ذكر تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة أدى إلى تحويل أحياء بأكملها إلى غبار، وأن أجزاء من القطاع قد تكون بعد الحرب خطرة لسنوات بسبب القنابل التي لم تنفجر، وتدمير البنية التحتية والمباني.

وأوضح تقرير آدم تايلور، الكاتب في الشؤون الدولية بالصحيفة، أن الحرب، مهما طال أمدها، ليست سوى البداية، لافتا إلى أن المباني سويت بالأرض، وتم تدمير البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، وأن العديد من الأسلحة التي استخدمت في غزة، بما في ذلك الفوسفور الأبيض المثير للجدل، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه.

مثل الحرب العالمية الثانية

ونقل التقرير عن تشارلز بيرش، خبير إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، الذي كان في غزة في ذروة حملة القصف، قوله إن غزة حاليا مليئة بالمئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، بدءا من الصواريخ المؤقتة إلى الذخائر عالية التقنية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وأضاف "سيكون التلوث لا يصدق، مثل شيء من الحرب العالمية الثانية".

وأشار تايلور إلى أن الذخائر غير المنفجرة قد تكون أكثر التهديدات انتشارا، لأنها ستدوم طويلا بعد الحرب، وتشكل مخاطر على المدنيين لأجيال، وحتى في أوقات السلم النسبي في غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة كانت تقتل وتشوه بانتظام، والمشكلة الآن أسوأ بأضعاف مضاعفة.

ونسب إلى خبراء قولهم إن ذخيرة واحدة من كل 10 ذخائر لا تنفجر، وأن هذا الرقم يختلف اختلافا كبيرا حسب نوع السلاح، ويمكن أن يكون أقل بكثير في بعض الذخائر الأحدث، ويتأثر بعوامل بما في ذلك طول وظروف التخزين والطقس والهدف.

معدلات فشل أعلى

وقال جيمس كاوان، الذي يقود "منظمة هالو ترست"، وهي منظمة غير ربحية تقوم بإزالة الألغام الأرضية "ستكون لديك معدلات فشل أعلى في بيئة حضرية، لأن الكثير من أنواع الذخيرة ستهبط هبوطا ناعما عبر الأسقف".


وقال تايلور إن غزة ستكون غير صالحة للسكن إلى حد كبير لسنوات بالنظر إلى حجم الأنقاض وصعوبة إخراجها في ظل وجود المباني الشاهقة المتهالكة في المدينة والأزقة الضيقة والأنفاق تحت الأرض، وأشار إلى أن التفجيرات السطحية التي يتم التحكم فيها لإزالة الذخائر قد تؤدي إلى تفجير الذخائر المدفونة.

أرقام غير دقيقة

وأوضح تايلور أن إسرائيل لم تصدر أرقاما دقيقة عن الذخائر التي استخدمتها، وعلق على ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أول نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من أن إسرائيل ألقت 10 آلاف قنبلة على غزة حتى ذلك الوقت، بأنه رقم لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل.

وأشار الكاتب إلى انتقاد المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن بسبب افتقارها للشفافية بشأن عدد الأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل، على عكس المساعدات العسكرية المرسلة إلى أوكرانيا.

وفي حين أن مزيلي الألغام، يقول التقرير، لديهم بعض الإلمام بأسلحة الدفاع الجوي الأميركية الصنع أو قذائف المدفعية المتفجرة، على سبيل المثال، فإن معظمهم عملوا بشكل أقل مع الأسلحة الدقيقة التي تنتجها إسرائيل مثل سلسلة صواريخ سبايك.

تكلفة باهظة

وقال تشارلز بيرش إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 30 متعاقدا يحفرون في الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة ونزع فتيلها في غزة، بتكلفة تصل إلى 40 ألف دولار لكل قنبلة.

ويأتي ذلك في ظل انخفاض تمويل جهود إزالة الألغام، وتركز الكثير من الاهتمام العام حاليا على أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام

الاقتصاد نيوز - متابعة

قالت صحيفة واشنطن بوست إن سوريا تشهد حالة من التدهور الاقتصادي، وأمنها محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة بإمكانها إنقاذ هذا البلد الذي يوشك أن يصبح دولة فاشلة برفع العقوبات ولو مؤقتا.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بأن سوريا، بعد أكثر من 3 أشهر من تغيير النظام لا تزال في وضع يائس، لأن 14 عاما من الحرب الأهلية دمرت اقتصادها، حيث يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، ويعتمد حوالي 16.5 مليون من سكانها على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتواجه الادارة السورية الجديدة تحديات جسيمة مثل إصلاح الفوضى الاقتصادية، وهو بحاجة إلى كل مساعدة ممكنة، وتستطيع الولايات المتحدة ذلك -حسب الصحيفة- برفع إدارة الرئيس دونالد ترامب فورا العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تعيق تعافي سوريا.

إحجام بسبب العقوبات الأمريكية

تُعد عقوبات سوريا، المدعومة من بريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، من بين أشد العقوبات صرامة في العالم، وقد شلّت الاقتصاد السوري، ولكن دون أن يتأثر بها الأسد وحاشيته إلا قليلا بسبب روسيا والمخدرات.

وبالفعل -كما تقول الصحيفة- خففت بعض الدول عقوبات محددة للسماح للحكام الجدد باستعادة البلاد عافيتها، فعلّق الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على قطاعات الطاقة والمصارف والنقل، كما رفعت بريطانيا العقوبات عن 24 كيانا سوريا، وألغت تجميد أصول البنك المركزي السوري، وسمحت كندا بوصول الأموال إلى البنوك السورية.

لكن سوريا لم تشهد حتى الآن تدفقا كبيرا للمساعدات المالية والاستثمارات الخارجية، بسبب استمرار العقوبات الأمريكية الصارمة، ولا تزال دول الخليج تحجم عن المساعدة خشية انتهاك القانون الأمريكي.

وقد دعت منظمات إغاثة سورية ودولية، ومنظمات حقوق إنسان، ويهود أمريكيون فرّوا من سوريا منذ عقود ويرغبون في العودة لترميم المعابد اليهودية القديمة، إدارة ترامب إلى تخفيف العقوبات.

ومع أن لدى الولايات المتحدة ما يبرر حذرها -كما تختم الصحيفة- فإنها تستطيع، من دون إنفاق دولار واحد، أن تمنع سوريا من أن تُصبح دولة فاشلة من خلال رفع العقوبات مؤقتا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام
  • عاجل| واشنطن بوست: مقتل 7 عمال إغاثة ومدني في غارات إسرائيلية على بيت لاهيا
  • جيروزاليم بوست: تحطم طائرة مسيرة جنوب إسرائيل.. والحادث قيد التحقيق
  • واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا
  • واشنطن بوست: إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات إغاثة الفلسطينيين
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • "واشنطن بوست": إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات الإغاثة بفلسطين
  • واشنطن بوست: توتر بين القوميين المتطرفين الروسييين في ظل التقارب المفاجئ مع الولايات المتحدة
  • واشنطن تشدد العقوبات على روسيا وتعتزم تزويد أوكرانيا بـ«قنابل» بعيدة المدى
  • واشنطن بوست: مسؤول استخباراتي يشكك في إنهاء الحرب