المحطة الأخيرة الوضع الحقيقي العمليات العسكرية صورة كبيرة الاحتلال الإسرائيلى جنوب القطاع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنه استهدف مقرات عسكرية ومواقع تحتوي على أسلحة وعتاد في جنوب سوريا خلال الليل، وذلك في أحدث سلسلة من الهجمات على البنية التحتية العسكرية السورية.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "استهدف أيضاً أجهزة رادار ومراقبة تستخدم في عمليات التقييم الاستخباراتي الجوي في المنطقة الجنوبية من البلاد".

ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر بشرية.

وفي المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلاح الجو دمر مقرات عسكرية بنتها "هيئة تحرير الشام" في منطقة قطنا بريف دمشق.

وتعد هذه المرة الأولى التي يكشف فيها النقاب عن استهداف إسرائيل لمقرات جيش سوريا الجديد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد، في منطقة قطنا بالعاصمة دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية، في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي استهدف أمس الإثنين محيط محافظة درعا في سوريا بعدة ضربات جوية.

في درعا..غارات إسرائيلية على قواعد عسكرية سابقة بسوريا - موقع 24أكدت مصادر أمنية سورية، شن طائرات إسرائيلية عدة غارات على ثكنات ومواقع عسكرية سابقة للجيش السوري في محافظة درعا الجنوبية الإثنين، في أحدث الضربات التي تستهدف البنية التحتية العسكرية للبلاد.

ومنذ مطلع عام 2025، أحصى المرصد 23 مرة استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية، 21 منها جوية و2 برية، وأسفرت الضربات عن إصابة وتدمير نحو 22 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر  (كانون الأول) من العام الماضي، شنت إسرائيل على سوريا غارات عدة دمرت خلالها معظم قدرات الجيش السوري.

كما تقدمت القوات الإسرائيلية عدة كيلومترات في المنطقة العازلة بين البلدين، واستقرت على جبل الشيخ المطل على دمشق.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة.. بدء جولة مفاوضات جديدة مع إسرائيل
  • إسرائيل تطلق سراح 5 لبنانيين كبادرة حسن نية تجاه عون
  • غارتان جديدتان في جنوب لبنان... شاهدوا بالفيديو ما استهدفته إسرائيل
  • كهرباء غزة: إسرائيل زودت القطاع بـ5 ميغاوات فقط منذ نوفمبر
  • إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا
  • المملكة تدين ممارسة إسرائيل أساليب العقاب الجماعي على الفلسطينيين
  • وزارة الخارجية: المملكة تدين بأشد العبارات ممارسة سلطات الاحتلال الإسرائيلية أساليب العقاب الجماعي على الفلسطينيين في قطاع غزة وذلك بقطع الكهرباء عن القطاع
  • النيل الأبيض.. تدابير أمنية جديدة لضبط الحدود مع جنوب السودان بعد التطورات الأخيرة
  • التساقطات المطرية الأخيرة تعزز مخزون المياه بسدود المغرب وتدعم القطاع الزراعي
  • إسرائيل تقطع إمدادات الكهرباء عن غزة