بوابة الوفد:
2025-03-06@16:42:02 GMT

عصابة من البلطجية!

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

أفاض الكثيرون فى وصف ما تقوم به إسرائيل فى حربها على غزة وتعددت الأوصاف لتشمل كل قاموس السوء من الأفعال والألفاظ، وحار آخرون فى توصيف ما جرى ويجرى باعتبار أن لغة الكلام لم تعد تسعفهم إزاء هول وبشاعة ما يجرى.

لكن توصيف رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت ربما يلخص الأمر، فضلًا عن كونه شاهدًا من أهلها، فقد راح الرجل فى مقال كتبه لصحيفة «هاآرتس» يصف حكومة نتنياهو الحالية بأنها عصابة من البلطجية و«متعطشة للدماء».

من المؤسف والمخزى أن أولمرت يمثل قطاعًا غير محدود من الإسرائيليين يرون حكومة نتنياهو على خلاف الكثير من العرب وهو ما يبدو فى طبيعة ردود الأفعال التى تعكس تقييمهم الحقيقى لما يجرى.

الأكثر مدعاة للدهشة والترحيب فى الوقت ذاته فى حديث أولمرت الذى يبدو حديثا بالغ العقلانية بغض النظر عن مدى توافقه مع الرؤية الفلسطينية، حيث ليس شرطًا بالطبع أن يتبناها جزئيًا أو كليًا هو أنه يقدم ما يعتبر بلغة السياسة والتفاوض خارطة طريق لحل الصراع. موضع الأهمية فى تلك الرؤية أنها تقوض النهج الإسرائيلى فى التعامل مع القضية الفلسطينية، فضلًا عن كشف زيف بعض الرؤى العربية التى راح البعض يطرحها من أن عملية طوفان الأقصى بلا فائدة.

باختصار يدعو أولمرت إلى الحل الذى طالما ماطلت إسرائيل فى تنفيذه وما زالت، وهو الحل الذى خرج علينا الكثير من قادة الغرب بالتأكيد عليه، ألا وهو حرب الدولتين. يرى رئيس الوزراء الأسبق أنه على إسرائيل أن تقترح ما يعتبره «أفقا دبلوماسيًا» لوضع حد للحرب فى غزة، مضيفا أن «علينا أن نعلن فور انتهاء الحملة العسكرية أن إسرائيل ستشرع فى إجراء محادثات مع السلطة الفلسطينية حول حل يعتمد على دولتين لشعبين».

بالطبع هناك بعض المواقف، والتى تنطلق من أساس واقعى، بأن ذلك الحل أو الطرح تم ابتذاله، وهو كذلك بالفعل. ولكن الميزة هذه المرة أنه يأتى من المعسكر الإسرائيلى، وعلى إثر حالة حرب- خسائرها كبيرة على الطرفين وليس طرفًا واحدًا- تفرض كأى حرب تسوية تتعامل مع الأسباب التى أدت إلى تلك الحرب وتعكس نتائج تلك المواجهة، بما يعنى أنه ربما وجب على العرب والذين لم يقدموا الدعم الكافى للفلسطينيين فى حربهم الأخيرة فى غزة أن يتقدموا لتعزيز مثل تلك الرؤية والتى أكد عليها الرئيس الأمريكى بايدن- رغم كل مساندته لإسرائيل فى حربها على غزة، ودعا إليها ماكرون رغم سيره فى ركاب الرئيس الأمريكى.

وبعيدا عن الاختلاف مع أولمرت كما أشرنا فى بعض رؤاه ومنها مثلا تلك التى يدعو فيها إلى إرسال قوة تدخل دولية إلى غزة تعتمد على جنود من دول حلف الناتو لتحل محل الجيش الإسرائيلى – وهو طرح لقى بالمناسبة قبولًا نسبيا على الصعيد العربى – فإن خطة أولمرت تستند فى النهاية إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة باعتبار أنها- كما يرى- لا تستطيع البقاء فيها ولا ينبغى لها.

وإذا كان المناخ فى إسرائيل لم يعد مواتيًا لنتنياهو والذى أصبح رحيله شبه محتوم، فربما يمكن فى التعاطى مع سؤال حول ماذا بعد الحرب تكثيف الجهود فى سكة مثل هذا الطرح والذى يعتبر مطلبًا عربيًا منذ عقود.

تبقى المشكلة فى كيفية جعل هذا الخيار هو الأبرز أو المطروح للمناقشة والدفع باتجاهه فى ظل استعداد دولى ربما أكثر من أى وقت مضى للقبول به. وتلك هى مهمة الجانب العربى الذى نتصور أنه من المستحيل أن ينفض يده تمامًا عن مساندة الأشقاء فى فلسطين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات إسرائيل

إقرأ أيضاً:

في مواجهة حركة إم23.. جيش الكونغو الضخم يكافح لمحاربة ميليشيا أصغر حجمًا بكثير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على الرغم من امتلاك جمهورية الكونغو الديمقراطية لأحد أكبر الجيوش فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإنها تكافح لاحتواء التقدم السريع لميليشيات حركة إم٢٣. وقد كشف الصراع، الذى تصاعد فى الأسابيع الأخيرة، عن نقاط ضعف عميقة الجذور داخل جيش الكونغو، الذى عانى طويلًا من الانقسامات الداخلية ونقص التمويل.

سعى الرئيس فيليكس تشيسكيدى إلى تعزيز الجيش لمواجهة التهديد المستمر الذى تشكله حركة إم٢٣ وغيرها من الميليشيات فى شرق الكونغو. ومع ذلك، ومع استيلاء الميليشيا على المدن الرئيسية والمطارات والأراضي، فإن فشل هذه الجهود جعل تشيسكيدى عُرضة للخطر سياسيًا، مع توقف محادثات السلام وتراجع الدعم الدولي.

الرئيس فيليكس تشيسكيدى

دور رواندا 

 

تؤكد الأمم المتحدة وتقارير مستقلة متعددة أن حركة إم٢٣ مدعومة من رواندا، التى قامت قواتها بتدريب وتسليح الميليشيا. وفى حين اعترفت رواندا بوجودها العسكرى فى الكونغو، فإنها تنفى سيطرتها على حركة ٢٣ مارس.

قال فريد باوما، المدير التنفيذى لمعهد الأبحاث الكونغولى إيبوتيلي: «هذا الصراع له جانبان. أحدهما هو الدعم الرواندى لحركة ٢٣ مارس. والآخر هو نقاط الضعف الداخلية للحكومة الكونغولية».

ألقى تشيسكيدى باللوم على سلفه لفشله فى إعادة بناء الجيش، بحجة أن رواندا شنت هجومها فى عام ٢٠٢٢ لتعطيل الإصلاحات العسكرية التى تشتد الحاجة إليها. ومع ذلك، فشلت هذه الإصلاحات فى إحداث تحسينات ملموسة، وتستمر القوات المسلحة الكونغولية فى التعثر ضد ميليشيا حركة ٢٣ مارس الأصغر حجمًا ولكنها أفضل تدريبًا وأفضل تجهيزًا.

على الرغم من وجود ما بين ١٠٠ ألف و٢٠٠ ألف جندي- أكثر بكثير من رواندا أو حركة ٢٣ مارس- لا يزال الجيش الكونغولى غير فعال. والإمدادات العسكرية نادرة، حيث تستخدم القوات غالبًا دراجات نارية أجرة للنقل بسبب نقص المركبات. وقال بير شوتن، الباحث فى المعهد الدنماركى للدراسات الدولية: «يعمل الجيش حقًا مثل مجموعة مسلحة». ومع تقدم مقاتلى حركة ٢٣ مارس، تشير التقارير إلى أن القوات الكونغولية استسلمت أو فرت، وأحيانًا قبل بدء المعركة. 

نتائج ضئيلة

ضاعف تشيسكيدى الميزانية العسكرية للكونغو فى عام ٢٠٢٣ من ٣٧١ مليون دولار إلى ٧٦١ مليون دولار، متجاوزًا ميزانية الدفاع فى رواندا البالغة ١٧١ مليون دولار. ذهب بعض هذا التمويل لشراء طائرات بدون طيار هجومية من الصين وطائرات من شركة دفاع جنوب أفريقية. بالإضافة إلى ذلك، أنفقت الكونغو ٢٠٠ مليون دولار على قوة إقليمية تتألف من قوات من جنوب أفريقيا. ومع ذلك، يرى الخبراء العسكريون أن بناء القدرات عملية طويلة الأجل. وقال نان تيان من معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام: «إن زيادة القدرات ليست شيئًا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها».

وفى الوقت نفسه، استفادت حركة إم ٢٣ من تاريخها الطويل فى شرق الكونغو ودعمها من حوالى ٤٠٠٠ جندى رواندى مدرب جيدًا، مما يجعلها قوة هائلة.

الجذور التاريخية 

إن عدم استقرار الكونغو متجذر بعمق فى تاريخها. بعد استقلالها عن بلجيكا فى عام ١٩٦٠، انزلقت البلاد إلى حالة من الاضطراب عندما دعمت الولايات المتحدة وبلجيكا الإطاحة برئيس الوزراء باتريس لومومبا. وشهدت العقود اللاحقة صعود موبوتو سيسى سيكو، الذى أدى حكمه الفاسد إلى إضعاف مؤسسات الدولة.

وأدت الحرب الأهلية فى تسعينيات القرن العشرين إلى المزيد من عدم الاستقرار.. وحتى اليوم، تعمل أكثر من ١٠٠ جماعة مسلحة فى شرق الكونغو مع الإفلات التام تقريبًا من العقاب. تظل الدولة ضعيفة، مع فصل أجزاء كبيرة من البلاد عن السلطة المركزية.

الرئيس الرواندى بول كاجامي

معاناة المدنيين

لقد تعثرت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة مرارًا وتكرارًا. فقد رفض تشيسكيدى مرتين حضور محادثات السلام، فى حين كافحت القوى الإقليمية للتوسط فى التوصل إلى تسوية. وحاول زعماء الكنيسة تنظيم مفاوضات جديدة، لكن تشيسكيدى لا يزال غير راغب فى التفاوض بشكل مباشر مع حركة ٢٣ مارس، وهو الموقف الذى يصر عليه الرئيس الرواندى بول كاجامي.

فى غضون ذلك، تستمر الخسائر الإنسانية فى الارتفاع. فقد قُتل أكثر من ٧٠٠٠ مدنى كونغولى منذ يناير، وفقًا للأمم المتحدة. ودُفنت أكثر من ٢٥٠٠ جثة دون تحديد هويات أصحابها، مما يسلط الضوء على حجم الأزمة. كما نزح أكثر من سبعة ملايين شخص، مما يجعل الأزمة واحدة من أكبر أزمات النزوح فى العالم.  وأعلنت مالاوي، التى ساهمت بقوات فى قوة جنوب أفريقيا لمساعدة الكونغو، مؤخرًا عن الانسحاب بعد مقتل ثلاثة من جنودها فى يناير/كانون الثاني. كما هددت أوغندا بالعمل العسكرى فى شرق الكونغو، مما زاد من تعقيد الوضع المتقلب بالفعل.

دعا تشيسكيدى المجتمع الدولى إلى الضغط على رواندا لسحب دعمها لحركة إم٢٣، لكن التحرك العالمى كان محدودًا. عندما هاجمت حركة إم٢٣ آخر مرة فى عام ٢٠١٢، أجبرت الإدانة الدولية رواندا على التراجع، وهُزمت الميليشيا فى النهاية. ولكن هذه المرة، تبدو رواندا أكثر تصميمًا، وكانت القوى الأجنبية مترددة فى التدخل بشكل حاسم.

فى ظل الفوضى التى تعيشها المؤسسة العسكرية، والمشهد السياسى الهش، وملايين المدنيين النازحين، تتفاقم أزمة الكونغو. وإذا استمرت محادثات السلام فى التعثر وظل الدعم الدولى ضعيفًا، فإن البلاد معرضة لخطر المزيد من عدم الاستقرار ومعاناة شعبها المستمرة.

نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يفاجئ العاملين بمركز طب أسرة السيل ويطمئن على الخدمات الطبية
  • إيهود أولمرت : غزة فلسطينية وليس لدينا ما نفعله هناك.. وترامب قد يصنع التاريخ
  • من الرصيف الهادئ إلى مسرح الجريمة.. مدخل عقار يتحول أكوام مخالفات خطيرة
  • لأول مرة.. الاحتلال الإسرائيلى يهدم منازل فى القدس خلال شهر رمضان
  • العميد عاطف الإسلامبولى.. شهيد الواجب ورمز الشجاعة الذى لا يغيب
  • موعد الحلقة الخامسة من مسلسل جودر2
  • في مواجهة حركة إم23.. جيش الكونغو الضخم يكافح لمحاربة ميليشيا أصغر حجمًا بكثير
  • برلماني: القمة العربية نقطة بناء رئيسية في مسار دعم القضية الفلسطينية
  • ملك الأردن: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد