أبو مازن: لن نسمح بتمرير التهجير القسري لأبناء شعبنا الفلسطيني
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أنه لم ولن يتخلى عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مهما كانت التضحيات، مشددا على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني: لن نسمح بتمرير التهجير القسري لأبناء شعبنا الفلسطيني، سواء في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية، بما فيها القدس.
وتواصل القوات الإسرائيلية حربها المستعرة ضد قطاع غزة لأكثر من 60 يوما علي التوالي حيث نفذت طائرات الاحتلال عشرات الأحزمة النارية على مختلف مناطق قطاع غزة خاصة رفح وخان يونس.
وتجاوز عدد الشهداء منذ بداية الحرب الـ 16 ألفا، فيما زاد عدد الجرحى عن 42 ألفا.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن أعدادا من الشهداء والجرحى وصلوا إلى مشفى ناصر؛ جراء استهدافات الاحتلال لمناطق مختلفة في خان يونس، الليلة الماضية، معظمهم من الأطفال والنساء.
فيما نفذت طائرات الاحتلال حزاما ناريا عنيفا في بني سهيلا شرق خان يونس، بالإضافة إلى إلقاء قنابل الفوسفور بشكل مكثف شمال وشرق خان يونس.
واستهدف الـقصف منزل لعائلة أبو خاطر في منطقة معن شرقي خانيونس ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء والجرحى بجانب استشهاد عائلات بأكملها جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منازل مدنيين في رفح جنوبي قطاع غزة.
كما ارتقى أكثر من 15 شهيدا جرّاء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي عدد من المنازل لعائلة النجار في شارع غزة القديم بجباليا البلد شمال قطاع غزة.
وقصف الطيران الحربي مربع العمري بجباليا البلد شمال قطاع غزة مع حزام ناري محيط مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.
كما وصل عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى كمال عدوان بعد غارات استهدفت محيط مسجد صلاح شحادة وجمعية الصحوة في شمال قطاع غزة
بينما اشتعلت النيران شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة نتيجة قصف للطيران الإسرائيلي باستعمال القنابل الحارقة.
وارتقى عشرات الشهداء جراء استهداف الاحتلال مبنى سكنيا لعائلة اليازجي جنوب حي الشيخ رضوان في غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على النصيرات والمغازي ودير البلح والبريج وسط قطاع غزة ما خلّف عددا من الشهداء والجرحى.
وانقطعت الاتصالات بشكل كامل في قطاع غزة لنحو 12 ساعة مما أعاق جهود عمليات الإنقاذ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من الشهداء والجرحى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطينيو شمال غزة يصومون على وقع التهديدات ويفطرون فوق الركام
غزة – قضت المسنَّة الفلسطينية "ميسر" ليلتها وهي تحاول لملمة فراشها ومقتنياتها لتبعدها عن مياه الأمطار التي تداخلت ومياه الصرف الصحي، وتسلَّلت إلى خيمة أقامتها فوق أنقاض منزلها بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
ولم تنم "ميسر" التي ولجت عقدها السادس تلك الليلة، بعدما فشلت محاولاتها لمنع المياه من الوصول إلى خيمتها وبعض أثاثها الذي استخرجته من تحت ركام منزلها، ومع ذلك بدَّدت حلكة الظلام بنار أشعلتها لإعداد طعام السحور.
وتبدو التفاصيل اليومية لفلسطينيي شمال قطاع غزة شاقة في شهر رمضان، بعدما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 90% من منازل ومنشآت المحافظة، ورغم ذلك عادت تهدد بعودة الحرب مرة أخرى.
وتشكو "ميسر"، التي تقطن بالقرب من بركة أبو راشد المخصصة لتجميع مياه الأمطار، من مشاكل مركبَّة في رمضان، بدأت بشح الطعام والمواد الغذائية من الأسواق بعدما تعمَّد الاحتلال إغلاق المعابر في أول أيام رمضان، ثم نفاد غاز الطهي الذي اضطرها للعودة لإشعال الأخشاب رغم خطورتها على صحتها، وانتهاء بانقطاع الكهرباء، وانتشار الحشرات والقوارض في المنطقة بسبب الركام، وانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع.
وكل ما تمنَّته "ميسر" أن تصلي التراويح في المسجد ككل عام، لكن الاحتلال الذي دمَّر جميع المساجد في المنطقة حال دون ذلك، حتى إنها لم تعد تسمع الأذان، وتنتظر من يُعلمها دخول أوقات الإمساك والافطار.
ورغم قسوة الظروف المعيشية وانعدام مقومات الحياة في مخيم جباليا، والتي تعيد المسنة إلى بداية تأسيسه عقب النكبة وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948، ترفض هجره وتصر على البقاء فيه، خاصة بعدما تسلل لمسامعها أن مخططا أميركيا يحاك لتهجير أهالي غزة، وراحت تقول "ما ظل (لم يعد) بالعمر قدر ما مضى، نموت بأرضنا ولا نتركها".
ومع قرب دخول موعد الإفطار تسابق السيدة آلاء سمحان (30 عاما) الوقت لطهي طعام أسرتها على موقد النار الذي أقامته بجانب خيمتها، لكن الأجواء الباردة والماطرة لم تسعفها بإشعال الأخشاب.
إعلانوتشير سمحان إلى الظروف الصعبة التي خلَّفتها آلة الحرب الإسرائيلية، وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث دمَّر الاحتلال شقتها السكنية الجديدة بعد أقل من شهر من انتقالها إليها.
كما دمَّر منزل العائلة البديل الذي لجأت للعيش به، واضطرت للنزوح من منطقة لأخرى هربا من الموت، حتى استقر بها الحال في خيمة بالكاد تتسع لأسرتها المكونة من 6 أشخاص.
وينعكس هذا الحال على معظم أهالي محافظة شمال قطاع غزة التي تضم بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيمها ويقطنها 389 ألف نسمة، وتحتل المرتبة الثالثة من بين محافظات قطاع غزة من حيث عدد السكان، حسب الإحصائية الأخيرة لوزارة الداخلية بغزة مطلع العام 2023.
تحت الركام
وفي مشهد مؤلم آخر، قضي أشقاء شهيد أيام رمضان وهم يبحثون عن جثمان أخيهم الذي انقطعت أخباره خلال الاجتياح الإسرائيلي الأخير لشمال قطاع غزة، وتهجير معظم سكان المحافظة على وقع القصف.
ومنذ انسحاب إسرائيل مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، أخذ الأشقاء يبحثون وبجهودهم الذاتية عن أخيهم تحت ركام المنزل الذي توقعوا أنه قضى بداخله، بعدما دكَّته الطائرات الحربية الإسرائيلية بصواريخها.
وبعد جهود مضنية امتدت حتى 8 شهر رمضان، تمكَّن الأشقاء من العثور على شيء من "جمجمة" شقيقهم دون جسده، وأعادوا دفنها بمقبرة مخيم جباليا.
وتفتقد آلاف العائلات الفلسطينية أبناءها في شهر رمضان الحالي، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 61709 فلسطينيين، بينهم 14 ألفا لا يزالون في عداد المفقودين وتحت الركام.
وتكشف شوارع مخيم جباليا التي تحوَّلت لمستنقعات بعد تجريفها وخروج البنية التحتية عن الخدمة، حجم الضرر الذي خلَّفه الاحتلال لجعل المنطقة غير صالحة للسكن.
ومع ذلك بدت الحركة نشطة في الأماكن البديلة للسوق التي أنشأها السكان مستعينين بالحواجز البلاستيكية والأخشاب.
كما اجتهد المواطنون بشمال غزة لتأهيل أماكن لأداء الصلوات رغم تكدس الركام في الشوارع، وذلك لإحياء الشعائر الدينية التي اعتادوا القيام بها في رمضان.
إعلانودبَّت الحركة في المحافظة على وقع التهديدات بعودة الحرب التي تطلقها إسرائيل، وتواصل استهدافها للفلسطينيين المقيمين قرب الحدود مع الاحتلال.
وكان آخرها إصابة 5 أشخاص بعد إلقاء مُسيَّرة إسرائيلية قنبلة على جرافة تابعة للجنة القطرية المصرية في بلدة بيت حانون، وإطلاق زوارق الاحتلال الحربية قذائفها تجاه منازل المواطنين على شاطئ بحر غزة.
وأعلنت بلديات قطاع غزة مواصلتها أعمال فتح الطرقات والشوارع الرئيسية وإزالة الركام منها، ومحاولاتها إيصال المياه لعدد أكبر من السكان عبر حفر آبار مياه جديدة وتأهيل الشبكات المتضررة، وصيانة وإصلاح ما يمكن من شبكات الصرف الصحي، وإزالة النفايات الصلبة من داخل المناطق المكتظة بالسكان.