بوتين يعزز موقعه مع صمود قواته..ولندن تتهم موسكو بإدخال تحسينات على طائراتها الهجومية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
عواصم " وكالات ": أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بأنه يكاد يكون فى حكم المؤكد أن روسيا قامت منذ منتصف عام 2023، بتعزيز الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه، بأسلحة مماثلة مصنوعة بمنشآت في روسيا.
وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه يكاد يكون من المؤكد أن روسيا تحاول الآن إدخال تحسينات على تصميمات الطائرات الهجومية بدون طيار أحادية الاتجاه، بناء على الخبرة التشغيلية.
وكان قد تم في أواخر نوفمبر الماضي، الإبلاغ عن طائرة بدون طيار تم إسقاطها، وكانت مزودة ببطاقة "وحدة تعرف المشترك" أوكرانية، ومودم من الجيل الرابع. ومن المحتمل أن يكون هذا هو تعديل روسي بدائي لتحسين التوجيه في الوقت الفعلي، باستخدام الأبراج الخليوية، لتقليل الاعتماد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وهناك احتمال واقعي بأنها تحاول أيضا التخفيف من إجراءات الحرب الإلكترونية الأوكرانية، بحسب ما ورد في التقييم.
ومن المحتمل أن يتم طلاء بعض الطائرات الروسية الأخرى الهجومية أحادية الاتجاه والتي تعمل بدون طيار، باللون الأسود، مما سيجعل من الصعب التعرف بصريا على الطائرات بدون طيار التي تحلق ليلا.
وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تحديثا يوميا بشأن الحرب، منذ بداية الحرب في 24 فبراير عام 2022. وتتهم موسكو لندن بشن حملة تضليل بشأن الحرب.
في هذه الاثناء، أعلنت بريطانيا اليوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على 46 فردا وجماعة من دول مختلفة قالت إنهم متورطون في سلاسل الإمداد العسكرية لروسيا ويساعدون في استمرار غزوها لأوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن من بين الخاضعين للعقوبات جهات تعمل في الصين وصربيا وأوزبكستان.
وأضافت أن العقوبات تستهدف أيضا شركات في روسيا البيضاء وتركيا وغيرها تواصل دعم التدخل الروسي غير القانوني لأوكرانيا.
أوكرانيا تسقط 41 طائرة مسيرة
وفي سياق الاعمال القتالية اليومية، قال مسؤولون في كييف اليوم الأربعاء إن روسيا شنت هجوما كبيرا بطائرات مسيرة على مناطق في جنوب ووسط وشرق أوكرانيا خلال الليل مما ألحق أضرارا ببنايات خاصة وتجارية وكذلك ببنية تحتية.
وقالت القوات الجوية إن سلاح الجو أسقط 41 من أصل 48 طائرة روسية مسيرة انطلقت من مدينة كورسك بغرب روسيا وشبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو عام 2014 وأضافت أن جميع الطائرات المسيرة الهجومية.
وتحدث هجمات بطائرات مسيرة كل ليلة تقريبا لأسابيع والضربة الأحدث هي الأكبر حتى الآن هذا الشهر.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منازل الناس والمباني التجارية تضررت بسبب حطام طائرات مسيرة في مناطق مختلفة.
وأضاف في بيان أن أضرارا لحقت بمنشآت غير محددة للبنية التحتية في عدد من المناطق وكذلك بأنابيب غاز في شمال شرق منطقة خاركيف.
ولم ترد تقارير بعد عن سقوط مصابين أو قتلى.
وفي سياق اخر حذر مدير مكتب الرئيس الأوكراني في كييف، أندري يرماك، من احتمال هزيمة بلاده في الحرب ضد روسيا إذا نفد التمويل الأمريكي في نهاية العام.
ونقلت إذاعة صوت أمريكا اليوم الأربعاء عن يرماك قوله "بالطبع، فإن هذا الاحتمال المرجح للغاية يجعل من المستحيل استمرار عملية تحرير (الأراضي الأوكرانية) و(يسبب) خطرا كبيرا بخسارة هذه الحرب".
ودعا السياسي الأوكراني الكونجرس الأمريكي إلى تمرير حزمة بقيمة مليار دولار تم حظرها منذ أكتوبر.
وفي الوقت نفسه، أكد يرماك أن لدى كييف أيضا خططا عسكرية للعام المقبل.
واعترفت واشنطن، أكبر داعم لكييف في الحرب ضد روسيا، بأن الأموال المخصصة لأوكرانيا سوف تنفد في ديسمبر.
وتحتاج الميزانية الأوكرانية لعام 2024 مرة أخرى ما يعادل حوالي 39 مليار يورو (42 مليار دولار) من المساعدات الغربية، ورغم ذلك فإن تمويل الـ 27 مليار يورو يعتبر غير مؤكد.
وتشن روسيا حربا ضد جارتها منذ أكثر من 21 شهرا. ولم يحقق الهجوم المضاد، الذي أعلنه الجيش الأوكراني منذ فترة طويلة، أهدافه حتى الآن.
بوتين يعزز موقعه مع صمود قواته
في الوقت الذي وصل فيه فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إلى الشرق الأوسط، يبدو الرئيس الروسي في موقع افضل بكثير مما كان عليه قبل ستة أشهر، في ظل صمود قواته على الجبهة الأوكرانية والخلافات بين الدول الغربية.
فالهجوم المضاد الذي شنته كييف سعيا لاستعادة أراض سيطرت عليها القوات الروسية تعثّر فيما انتعشت عائدات روسيا النفطية مع إيجادها وسائل للالتفاف على العقوبات الغربية. أما تمرّد مجموعة فاغنر الذي هدد في لحظة ما قبضته على السلطة، فبات طي النسيان.
وقال نايجل غولد-ديفيز المتخصص بشأن روسيا وأوراسيا لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "بوتين، وبكل تأكيد، يتحدث بشكل واثق الآن أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الحرب".
تصدت القوات الروسية على خط الجبهة إلى حد كبير للهجوم الأوكراني المضاد الذي أُطلق بفضل أسلحة غربية بمليارات الدولارات. وأما في كييف، فيدور خلاف بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وكبار قادته العسكريين حول ما إن كانت الحرب بلغت طريقا مسدودا.
وفي الغرب، بات موضوع تحمّل العبء المالي لدعم أوكرانيا دفاعيا لعام ثالث محور سجالات سياسية حادة.
في المقابل، تعافت عائدات الطاقة الروسية وتم إسكات المعارضين للكرملين بينما يستعد بوتين حاليا لإطلاق حملته رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة في مارس والتي سيفوز فيها بلا شك.
غذّت هذه العوامل مجتمعة شعورا بالثقة لدى الرئيس الروسي، وفق محللين.
وقال مدير برنامج روسيا وأوراسيا لدى "تشاتام هاوس" جيمس نيكسي لفرانس برس "واجهت روسيا حربا سيئة بشكل استثنائي، لكنها تراهن بالكامل على فتور الغرب وتراجع الدعم" لأوكرانيا، مضيفا "لعلهم على حق".
لطالما صوّر بوتين تدخله في اأوكرانيا على أنه مجرّد جبهة في سياق صراع على النفوذ أوسع بكثير مع الغرب، يعتقد بشكل متزايد أن موسكو لديها ما يكفي من القوة والموارد للانتصار فيه.
وقال خبير العلاقات الدولية لدى "جامعة وسط أوروبا" ألكسندر إتكند "يعتقدون في الكرملين أن الحرب العالمية الثالثة تدور بالفعل وأنهم أفضل استعدادا من سواهم.. يمنحهم ذلك شعورا كبيرا بالحماسة إذ بات للحياة معنى من جديد".
ويتوقع بأن تصوّر موسكو زيارة بوتين إلى أبوظبي والرياض، وهي الثالثة التي يقوم بها خارج دول الاتحاد السوفياتي السابقة منذ الحرب في أوكرانيا، كمؤشر آخر على أن روسيا تحدت المساعي الغربية لعزلها على الساحة الدولية.
في هذه الأثناء، يكثّف بوتين أنشطته العامة في الداخل أيضا.
وبعدما ألغى العام الماضي المؤتمر الصحافي السنوي الذي ينظمه في نهاية كل عام مع تلقي اتصالات المواطنين في ظل الاستياء الشعبي حيال التعبئة، ينظم مجددا هذا الحدث الهام الأسبوع المقبل.
وقد يستغل المناسبة للإعلان عن نيته الترشّح رسميا لولاية جديدة تبقيه في السطة حتى العام 2030.
لكن الخبراء حذروا من أن الأقدار قد تتغيّر مجددا بالنسبة لبوتين خصوصا في ساحة الحرب.
وقال نيكسي "عرف الطرفان تقدّما وانتكاسات في هذه الحرب إذ سيطرا على أراض واتبعا تكتيكات مباغتة نجحت. ما زال التوازن دقيقا. ما زالت النتيجة غير محسومة".
ولفتت مديرة معهد روسيا لدى "كينغز كوليدج" في لندن غولناز شرفتدينوفا إلى أن الشعور بالإنهاك من الحرب ليس حكرا على الغرب.
وقالت "رغم الصمود الاقتصادي والاجتماعي الظاهر في الأمد القصير، إلا أن الاتجاهات الطويلة الأمد المرتبطة بعسكرة الاقتصاد بعيدة كل البعد عن (السيناريوهات) الوردية".
فيسجل التضخم الذي لطالما شكل مصدر قلق للروس تزايدا سريعا فيما تتبنى موسكو ما وصفها محللون بـ"الكنزية العسكرية" القائمة على إنفاق المليارات لدعم الجهد الحربي.
أوضحت شرفتدينوفا أن الكرملين يجب أن يبقى "في حالة تأهب" من ردود فعل محلية غاضبة محتملة حيال التضحيات المقدّمة داخليا لدعم الحرب.
وتسري شائعات بأن الكرملين يستعد للإعلان عن موجة تعبئة جديدة لا تحظى بشعبية بعد الانتخابات.
وخلال الأسابيع الأخيرة، هزّت الكرملين مشاعر الاستياء السائدة في أوساط زوجات الرجال الذين تم تجنيدهم والغضب حيال قرارات العفو عن قتلة ومرتكبي عمليات اغتصاب وافقوا على القتال في أوكرانيا.
لكن ذلك لم يكن كافيا لدفع بوتين للتراجع.
وقال إتكند تعليقا على استراتيجية الكرملين في أوكرانيا "لن يتوقفوا (من تلقاء أنفسهم).. الحل الوحيد هو إيقافهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی أوکرانیا بدون طیار أن روسیا الحرب فی
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تستهدف منشآت للطاقة والوقود في روسيا
قصفت مسيّرات أوكرانية، اليوم الإثنين، منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا الروسية، وفق ما أفاد مصدر بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية، في أحدث هجوم عبر الحدود على منشآت الطاقة.
ويأتي ذلك مع إعلان السلطات الأوكرانية أن ضربة صاروخية روسية أصابت نحو 20 شخصاً في مدينة خاركيف (شرق)، وأن موسكو أطلقت 145 طائرة مسيرة على أوكرانيا خلال الليل.وكثفت موسكو وكييف الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة عبر الحدود، وأطلقت روسيا الأسبوع الماضي صاروخها الجديد "أوريشنيك" على أوكرانيا، ما أثار دعوات دولية إلى وقف التصعيد.
وقال المصدر: "نتيجة عملية قامت بها الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، أصيبت منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا في روسيا ليلاً". ما مدى احتمال قيام روسيا باستخدام أسلحة نووية؟ - موقع 24وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز في 24 فبراير (شباط) 2022 أعلن فيه تضمن الاعلان عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ما تم تفسيره بأنه تهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي(ناتو) إذا ما تدخلوا. وقال حاكم مدينة كالوغا الروسية الواقعة جنوب العاصمة موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة أسقطت ثماني مسيّرات، مؤكّداً أن "مؤسسة صناعية" اشتعلت فيها النيران.
وأوضح المصدر الأوكراني أن "هدف الهجوم كان مستودع نفط لشركة Kaluganefteprodukt JSC التي تشارك في دعم العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا".
وقال شهود عيان في خاركيف إن رصدوا سكاناً وعمال إنقاذ يعاينون الأضرار ويزيلون الأنقاض بعد الضربة الروسية على المدينة التي تعرضت لقصف متكرر منذ شن الكرملين غزوه مطلع العام 2022.
وقال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف إن 23 شخصاً أصيبوا في حين تضرر حوالى 40 مبنى.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 71 مسيّرة بينهت طائرات من طراز شاهد الإيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية، فيما أسقطت 71 طائرة أخرى باستخدام أنظمة دفاعية للتشويش الإلكتروني.
وأضاف في بيان "في السابق، كانت الهجمات بمسيرات شاهد تُنفذ في الليل فقط. الآن يستخدم العدو مسيّرات هجومية خلال النهار أيضاً".
في غضون ذلك، قالت السلطات إن هجوماً روسياً على مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، ألحق أضراراً بمنشآت بنى تحتية وأسفر عن إصابة بعض الأشخاص.
روسيا تحذر أوروبا من "آثار ساحقة" بسبب صواريخ "أوريشنيك" - موقع 24هدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أوروبا من "آثار ساحقة" لصواريخ "أوريشنيك" الروسية، التي استخدمتها موسكو، مؤخراً خلال استهداف مجمع صناعات عسكرية في أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "يمكن وقف هذه الهجمات الروسية من خلال الضغط والعقوبات ومنع وصول المحتلين إلى المكونات التي يستخدمونها لصنع أدوات هذا الإرهاب، وإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا".
وقالت روسيا الإثنين، إن دفاعاتها الجوية أسقطت ثمانية صواريخ بالستية أطلقتها أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زودها بها الغرب ضد روسيا.
وقصفت روسيا وسط أوكرانيا الأسبوع الماضي بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) بدون رأس نووي، وتوعدت بزيادة هذا النوع من الضربات إذا واصلت كييف استخدام الصواريخ الغربية لاستهداف الأراضي الروسية.