ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية حولت تركيز عملياتها إلى منطقة خان يونس، ثاني أكبر مركز حضري في غزة، في إطار تكثيف جهودها لتحديد مواقع قادة حماس الرئيسيين وتحييدهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدينة الجنوبية، التي تعاني بالفعل من نزوح جماعي للسكان من شمال غزة، يتم التعامل معها بوصفها معقل حماس في المنطقة.

ووفقا لتحليل كتبه بيتر بومونت، في الجارديان، فإنه في بداية الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 60 يوماً على غزة، كانت المناطق الشمالية هي الهدف الرئيسي، حيث صورت الرواية الاسرائيلية قيادة حماس على أنها معزولة، وكانت تزعم أن مركز قيادتها الرئيسي يقع تحت مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة. و مع تطور الصراع، برزت خان يونس كمنطقة اهتمام مهمة للجيش الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى ان الجيش الإسرائيلي يدعي أن قيادة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار ومحمد ضيف، لجأوا إلى خان يونس بعد فرارهم من المناطق الشمالية في وقت سابق من الصراع، وأخذوا معهم رهائن تم احتجازهم في 7 أكتوبر.

وتتباهى مدينة خان يونس، التي كان يسكنها حوالي 400,000 شخص قبل الصراع، بجغرافيا حضرية مميزة مقارنة بمدينة غزة. وتتمتع حماس بعلاقات تاريخية بالمنطقة، خاصة مع يحيى السنوار ومحمد ضيف، وكلاهما من مخيم خان يونس للاجئين.

وأفادت الصحيفة بأن التقييمات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن البنية التحتية لحماس في خان يونس تعرضت لأضرار أقل مقارنة بالمناطق الأخرى التي استهدفها الهجوم، منوهة بان العملية الموسعة في الجنوب تهدف إلى اعتقال أو القضاء على قادة حماس الرئيسيين، حيث أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، "نحن نهاجم مركز الثقل. حماس هي العنوان. السنوار هو العنوان".

وأضافت أنه مع تصاعد الصراع في خان يونس، أصبح تأثيره عميقا على المدنيين، حيث يواجه النازحون الفلسطينيون تحديات إضافية، وتؤدي أوامر الإخلاء إلى تقليص المناطق الآمنة، ويعرب الكثيرون عن مخاوفهم بشأن سلامتهم في أي مكان في غزة، كما تتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى الاهتمام والتدخل الدوليين.

وأشارت الجارديان إلى أن الهجوم البري على خان يونس يجلب المزيد من المعاناة والخوف لسكانها، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل للنازحين بسبب الصراع، مؤكدة أنه بينما يكثف الجيش الإسرائيلي جهوده في الجنوب، فإن الخسائر في صفوف المدنيين تؤكد الحاجة الملحة للتوصل إلى حل دبلوماسي ووقف الأعمال العدائية في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: 50 ألف حامل في غزة خان يونس حماس خان یونس

إقرأ أيضاً:

“بلومبرغ”: الصراع بشأن الميزانية في حكومة نتنياهو يكشف كيف مزقت الحرب “إسرائيل”

الجديد برس:

تحدثت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن “اهتزاز” يشهده ائتلاف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقتٍ تواجه “إسرائيل” واقعاً اقتصادياً صعباً، إذ يتبيّن أن الحرب على غزة “تُمزق إسرائيل”.

وفي التفاصيل، أوضحت “بلومبرغ” أن “إسرائيل تشهد تباطؤاً في النمو وارتفاعاً في معدلات التضخم والبطالة، وانكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي”، لذا فإن “التدابير الصارمة على جدول أعمال الحكومة”.

وبيّنت “بلومبرغ” أن نتنياهو “يُضخم الإنفاق العام، في ما يعده كثيرون سياسة مالية توسعية غير مستدامة”، لافتةً إلى أن موازنة الميزانية من خلال الضغط على “الحريديم” هو “بمثابة انتحار سياسي”، إذ إنهم “شركاء محوريون في ائتلافه الحاكم، ليس فقط في دوائره الانتخابية فحسب”.

ولكن، “إذا لم تكن هناك ميزانية بحلول شهر مارس، فإن الحكومة، بموجب القانون، تتوقف عن الوجود”. وعليه، “يعكس الصراع على الميزانية الأزمات المتصاعدة التي تواجهها إسرائيل بشأن الأمن والازدهار والهوية”، بتأكيد الوكالة.

يأتي ذلك في وقتٍ “تستمر الحرب في غزة، فيما تتزايد التهديدات والمعارك من لبنان واليمن وإيران، كما أن الضفة الغربية تغلي”. وتأتي أيضاً في وقتٍ “تدفع الحكومة مئات الآلاف من رواتب جنود الاحتياط، فضلاً عن فواتير الفنادق وإعانات الإسكان لعشرات الآلاف الذين تم إجلاؤهم بالقرب من الحدود الشمالية والجنوبية”، وقد “تتدهور أيضاً العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث تلوح الانتخابات الرئاسية في الأفق”.

في هذا السياق، يُقدر بنك “إسرائيل” أن الحرب ستُكلف 250 مليار شيكل حتى نهاية العام المقبل، وقد انطلقت “إسرائيل” بالفعل في جولة اقتراض في الأسواق المحلية والدولية بلغ مجموعها أكثر من 200 مليار شيكل حتى أغسطس الماضي.

وأصبح الاقتراض أكثر تكلفة، لأن المستثمرين طالبوا بأسعار فائدة أعلى منذ بدء الحرب. وتقدر وزارة مالية الاحتلال تكاليف الديون الإضافية بأكثر من 7 مليارات شيكل في العام المقبل، و10 مليارات في عام 2026.

وبحسب مازال معلم، فإن “من المشكوك فيه أن نتنياهو سيتمكن من وضع الميزانية عندما يحين الموعد النهائي”، موضحةً أن “رئيس الحكومة يدرك أن الانهيار الاقتصادي سيمثل نهاية مسيرته السياسية”.

وكان “الكنيست”، قد وافق الخميس، على توسيع الميزانية الإضافية المقرة سابقاً للسنة المالية 2024 لتصل إلى 727.4 مليار شيكل (نحو 192 مليار دولار)، وذلك بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

ومع استمرار الحرب فترة أطول من المتوقع، باتت الميزانية الأصلية غير كافية لتغطية التكاليف المتزايدة. لذلك، تم تحديد حاجة إلى زيادة الإنفاق لمواجهة تداعيات الحرب المستمرة.

وقد نالت هذه الخطوة انتقادات من المسؤولين السياسيين، حيث انتقد زعيم المعارضة، يائير لابيد، هذه الميزانية بشدة، قائلاً: “من أين سيأتي المال؟ الحكومة تقدم هذه الميزانية من دون أن توضح مصادر التمويل”.

وأضاف لابيد أن “الفئة العاملة وطبقة الاحتياطيات ستتحمل العبء المالي الجديد”.

كما انتقد  زعيم حزب “معسكر الدولة”، بيني غانتس، فتح الميزانية مرة ثانية، واصفاً الأمر بالفشل، وقال: “السبب الوحيد لزيادة العجز هو بقاء الحكومة على حساب الإسرائيليين”.

وفي الإطار، ذكر تقرير في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن مناقشة الميزانية في “إسرائيل” تتحول إلى “ميلودراما” بسبب ضغط الإنفاق العسكري على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيراً إلى “تقديم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ميزانية 2025، بعد تأخير شهرين”.

وتشكو وسائل إعلام إسرائيلية الوضع الاقتصادي ومؤشرات التضخم وغلاء المعيشة في “إسرائيل”، وسط لا مبالاة الحكومة وإصرارها على عدم اعتبار الأضرار الاقتصادية للحرب عاملاً من العوامل الموجبة لإعادة التفكير في استمرارها أو توقفها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يقصف مواقع عسكرية وتحذير إسرائيلي من تحول الصراع لحرب إقليمية
  • إعلام فلسطيني: تحليق مروحي منخفض للاحتلال الإسرائيلي غرب مواصى خان يونس
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • “بلومبرغ”: الصراع بشأن الميزانية في حكومة نتنياهو يكشف كيف مزقت الحرب “إسرائيل”
  • 7 شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خان يونس ورفح جنوب غزة
  • حمدان: رسالة مباشرة من السنوار للشعب الفلسطيني والعالم قريبا
  • أسامة حمدان يتحدث عن قدرات المقاومة وخطة اليوم التالي للحرب
  • أسامة حمدان: غزة سيحكمها الفلسطينيون والمقاومة قادرة على الاستمرار
  • قيادي بحماس: غزة سيحكمها الفلسطينيون والمقاومة قادرة على الاستمرار
  • أسامة حمدان: حماس تحتفظ بـ"قدرة عالية" للاستمرار في الحرب