قبل أيام حذر وزير الدفاع الأمريكى لويد استن إسرائيل من المخاطرة بهزيمة استيراتيجية فى غزة، إذا لم تستجب للتحذيرات بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وأكد استن أمام منتدى ريجان للدفاع الوطنى فى كاليفورنيا أنه حث القادة الإسرائيليين على تجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتجنب الخطاب غير المسئول ووقف عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.
بعض التصريحات التى بدأت تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إسرائيل، تكشف عمق الأزمة فى هذه الحرب، خاصة فى ظل عودة إسرائيل لارتكاب مزيد من المجازر والإبادة الجماعية بعد انتهاء الهدنة وتبادل عدد من الأسرى والمحتجزين، وكشفت عن حقائق جديدة يأتى على رأسها عجز إسرائيل عن تحقيق أى انتصار معنوى منذ بداية الحرب وحتى الآن، الأمر الذى يدفع نيتنياهو وعددًا من القادة العسكريين إلى استخدام سياسة الأرض المحروقة والحرب المجنونة، على اعتبار أن نهاية هذه الحرب تعنى بداية سقوط نيتنياهو وحكومته وانتهائها سياسيًا، وربما تعرضهم لمحاكمات سواء فى الداخل الإسرائيلى أو أمام الجنائية الدولية فى حال فشل الولايات المتحدة الأمريكية من تعطيل أعمال المحكمة الجنائية.. الأمر الثانى أن واقع المعركة يشير إلى تصاعد الخسائر التى تتكبدها القوات الإسرائىلية، كما حدث قبل أيام عندما استهدفت كتائب القسام تجمع لعدد كبير من الجنود الإسرائيليين فى نقطة تموضع شرق جحر الديك وقضت عليهم، كما تم استهداف نقطة تمركز أخرى بنظام التلغيم الأرضى حولها وتفجيرها، وقيام رجال المقاومة بالإجهاز على من تبقى من أفراد القوة الإسرائيلية، وتدمير عدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية بعد انتهاء الهدنة فى تأكيد على العجز والفشل الإسرائيلى فى حسم هذه المعركة برغم كل المجازر الوحشية التى ارتكبتها والتدمير الشامل للمدينة.
الحقيقة أن المقاومة الفلسطينية تستحق الدعم والمساندة، فى ظل العجز الدولى، وسقوط ما يسمى بالشرعية الدولية، والعجز الفاضح عن وقف هذه الحرب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تعطى الضوء الأخضر لقيادات إسرائيل العنصرية والمهووسة بالدماء والقتل، فيجب فى المقابل أن يتم دعم المقاومة الفلسطينية على شتى المستويات لتحقيق أكبر قدر من الخسائر البشرية فى صفوف الكيان الصهيونى المحتل، وإجباره على وقف هذه الحرب، على اعتبار أنها اللغة الوحيدة التى يفهمها هذا الكيان، وأيضًا الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر تجارب وانتهاكات عسكرية فى العالم، ولا تعرف التوقف والتراجع والانسحاب إلا إذا ذاقت مرارة الخسائر، وإذا كانت الدولة العربية قد طرقت كل أبواب السلام فى مؤتمرات متكررة، ولجأت إلى المؤسسات الدولية، واستخدمت شتى أشكال الدبلوماسية مع كل التكتلات العالمية دون الوصول لوقف هذه الحرب البربرية وحل القضية الفلسطينية، فإن عليها الآن أن تساعد الشعب الفلسطينى وفصائل المقاومة فى غزة والضفة الغربية للدفاع عن أنفسهم وأرضهم.. وقتها فقط سوف تسعى الولايات المتحدة وغيرها إلى الدول العربية لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ السبيل إلى حل الدولتين حذر إسرائيل المخاطرة الولایات المتحدة الأمریکیة هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
مدعي “الجنائية الدولية”: لا نرى جهداً حقيقياً من إسرائيل للتحقيق في جرائم الحرب في غزة
#سواليف
دافع المدعي العام لـ “ #المحكمة_الجنائية_الدولية” كريم خان عن قراره بتوجيه اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو بارتكاب #جرائم_حرب، قائلاً إن إسرائيل لم تبذل “أي جهد حقيقي” للتحقيق في الاتهامات بنفسها.
وفي مقابلة مع رويترز، تمسك خان بقراره إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، رغم تصويت مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، على فرض عقوبات على المحكمة احتجاجاً على ذلك، في ما وصفه بأنه خطوة “مرفوضة ومؤسفة”.
وأصدر قضاة “المحكمة الجنائية الدولية”، ومقرها لاهاي، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، والقيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، في نوفمبر تشرين الثاني، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في غزة.
مقالات ذات صلة العمل: القرار المتداول يخص العمالة السورية لنهاية 2025 2025/01/17ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب للتعليق على تصريحات خان لرويترز.
ورفضت إسرائيل اختصاص المحكمة بنظر القضية وتنفي ارتكاب جرائم حرب.
والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ليست عضواً في المحكمة، وانتقدت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
خان: إنه لأمر مرفوض ومؤسف أن تتعرض مؤسسة هي نتاج نورنبيرغ… للتهديد بالعقوباتوقال خان لرويترز إن “الجنائية الدولية” هي “محكمة الملاذ الأخير… في الوقت الذي نتحدث فيه هنا، لم نر أي جهد حقيقي من جانب دولة إسرائيل لاتخاذ إجراء يتماشى مع السوابق القضائية المعتمدة، وهو التحقيق مع المشتبه بهم لارتكابهم السلوك المعني”.
وأضاف، في المقابلة التي أجريت معه أمس الخميس، بعد يوم من اتفاق إسرائيل و”حماس” على وقف إطلاق النار في غزة: “يمكن أن يتغير هذا، وأتمنى ذلك”.
وكان من الممكن أن يؤدي التحقيق الإسرائيلي إلى إحالة القضية إلى المحاكم الإسرائيلية بموجب ما يسمى “المبادئ التكميلية”. وقال خان إنه لا يزال بإمكان إسرائيل إظهار استعدادها للتحقيق حتى بعد إصدار مذكرتي الاعتقال.
و”المحكمة الجنائية الدولية”، التي تضم 125 دولة عضواً، هي المحكمة الدولية الوحيدة الدائمة ذات الاختصاص القضائي لمحاكمة الأفراد بتهمة ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية أو جرائم العدوان.
وذكر خان أن إسرائيل لديها خبرة قانونية جيدة جداً.
لكنه قال: “السؤال هو هل تم الاستفادة من هؤلاء القضاة وهؤلاء المدعين العامين؟ هل تم استخدام هذه الأدوات القانونية للتدقيق بشكل صحيح في الاتهامات التي رأيناها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في دولة فلسطين؟ أعتقد أن الإجابة هي ‘لا‘”.
عودة ترامب
أبرزت موافقة مجلس النواب الأمريكي على “قانون مكافحة المحكمة غير الشرعية”، في التاسع من يناير كانون الثاني، على الدعم القوي لحكومة إسرائيل بين أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وذكرت “المحكمة الجنائية الدولية” أنها تتابع التشريع بقلق، وحذرت من أنه قد يحرم ضحايا الأعمال الوحشية من العدالة والأمل.
فرضت إدارة ترامب، خلال ولايته الأولى، عقوبات على المحكمة، في عام 2020، بسبب التحقيقات في جرائم حرب في أفغانستان، ومنها اتهامات لمواطنين أمريكيين بممارسة التعذيب. لكن رُفعت هذه العقوبات خلال رئاسة جو بايدن.
قبل خمس سنوات، جرى تجميد بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية للمدعية العامة لـ “المحكمة الجنائية الدولية”، آنذاك فاتو بنسودا، وموظفين آخرين، وتقييد سفرهم إلى الولايات المتحدة. ومن المتوقع على نحو كبير أن تكون أي عقوبات أمريكية أخرى في عهد ترامب أكثر شدة وأوسع نطاقاً.
تأسست “المحكمة الجنائية الدولية” عام 1998 بهدف تولي عمل المحاكم المؤقتة في جرائم حرب وفقاً للمبادئ القانونية التي تأسست خلال محاكمات نورنبيرغ للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال خان: “إنه لأمر مرفوض ومؤسف بطبيعة الحال أن تتعرض مؤسسة هي نتاج نورنبيرغ… للتهديد بالعقوبات. يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه المحكمة ليست مملوكة للمدعي العام أو القضاة. لدينا 125 دولة”.
وأضاف أنها “مسألة يجب أن تثير قلق كل صاحب ضمير”. وأحجم عن مناقشة المزيد حول ما قد تعنيه العقوبات للمحكمة.