بوابة الوفد:
2025-05-01@05:25:54 GMT

المحطة الأخيرة

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

«لا مكان آمنًا فى غزة، ولا ملجأ بإمكانه إيواء الفارين من الحرب».. هذه الجملة كفيلة بأن تصف الوضع الحقيقى وكيف يعيش أهالى غزة على أرض غير مستقرة تهدد ثباتها القنابل والصواريخ ودانات المدافع، وسماء ممطرة نارا ولهيبا، وبحر قل خيره ونفعه وزادت شروره بما يقذفه على الآمنين من فوق بوارج بخارية لا تتوقف طلقاتها.

شباك الموت باتت تحصد كل الأرواح فى ظل ظروف معيشية صعبة، وبات توسع العمليات العسكرية بصورة كبيرة ومتسارعة دافعا قويا لتدفق آلاف الفلسطينيين من منطقة لأخرى ليزداد الضغط على نظام صحى منهار، وبنية تحتية مدمرة، فمن لم يمت فى الشارع مات تحت الأنقاض.

أول أمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى تطويق خان يونس فى جنوب القطاع، وحذرت لين هاسينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية من توسيع إسرائيل لنطاق عملياتها العسكرية فى الجنوب الأمر الذى سيؤدى إلى «سيناريو أكثر رعبا».

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع فى غزة يزداد سوء كل ساعة، وقد يكون الأكثر حلكة فى تاريخ البشرية جمعاء.

ووصف مصطفى البرغوثى، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ما آلت إليه الأحداث بأنه «استباحة مطلقة» عبر استهداف الفلسطينيين من الجيش والشرطة والمستوطنين الإسرائيليين، مضيفا أنهم يشعرون أن لديهم الحق فى قتل الفلسطينيين، وأن الأسرى يعانون من التعذيب والمضايقات الهمجية.

فى المقابل زادت شراسة المقاومة فى الدفاع عن أرضهم والتصدى للمحتل الغاصب ليعترف جيش الاحتلال مساء الثلاثاء -خلال كتابة هذه الكلمات – أن قواته خاضت أشرس معارك لها مع المقاتلين الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، وذلك عقب وقت قصير من إعلان حركة حماس عن سلسلة هجمات ثأرية أوقعت عشرات القتلى والجرحى فى صفوف القوات الإسرائيلية.

رغم اعتراف الحكومة الإسرائيلية أن المرحلة الثانية من الحرب ستكون أكثر صعوبة من المرحلة الأولى قبل الهدنة الإنسانية، إلا أن إسرائيل لديها إصرار كبير على مواصلة حربها على قطاع غزة وعلى معركتها البرية فى جنوب القطاع.

إسرائيل ماضية فى غيها لا رادع يوقفها، ولا قانون تخشاه، ولا ضمير يعذبها، المهم أن تحقق ما تصبوا إليه مهما كانت خسائرها، وباتت تتعامل على طريقة الفرصة الأخيرة، وسياسة أرض الواقع لتضع شروطها بعد ذلك وفقا لمبدأ القوة وعلى المتضرر الشجب والتنديد والعويل والبكاء، فتجربتها خلال الصراع الممتد لأكثر من 7 عقود كاملة أكسبتها خبرة فى ردود الفعل العربية والإسلامية.

باختصار.. رغم إعلان إسرائيل ما تكبده جيشها من خسائر، مساء الثلاثاء الماضي، ووصفه بالثلاثاء الدامى إلا أننا فى الوقت ذاته نعرض الخسائر التى تعرض لها الأشقاء فى غزة منذ انهيار الهدنة، كمؤشر لنوايا الاحتلال الدموية وغير الآدمية تجاه فلسطين وانعكاسات حرب الإبادة على المنطقة بل العالم أجمع.

الإحصائية أعلنها مسؤولون فلسطينيون فى قطاع غزة، أن إسرائيل ارتكبت خلال 5 أيام 77 مجزرة خلفت أكثر من 1200 شهيد فى أماكن متعددة ليرتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 16 ألفًا و800 شهيد، بالإضافة إلى 6 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ليصل الإجمالى إلى ما يقرب من 23 ألف شهيد، كما ارتفع عدد المصابين لأكثر من 40 ألف مصاب غالبيتهم بإصابات خطيرة.

تبقى كلمة.. النازحون يعيشون حالة صعبة للغاية منذ وصولهم إلى جنوب القطاع دون أن يتمكنوا من العثور على أماكن للاحتماء فيها من الموت، فإن ما يحدث على أرض غزة أشبه بيوم القيامة، ولا ملاذ لهم إلا رفح الفلسطينية فى جنوب القطاع والتى تعد «المحطة الأخيرة» بالنسبة لهم، لتتزايد الضغوط عليهم عبر فكرة التهجير للهروب من الموت، إلا أنهم يفضلون الشهادة على ترك بلادهم، فهل ينجح صمودهم ويحققون أحلامهم بالعودة إلى ربوع وطنهم؟ أم أنهم اختاروا مكان مقابرهم؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار المحطة الأخيرة الوضع الحقيقي العمليات العسكرية صورة كبيرة الاحتلال الإسرائيلى جنوب القطاع

إقرأ أيضاً:

الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا: مستمرون في إجراءاتنا القضائية لضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم

أكدت ماهيلينجي بينجو موتسيري، المتحدثة باسم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، أن بلادها ماضية في تحركاتها القانونية والدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية، سواء عبر محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية.

وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديورئيس أنجولا: مصر لعبت دورا مهما لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية

وقالت في مداخلة مع "القاهرة الإخبارية" من جوهانسبيرج مع أحمد أبو زيد، إن موقف جنوب إفريقيا "متجذر تاريخيًا"، ويستند إلى إرث نيلسون مانديلا في دعم الشعوب التي تناضل من أجل تقرير مصيرها، مؤكدة أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس موقفًا طارئًا، بل امتداد لنضال طويل ضد الظلم والتمييز العنصري.

وأضافت موتسيري أن وفدًا رسميًا رفيع المستوى من جنوب إفريقيا يشارك في جلسات المحكمة الدولية لضمان تحقيق نتائج ملموسة يمكن البناء عليها قانونيًا وسياسيًا، مشددة على أن بلادها تعمل على تعبئة الجهود الدولية والمدنية من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى حملة الضغط على إسرائيل ومحاسبتها على انتهاكاتها، موضحة أن هذه التحركات تستند إلى قناعة راسخة بأن العدالة الدولية قادرة على لعب دور فاعل في إعادة الحقوق إلى الفلسطينيين.

وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت هذه الإجراءات تهدف فقط لإحراج إسرائيل على الساحة الدولية، نفت موتسيري ذلك بشدة، مؤكدة أن الهدف هو إحداث تغيير حقيقي على الأرض، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة الأطفال والنساء في غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن جنوب إفريقيا تؤمن أن النجاح في إصدار قرارات ملزمة من المحكمة الدولية يمكن أن يُحدث أثرًا إيجابيًا كبيرًا.

طباعة شارك حزب المؤتمر الوطني المؤتمر الوطني الإفريقي جنوب إفريقيا محكمة العدل المحكمة الجنائية

مقالات مشابهة

  • شهداء جدد.. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حصد أرواح الفلسطينيين
  • استشهاد واصابة عدد من الفلسطينيين إثر قصف للعدو الصهيوني على بيت حانون
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 51.400 شهيد
  • الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا: مستمرون في إجراءاتنا القضائية لضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم
  • معظمهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 51.400 شهيد
  • في المحطة قبل الأخيرة من الحلم القاري.. النصر يواجه كاواساكي الياباني
  • غوتيريس: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة ضغط على الفلسطينيين
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • منذ أكتوبر 2023.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 51.243
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها