صحيفة "هآرتس" العبرية تنشر تحقيقاً يفضح أكاذيب الاحتلال حول عملية طوفان الأقصى - دحض مزاعم قتل الأطفال والحوامل
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية زيف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مقاتلين من كتائب القسام جرائم ضد الإنسانية في مستوطنات غلاف غزة، وقتلهم عشرات الرضع وقطع رؤوسهم، في عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وفنّد التحقيق في البداية، اتهام الاحتلال القسام بقتل عشرات الأطفال الرضع وقطع رؤوسهم خلال العملية، مشيرًا إلى أنه لم يرد في سجلات قتلى الهجوم سوى اسم رضيع واحد فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال نشر حينها، على لسان ضباط في الجيش ومسعفين ومذيعة في قناة "I24NEWS" الاسرائيلية، أنه "عثر على جثث 40 رضيعًا على الأقل، قتلوا ومُثّل بجثثهم"، فيما نشرت صحف عالمية على صدر صفحتها الأولى أن مقاتلي القسام قتلوا 40 رضيعًا وقطعوا رؤوسهم.
في حين بيّن التحقيق أنه لم يتم العثور على عمليات قتل جماعية لرضع أو أطفال في الغلاف، وهو ما يدحض ادعاء أحد ضباط الجبهة الداخلية الإسرائيلية وكذلك قائد المنطقة الشمالية الأسبق "يائير جولان"، إذ ادعى الاثنان أنهما شاهدا جثثًا لثمانية رضع في أحد منازل الغلاف.
وقالت الصحيفة: "تأكد فقط مقتل الرضيعة ميلا كوهن ابنة السنة في كيبوتس بئيري مع والدها أوهي، وفي حالة أخرى تم تسجيل وفاة جنين بعد ولادته في مستشفى سوروكا من أم بدوية تعرضت لإطلاق نار، حيث توفي الجنين بعد فترة من ولادته، كما جرى تسجيل مقتل طفلين (6 سنوات) في نير عوز، ومقتل طفل في عرعرة بالنقب بعد سقوط صاروخ".
وبالاضافة إلى ذلك، نشر الاحتلال أكاذيب أخرى من بينها شهادات على لسان أعضاء في منظمة "زاكا" الإسرائيلية المسؤولة عن تشخيص القتلى، إذ قال أحد العاملين فيها إنه شاهد 20 جثة لأطفال مقيدين ومحترقين في إحدى الكيبوتسات.
وقال للصحيفة إنه شاهد في كيبوتس كفار عزا ما بين 10-15 طفلا قتلوا وأحرقوا مقيدين، في الوقت الذي قال فيه لوسيلة إعلام أخرى إن العدد هو 20 وأن الحادثة حصلت في كيبوتس آخر وهو بئيري وليس كفار عزا.
فيما فنّدت الصحيفة أقواله بتأكيدها أن قائمة قتلى كيبوتس "كفار عزا" لم تشمل أي أطفال، وتضم 3 قاصرين (تحت 18 عامًا)، كما أن قائمة قتلى كيبوتس "بئيري" تخلوا من أي طفل أيضًا، وتتضمن أسماء 9 قاصرين قُتلوا في عدة منازل ولم يتم تسجيل حادثة قتل فيها 20 معًا.
كما تحدثت الصحيفة عن رواية كاذبة أخرى قال فيها أحد مسؤولي طواقم منظمة "زاكا" إنه شاهد في كيبوتس "بئيري" امرأة حامل قُتلت بطعنة في بطنها وشاهد الجنين وهو ميت من الطعنة بعد خروجه من بطنها نتيجة الطعن، لكن "هآرتس" أكدت عدم تسجيل مقتل أي امرأة حامل مع جنينها في الكيبوتس في ذلك اليوم.
وبالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة شهادات من الكيبوتس قال أصحابها إن "قصة المرأة الحامل والجنين ليست في بئيري"، كما أن شرطة الاحتلال لم تسجل حادثة من هذا النوع، فيما ردت منظمة "زاكا" قائلة إن أفرادها ليسوا مختصين في تشخيص الجثث وأنه "من الممكن أن القصة التبست عليهم من كثرة الجثث، وبالتالي رووا روايات لم تحصل".
تنفيد رواية الرضيع داخل الفرن
كما تطرق التحقيق إلى رواية "إيلي بار" مسؤول منظمة الإسعاف "ايخود هتسلا" الذي ادّعى خلال مؤتمر للتبرعات في الولايات المتحدة، أنه شاهد طفلاً أُدخل إلى فرن وتم شواؤه حتى الموت.
وقالت الصحيفة إن الرواية ليس لها أساس من الصحة، وإن الرضيعة الوحيدة التي قتلت كانت "ميلا كوهن"، في الوقت الذي أكدت فيه شرطة الاحتلال أنها لا تملك معطيات تدلل على وقوع الحادثة المذكورة.
وادّعى مصدر في الإسعاف الإسرائيلي أن "مصدر الخطأ كان من أحد المتطوعين الذي قال إنه اعتقد أنه شاهد شيئاً كهذا في قاعدة شورا وتحدث بذلك لمسؤوله".
زيف رواية زوجة نتنياهو حول ولادة طفل لمخطوفة في غزة
وتطرق التحقيق إلى الرواية الكاذبة التي نقلت على لسان زوجة رئيس حكومة الاحتلال "سارة نتنياهو"، التي ادعت أن "نتفاري مولكان" إحدى المحتجزات التايلنديات أنجبت طفلاً في الأسر.
وأكدت عائلة "مولكان" للصحيفة أن ابنتهم لم تكن حاملاً أصلاً، بالإضافة إلى إعلان منظمة "Aid for Farm Workers" أن الحديث يدور عن إشاعة ليس لها أساس من الصحة.
كما أن المقاومة أفرجت عن المحتجزة المذكورة خلال صفقة التبادل الجزئية خلال الهدنة، وتبين زيف الادعاء وأنها لم تكن حاملاً ولم تلد في الأسر، في وقت قال جيش الاحتلال إنه لم يكن على دراية بوجود امرأة حامل في الأسر، بينما رفض مكتب رئيس حكومة الاحتلال التعقيب.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی کیبوتس
إقرأ أيضاً:
شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال بيت لاهيا شمال غزة
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام فلسطيني، أعلن أن مدفعية الاحـ ـتلال تقصف حي السلام بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأوضح أن هناك شـ ـهداء وجرحى باستهداف الاحـ ـتلال مواطنين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وشـ ـهيدان ومصابون في قصف الاحـ ـتلال بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بما يحدث في الضفة، بل يعمل على تغيير الواقع الجغرافي والأمني في غزة أيضًا، عبر شق محاور جديدة داخل القطاع مثل محور صلاح الدين، بطول يتجاوز 55 مترًا داخل الأراضي الفلسطينية، بما يمثل اعتداءً صريحًا على الحدود الجغرافية.
وأوضح أن هذه الإجراءات تؤسس لفصل كامل بين غزة ومحيطها، حتى بات الاحتلال يعيد تعريف حدود القطاع، مدعيًا أنها تقلصت إلى 300 كلم فقط، بدلاً من 360 كلم.
وأكمل: مدينة القدس تشهد موجة من الاقتحامات من قبل المتطرفين الإسرائيليين، بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، وتحويل ساحاته إلى أماكن عامة، ضمن خطة صريحة لتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع: استدعاء المواقف التاريخية للأنظمة العربية يكشف حجم الفارق بين الماضي والحاضر في التعاطي مع القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية واستشهد بلقاء جمع بين الملك فيصل وهنري كيسنجر عقب حرب أكتوبر 1973، حين طلب كيسنجر تزويد طائرته بالوقود في الرياض، فكان رد الملك فيصل حازمًا: "بلغت من العمر ما يجعلني أرغب في الصلاة في المسجد الأقصى... وإذا أردت الوقود، فخذني إلى الأقصى لأصلي هناك".
وأوضح غباشي أن هذا النموذج من المواقف العربية القوية أصبح نادرًا في الزمن الحالي، مؤكدًا أن ما يحدث الآن أخطر من "صفقة القرن" التي طُرحت سابقًا، بل ويتجاوز خطورتها إلى مستوى مقارب لاتفاقية "سايكس بيكو" من حيث التأثير على مستقبل المنطقة.
وأكد أن ما يحدث في فلسطين لا يمكن فصله عن بقية العالم العربي، بل هو بوابة لتفكيك المنطقة بالكامل.
وأشار إلى أن إعادة هيكلة المخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية تجري بطريقة ممنهجة، مستشهدًا باجتياح مناطق مثل جنين، مخيم نور شمس، طمون، وطولكرم، ما أدى إلى نزوح قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسط صمت دولي وعربي.
وأتم قائلاً: "من أَمِن العقاب أساء الأدب"، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي على هذه الانتهاكات هو ما يشجع الاحتلال على المضي قدمًا في مخططاته.