مع اقتراب فترة الصمت الانتخابى قبل هذا الاستحقاق الانتخابى المهم قد تكون هذه السطور مفيدة للقارئ الذى لا يزال فى حيرة من أمره هل يذهب للصندوق أم لا، ومن سيختار، وعلى أى أساس سيختار؟ لذا سأحاول تقديم إجابة عن السؤال: لماذا فريد زهران؟

يمثل اختيار فريد زهران تغييراً حقيقياً فى شكل النظام السياسى وعلاقته بالمواطنين، فقد وضعنا فى برنامجنا الانتخابى تعهدات بفتح حوار وطنى حقيقى يزيل جميع العقبات أمام إشراك المواطنين فى الشئون العامة؛ من اختيار برلمان يعبر عنهم، وانتخاب نقابات حرة تدافع عن مصالح أعضائها، وإتاحة المجال للنشاط الحزبى دون قيود ومخاوف، نعم هو برنامج إصلاح سياسى حقيقى يستهدف أن يُنتخب الرئيس لفترة رئاسية واحدة يصبح فيها الرئيس حكماً بين السلطات ويدير العلاقة فيما بينها، تماماً كما يحدث فى أى دولة ديمقراطية مستقرة.

سأنتخب فريد زهران لأنه المرشح الوحيد الذى قدم برنامجاً تفصيلياً يزيد على مائتى صفحة وأتاحه للمواطنين المصريين، نحن اهتممنا بعمل البرنامج وصياغته لأنه التزام ديمقراطى علينا أمام الناخبين وليس تفضلاً منا.

اختيار فريد زهران يأتى لكون خطابه واضح الانحيازات والتوجهات بعيداً عن العبارات العامة والخطابات الشعبوية.

سأنتخب فريد زهران لأننا نريد اقتصاد سوق اجتماعياً، لا تتغول فيه الدولة على القطاع الخاص، وتتحرك فيه الدولة بشكل حقيقى من القطاعات التى يمكن للقطاع الخاص توليها بمفرده من أجل حرية العمل والإنتاج وتعاد فيه الأولويات إلى التصنيع والتوسع الزراعى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. اقتصاد تزداد فيه قدراتنا الإنتاجية لزيادة الأمن الغذائى ووفرة السلع بأسعار مناسبة، وتنفق فيه الدولة الاستثمارات على زيادة المدارس والأبنية التعليمية والمستشفيات وتحسين أحوال المدرسين والكوادر الطبية، وهى أولوياتنا الرئيسية التى تستثمر فى المستقبل الحقيقى لأى بلد يسعى للتقدم.

عزيزى القارئ قد تتصور أن كل المرشحين يقولون ذات الكلام والوعود، لكن ما أراه الفيصل هو المصداقية التى يتحلى بها فريد زهران ونواب حزبه داخل البرلمان الذين رفضوا كل الموازنات العامة التى توسعت فى الاقتراض والاستدانة والإنفاق غير المبرر، ويشهد على ذلك العديد من الكلمات المسجلة وطلبات الإحاطة والأسئلة والأدوات الرقابية التى دافع فيها حزبه عن حقوق المواطنين المصريين ضد ما نراه من سياسات خاطئة تنافى مفهوم التنمية الذى نراه. قد يكون أحد المخاوف المعتادة مع عملية التغيير فكرة أن يتم انتخاب رجل يوصف بأنه خارج الدولة، وهذا الكلام منافٍ للحقيقة تماماً، فالأستاذ فريد زهران رئيس حزب سياسى له مقاعد فى البرلمان، وبالتالى هو من قلب الدولة وليس من خارجها، فضلاً عن أن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى له تجربة سابقة فى ثقة الشعب المصرى سواء عبر المقاعد البرلمانية 2012؛ حيث حاز 21 مقعداً، وبرلمان 2015 حاز فيه 4 مقاعد، وبرلمان 2020 حاز 10 مقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ، فضلاً عن مشاركته فى أول حكومة بعد ثورة 30 يونيو بوجود الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس وزراء ووزير للتعاون الدولى، وبالتالى نجمع ما بين الخبرة فى العمل التنفيذى والخبرة فى العمل التشريعى.

إن التغيير الديمقراطى المشروع وتداول السلطة بالطرق الديمقراطية الآمنة ليس بدعة، بل هو مسار نسعى لترسيخه فى المجتمع المصرى حُرمنا منه منذ عقود طويلة، وبالتالى لا ينبغى أن يستسلم المجتمع لفكرة التنازل عن هذه الحقوق المشروعة تحت أى ذريعة أو مبرر غير منطقى.

استخدم حقك الدستورى، وعبّر عن إرادتك الحرة بعيداً عن أى ضغوط، والاختيار الذى نطرحه انحيازاته واضحة تماماً كـ«الشمس»، أو كرمز مرشحنا فريد زهران.

* المستشار السياسى للمرشح فريد زهران

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فريد زهران الانتخابات فرید زهران

إقرأ أيضاً:

جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي

شاركت دار الإفتاء بجناح خاص فى الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، واختارت الدار الشيخ محمد بخيت المطيعى شخصية جناحها هذا العام، تأكيداً على دوره الرائد فى ترسيخ الفتوى الشرعية والتعريف بالقيم الوسطية، ضمن جهود الدار المستمرة لنشر الفكر الإسلامى المعتدل.

وأكد الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، أن مشاركة دار الإفتاء فى هذا الحدث الثقافى الكبير تأتى استكمالاً لدورها فى خدمة المجتمع ونشر قيم التسامح والاعتدال، مشيراً إلى أن الجناح هذا العام يشكل منصة تفاعلية تتيح للزوار التعرف على الدور الحيوى الذى تضطلع به الدار فى معالجة قضايا العصر من منظور شرعى. وأضاف المفتى: «نسعى دائماً لأن يكون جناح دار الإفتاء مساحة تجمع بين العلم والثقافة والفكر الوسطى، حيث نطرح قضايا تتصل مباشرةً بحياة الناس، ونعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة التى تروجها التيارات المتطرفة، مع التأكيد على الدور الإيجابى للفتوى فى تحقيق استقرار المجتمع».

ندوات لمواجهة محاولات التشكيك والتضليل بطرح يجمع بين الأصالة والمعاصرة

وأشار المفتى إلى أن إصدارات دار الإفتاء التى سيتم عرضها فى جناح الدار بالمعرض تسعى إلى تقديم إجابات علمية وشرعية متعمقة ومتجددة تلبى تساؤلات المجتمع وتتصدى لمحاولات التشكيك والتضليل، بطرح شرعى يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والجناح يوفر منصة للزوار للتفاعل مع علماء الدار، والمشاركة فى الندوات، وطرح استفساراتهم بما يسهم فى تعزيز الوعى الدينى الوسطى ونشر القيم الإنسانية الرفيعة.

ويضم جناح دار الإفتاء فى معرض القاهرة الدولى للكتاب قسماً خاصاً يعرض إصدارات حديثة ومتنوعة تعكس جهود الدار فى تقديم محتوى علمى رصين يتناول القضايا الشرعية والاجتماعية المعاصرة. وقال «عياد» إن الفتوى لا بد أن تعمل على خلق حالة من التوازن بين النصوص الدينية والحكم الشرعى، بعيداً عن التسرع فى إصدار الأحكام، خاصة أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، والقضايا المستجدة والنوازل تحتاج إلى أحكام شرعية تتطلب الدراسة المتأنية وتراعى قدسية النصوص وتتماشى مع متطلبات الواقع بما يوجب على المفتى امتلاك الرؤية الدقيقة والمعرفة بكيفية الاستفادة من النصوص بما يحقق الخير للبلاد والعباد؛ لأن هذه المقاصد ضرورية لاستمرارية الحياة.

وتشمل الإصدارات سلسلة «قضايا تشغل الأذهان» بأجزائها الثلاثة، التى تقدم معالجات فقهية معمقة للقضايا المستجدة، وكتاب «مكونات العقل المسلم ودرجات المعرفة»، الذى يلقى الضوء على أسس التفكير المنهجى، و«نظرات فى زكاة كسب العمل»، الذى يقدم رؤية شرعية حول هذا النوع من الزكاة، و«تاريخ أصول الفقه»، الذى يوثق تطور هذا العلم عبر العصور، وموسوعات مثل «الفتاوى الإسلامية»، و«السياسة الشرعية»، و«دليل الأسرة فى الإسلام»، التى تتناول موضوعات متنوعة تخدم احتياجات مختلف شرائح المجتمع، وتضم مكتبة الجناح كتباً مخصصة للشباب، والمرأة، والصحة النفسية، وإصدارات تسلط الضوء على فتاوى النوازل مثل وباء كورونا، وقضايا الهوية الوطنية، وعلاقة المسلمين والمسيحيين.

مقالات مشابهة

  • عادل عزام يكتب: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك»
  • فى الحركة بركة
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • انتخابات نيودلهي: آلاف الناخبين يتوجهون إلى مراكز الاقتراع
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
  • برقم مميز.. سالم الدوسري يكتب التاريخ مع الهلال السعودي
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي