د. محمد سالم يكتب: لماذا اختيار فريد زهران في الانتخابات القادمة؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
مع اقتراب فترة الصمت الانتخابى قبل هذا الاستحقاق الانتخابى المهم قد تكون هذه السطور مفيدة للقارئ الذى لا يزال فى حيرة من أمره هل يذهب للصندوق أم لا، ومن سيختار، وعلى أى أساس سيختار؟ لذا سأحاول تقديم إجابة عن السؤال: لماذا فريد زهران؟
يمثل اختيار فريد زهران تغييراً حقيقياً فى شكل النظام السياسى وعلاقته بالمواطنين، فقد وضعنا فى برنامجنا الانتخابى تعهدات بفتح حوار وطنى حقيقى يزيل جميع العقبات أمام إشراك المواطنين فى الشئون العامة؛ من اختيار برلمان يعبر عنهم، وانتخاب نقابات حرة تدافع عن مصالح أعضائها، وإتاحة المجال للنشاط الحزبى دون قيود ومخاوف، نعم هو برنامج إصلاح سياسى حقيقى يستهدف أن يُنتخب الرئيس لفترة رئاسية واحدة يصبح فيها الرئيس حكماً بين السلطات ويدير العلاقة فيما بينها، تماماً كما يحدث فى أى دولة ديمقراطية مستقرة.
سأنتخب فريد زهران لأنه المرشح الوحيد الذى قدم برنامجاً تفصيلياً يزيد على مائتى صفحة وأتاحه للمواطنين المصريين، نحن اهتممنا بعمل البرنامج وصياغته لأنه التزام ديمقراطى علينا أمام الناخبين وليس تفضلاً منا.
اختيار فريد زهران يأتى لكون خطابه واضح الانحيازات والتوجهات بعيداً عن العبارات العامة والخطابات الشعبوية.
سأنتخب فريد زهران لأننا نريد اقتصاد سوق اجتماعياً، لا تتغول فيه الدولة على القطاع الخاص، وتتحرك فيه الدولة بشكل حقيقى من القطاعات التى يمكن للقطاع الخاص توليها بمفرده من أجل حرية العمل والإنتاج وتعاد فيه الأولويات إلى التصنيع والتوسع الزراعى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. اقتصاد تزداد فيه قدراتنا الإنتاجية لزيادة الأمن الغذائى ووفرة السلع بأسعار مناسبة، وتنفق فيه الدولة الاستثمارات على زيادة المدارس والأبنية التعليمية والمستشفيات وتحسين أحوال المدرسين والكوادر الطبية، وهى أولوياتنا الرئيسية التى تستثمر فى المستقبل الحقيقى لأى بلد يسعى للتقدم.
عزيزى القارئ قد تتصور أن كل المرشحين يقولون ذات الكلام والوعود، لكن ما أراه الفيصل هو المصداقية التى يتحلى بها فريد زهران ونواب حزبه داخل البرلمان الذين رفضوا كل الموازنات العامة التى توسعت فى الاقتراض والاستدانة والإنفاق غير المبرر، ويشهد على ذلك العديد من الكلمات المسجلة وطلبات الإحاطة والأسئلة والأدوات الرقابية التى دافع فيها حزبه عن حقوق المواطنين المصريين ضد ما نراه من سياسات خاطئة تنافى مفهوم التنمية الذى نراه. قد يكون أحد المخاوف المعتادة مع عملية التغيير فكرة أن يتم انتخاب رجل يوصف بأنه خارج الدولة، وهذا الكلام منافٍ للحقيقة تماماً، فالأستاذ فريد زهران رئيس حزب سياسى له مقاعد فى البرلمان، وبالتالى هو من قلب الدولة وليس من خارجها، فضلاً عن أن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى له تجربة سابقة فى ثقة الشعب المصرى سواء عبر المقاعد البرلمانية 2012؛ حيث حاز 21 مقعداً، وبرلمان 2015 حاز فيه 4 مقاعد، وبرلمان 2020 حاز 10 مقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ، فضلاً عن مشاركته فى أول حكومة بعد ثورة 30 يونيو بوجود الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس وزراء ووزير للتعاون الدولى، وبالتالى نجمع ما بين الخبرة فى العمل التنفيذى والخبرة فى العمل التشريعى.
إن التغيير الديمقراطى المشروع وتداول السلطة بالطرق الديمقراطية الآمنة ليس بدعة، بل هو مسار نسعى لترسيخه فى المجتمع المصرى حُرمنا منه منذ عقود طويلة، وبالتالى لا ينبغى أن يستسلم المجتمع لفكرة التنازل عن هذه الحقوق المشروعة تحت أى ذريعة أو مبرر غير منطقى.
استخدم حقك الدستورى، وعبّر عن إرادتك الحرة بعيداً عن أى ضغوط، والاختيار الذى نطرحه انحيازاته واضحة تماماً كـ«الشمس»، أو كرمز مرشحنا فريد زهران.
* المستشار السياسى للمرشح فريد زهران
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فريد زهران الانتخابات فرید زهران
إقرأ أيضاً:
في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
فى قطاع غزة، تختلط أصوات الطائرات والمدافع مع صرخات الأمهات وأبنائهن مع كل فقيد يفارقهن.
«كامل عياد»، مسيحى فلسطينى من غزة، فتح نافذة على معاناة شعب يعيش تحت وطأة الاحتلال، ليرى العالم ما تحمّله الشعب الفلسطينى من آلام وضياع، فى ظل احتفال الآخرين بعيد الميلاد.
«كل عام كان عيد الميلاد يحمل معانى مختلفة بالنسبة لنا، هو ليس فقط احتفالاً دينياً، بل لحظة تأمل وشعور بالانتماء إلى أرض وُلد فيها السيد المسيح»، بهذه الكلمات تحدث «عياد» بحزن، وهو يسترجع ذكرياته عن الاحتفال بعيد الميلاد فى القطاع.
وأضاف: «قبل الحرب، كنا نحاول أن نحتفل رغم الظروف، نُقيّم مسرحيات تحكى قصة ميلاد المسيح، نُغنّى الترانيم، ونتشارك الأمل مع المسلمين فى غزة وكأننا عائلة واحدة أما اليوم، فالفرح بات غريباً عنا».
فى السابع من أكتوبر 2023، تفاجأ «كامل» وعائلته بالحرب ليتّجهوا إلى كنيسة القديس برفيريوس، التى تُعتبر ثالث أقدم كنيسة فى فلسطين، ظنناً أن الكنائس ستكون أماكن آمنة بعيداً عن القصف، وكانت ملاذاً لآلاف المدنيين الذين لجأوا إليها، بعيداً عن القصف المدمّر الذى اجتاح قطاع غزة، ولكن الأمن الذى كانوا يأملون فيه سرعان ما تبخر تحت قسوة القصف والاستهداف لكل ما هو فلسطينى.
«كامل» الذى يحمل الجنسية المصرية من والدته، اضطر مع أسرته إلى الخروج من غزة، بحثاً عن الأمان، ليجد نفسه فى مواجهة مع جيش الاحتلال خلال رحلة الخروج إلى مصر، فقد كان الطريق محفوفاً بالمخاطر، وعن ذلك قال: «تحركنا عبر الشارع الآمن الذى أعلن الجيش الإسرائيلى أنه آمن من إطلاق النار، ولكن اضطررنا للمشى أنا وأطفالى وزوجتى وسط إطلاق نار رغم الوعود الكاذبة من الاحتلال، رافعين أيدينا فى الهواء نُمسك بهوياتنا، لكننا لم نكن نعرف إذا كنا سنصل إلى بر الأمان أم لا ونجحنا فى الوصول إلى مصر، وبدأت عائلتى حياة جديدة فى منطقة مدينة نصر».
ورغم وجود «كامل» فى مصر مع زوجته وبناته، إلا أن قلبه لا يزال فى غزة، حيث توجد والدته وأشقاؤه الذين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع، ولا يزالون يعانون فى غزة، متسائلاً حول كيفية الاحتفال بعيد الميلاد وهو بعيد عن بلده، وعائلته تعيش فى خوف دائم، لكن تظل رسالة الشعب الفلسطينى فى ظل كل ما يحدث لهم هى رغبتهم فى الحياة، ذلك الحق الذى تحول إلى أمنية.
«باسم»: الأمور أفضل لكن القلق مستمرحالة من الترقّب والحذر يعيشها مسيحيو سوريا خلال احتفالات عيد الميلاد التى تتزامن مع الأحداث الأخيرة، ينتظرون بشغف ما ستؤول إليه تحركات الحكومة المؤقتة خلال الأيام المقبلة، وكيف يمكن أن يسير الحوار المرتقب بينهم، ولذلك تشهد احتفالات الميلاد هذا العام فى بلد الياسمين تحركات خجولة.
ورغم الظروف التى مرت بها سوريا بداية من شهر ديسمبر، إلا أن احتفالات الميلاد لم تندثر، ولكنها ندرت، فلم تملأ الشوارع أصوات آلات العزف وترانيم الميلاد كما كان سابقاً، باستثناء احتفالات باهتة فى باب شرقى وباب توما فى المدينة القديمة، ويتصل بهما حى القصاع، ومن ثم حى جناين الورد وحى القصور، وهى الأحياء الأكثر كثافة للمسيحيين فى دمشق.
وصف «باسم» -اسم مستعار لمواطن سورى رفض الكشف عن هويته- الوضع الأمنى فى سوريا بأنه فى تحسّن مستمر، وأن المعاملة من قِبل الجهات الرسمية تتسم بالاحترام للمسيحيين، رغم وجود بعض الأخطاء الفردية التى يتم التعامل معها بحزم وسرعة: «الأمور بشكل عام أفضل، لكن القلق لا يزال يساور البعض».
القلق المسيحى سيظل يُغلف احتفالات الميلاد، رغم تحسّن الأوضاع، فالكثير من المسيحيين يأملون فى قيام دولة علمانية تكفل المساواة بين جميع السوريين فى الحقوق والواجبات، وهذا الأمل لن يتحقق -كما يرى البعض- إلا بعد اعتماد دستور جديد للبلاد يكفل لهم الحقوق الكاملة: «نحن لا نريد مجرد دولة مدنية، بل دولة قانون، حيث يكون الجميع سواسية»، وفقاً لـ«باسم».
أما بالنسبة لاحتفالات عيد الميلاد، فإنها لم تتغير بشكل كبير فى ظل الظروف الحالية، إذ يمكن للمسيحيين الآن تنظيم احتفالاتهم دون الحاجة إلى التنسيق مع أى جهة، ورغم الأوضاع الصعبة لا يزال الاحتفال بالعيد يعتبر رمزاً للتضامن والأمل.
«أوغيت»: الاحتفالات تمسح الحزن عن «بيروت».. والمغتربون يعودونفى قلب لبنان، الذى لا يزال يعانى من تبعات الحرب، ظل الأمل ينبض فى النفوس، خلعت المدن رداء الحزن والقلق، وأخلت ساحاتها لأضواء الميلاد.. شجرة ومغارة وموسيقى رسمت ملامح عيد لا يهجر بلد الأرز وإن كان مشوباً بكثير من الحذر بسبب الأوضاع المتوترة فى جنوب البلاد وفى دول الجوار.
فى الوقت الذى يعيش فيه المسيحيون فرحة استقبال الطفل «يسوع»، تجد فى لبنان فرحة استثنائية بعيد الميلاد هذا العام، إذ هلّ الفرح بعد فترة من الحرب والدمار فتقول أوغيت سلامة، سيدة لبنانية، فى وصفها للعيد هذا العام: «عيد الميلاد مميز للبنانيين كما هو لجميع المسيحيين فى العالم، فهو ميلاد الرجاء وبداية أعظم قصة حب للبشرية التى بدأت ببشارة مريم العذراء ثم ميلاد يسوع، ولكن هذا العام، ومع كل المعاناة التى مر بها لبنان، أصبح للعيد معنى آخر، فهو يحمل معه أملاً فى السلام ورجاءً جديداً مع شعور عميق بأن الحياة قد عادت، وأن اللبنانيين يمكنهم العودة للاحتفال، بعيداً عن نار الحرب والدمار الذى عاشوه، وخاصة منذ سبتمبر الماضى وحتى إعلان وقف إطلاق النار فى نوفمبر».
وفى كنائس لبنان على الجبل، تجتمع العائلات، وتختلف الوجوه، لكنْ هناك شىء مشترك بينهم ألا وهو الأمل، وتنعكس أضواء زينة الميلاد على الوجوه المرهقة من الحرب، وتملأ الكنيسة أصوات الترانيم التى تتردد فى أرجائها، تقول «أوغيت»: «حتى إن أجواء البهجة والزينة ترافق كل الأديان والطوائف فى لبنان»، لكن ما يميز هذا العام أكثر من أى وقت مضى هو فرحة الأطفال: «أنشطة الأطفال تتعدد بين المسرح وتوزيع الهدايا مع بابا نويل، لكن فرحتهم هذا العام مضاعفة، كما الكبار، لأنهم عادوا للاحتفال فى المناطق التى شهدت العمليات العسكرية، خصوصاً فى بيروت والجنوب والبقاع، فبعد الحروب جاء هذا العيد ليحيى الأمل للأطفال والكبار على حد سواء، ويزرع فى قلوبهم فرحة جديدة».
ليس فقط اللبنانيون داخل لبنان من يفرحون بميلاد المسيح، فحتى أولئك الذين غادروا إلى الخارج بسبب ظروف الحرب، عادوا ليحتفلوا بعيد الميلاد مع عائلاتهم فقد عاد اللبنانيون فى الخارج، سواء للعمل أو الدراسة، إذ حجزوا تذاكر سفرهم فور إعلان وقف إطلاق النار، ليكونوا مع أهلهم فى هذا العيد، وتختتم «أوغيت»: «اللبنانى لا يفقد الأمل، وكلما اشتدت عليه التحديات، زادت عزيمته، لتمسكه بالحياة وبالحرية مهما كانت الظروف والأثمان».