زيارة بوتين للمملكة.. استراتيجية تنوع العلاقات تجدد دعائم القوة في عالم متغير
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة، في سياق سياسة خارجية واعية تدير بها الرياض علاقاتها مع المجتمع الدولي، والتي تقوم على تنوع وتعدد العلاقات في ظل المكانة الدولية والإقليمية التي تتمتع بها المملكة اتساقا مع المبادئ المخططة مسبقا والتي وضعتها قيادتها الرشيدة في إطار المصالح والاحترام المتبادلين، والعمل على دعم الاستقرار والسلم، في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
في ذلك السياق يأتي حرص، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، المستمر على دعم التواصل بين مسؤولي المملكة وروسيا الاتحادية في القطاعات كافة؛ ويترجم ذلك التوجه المؤسس على فكر استراتيجي، معادلة راسخة في رسم خريطة العلاقات الدولية، تلك الزيارة التي أجراها سموه إلى روسيا الاتحادية لأول مرة عام ٢٠١٥م.
وقد كانت زيارة سموه، انطلاقة لزيارات عديدة أجريت خلال الفترة من ٢٠١٥م إلى ٢٠١٨م قابل خلالها سموه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدداً كبيراً من المسؤولين ورجال الأعمال الروس، حيث تدرك موسكو مع وعيها الكامل بموقع المملكة كلاعب فاعل في إدارة مسارات السياسة الدولية، المكانة الاقتصادية لها كضامن لاستقرار أسواق النفط، وهو ما تم تجديد التأكيد عليه خلال الأربع سنوات الماضية وتحديدا خلال الفترة المتزامنة والتالية لجائحة كورونا.
تدرك روسيا أيضا أهمية تجديد دعائم علاقاتها مع المملكة، وذلك في إطار موقعها الاستراتيجية بين ثلاث قارات، بالتوازي مع دور فاعل تديره قيادة حكيمة تعمل على إقرار سياسة «تصفير المشكلات»، مع التأكيد في ذات الوقت على ضرورة مراعاة المجتمع الدولي لجميع الملفات التي تتماس مع قضايا الدول العربية والإسلامية.
كذلك تضع السياسة الخارجية السعودية، روسيا ضمن معادلة التوازن الدولية وذلك في إطار مركز روسيا في مجلس الأمن الدولي؛ فهي ضمن خمس دول ممثلة بشكل دائم في المجلس الأمن وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وفرنسا، وبالتوازي مع ذلك تحترم موسكو حيادية الدور السعودي، واحترام المملكة لمبادئها في إرادة علاقاتها الخارجية بعدم التدخل في شؤون الدول الخارجية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: ولي العهد روسيا بوتين المملكة
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يزور المملكة في أول جولة خارجية منذ انتخابه
بيروت : البلاد
يصل الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم إلى المملكة في أول زيارة رسمية خارجية منذ انتخابه، تأكيدًا على العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وترسيخًا للدور الريادي الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وتعزيز أمنه واقتصاده.
وتأتي الزيارة استجابةً لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي تلقاها الرئيس اللبناني عقب انتخابه، ما يعكس حرص القيادة السعودية على دعم لبنان ومساعدته على تجاوز تحدياته السياسية والاقتصادية، انطلاقًا من التزام المملكة بدورها الفاعل في تعزيز وحدة لبنان واستقراره.
وأكد الرئيس جوزيف عون، في تصريحاته قبل مغادرته بيروت، أن المملكة كانت ولا تزال الداعم الأول للبنان في مختلف المحطات المفصلية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التي من شأنها المساهمة في إعادة إعمار لبنان وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدّد عون على أن السعودية شريك أساسي في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي استمر عامين، مشيرًا إلى أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في إعادة التوازن السياسي إلى لبنان، بما يخدم مصالحه الوطنية والعربية.
كما أعرب الرئيس اللبناني عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وإزالة أي عوائق كانت تؤثر على التعاون المشترك، متمنيًا عودة الأشقاء السعوديين للاستثمار والسياحة في لبنان، الذي يعتبر وطنهم الثاني.
وتحمل زيارة عون أهمية خاصة، حيث تأتي في ظل مرحلة إعادة ترتيب المشهد السياسي اللبناني بعد سنوات من التوترات، مما يفتح الباب أمام شراكة جديدة بين البلدين.
وتُعتبر المملكة الداعم الأكبر للبنان، حيث لعبت دورًا فاعلًا عبر العقود في دعم اقتصاده واستقراره، وتمويل مشاريع البنية التحتية، ومساندة جهود إعادة الإعمار.
وفي يناير الماضي، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بيروت، معبرًا عن ثقة المملكة بالقيادة اللبنانية الجديدة في تنفيذ الإصلاحات الضرورية، مما يعكس استمرار الدعم السعودي للبنان ومؤسساته.
ومن المتوقع أن تتناول الزيارة مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز الشراكة في القطاعات التنموية المختلفة، بما يسهم في إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية، كما ستبحث دور المملكة في دعم إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
ويعوّل لبنان بشكل كبير على دعم المملكة ودول الخليج في مرحلة التعافي الاقتصادي، خاصة بعد التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية.