الراي:
2025-03-13@02:18:19 GMT

لبنان.. صراع «فجوة الخسائر» لا يُطَمئن مودعي البنوك

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

أضفت مجموعة من أكبر المصارف اللبنانية البُعدَ القضائي على نزاعها المستمرّ مع الدولة في شأن توظيفاتها المحتجَزة في البنك المركزي، والتي تحول دون تمكينها من سداد الحقوق المتوجبة للمودعين لديها، في حين تنشغل الحكومة بمعاودة صوغ مندرجات مشروع قانون لإصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها يخلو من أي إشارة لمصير هذه المستحقات.


ومن جديد، يبدو المَشهد «سوريالياً» في ما خص المقاربات ذات الصلة بمعالجة الفجوة المالية التي تعانيها البلاد، والمقدَّرة رسمياً وبتأييدٍ من صندوق النقد الدولي بنحو 73 مليار دولار. وللعام الخامس على التوالي، يستمرّ الجدال العقيم بدءاً من تعريفها الرسمي كخسائر محتّمة ينبغي عزْلُها بعملية «شطبِ» العجز في ميزانية البنك المركزي، في تَجاوُزٍ للواقع القانوني لكونها ديوناً مستحقة لمصلحة المصارف جرى توظيفها من مدّخرات وحقوق المودعين.
وتكشف هذه المعطيات المكامن الواقعية للفجوة العالقة، والتي تشي بالمصير «الخاسر» بالاقتطاع أو بالإنكار للجزء الأكبر من حقوق نحو 1.5 مليون مودع من مقيمين وغير مقيمين، ومن لبنانيين وغير لبنانيين جلّهم من الأشقاء العرب أفراداً ومؤسسات، لا يزالون يحوزون قيوداً مثبتة تناهز 92 مليار دولار كمدخرات وجنى أعمار لدى الجهاز المصرفي.
وقد فرض ارتفاعُ مخاوف المصارف من «تهريبٍ محتمل» لتشريع موجبات إعادةِ هيكلةٍ تغفل الإقرارَ بالذمم المالية العائدة لها ضمن توظيفاتٍ ممتدة تبلغ أكثر من 85 مليار دولار لدى البنك المركزي، مسارعة 11 مصرفاً الى عملية «ربْط نزاع» قانونية تحتكم الى مسؤوليةٍ الدولة عن تغطية أي عجز في ميزانية المركزي سنداً الى المادة 113 من قانون النقد والتسليف التي تمنح الدولة حق الحصول على الأرباح المحققة، بالتوازي مع النص الصريح بأنه «اذا كانت نتيجة سنة من السنوات عجزاً، تغطى الخسارة من الاحتياط العام. وعند عدم وجود هذا الاحتياط او عدم كفايته تغطى الخسارة بدفعة موازية من الخزينة».
وفيما بدا انه قَطْعٌ مُحْكَمٌ لمسارِ وضْع القطاع المصرفي تحت ضغوط إعادة الهيكلة ذاتياً تحت طائلة «التصفية» للمؤسسات العاجزة عن استعادة الملاءة المطلوبة، عمّمت جمعية المصارف النصّ الكامل لمذكرة ربْط نزاع تَقَدَّمَ بها المحاميان أكرم عازوري وإيلي شمعون، بوكالتهما عن 11 مصرفاً عاملاً يشكلون الكتلة الأكبر لاجمالي القطاع، وموجَّهة الى وزارة المال لإلزام الدولة اللبنانية بتنفيذ موجباتها القانونية والتعاقدية تجاه مصرف لبنان عن طريق التسديد الفوري الى «المركزي» للمبالغ المستحقة بذمتها تجاهه، وتحت طائلة اللجوء إلى القضاء الاداري.
وفي الخلاصة الرقمية، نصت المذكرة على مطالبة الدولة بسداد دينها الى مصرف لبنان والبالغ نحو 16.6 مليار دولار، وسداد نحو 51.3 مليار دولار، لتغطية خسائر المصرف الظاهرة في ميزانيته لسنة 2020 تطبيقاً لقانون النقد والتسليف، ولا سيما المادة 113 منه. كذلك تغطية زيادة العجز في المصرف عن عاميْ 2021 و2022، من خلال اتباع طريقة الاحتساب التي اتبعتها شركة التدقيق الجنائي الدولية «الفاريز اند مارسال» في تحديد الخسائر حتى العام 2020.
وفي البُعد القانوني، استندت المذكرة الى معادلةٍ متوازية لايفاء الحقوق. فالمصارف المستدعية هي دائنة لمصرف لبنان ومتضرّرة من عدم مطالبته الدولة اللبنانية بديونها. ولذا فهي تنشد إلزام الدولة بسداد ديونها والتزاماتها الى «المركزي» كي يتمكّن بدوره من سداد التزاماته الى المصارف، وبالتالي تتمكّن هي من إعادة أموال المودعين.
ودعمت هذا البُعد، بارتكازِ المذكرة في حيثياتها على ميزانيات مصرف لبنان، وعلى نتائج التدقيق الجنائي الذي أصدرتْه الفاريز اند مارسال (Alvarez &Marsal)، وعلى التدقيق المحاسبي الذي أصدرته اوليفر وايمن Oliver Wyman، بناء على طلب من الدولة اللبنانية.
وبعد سرد مفصّل للطريقة التي أدّت الى تجميع الخسائر في البنك المركزي من خلال استخدام الدولة للأموال، أكدت المصارف المتضررة أن توظيفاتها المالية هي أموال المودعين التي أودعتْها في مصرف لبنان، سواء بإرادتها أو بقوةِ التعاميم والقرارات التي كان يُصْدِرُها المركزي وهي مُلْزِمَة للمصارف.
وفي النتيجة، يرسي رئيس جمعية المصارف سليم صفير معادلةً صريحةً مفادها «أن الودائع مؤمَّنة بالكامل إذا قامت الدولة بتنفيذ موجبها القانوني بتغطية العجز في المصرف المركزي وفق القوانين المرعية، لا سيما المادة 113 من قانون النقد والتسليف». وعليه، «فإن معالجة هذه المطلوبات تقع على عاتق الدولة التي أودت بممارساتها وعجوزاتها المالية المتراكمة الى إيجاد عجز كبير في ميزانية مصرف لبنان».

المصدر: الراي

كلمات دلالية: البنک المرکزی ملیار دولار مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

صراع العملتين: الدينار العراقي يواجه الدولار في السوق الموازية

12 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يستمر الصراع بين الدينار العراقي والدولار الأمريكي في السوق الموازية بالعراق في ظل تقلبات مستمرة تشهدها أسعار الصرف، رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها البنك المركزي العراقي لفرض السيطرة على الوضع الاقتصادي.

ففي الوقت الذي يسعى فيه البنك إلى تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي، تظل السوق الموازية تعكس واقعاً اقتصادياً معقداً يتأثر بعوامل داخلية وخارجية متعددة.
وفي أحدث التطورات، سجلت أسعار الصرف في بغداد يوم 11 مارس 2025 انخفاضاً ملحوظاً في السوق الموازية، حيث بلغ سعر البيع 148,750 ديناراً عراقياً مقابل كل 100 دولار، بينما وصل سعر الشراء إلى 146,750 ديناراً،  .

هذا الانخفاض يأتي بعد أسابيع من التذبذب، حيث كانت الأسعار قد سجلت 149,750 ديناراً لكل 100 دولار في 9 مارس، مما يشير إلى تحسن طفيف قد يكون مرتبطاً بتدخلات البنك المركزي.
تأتي هذه التطورات في سياق إجراءات صارمة اتخذها البنك المركزي العراقي للسيطرة على الاستيرادات والتحويلات المالية الإلكترونية، بهدف الحد من الطلب غير المشروع على الدولار وتعزيز استخدام الدينار في التعاملات المحلية. ووفقاً لتصريحات المستشار الحكومي علاء الفهد  .

من جانبها، بدأت المصارف العراقية في تنفيذ عمليات مراسلة مع مصارف دولية، مما يعزز شبكة العلاقات المصرفية ويسهل عمليات الاستيراد عبر المنصة الإلكترونية التي أطلقها البنك المركزي منذ نحو ثلاث سنوات.

هذه الخطوة تهدف إلى ضمان شفافية التحويلات وتقليل الاعتماد على السوق النقدية غير الرسمية، التي كانت تستحوذ على جزء كبير من الدولارات المهربة خارج البلاد.

ورغم هذه الجهود، يبقى الاستقرار في السوق الموازية بعيد المنال. فالفجوة بين السعر الرسمي، الذي حدده البنك المركزي عند 1,310 ديناراً للدولار للحوالات الخارجية و1,305 دنانير للبيع النقدي (حسب بيانات البنك ليوم 18 فبراير 2025)، والسعر في السوق الموازية لا تزال كبيرة، مما يؤثر على أسعار السلع المستوردة ويزيد من معاناة المواطن العراقي.

إجراءات البنك المركزي تمثل خطوة إيجابية لكنها ليست كافية لمعالجة الجذور العميقة للمشكلة. فالاعتماد الكبير على النفط كمصدر وحيد للعملة الصعبة، إلى جانب ضعف القطاعات الإنتاجية المحلية مثل الزراعة والصناعة، يجعل الاقتصاد العراقي عرضة للتقلبات. كما أن غياب السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية يفاقم من تهريب الدولار، مما يستدعي تدخلاً حكومياً أوسع يتجاوز الإجراءات النقدية إلى إصلاحات هيكلية شاملة.
وصادق مجلس الوزراء في 7 فبراير/شباط 2023 على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار، بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد، حيث ألزم المصارف بالبيع بسعر 1310 دنانير لكل دولار وبسعر 1320 دينارا لكل دولار لعمليات تحويل العملة حال استخدام البطاقات الإلكترونية أثناء السفر أو عبر الإنترنت، مع تحديد سقف 3 آلاف دولار بالسعر الرسمي تمنح لكل مسافر يقدم تأشيرة وتذكرة سفر مع جوازه الرسمي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي يقدم مليار دولار لإعادة إعمار لبنان.. قرض ومساعدات دولية
  • لإعمار جنوب لبنان..سلام: البنك الدولي يرصد 1 مليار دولار
  • صراع العملتين: الدينار العراقي يواجه الدولار في السوق الموازية
  • خبير اقتصادي: فجوة كبيرة بين مبيعات الدولار في البنك المركزي وبين حجم الاستيرادات
  • سلام استقبل الرئيس ميشال سليمان وأعضاء مجلس نقابة الصحافة ووفداً من جمعية المصارف
  • مجلس نقابة موظفي المصارف بحث مع عبد الله في معالجة موضوع احتساب تعويضات نهاية الخدمة
  • مرشح محتمل لحاكمية مصرف لبنان
  • مخاوف من تحوّل لبنان الى ساحة صراع سوري – سوري
  • محافظ المركزي يبحث مع «تيته» سبل تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي
  • زيادة الطلب على الليرة.. هذه أسبابه