ما بعد فوز السيسي بالانتخابات.. 2024 عام حاسم ماليا لمصر
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
سلط محللون الضوء على ما بعد "الفوز المحسوم" لعبدالفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية في مصر، ووصفوا عام 2024 بأنه "حاسم ماليا" لاقتصاد البلاد، الذي يعاني أزمة خانقة.
فمع فوز السيسي شبه المؤكد، سيتعين على مصر أن تبحر في مناخ ما بعد الانتخابات الذي يتسم بمزيد من المشاكل الاقتصادية واحتمال حدوث أضرار جانبية من آثار حرب غزة، خاصة مع تفاقم التضخم وحلول موعد سدادها لمبلغ قياسي قدره 29 مليار دولار من مستحقات الديون المستحقة، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد" وترجمه "الخليج الجديد".
وفي السياق، قال رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الدولية، جوزيبي دينتيس: "الشيء الأكثر أهمية في هذه الانتخابات هو فترة ما بعد الاقتراع، حيث يجب على السيسي إدارة الأزمة الاقتصادية وفي الوقت نفسه، منع أي تأثير جانبي لحرب غزة".
واستبعد دينتيس أن يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة بسبب لامبالاة الناخبين على نطاق واسع وفوز السيسي شبه المضمون، قائلا: "أتوقع أن تظل نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة منخفضة، ولن تتجاوز 50% من إجمالي من لهم حق التصويت".
ويرى الباحث والمحلل السياسي المصري، شريف محيي الدين، أن هكذا نمط من التجاهل أو الامتناع عن التصويت سيستمر على الأرجح، موضحا: "إنها الانتخابات الرئاسية الثالثة التي يخوضها السيسي، ومسألة فوزه الفعلي معترف بها على نطاق واسع، ناهيك عن أن عملية الترشيح انتهت بالموافقة على عدد محدود من المرشحين الأقل شهرة".
وفي جميع أنحاء مصر، تصطف الملصقات الانتخابية المؤيدة للسيسي على الطرق السريعة، وتعلو المدن على لوحات إعلانية عملاقة، وتهيمن على المباني العامة، مع غياب للملصقات التي تروج لمرشحي المعارضة بشكل صارخ.
وتأهل 3 مرشحين معارضين إلى الجولة النهائية من التصويت، وهم: فريد زهران، عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وعبد السند يمامة، عن حزب الوفد الجديد، وحازم عمر، عن حزب الشعب الجمهوري، وجميعهم مرشحين غير معروفين على نطاق واسع في مصر، ومن المتوقع أن يفوزوا بنسبة صغيرة من الأصوات.
ونظراً لهيمنة السيسي على المجال السياسي منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 2013، فلا توجد معارضة سياسية قابلة للحياة لنظامه ولا رغبة بين الناخبين المصريين لمعارضته، بحسب دينتيس.
وأضاف: "المرشحون الثلاثة ضعفاء وليسوا مهمين للغاية فيما يتعلق بالانتخابات، لأننا نعلم بالفعل أن النتائج واضحة: المرشح الوحيد ذو المغزى هو الرئيس السيسي، والذي يمكننا أن نتوقع فوزه في الانتخابات".
اقرأ أيضاً
مصر.. الانتخابات الرئاسية تنطلق 1 ديسمبر والمصريون يكادون لا يذكرونها
حجم الإقبال
ويوضح محيي الدين أنه منذ التصويت بعد ثورة 2011، تراجع الاهتمام بالانتخابات في مصر، موضحا: "يعد نمط الانسحاب من الإدلاء بالأصوات أحد السمات المميزة للانتخابات والاستفتاءات في مصر بشكل عام، باستثناء بعض الانتخابات التي أعقبت ثورة يناير/كانون الثاني 2011، حيث شهدت مصر أعلى معدلات المشاركة في تاريخها الحديث".
وأضاف: "برزت انتخابات مجلس النواب 2011/2012 في المركز الأول بنسبة مشاركة تجاوزت 60%، فيما جاءت جولة الإعادة لانتخابات 2012 الرئاسية في المركز الثاني بنسبة مشاركة بلغت 51.85%، بينما كانت معدلات المشاركة في كل الانتخابات التي جرت بعد يونيو/حزيران 2013 أقل من هذه الأرقام".
وفي الانتخابات الأخيرة، التي جرت عام 2018، فاز السيسي بنسبة 97% من الأصوات وشارك حوالي 41% من المصريين في التصويت، وفقًا للهيئة الوطنية للانتخابات في مصر.
ومن المتوقع أن يؤدي الانشغال بحرب غزة إلى إضعاف الاهتمام بالانتخابات، حيث يحول المصريون تركيزهم إلى دعم القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطعة العلامات التجارية الأمريكية.
بعد الانتخابات
وإزاء ذلك، ثمة تكهنات واسعة النطاق بأن البنك المركزي المصري سيتجه لتخفيض قيمة العملة، الذي طال انتظاره، في الأسابيع التالية للانتخابات.
وفي السياق، قال دينتيس إن "الضغوط التي يمارسها صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليون الآخرون قوية للغاية. وبهذا المعنى، من المهم للغاية أن يؤمن الرئيس السيسي أغلبية كبيرة لتنفيذ سياسات الإصلاح، وخاصة السياسات الاقتصادية".
اقرأ أيضاً
فايننشال تايمز: مصر تضيق على منافسي السيسي بالانتخابات وتخنق المعارضة بالترهيب
ومن المتوقع أن يلتقي السيسي مع مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) بأبو ظبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأرجأ الصندوق مرارا وتكرارا صرف مبالغ برنامج مصر، التي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، بسبب تأخر التحول إلى سعر صرف معوم للجنيه المصري.
وفي أعقاب اندلاع الحرب في غزة، ألمح صندوق النقد الدولي إلى أنه سيكثف دعمه للدول المتضررة في المنطقة، وكانت هناك محادثات حول زيادة برنامج إقراض مصر، البالغ 3 مليارات دولار، إلى 5 مليارات دولار، ما سيساعد في تخفيف برنامج سداد ديون مصر الضخمة لعام 2024.
وقال دينتيس: "لقد غيّر صندوق النقد الدولي روايته بشأن السياسات الاقتصادية لمصر، وفي الوقت نفسه خلق فرصة جديدة من حيث التمويل والتسويات".
ورغم علامات التفاؤل تلك، لا تزال مصر بحاجة إلى تعويم عملتها بالكامل لفتح باب التمويل، فبحسب سعر الصرف الرسمي، يتم تداول الجنيه عند 30.91 جنيهًا للدولار، ومع ذلك يبلغ سعر الدولار حوالي 45 جنيهًا مصريًا في السوق السوداء، ما يعتبره البعض تقييمًا أكثر دقة لقيمة العملة المصرية"
لكن قرار تعويم الجنيه لن يكون شعبيا في مصر، إذ يعاني المصريون من آثار الأزمة الاقتصادية منذ منتصف عام 2022، وفي الأشهر الثمانية عشر الماضية شهدوا بالفعل خسارة الجنيه نصف قيمته مقابل الدولار.
وعلى المدى القصير، سيؤدي تخفيض قيمة الجنيه إلى ارتفاع حاد في التضخم، ما سيسبب المزيد من الألم للأسر التي تكافح من أجل توفير الضروريات الأساسية.
وقبل بداية الأزمة الاقتصادية، كان حوالي 30% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر، وكان 30% إضافيون معرضين للفقر، وفقًا للبنك الدولي.
ومع ذلك، ليس هناك الكثير مما يمكن للمصريين المتأثرين فعله لتغيير نتائج الانتخابات أو مستقبلهم الاقتصادي، وهو ما عبر عنه محيي الدين بقوله: "مهما كانت نسبة فوز السيسي بالانتخابات، حتى لو وصلت إلى 100%، فهي شكلية لإضفاء الشرعية على واقع يعرفه الكثيرون".
اقرأ أيضاً
مصر.. تنديد حقوقي بإحالة الطنطاوي للمحاكمة: مؤشر لعدم شرعية الانتخابات الرئاسية
المصدر | العربي الجديد/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر عبدالفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية غزة فريد زهران حازم عمر عبدالسند يمامة الانتخابات الرئاسیة السیسی بالانتخابات صندوق النقد الدولی ما بعد فی مصر
إقرأ أيضاً:
قيادي بالشعب الجمهوري: مشاركة مصر في قمة العشرين تعكس تقدير العالم لمصر و«السيسي»
قال أحمد حبيب، الأمين المساعد بالأمانة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، إن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين التي تُعقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على نجاح دولة 30 يونيو في ملف العلاقات الخارجية، فضلا عن التأكيد على دورها المحوري بين دول العالم، وريادتها إقليميا ودوليا وثقلها في المحافل الدولية.
وأضاف "حبيب"، في بيان اليوم الاثنين، أن حجم التبادل التجاري بين مصر ومجموعة دول العشرين يشير إلى الثقة الكبيرة التي يحظى بها الاقتصاد المصري خلال فترة حكم الرئيس السيسي، لا سيما وأن حجم التبادل التجاري سجل 61 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ55.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023، وهذه الأرقام لها دلالات إيجابية تؤكد صدق الرؤية المصرية الثاقبة.
وأوضح الأمين المساعد بالأمانة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن الدولة المصرية معنية دائما بالدفاع عن الحقوق والحريات وتقوم سياستها على إقرار السلام العادل وإقرار حقوق الإنسان والإصلاح الاقتصادي، وهذا ما يحمله الرئيس السيسي خلال قمة العشرين في البرازيل، والتي تستهدف من خلالها القيادة السياسية المصرية تعزيز دور الدول النامية، وحشد الدعم لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي بما يضمن تخفيف أعباء الديون وزيادة التمويل، وكذلك دور مصر الكبير في طرح قضايا الدول النامية، خاصة الأفريقية والعربية، وتعزيز صوتها في صياغة السياسات الدولية، ما يعكس دور مصر كممثل للدول النامية في القضايا الاقتصادية والسياسية.
وأكد أن مشاركة الرئيس السيسي في مثل هذه القمم ستنعكس بشكل كبير على الاقتصاد المصري وعرض الفرص الواعدة، وتدعيم حقوق الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.
اقرأ أيضاًقيادي بحزب العدل: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين تعزز مكانة مصر الاقتصادية
توافد القادة المشاركين في قمة العشرين بمدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية
سفير مصر الأسبق بالبرازيل: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين فرصة لتبادل وجهات النظر