غزة.عواصم ."وكالات":

نفّذ الجيش الإسرائيلي اليوم عمليات قصف جديدة دامية على مدينة خان يونس المحاصرة في جنوب قطاع غزة حيث يحاول السكان الاحتماء من القصف والاشتباكات على الأرض وهي الأعنف منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة حماس.وقال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في مؤتمر صحافي في جنيف اليوم إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم".

وقال تورك إنه بعد شهرين " ما زال المدنيون في غزة يتعرّضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي".ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وكانت شوارع مدينة خان يونس التي قال الجيش الإسرائيلي إنه يحاصرها شبه خالية اليوم، بينما كان يمكن سماع أصوات الاشتباكات العنيفة وقتال شرس بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين وتواصل تدفّق الشهداء والجرحى إلى المستشفيات، لا سيما الى مستشفى ناصر، المستشفى الأكبر في جنوب قطاع غزة.

وشوهد آلاف المدنيين يفرّون من المنطقة مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محمّلة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.

وقال حسن القاضي "نحن في وسط منطقة خان يونس. هذه المنطقة كلّها مدنيون ولا يوجد فيها مسلحون. هناك أطفال تائهون يبحثون عن عائلاتهم".وأضاف "نحن نريد أن نفهم، إذا كانوا يريدون قتلنا، فليجمعونا في مكان ويبيدونا .. نحن لسنا مجرد أرقام نحن بشر".

ووصل فادي أشي وهو من سكان مدينة غزة إلى رفح بعد رحلة شاقة سيرا على الأقدام. وقال الرجل "لم تتوافر سيارات أو أي وسيلة نقل أخرى"، "لجأنا إلى ثمانية أو تسعة منازل قبل الوصول إلى هنا".

وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان انهم يحاصرون حاصر خان يونس في جنوب قطاع غزة زاعما السيطرة على الأمن في معاقل عدة لحماس في شمال قطاع غزة وأن عمليات تجري الآن ضد معاقلها في الجنوب".

وقالت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين إن مقاتليهما يتواجهون في اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية لمنعها من الدخول إلى خان يونس والمناطق الواقعة شرق المدينة فضلا عن مخيمات اللاجئين القريبة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزّع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريبا إلى خان يونس والوصول إلى المناطق الواقعة شمالا غير ممكن.

ويلقي الجيش الإسرائيلي يوميا على خان يونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه "من المستحيل" إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل.

وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث في بيان "لا مكان آمنا في قطاع غزة، لا المستشفيات ولا الملاجئ ولا مخيمات اللاجئين. ولا الأطفال ولا الطواقم الطبية ولا الطواقم الإنسانية. هذا الاستهزاء الصارخ بأسس الإنسانية يجب أن يتوقف".

من جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الأربعاء إن هناك احتمالا كبيرا لارتكاب "جرائم وحشية" في غزة، وحث على الامتناع عن ارتكاب مثل هذه الانتهاكات.

وأضاف للصحفيين في جنيف "زملائي في حقوق الإنسان يصفون الوضع بأنه كارثي. في هذه الظروف ثمة خطر كبير من وقوع جرائم وحشية".

وتابع "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات على نحو عاجل من جانب الطرفين المعنيين وكافة الدول، خاصة التي لديها تأثير، للحيلولة دون ارتكاب مثل هذه الجرائم".

وقال تورك "نزح نحو 1.9 مليون من أصل 2.2 مليون فلسطيني، ويتم دفعهم إلى أماكن آخذة في التقلص ومكتظة للغاية في جنوب غزة في ظروف غير صحية".

وتابع "لقد توقفت المساعدات الإنسانية فعليا مرة أخرى مع انتشار المخاوف من انتشار الأمراض والجوع".

وأشار إلى ما أسماها "التصريحات التحريضية والمهينة" التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون كبار وقيادات من حماس، والتي قال إنها يمكن أن يُنظر إليها على أنها تحريض على ارتكاب جرائم وحشية.

وقال "لقد أظهر لنا التاريخ إلى أين يمكن أن توصل مثل هذه اللغة... هذا ليس مرفوضا فحسب، وإنما يمكن أن تعتبر أي محكمة صاحبة اختصاص هذه التصريحات في الظروف التي صدرت فيها تحريضا على ارتكاب جرائم وحشية".

والثلاثاء، تكرّرت مشاهد الفوضى في مستشفى ناصر حيث يعالج المرضى على الأرض. وأظهرت مقاطع مصوّرة لوكالة فرانس برس جرحى يُنقَلون في سيارات إسعاف وآخرين في عربات أو يحملهم أقاربهم.

وتفيد الأمم المتحدة أن 1,9 مليون شخص أي 85% من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.

ويتواصل التصعيد على خلفية الحرب في قطاع غزة، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مع قصف متبادل يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وقتل شخصان الثلاثاء أحدهما جندي في الجيش اللبناني في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، على ما أفاد الجيش اللبناني في بيان والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف منشأة لحزب الله. زاعما عبر منصة "إكس"، "الجيش اللبناني لم يكن هدف الضربة"وندّدت فرنسا الأربعاء بالقصف الإسرائيلي الذي أودى بالجندي اللبناني.

وفي شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد أيضا تصعيدا كبيرا في أعمال العنف منذ بدء الحرب، استشهد فلسطينيان، أحدهما في السادسة عشرة والآخر في الثامنة عشرة من العمر وأصيب ثلاثة آخرون بجروح فجر اليوم الأربعاء في مخيم الفارعة للاجئين بنيران الجيش الإسرائيلي، على ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة جرائم وحشیة فی قطاع غزة خان یونس فی جنوب

إقرأ أيضاً:

أحدث حصيلة لأعداد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة

أعلنت وزارة الصحة في غزة ، اليوم السبت 6 يوليو 2024، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 38098 شهيدا، و87705 مصابين، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت الوزارة في بيان لها، أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما أسفر عن استشهاد 29 مواطنا وإصابة 100 آخرين.

وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تتوغل جنوب غزة وتهجر آلاف السكان
  • الاحتلال الإسرائيلي: إصابة ضابط بجروح خطيرة خلال معارك في شمال قطاع غزة
  • هل تكذب إسرائيل في حجم خسائرها؟
  • مقتل ضابط بالجيش الإسرائيلي في معارك جنوب غزة
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلب من النازحين في المواصي بخان يونس بإخلاء المنطقة
  • 38098 شهيدًا و87705 حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر
  • مجلس النواب الألماني يصوت لصالح حظر مثلث حماس الأحمر
  • أحدث حصيلة لأعداد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • استشهاد عشرة فلسطينيين في قصف للاحتلال على رفح وخان يونس
  • أمير قطر يؤكد سعي بلاده لوقف الحرب على قطاع غزة.. الوضع مأساوي