بوابة الوفد:
2024-12-24@16:57:50 GMT

عصابة من البلطجية!

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

أفاض الكثيرون فى وصف ما تقوم به إسرائيل فى حربها على غزة وتعددت الأوصاف لتشمل كل قاموس السوء من الأفعال والألفاظ، وحار آخرون فى توصيف ما جرى ويجرى باعتبار أن لغة الكلام لم تعد تسعفهم إزاء هول وبشاعة ما يجرى.

لكن توصيف رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت ربما يلخص الأمر، فضلًا عن كونه شاهدًا من أهلها، فقد راح الرجل فى مقال كتبه لصحيفة «هاآرتس» يصف حكومة نتنياهو الحالية بأنها عصابة من البلطجية و«متعطشة للدماء».

من المؤسف والمخزى أن أولمرت يمثل قطاعًا غير محدود من الإسرائيليين يرون حكومة نتنياهو على خلاف الكثير من العرب وهو ما يبدو فى طبيعة ردود الأفعال التى تعكس تقييمهم الحقيقى لما يجرى.

الأكثر مدعاة للدهشة والترحيب فى الوقت ذاته فى حديث أولمرت الذى يبدو حديثا بالغ العقلانية بغض النظر عن مدى توافقه مع الرؤية الفلسطينية، حيث ليس شرطًا بالطبع أن يتبناها جزئيًا أو كليًا هو أنه يقدم ما يعتبر بلغة السياسة والتفاوض خارطة طريق لحل الصراع. موضع الأهمية فى تلك الرؤية أنها تقوض النهج الإسرائيلى فى التعامل مع القضية الفلسطينية، فضلًا عن كشف زيف بعض الرؤى العربية التى راح البعض يطرحها من أن عملية طوفان الأقصى بلا فائدة.

باختصار يدعو أولمرت إلى الحل الذى طالما ماطلت إسرائيل فى تنفيذه وما زالت، وهو الحل الذى خرج علينا الكثير من قادة الغرب بالتأكيد عليه، ألا وهو حرب الدولتين. يرى رئيس الوزراء الأسبق أنه على إسرائيل أن تقترح ما يعتبره «أفقا دبلوماسيًا» لوضع حد للحرب فى غزة، مضيفا أن «علينا أن نعلن فور انتهاء الحملة العسكرية أن إسرائيل ستشرع فى إجراء محادثات مع السلطة الفلسطينية حول حل يعتمد على دولتين لشعبين».

بالطبع هناك بعض المواقف، والتى تنطلق من أساس واقعى، بأن ذلك الحل أو الطرح تم ابتذاله، وهو كذلك بالفعل. ولكن الميزة هذه المرة أنه يأتى من المعسكر الإسرائيلى، وعلى إثر حالة حرب- خسائرها كبيرة على الطرفين وليس طرفًا واحدًا- تفرض كأى حرب تسوية تتعامل مع الأسباب التى أدت إلى تلك الحرب وتعكس نتائج تلك المواجهة، بما يعنى أنه ربما وجب على العرب والذين لم يقدموا الدعم الكافى للفلسطينيين فى حربهم الأخيرة فى غزة أن يتقدموا لتعزيز مثل تلك الرؤية والتى أكد عليها الرئيس الأمريكى بايدن- رغم كل مساندته لإسرائيل فى حربها على غزة، ودعا إليها ماكرون رغم سيره فى ركاب الرئيس الأمريكى.

وبعيدا عن الاختلاف مع أولمرت كما أشرنا فى بعض رؤاه ومنها مثلا تلك التى يدعو فيها إلى إرسال قوة تدخل دولية إلى غزة تعتمد على جنود من دول حلف الناتو لتحل محل الجيش الإسرائيلى – وهو طرح لقى بالمناسبة قبولًا نسبيا على الصعيد العربى – فإن خطة أولمرت تستند فى النهاية إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة باعتبار أنها- كما يرى- لا تستطيع البقاء فيها ولا ينبغى لها.

وإذا كان المناخ فى إسرائيل لم يعد مواتيًا لنتنياهو والذى أصبح رحيله شبه محتوم، فربما يمكن فى التعاطى مع سؤال حول ماذا بعد الحرب تكثيف الجهود فى سكة مثل هذا الطرح والذى يعتبر مطلبًا عربيًا منذ عقود.

تبقى المشكلة فى كيفية جعل هذا الخيار هو الأبرز أو المطروح للمناقشة والدفع باتجاهه فى ظل استعداد دولى ربما أكثر من أى وقت مضى للقبول به. وتلك هى مهمة الجانب العربى الذى نتصور أنه من المستحيل أن ينفض يده تمامًا عن مساندة الأشقاء فى فلسطين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات إسرائيل

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مرعبة في واقعة مقتل عروس على يد زوجها صعقًا بالكهرباء بكفر الدوار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى قرية الحاجر الهادئة، التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، خيّم شبح الموت فجأة، حاملاً معه فاجعة أدمت القلوب، بعدما رحلت عروس لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، وكانت ضحية جريمة بشعة ارتكبها من كان من المفترض أن يكون سندها وحاميها، وهو زوجها.

ففى ليلة ظلماء، تحولت جدران منزل الزوجية إلى مسرح لجريمة مروعة، الزوج الذى تجرد من إنسانيته، أقدم على تكبيل يدى وقدمى زوجته الشابة، «أميرة، ١٨ عامًا»، بوحشية.

لم يكتفِ بذلك، بل عمد إلى صعقها بتيار كهربائى قاتل، مستخدماً سلكاً موصولاً بمصدر كهرباء، كاتمًا أنفاسها ولم يمنحها فرصة للدفاع عن نفسها أو حتى الاستغاثة، فاستسلمت على الفور ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه فى وصلة تعذيب، متأثرة بشدة الصدمة.

بدأت خيوط هذه الجريمة تتكشف بوصول بلاغ إلى اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، من مركز شرطة كفر الدوار، عن وصول جثة «أميرة»، ذات الثمانية عشر ربيعاً، إلى مستشفى كفر الدوار العام، وعليها آثار صعق كهربائي.

لم يكد الأطباء يفحصون الجثة حتى تأكدوا من وجود شبهة جنائية، فقد بدت آثار الصعق واضحة على يديها ومعصميها.

تحركت الأجهزة الأمنية على الفور، وأمر اللواء أحمد السكران، مدير المباحث الجنائية، بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد أحمد سمير، رئيس المباحث الجنائية، وبمشاركة ضباط مباحث كفر الدوار، لكشف ملابسات هذه الجريمة الغامضة.

لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت خيوط الجريمة تتضح، فقد كشفت التحريات وأقوال والد الضحية عن هوية الجاني، إنه زوجها، «محمد.ص»، البالغ من العمر ٢٧ عاماً، الذى يعمل عاملاً زراعياً. 

بعد استئذان النيابة العامة، تم القبض على المتهم الذى لم يجد مفراً من الاعتراف بجريمته الشنعاء.

روى «محمد» تفاصيل جريمته ببرود أعصاب، كاشفاً كيف قام بتوثيق يدى وقدمى زوجته داخل غرفة نومهما باستخدام حبل وإيشارب، ثم صعقها بالكهرباء حتى فارقت الحياة.

وبرر فعلته الشنيعة بادعاء أن زوجته كانت تسبه أمام أهله وتهينه باستمرار، وكأن هذا يبرر له سلب روح إنسانة بريئة.

تم ضبط الأدوات المستخدمة فى الجريمة بإرشاد المتهم، وتم عرضه على نيابة كفر الدوار التى باشرت التحقيق فى القضية. 

وأمام جهات التحقيق كرر المتهم اعترافاته، مؤكداً أقواله السابقة بأن زوجته كانت تهينه أمام أهله.
وأمر رئيس نيابة مركز كفر الدوار بحبس المتهم لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، فى انتظار استكمال الإجراءات القانونية وتقديمه للمحاكمة العادلة. 

وعم الحزن أهالى القرية وتركت جرحاً غائراً فى قلوب الجيران ، الذين لم يصدقوا أن تتحول قصة حب وزواج إلى مأساة بهذا الشكل، وأن ينتهى مصير عروس فى ريعان شبابها على يد من أقسم على حمايتها وصونها والحفاظ عليها.

مقالات مشابهة

  • دوبلير «الجولانى»
  • ضبط عصابة لترويج المخدرات في طرابلس
  • تفاصيل مرعبة في واقعة مقتل عروس على يد زوجها صعقًا بالكهرباء بكفر الدوار
  • »ﺷﻔﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ« ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ
  • سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • أمن القاهرة يضبط عصابة سرقة المحلات التجارية
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • القانون للضعفاء