تحدث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن "اتهامات خطيرة جداً" بأعمال عنف جنسي ارتكبها عناصر حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وطلب من إسرائيل السماح لفرقه بالتحقيق بهذا الأمر.

وقال الأربعاء خلال مؤتمر صحافي في جنيف "هناك اتهامات خطيرة جداً ويجب التحقيق فيها، يجب توثيق الوقائع بشكل صحيح".


وأضاف "نحن نأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد" لكن "يجب التحقق بدقة مما إذا كانت عملاً متعمداً ومعمماً ومنهجياً" قائلاً: "لست في وضع يسمح لي بتأكيد ذلك".
وأكد أنه منذ أسابيع "طلب من السلطات الإسرائيلية (...) نشر فريق، فريقي، لمراقبة وتوثيق والتحقيق في القضايا المتعلقة بالهجمات الرهيبة ضد الاسرائيليين" مضيفاً "لقد كررت هذا النداء وآمل أن يتم الاستماع إليه، لكن حتى الآن لم أتلق أي رد".
رغم انه من السهل أكثر التحقيق على الارض، أكد تورك أنه سيجد "وسائل اخرى للتحدث الى أي شخص يجب أن نتحدث معه".

نتانياهو يتهم حماس بارتكاب جرائم جنسية.. وبايدن يدينhttps://t.co/2dKiNbBd56

— 24.ae (@20fourMedia) December 5, 2023 وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان إن "الأشكال الفظيعة للعنف الجنسي يجب أن تكون موضع تحقيقات معمقة وعلينا أن نحرص على إحقاق العدالة. هذا واجبنا تجاه الضحايا".
تندرج تصريحات تورك في إطار من الانتقادات المتزايدة للأمم المتحدة بسبب عدم تحركها أمام أعمال الاغتصاب واعمال العنف الجنسي الاخرى التي قد تكون ارتكبت خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
حتى قبل بدء فحوص الطب الشرعي، تم التداول بصور تدل على الطبيعة المروعة للهجمات إلى جانب لقطات بثها المقاتلون مباشرة في اليوم الذي قتل فيه في اسرائيل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتشن إسرائيل حملة قصف مدمر على قطاع غزة، وتنفذ فيه منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) عمليات برية واسعة النطاق رداً على هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). وقتل 16248 شخصاً أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
"أكاذيب لا أساس لها"
نفت حركة حماس بشكل قاطع الاتهامات بحصول عنف جنسي خلال هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) منددة في بيان بـ"الحملات الصهيونية المضللة والتي تروج لأكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة وهدفها شيطنة المقاومة الفلسطينية".
من جهتها قالت الشرطة الاسرائيلية إنها تحقق في "حالات" عنف جنسي تقول إن مقاتلي حماس ارتكبوها ضد نساء في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ووجود "شهود" على حوادث اغتصاب.
وتم جمع معلومات وأدلة على تلك الادعاءات من شهود ولقطات لكاميرات مراقبة ومن التحقيق مع مسلحين فلسطينيين تم اعتقالهم في أعقاب الهجوم. الأسبوع الماضي قال مسؤول في الشرطة انه تم حتى الآن جمع "أكثر من 1500 شهادة مثيرة للصدمة وقاسية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اتّهم الحركة مراراً بارتكاب عنف جنسي خلال هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الثلاثاء، إن الرهائن الإسرائيليات المفرج عنهن أبلغن عن "حالات اعتداء جنسي واغتصاب وحشي".
الغضب الذي أثارته هذه الاعمال المفترضة يواصل التزايد ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء إلى إدانة ما قال إنه "عنف جنسي" ارتكبته حماس. وقال بايدن: "لا يمكن للعالم غض النظر عما يحدث. يتعيّن علينا جميعاً -- حكومة ومنظمات دولية ومجتمعاً مدنياً ومؤسسات -- إدانة العنف الجنسي لإرهابيي حماس بقوة ومن دون مواربة".
وتتّهم إسرائيليات ونشطاء حقوقيون منظّمات دولية بالضلوع في مؤامرة من خلال التزام الصمت بشأن جرائم جنسية لا سيما عمليات اغتصاب يشتبه بأن مقاتلين في حماس ارتكبوها.

الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تسعى لحشر النازحين في غزة باتجاه معبر رفح https://t.co/N8WeUkZwAc

— 24.ae (@20fourMedia) December 6, 2023 بدأت الأمم المتحدة التعبير عن مواقف أكثر حزماً اعتباراً من الأسبوع الماضي لا سيما من خلال تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
والأربعاء أيضاً، وصفت مديرة منظمة اليونيسف كاثرين راسل "الروايات عن عنف جنسي ارتكب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل" بانها "مروعة".
وأضافت على منصة إكس "يجب الاستماع إلى الناجيات ودعمهن ومعالجتهن. يجب التحقيق بشكل كامل في تلك المزاعم. نحن ندين العنف القائم على النوع الاجتماعي وكل أشكال العنف ضد النساء والفتيات".
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة قال إن رد الفعل كان أخيراً وغير كاف من حيث الجوهر.
وأعرب في رسالة لوكالة فرانس برس عن أسفه لأن "الأمر استغرق اليونيسف نحو شهرين للتحدث عن ضحايا إسرائيليات (...) بعد حملة دولية وضغوط".
كما قال إن كاثرين راسل لم تذكر حماس في رسالتها على إكس مضيفاً "هذه طريقة أخرى لغض النظر عن الفظائع التي ترتكبها حماس (...) فعدم ذكر حماس يضفي شرعية على نشاطاتها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأمم المتحدة الأمم المتحدة تشرین الأول عنف جنسی

إقرأ أيضاً:

نائبة تطالب بمحاسبة مدير مدرسة ضرب طالبتين بالبحيرة

تقدّمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجّه إلى كل من المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، وذلك بشأن واقعة اعتداء مدير مدرسة ثانوية عامة بمحافظة البحيرة على طالبتين بالضرب، حيث قام بصفعهما على الوجه وركلهما وسحبهما من ملابسهما.

نائبة تطالب بمحاسبة مدير مدرسة ضرب طالبتين بالبحيرة

وتساءلت النائبة: "لماذا أصبحنا متفرجين على ظاهرة العنف ضد النساء، التي تفشّت في مجتمعنا عبر العقود الماضية حتى باتت تحصد أرواحهن أو تتركهن يعانين من أزمات نفسية منذ طفولتهن؟".

بعد قرار النائب العام.. ماذا ينتظر مستخدمي الصواريخ والألعاب النارية؟اعتراف من نائب ترامب بأخطاء ماسك في فصل الموظفين

مطالبةً بضرورة إطلاق حملات توعوية لمناهضة العنف ضد النساء، وسنّ تشريع عاجل يُحاسب أي رجل يعتدي على امرأة – سواء كانت زوجته، ابنته، شقيقته، أو طالبة لديه – متسببًا في إيذائها جسديًا أو نفسيًا.

كما ناشدت الجزار الأزهر الشريف بالمشاركة في هذه الحملات لمواجهة الفكر المتطرف الذي يستند إلى تفسيرات مغلوطة للقرآن الكريم، تُلقّن للأطفال في الكتاتيب والمدارس، مما يرسّخ لديهم ممارسات العنف ضد النساء والأطفال عند الكِبر.

إحصائيات صادمة عن العنف ضد النساء في مصر

وأشارت النائبة إلى أن 31% من النساء المصريات يتعرضن للعنف من أزواجهن، إذ تواجه 3 من كل 10 نساء سبق لهن الزواج (بين 15 و49 عامًا) بعض أشكال العنف الزوجي.

وأضافت أن العنف الجسدي هو الأكثر انتشارًا، حيث تعرّضت له 26% من النساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج، بينما 2% تعرضن للخنق، وهو أحد أشد أشكال العنف خطورةً رغم عدم شيوعه.

كما أوضحت أن: 22% من النساء المعنّفات تعرضن للصفع. 15% تعرضن للدفع بقوة أو قذفهن بأشياء. 13% تم ليّ أذرعهن. 8% تعرضن للكم بقبضة اليد أو بأداة مؤذية. 6% تعرضن للركل.2% تعرضن لعنف شديد مثل الحرق أو الخنق.1.3% وُجهت إليهن تهديدات أو هجمات بسلاح.

تشريع رادع للعنف ضد النساء

وشدّدت على أن هذه الإحصائيات تعكس الحالات التي خضعت للاستطلاعات من قبل المنظمات الحقوقية المصرية والمجلس القومي للمرأة، إلا أن الواقع قد يكون أشد قسوة، حيث توجد أعداد أكبر من النساء المعنّفات اللاتي لم تصل أصواتهن بعد ويحتجن إلى الحماية.

العنف الذكوري وثقافة التربية الخاطئة

وأكدت عضو مجلس النواب أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب إصلاحًا جذريًا للسلوك التربوي في جميع أنحاء مصر، سواء في المدن، الأرياف، الصعيد، سيناء أو الواحات، للقضاء على ثقافة العنف الذكوري التي ترسّخت في اللاوعي الجمعي للرجال، فتظهر عند حدوث أي خلاف مع الطرف الأضعف في العلاقة.

وأضافت: "التربية على إباحة ضرب النساء – سواء كانت شقيقة، زوجة، أو ابنة – ليست من الرجولة في شيء. من يرى في ضرب النساء إثباتًا لرجولته فهو إما مريض نفسي أو غير ناضج."

ولفتت إلى أن العنف ضد النساء لا يرتبط بمستوى التعليم أو الدخل، بل يرتبط بالتنشئة الأخلاقية. فالرجل الذي تربّى على الاحترام والتقدير يعلم أن ضرب النساء "عيب"، ولن يُقدِم على هذا السلوك المنحرف.

مقالات مشابهة

  • هاليفي: لا أملك سوى الإشادة بحماس على خداعنا قبل 7 أكتوبر
  • نائبة تطالب بمحاسبة مدير مدرسة ضرب طالبتين بالبحيرة
  • الأمم المتحدة تحذر من الارتفاع المقلق للتعصب ضد المسلمين وتدعو للحد من خطاب الكراهية
  • خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة
  • المبعوث الأممي لسوريا: ندعو لإنهاء جميع أشكال العنف فورًا وحماية المدنيين
  • الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم
  • الأورومتوسطي .. بعد تأكيد استخدام إسرائيل للعنف الجنسي والإنجابي.. الصمت لم يعد ممكنًا
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال "عنف وإبادة جماعية" في غزة
  • حماس تدعو محكمتي العدل والجنايات الدوليتين للتفاعل مع تحقيق الأمم المتحدة
  • تحقيق أممي: هجمات "إسرائيل" على مراكز الإنجاب في غزة إبادة جماعية