في الشباك :الأندية وثقافة التطوع
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تعاني أندية سلطنة عمان من نقص في مواردها المالية بسبب تأصل ثقافة الاحتراف التي غرست لدى المجتمع قبل 10 سنوات من الآن، ولم يكتفِ بأن جمّدت بعض الأندية أنشطة، ووصل الأمر بانسحاب أندية من مسابقات قائمة واعتذار لاعبين من عدم مواصلة التدريبات بحجة عدم استلام مستحقاتهم دون معرفة الأسباب والمسببات التي أدّت إلى تأخير دفع مستحقاتهم والتي هي بكل تأكيد مضمونة ويكفلها القانون في ظل عقود معتمدة في الاتحادات الرياضية.
وفي ظل الوضع الذي تعيشه أنديتنا الرياضية يحتفل العالم باليوم العالمي للتطوع وإن كان العمل التطوعي ليس وليد هذا العصر الحديث؛ إنما حث عليه ديننا الإسلامي، ودلَّت النصوص الشرعية على مشروعيته بقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (سورة المائدة 2)، وفي قول الله تعالى: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
ومن خلال قربي من مجلس إدارة نادي السيب فإن فلسفة العمل التطوعي التي غرسها صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد رئيس مجلس النادي في أبناء ولاية السيب تستحق التوقف معها ودراستها، حيث يرى سموه أن الأندية في سلطنة عمان ليست أندية محترفة إنما أندية هواة وفوق الأنظمة والقوانين المعمول بها في القطاع الرياضي.
العمل التطوعي له أهداف نبيلة لدى جميع أفراد المجتمع، مما يخلق لنا مجتمعات خالية من الأنانية وحب الذات، وعلينا أن نمنح الثقة والحب بلا مقابل؛ لأن الحب هو سر من أسرار الإنسان الذي زرعه الله في بني البشر. يقول تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
من المهم جدا أن تعود اللُّحمة الوطنية بين المنتسبين للأندية وعدم الابتعاد التدريجي كما يحدث الآن؛ فالنادي أنشئ من أجل أن يكون حاضنا للشباب لممارسة هوايتهم الثقافية والرياضية والشبابية وهو هيئة ذات نفع عام لا تستهدف الكسب المادي ويكون غرضها نشر وممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة التي تدخل في أغراضها المحددة في نظامها الأساسي كما عرفها قانون الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي.
لا بد أن ندرك أن النادي ليس فريق كرة قدم فقط إنما هو ناد رياضي ثقافي اجتماعي، وليس حكرًا على أحد وأبوابه مشرعة للجميع في ممارستهم هوايتهم المختلفة والاستفادة من جميع مرافقه.
العمل التطوعيّ في الأندية من الأمور الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها. ويجب أن تكون هذه رسالة مجتمعية يؤمن بها كل أبناء المجتمع وتكون نهجهم وثقافتهم حتى تعود الأندية لمكانتها في المجتمع وتقوم بالدور المنوط بها حسب نظامها الأساسي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العمل التطوعی
إقرأ أيضاً:
درس التراويح بالجامع الأزهر يبيّن الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى فضيلة أ.د أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة ال 17 من شهر رمضان المبارك، خلال درس التراويح، والذي جاء تحت عنوان: "الدروس المستفادة من غزوة بدر"، أولى أولى الغزوات التي خاضها المسلمون.
وأكد فضيلته أن نصر الله ليس له شبيه ولا ينافسه نصر بشري، لأنه نصر في الدنيا ونصر في الأخرة، قال تعالى "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ"، لافتًا إلى أن أن لهذا النصر ثلاثة دروس الأول: هو أن النصر من الله وحده، والدرس الثاني: أنه جاء والمسلمون قلة ولم يمنع نصر الله لهم كونهم قلة، بل الله ينصر من يشاء أيًا كان حالهم وضعفهم، فقال تعالى "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، أما الدرس الثالث: هو فضل الاستعانة بالله وأن من يستعين بالله فإن الله ناصره لا محالة ولا راد لنصره.
ويواصل الجامع الأزهر تقديم دروس التراويح ضمن خطته الدعوية لشهر رمضان المبارك، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية، دروسًا علمية، صلاة التهجد في العشر الأواخر، وتنظيم موائد إفطار للطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار دور الأزهر في نشر الوعي الديني، وترسيخ القيم الإسلامية.