خطأ في غارة بطائرة بدون طيار للجيش يقتل 85 مدنيا في مهرجان إسلامي بنيجيريا
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قالت السلطات المحلية والجيش والسكان، إن غارة بطائرة مسيرة للجيش أصابت بطريق الخطأ قرية في شمال غرب نيجيريا مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين الذين كانوا يحتفلون بعيد إسلامي.
وغالبا ما تعتمد القوات المسلحة النيجيرية على الضربات الجوية في معركتها ضد ما يسمى بميليشيات قطاع الطرق في شمال غرب وشمال شرق البلاد حيث يشن الجهاديون صراعا منذ 14 عاما.
ولم يقدم الجيش تفاصيل أو حصيلة قتلى الضربة التي وقعت في وقت متأخر من يوم الأحد في قرية تودون بيري بولاية كادونا ، لكن السكان قالوا إن العشرات قتلوا وجرحوا.
كما أبلغ مسؤولون محليون عن سقوط قتلى.
وقال حاكم ولاية كادونا أوبا ساني "قتل المؤمنون المسلمون الذين كانوا يحتفلون بمولود عن طريق الخطأ وأصيب كثيرون آخرون بعد هجوم عسكري بطائرة بدون طيار استهدف الإرهابيين وقطاع الطرق" ، وأمر بإجراء تحقيق.
"دفنا 85 شخصا قتلوا في الهجوم بالقنابل"، قال إدريس داهيرو، الذي كان أقاربه من بين القتلى.
وأضاف أن أكثر من 60 مصابا يعالجون في المستشفى، كنت داخل المنزل عندما أسقطت القنبلة الأولى، هرعنا إلى مكان الحادث لمساعدة المتضررين ثم أسقطت قنبلة ثانية».
"كانت عمتي وزوجة أخي وأطفالها الستة وزوجات إخوتي الأربعة من بين القتلى. عائلة أخي الأكبر ماتت جميعا، باستثناء طفله الرضيع الذي نجا".
- عشرات الجرحى -
ونقل عشرات الجرحى إلى مستشفى تعليمي في كادونا عاصمة الولاية، حسبما قال مفوض أمن الولاية المحلي صموئيل أروان بعد اجتماع مع مسؤولي الجيش وقادة المجتمع.
وقال إن الهجوم خلف "عدة قتلى من المواطنين وآخرين مصابين" لكنه لم يقدم حصيلة.
ووفقا للجيش، كانت مهمة روتينية ضد المسلحين هي التي "أثرت عن غير قصد على أفراد المجتمع"، كما قال.
وقال الحسيني إبراهيم لوكالة فرانس برس في وقت متأخر من يوم الاثنين "فقدت 13 فردا من عائلتي المباشرة من بين 85 قتلوا.
"كان من بينهم أطفالي وإخوتي، سبعة أولاد وست بنات. لقد دفنا الضحايا اليوم".
وقال حسن معروف أحد السكان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إن العديد من الضحايا كانوا من النساء والأطفال، وقال إن الصور تظهر الجثث.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس على الفور من تأكيد صحة الصور، وقال "حددنا حتى الآن 30 قتيلا" متحدثا في وقت سابق يوم الاثنين.
ولطالما روعت عصابات الميليشيات، المعروفة محليا باسم قطاع الطرق، أجزاء من شمال غرب نيجيريا، وتعمل من قواعد عميقة في الغابات وتداهم القرى لنهب وخطف السكان للحصول على فدية.
وفي الشمال الشرقي، تم طرد الجهاديين من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في ذروة الصراع، على الرغم من أنهم يواصلون القتال.
وقتل أكثر من 40 ألف شخص وشرد مليونا شخص منذ عام 000.
وجعل الرئيس بولا أحمد تينوبو معالجة انعدام الأمن أولوية منذ توليه منصبه في مايو أيار في إطار سعيه لتشجيع الاستثمار الأجنبي في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.
تسببت غارات القصف العسكرية النيجيرية في سقوط ضحايا مدنيين في الماضي.
قتل ما لا يقل عن 20 صيادا وأصيب العديد منهم في هجوم وقع في سبتمبر/أيلول 2021 في كواتار دابان مسرة على بحيرة تشاد في الشمال الشرقي، عندما ظن الجيش خطأ أنهم مسلحون.
وفي يناير 2017، قتل ما لا يقل عن 112 شخصا عندما ضربت طائرة مقاتلة مخيما يضم 40 ألف شخص نزحوا بسبب العنف الجهادي في بلدة ران بالقرب من الحدود مع الكاميرون.
وألقى الجيش النيجيري باللوم على "عدم وجود علامات مناسبة للمنطقة" في تقرير صدر بعد ستة أشهر.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مسؤول بمركز إسلامي أميركي: فوز ترامب لم يفاجئنا وعلينا أن نكون قوة سياسية
كارولينا الشمالية- عاد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للسلطة من جديد بعد فترة رئاسية أولى شابتها العديد من السياسات المثيرة للجدل، والتي كان لها تأثير عميق على قطاعات مهمة من المسلمين في الولايات المتحدة، مما جعل الكثير منهم يتساءلون عما ستعنيه فترة ثانية من رئاسته لحقوقهم وحرياتهم.
ومثّلت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عام، ومساندة إدارة جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لإسرائيل ومدّها بالمال والسلاح، فرصة للعديد من المسلمين لـ"معاقبة" الديمقراطيين إما بالتصويت لترامب أو لمرشحة حزب الخضر جيل شتاين. كما أن العديد من المسلمين الذين جاهروا بتأييدهم لترامب يعتقدون أنه الوحيد القادر على إيقاف الحرب في غزة ولبنان.
لكن، وبمجرد فوزه بالانتخابات، اتخذ ترامب قرارات مثيرة للجدل تمثلت خاصة في ترشيح حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي ليكون سفيرا لواشنطن لدى تل أبيب، وهو المعروف بتأييده المطلق لإسرائيل، ودعمه للاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس.
ومن جديد، خيّبت هذه القرارات آمال العديد من المسلمين الأميركيين الذي أيدوا ترامب خلال الانتخابات، وعبروا صراحة عن ندمهم على منحه أصواتهم.
الجزيرة نت التقت بالدكتور محمد الجمل، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمركز الإسلامي في "رالي" عاصمة ولاية كارولينا الشمالية، والذي كان رئيسا للمركز لفترتين متتاليتين.
وهذا نص المقابلة:
كثير من المسلمين الأميركيين صوتوا لترامب عقابا لإدارة بايدن ودعمها للحرب على غزة (الأوروبية) كیف شعرت عندما فاز ترامب بولاية رئاسية ثانیة؟ وكيف يؤثر ذلك على المجتمع المسلم في الولایات المتحدة؟فوز ترامب في الحقیقة لم یكن مفاجأة كبیرة بالنسبة لي لعدة أسباب:
أولھا أن الاقتصاد الأميركي ھو العامل المھم بالنسبة للناخب الأميركي والذي یواجه غلاء في المعیشة الآن وطیلة السنوات القليلة الماضية إذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية كثيرا في عھد بایدن وھاریس. ثانيا، أن الناخبين اعتبروا أن رئاسة ھاریس ستكون امتدادا لسياسة بایدن. وھناك سبب آخر وھو الإحساس بعدم مصداقیة ما تقوله وخاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجیة وتأییدھا المطلق لإسرائيل، والاستمرار في الحرب الروسیة الأوكرانیة.وأود أن أضیف أنه لن یكون ھناك فرق بین سیاسة ترامب وسیاسة بایدن فیما یتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط، أعتقد أنھما وجھان لعملة واحدة في ھذه النقطة، ولا أتوقع أن یكون ھناك تأثیر قوي على المسلمین في أميركا رغم ما یردده من عزمه ترحيل ملايين الأجانب غیر النظامیین والذي أوافقه فیه إذا تم بطريقة إنسانیة طبعا.
ما التحدیات أو المخاوف الأكثر أھمیة داخل المجتمع المسلم في الولايات المتحدة بعد فوز ترامب؟ھناك تحدیات ومخاوف كثيرة وأيضا هناك فرص كثيرة للمجتمع المسلم في أميركا. فالخوف ھو من ناحية الاضطهاد والعنصرية ضد المسلمین، وعدم إعطائهم فرص العمل في قطاعات معینة، وتشدید إجراءات تأشیرة الدخول علیھم.
لكن ھناك أيضا فرص للتواصل مع إدارة ترامب والعمل معھا لشرح قضایا المسلمین في الداخل، ومحاولة التأثير ما أمكن على السياسة الخارجیة التي توثر على المسلمین في أنحاء كثيرة من العالم وخاصة الشرق الأوسط.
لمن ذهبت أغلب أصوات المسلمین في كارولينا الشمالية، الولایة المتأرجحة الأولى التي فاز بھا ترامب؟كانت ھناك آراء ومواقف كثيرة فیما یتعلق بمن ننتخب، ترامب أم ھاریس. فالكثير من المسلمین أرادوا معاقبة ھاریس لاشتراكها مع بایدن في مساندة إسرائيل غیر المشروطة إعلامیا واقتصادیا وسیاسیا في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشیوخ في غزة ولبنان.
وأيضا ھناك عدد من المسلمین لم ينتخبوا ترامب وانتخبوا مرشحة حزب الخضر جیل شتاین.
ما رأیك في تعیینات ترامب لإدارته الجديدة؟ وھل سیكون لھا تأثیر على وضع المسلمین في أميركا؟بعض ترشيحات ترامب لوزارات مختلفة تثير القلق بین المسلمين الأميركيين. فمثلا ترشيحه لوزارة الدفاع یدعو للقلق بسبب تحیّزه الأعمى لإسرائيل حسب تصریحات سابقة له. وكمواطن أميركي فأنا قلق أيضا من ترشيح آخرین مثل مات غیتس لتولي وزارة العدل بسبب عدم توفرّ المؤھلات العلمية والعملية لدیه، بالإضافة إلى الفضائح الأخلاقية التي أجبرته أخيرا على التخلي عن الترشح للمنصب.
تعيين ترامب مايك هاكابي الداعم لإسرائيل والاحتلال سفيرا للولايات المتحدة بتل أبيب (رويترز) ھل تعتقد أن تعیین مایك ھاكابي سفيرا للولایات المتحدة لدى تل أبیب سیعقّد من إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؟أعتقد أنه من الخطأ أن ننتظر من ھاكابي أي حل عادل للفلسطینیین، فهو حسب تصریحاته السابقة، لا یعترف بدولة فلسطينية على أرض فلسطين، ولا یعترف بحل الدولتين.
مسلمون كثر صوتوا لترامب سواء عقابا للدیمقراطیین بسبب موقفهم من الحرب على غزة أو لاعتقادهم بأنه الوحيد الذي يمكنه وقف الحرب. ما رأیك في ھذه الإستراتيجية؟ وھل ترامب قادر فعلا على إيقاف الحرب؟أعتقد أن أي رئيس أميركي ترامب أو غیره یستطیع وقف الحرب في غزة وفي أوكرانيا بسبب قوة الولایات المتحدة الأميركية الاقتصادية والعسكرية والسیاسیة.
وترامب في ھذه الحالة قال إنه سیوقف الحرب في الشرق الأوسط وأيضا في أوكرانيا في أقرب وقت، وھذا طبعا ممكن، ولكن السؤال مقابل ماذا؟ أعتقد أن تحيّزه لإسرائيل سیستمر، وھذه سیاسة أميركية ثابتة بصرف النظر عن هوية الرئيس.
ما التغییرات السیاسیة الرئیسیة في إدارة ترامب التي سیكون لھا تأثیر مباشر على المسلمین محليا ووطنیا؟لا أعتقد أن ھناك ما یدعو للقلق من أیة تغییرات قد توثر سلبا على المواطنين المسلمین في أميركا إلا إذا حدثت حرب شاملة وغیر متوقعة في الشرق الأوسط.
كیف ترى صعود التطرف الیمیني وكراھیة الإسلام في سیاق رئاسة ترامب؟ ھل ساھم خطابه في تشجيع جماعات الكراھیة وخلق مناخ من الانقسام؟أعتقد أن ترامب في خطاباته أثناء الحملة الانتخابية أدى الي خلق مناخ انقسام مجتمعي، لیس فقط ضد المسلمین ولكن ضد جنسيات أخرى أيضا. لذلك فمن الضروري الانفتاح على باقي مكونات المجتمع الأميركي وفتح قنوات الحوار مع ممثلي الديانات الأخرى لأن المعركة لن تكون معركة المسلمين وحدهم.
كيف ترى دور المسلمین الأميركیین في السياسة بعد فوز ترامب بفترة رئاسیة ثانیة؟یجب على المسلمین في أميركا أن یتّحدوا ويكونوا قوة سیاسیة ولیس مؤسسات خيرية فقط، وأن یدافعوا عن حقوق المسلمین ھنا في أميركا ویكونوا أیضا أداة لشرح القضایا الإسلامیة للسیاسیین وصناع القرار الأميركي.
برأیك، كیف یمكن للمسلمين الأميركیین الاستعداد للمعارك السیاسیة المستقبلية، خاصة في مناخ سياسي مستقطب؟ وما الدور الذي یجب أن یلعبه القادة المجتمعیون في ھذه الجھود؟أفضل استعداد ھو أن نتحد ونكوّن اتحادا عاما یشمل الجمیع من جمعيات واتحادات ومؤسسات مختلفة في المجتمع الإسلامي الأميركي.
السياسيون یتأثرون بشيئين وھما المال وعدد الناخبین. ونحن كمسلمين وعرب لدینا المال والعدد وعلینا أن نعمل جاھدین ونعتمد على أنفسنا ھذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، علینا عقد تحالفات مع جھات غیر إسلامية ومنظمات أخرى صدیقة تساندنا ونساندها في قضايانا المشتركة.
علینا أيضا أن نستخدم الإعلام بكل أنواعه لشرح قضايانا ومواقفنا للشعب الأميركي والحكومة، على كل مستویاتھا المحلیة والفدرالية.