أفاض الكثيرون فى وصف ما تقوم به إسرائيل فى حربها على غزة وتعددت الأوصاف لتشمل كل قاموس السوء من الأفعال والألفاظ، وحار آخرون فى توصيف ما جرى ويجرى باعتبار أن لغة الكلام لم تعد تسعفهم إزاء هول وبشاعة ما يجرى.
لكن توصيف رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت ربما يلخص الأمر، فضلًا عن كونه شاهدًا من أهلها، فقد راح الرجل فى مقال كتبه لصحيفة «هاآرتس» يصف حكومة نتنياهو الحالية بأنها عصابة من البلطجية و«متعطشة للدماء».
الأكثر مدعاة للدهشة والترحيب فى الوقت ذاته فى حديث أولمرت الذى يبدو حديثا بالغ العقلانية بغض النظر عن مدى توافقه مع الرؤية الفلسطينية، حيث ليس شرطًا بالطبع أن يتبناها جزئيًا أو كليًا هو أنه يقدم ما يعتبر بلغة السياسة والتفاوض خارطة طريق لحل الصراع. موضع الأهمية فى تلك الرؤية أنها تقوض النهج الإسرائيلى فى التعامل مع القضية الفلسطينية، فضلًا عن كشف زيف بعض الرؤى العربية التى راح البعض يطرحها من أن عملية طوفان الأقصى بلا فائدة.
باختصار يدعو أولمرت إلى الحل الذى طالما ماطلت إسرائيل فى تنفيذه وما زالت، وهو الحل الذى خرج علينا الكثير من قادة الغرب بالتأكيد عليه، ألا وهو حرب الدولتين. يرى رئيس الوزراء الأسبق أنه على إسرائيل أن تقترح ما يعتبره «أفقا دبلوماسيًا» لوضع حد للحرب فى غزة، مضيفا أن «علينا أن نعلن فور انتهاء الحملة العسكرية أن إسرائيل ستشرع فى إجراء محادثات مع السلطة الفلسطينية حول حل يعتمد على دولتين لشعبين».
بالطبع هناك بعض المواقف، والتى تنطلق من أساس واقعى، بأن ذلك الحل أو الطرح تم ابتذاله، وهو كذلك بالفعل. ولكن الميزة هذه المرة أنه يأتى من المعسكر الإسرائيلى، وعلى إثر حالة حرب- خسائرها كبيرة على الطرفين وليس طرفًا واحدًا- تفرض كأى حرب تسوية تتعامل مع الأسباب التى أدت إلى تلك الحرب وتعكس نتائج تلك المواجهة، بما يعنى أنه ربما وجب على العرب والذين لم يقدموا الدعم الكافى للفلسطينيين فى حربهم الأخيرة فى غزة أن يتقدموا لتعزيز مثل تلك الرؤية والتى أكد عليها الرئيس الأمريكى بايدن- رغم كل مساندته لإسرائيل فى حربها على غزة، ودعا إليها ماكرون رغم سيره فى ركاب الرئيس الأمريكى.
وبعيدا عن الاختلاف مع أولمرت كما أشرنا فى بعض رؤاه ومنها مثلا تلك التى يدعو فيها إلى إرسال قوة تدخل دولية إلى غزة تعتمد على جنود من دول حلف الناتو لتحل محل الجيش الإسرائيلى – وهو طرح لقى بالمناسبة قبولًا نسبيا على الصعيد العربى – فإن خطة أولمرت تستند فى النهاية إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة باعتبار أنها- كما يرى- لا تستطيع البقاء فيها ولا ينبغى لها.
وإذا كان المناخ فى إسرائيل لم يعد مواتيًا لنتنياهو والذى أصبح رحيله شبه محتوم، فربما يمكن فى التعاطى مع سؤال حول ماذا بعد الحرب تكثيف الجهود فى سكة مثل هذا الطرح والذى يعتبر مطلبًا عربيًا منذ عقود.
تبقى المشكلة فى كيفية جعل هذا الخيار هو الأبرز أو المطروح للمناقشة والدفع باتجاهه فى ظل استعداد دولى ربما أكثر من أى وقت مضى للقبول به. وتلك هى مهمة الجانب العربى الذى نتصور أنه من المستحيل أن ينفض يده تمامًا عن مساندة الأشقاء فى فلسطين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)
والمعلومات الاستخبارية تفقد البارود فيها بمرور الزمن لهذا نحدث عن بعض ما كان يجرى من صراع عشرة…عشرين جهاز مخابرات فى الخرطوم…قبل وأثناء قحت والدعم
وما كان يدبر للسودان….وما دبرته جهات ودويلة واخريات اعاليهن ثدى واسافلهن دمى…
……
ايامها ما كان يصلح ان نقول
وكنا نتلهى بالشيوعى
والشيوعى….فى سعيه لتقذير الاسلاميين يقول يوما
: كل من دخل سجون الوطنى جرى اغتصابه جنسيا
ونقول ردا
‘:: كل قيادات الشيوعى دخلت سجون المؤتمر الوطنى…فهل يعنى الشيوعى بقوله هذا انه قد جرى التعامل مع هذه القيادات بالاسلوب هذا…؟. وانهم قد جرى اغتصابهم؟
ومن يقود الاحداث / وهو داخل وخارج الوطنى/ هو شخصية ضخمة نبدا بها. الحديث
……..
عام ٢٠١٤ يقترب من النهاية….والمرحلة الاولى من التعامل مع مخابرات دولة( س) تقترب من نهايتها
وكان حوار الذئاب ….التعامل مع العالم…يجعل قادة مخابرات السودان يجعلون من الجنائية قارورة اختبار للتعامل مع كل جهة
قبلها كانت ضربة امدرمان نقطة فى اخر السطر لجهات كثيرة فى الدائرة…فبعد الهجوم كان الفريق قوش يخطط لابعاد. نفسه. وكان اسلوبه للابتعاد بنعومة من قيادة الجهاز اسلوبا يقدم لمحة جديدة من عبقريته
كان هناك الحزب/ المؤتمر الوطنى الذى تتكون قيادته يومها من كرات حديدية لا تلتقى الا مثلما تلتقى الكرات الحديدية..بحيث تبقى كل كرة عالما منفصلا بذاته
وكان هناك جهاز امن الدولة الذى اصبح هو الجهاز العصبى للدولة
وكان هناك جسم القوات المسلحة الذى/ باسلوب الحصى/ يصبح عالما خاصا لا يخترقه احد( وهذا بعض ما جعل الدعم يتغلغل فى الشقوق) وكان مثيرا انه حتى الفريق قوش كان فى حقيقته رجلا يقف خلف الباب ولا يدخل الى عالم الجيش( ثم لقى ابن عوف ايام الاعتصام)
( عام ٢٠٠٥ حين ذهب قوش يقيم جيشه الخاص لحماية الخرطوم من جيش قرنق….جيش قرنق الذى كان يزحف من شرق السودان الى الخرطوم ….كانت مخابراته هى التى تتمتع بميزة العمل فى الظلام بعيدا عن الجيش..)
وقوش الذى يتراجع بعيدا عن قيادة جهاز الامن يتخذ من الظلام هذا…ومن القوة هذه…وسيلة لاتهامه هو بانه يدبر لانقلاب…./ انقلاب ودابراهبم/
وكان قوش يطلق جهاز الاعلام القوى ضده
ومساء الثلاثاء…الليلة التى تسبق الانقلاب المزعوم…كان الفريق محمد عطا….قائد المخابرات الذى سوف يعقب قوش..يخاطب الاجتماع التنسيقى لولايات شرق السودان ليعلن عن كشف انقلاب كان يعده قوش
لكن….
الموجة المناقضة/ لصناعة الارتباك المحسوب/ كانت تجعل الاعلام يتساءل فى دهشة عن
: كيف يمكن لداهية مثل قوش ان يقوم بانقلاب فطير مثل هذا…؟؟ لا..لا…هناك شىء
……
كانت امواج مذكرة الجنائية ضد البشير عام٢٠٠٨ ما زالت ترتفع وتهبط
والعراك بين الخرطوم وجوبا حول قسمة النفط
وامواج الضجيج عن….من هو المسؤول عن وصول خليل الى امدرمان
وعاصفة التعامل مع امريكا وكرباج الارهاب…
اشياء كانت تجعل اعادة ترتيب البيت السودانى ضرورة لصباح اليوم وليس صباح بكرة
……
وكان مغرب منتصف اغسطس عام ٢٠٠٩ يشهد الفريق قوش وعبد الرحيم محمد حسين والبشير حول شاى المغرب فى بيت البشير…
وحديث حتى منتصف الليل عن المرحلة التالية
وصباح السبت كان ضجيج الصحافة عن اقالة قوش..
وعن اتهامه بالتقصير فى حماية العاصمة من هجوم خليل
…..
ولم يكن احد يعلم شيئا عن دولة كانت تقود خلبل بالقمر الصناعى من ام جرس وحتى غرب امدرمان بحيث تمكن من تفادى كل مواقع الجيش والمخابرات
وكانت مخابرات الخرطوم تقدم الطعم والصنارة لمخابرات الدولة(س)
هذه اشارات. وما خلف الهضبة هو صناعة الدعم ابتداء من قوز دنقو
ومخابرات الدولة(س) تصنع قحت…..التى لم يتحسب لها احد
ونحدث
إسحق أحمد فضل الله
الوان